عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها (قصيدة)
الشيخ خير الدين وانلي
حَيُّوا ابْنَةَ الصِّدِّيْقِ أُمَّ المؤمنينْ
مَحبوبةَ المختارِ، فُضْلى العالمينْ
كانَتْ - لَعَمْرُ اللهِ - أغلى زوجةٍ
عند النبيِّ المصطفى الراعي الأمينْ
مَن مِثْلُها في عِلْمِها أو فقهها؟
مَن مثلُها في حِفظها النُّورَ المُبينْ؟
يا أُمَّ عبدِ الله، طبْتِ حَلِيلةً
باللُّطْفِ تستَهوِينَ خَيرَ المُرسَلينْ
كنتِ الأثيرةَ عندهُ؛ لِنضارةٍ
وتفتُّحٍ وتَلَفُّتٍ لِلبائسينْ
إنْ كنتِ قد أبدَيتِ يومًا غَيرةً
فمُحمَّدٌ أَوْلى بها في كُلِّ حِينْ
مَن يُحرِزُ الدُّرَّ الثمينَ يَكُنْ بهِ
حقًّا ضنينًا؛ حبَّذا الدُّرُّ الثَّمينْ
عانَيتِ ضَنْكَ العيشِ، ذُقتِ مَرارَهُ
لَمْ تعبثي يومًا بِمالِ المُسلِمينْ
والمالُ عِندكِ - لو أَردْتِ - مُقَنطرٌ
بل كنتِ فيهِ قُدوةً لِلزاهدينْ
وصبَرْتِ يومَ الإفْكِ صَبْرَ عَفِيفةٍ
لمْ تقطعِ الآمالَ مِن ربٍّ مُعِينْ
حتى أَتَتْكِ من السَّماءِ بَراءةٌ
فالطَّيِّباتُ حَلائلٌ للطَّيبينْ
مَن جاء بالإفكِ الأَثيمِ: جزاؤهُ
جَلْدٌ ورَدُّ شهادةٍ في الشاهِدينْ
فإشاعةُ الفَحشاءِ أَسْوَأُ خَلَّةٍ
واللهُ لا يَرضى عَن المُسْتَفحِشين
اللهُ طهَّرَ آل بيتِ المُصطفَى
مِن كلِّ رجْسٍ؛ أُسْوةً للطَّاهِرينْ
جعلَ الصلاةَ على النبيِّ وآلهِ
فَرْضًا على أَهلِ التَّشهُّدِ أَجمَعينْ
وحلائلُ المُختارِ أوَّلُ آلِهِ
لا سيَّما الحَمراءُ أُمُّ المؤمنينْ.
|