القول اليقين في الدفاع عن أم المؤمنين (قصيدة)
محمود النبهاني
هَام الفُؤَاد بِصَفحَتِي مُتَودِّدا
وَبِحُب أَم المُؤْمِنِين مُجَدِّدَا
فِي ذِكْرِ عَائِشَةَ الكَرِيْمَة جِئتُكُم
أُبْدي المَحَبَّة أسْتَثِير المَقصِدَا
هِي أُمُّ مِن كَان الْرَّسُوْلُ حَبِيْبَهُ
هِي أُمُّ مَن فِي الدِّيْن كَان مُوَحِّدا
هِي أُمُّ كُل المُؤمِنِين، وَحُبُّهَا
فَرضٌ عَلَيْنَا فِي الْهِدَايَة حُدِّدَا
فَهِي الحُمَيرَاءُ الطَّهُور، وَعِرْضُهَا
مِن عِرْض خَيْر الْخَلقِ فِيْنَا أَحْمَدَا
وَهِي الْمُبَرَّأَةُ الشَّرِيْفَةُ بَعْدَمَا
طَالَت لِسَانَ الإِفْكِ، جَاوَزَت الْمَدَى
مِن فَوْق سَبْعٍ جَاءَت الْبُشْرَى وَقَد
زُهِقَت أَبَاطِيلٌ، وَحَقٌّ قَد بَدَا
نَقلتْ لَنَا أَخْلاقَ سَيِّدِنَا وَقَدْ
قَالَت هُوَ الْقُرْآنُ نُورٌ يُقْتَدَى
هِي إِبْنَه الْصدِّيق سَيِّدِنَا أَبِي
بَكْرِ الَّذِي صَحِبَ الْرَّسُوْلَ مُحَمَّدا
فِي الْغَار، بَعْدَ تَجَمُّعِ الْكُفَّارِ كَيْ
يَقْضُوْا عَلَيْه، فَلَم يُبَالِي بِالعِدَا
مَن ذَا يَقُوْل بِبغضِهَا وَبِهَجْرِهَا
فِي دِيْنِه قَد قَال قَوْلاً أَجْرَدَا
جَمَعَ الرِّوَايَاتِ الضعيفةَ، بَيْنَمَا
أَضْحَى بِسِيرَة عِزِّهَا مُتَصَيِّدا
وَلَقَد عَمَاهُ الحِقْدُ بَعْدَ ضَلالِه
مَا لِلحَقُودِ بِحقدِهِ أَن يَصْمُدَا
فَاللهُ يُظْهِرُ دِيْنَهُ لِعِبَادِهِ
وَنَرَى الضَّلالَةَ بَيْنَهُم ضَاعَت سُدَى
يَا رَب، جَمِّعْنَا مَع المُخْتَار وَال
أَخْيَار مِن سَادَات أَقْوَامِ الْهُدَى
وَانْصُر عِبَادَك أَولِيَاءَ اللهِ فِي
تِبيَانِهِم لِلحَقِ وَاجْعَلْهُم يَدَا
وَاهْلِكْ أُنَاساً قَد تَعَدَّى قَوْلهُم
فُجْراً، وَصَالُوا فِي الضَّلالِ تَمَرُّدَا
وَتَنَاقَلُوا عِرضَ الرَّسُولِ بِقَولِهِم
وَغثاؤهُم لِلإثْمِ صَار مُرَدِّدا
هَذَا كَلامِي قُلتُه مُتَقَرِّباً
للهِ فِي مَدْحِي لأُمٍّ تُفْتَدَى
لَم أُوْفِهَا حَقَّ المَدِيْح، فَهَل لَكُم
مِن غَيْرَة العَبْدِ الفَقِيرِ لَكُم صَدَى؟
|