عرض مشاركة واحدة
  #62  
قديم 2013-04-05, 11:27 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 692
افتراضي

"[3]. وهل ما زال هُناك مجال للخوض في عَلاقة المسلمين الأُوَل بآل البيت- رضوان الله عليهم جميعًا- وهم الذين نزَل القرآنُ على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بينهم فصدَّقُوه ونَصَروه، وحمَلوا الدِّين بعده إلى الدُّنيا على أرواحهم ومهجات قلوبهم؟!

وهل مِثْلُ أُمِّ المؤمنين عائشة- رضي الله تعالى عنها- بالتي تُرمَى بالافتراءات دون دليل مِن نَقْل، أو حُجَّة من عقل، بعد أن بَرَّأها الله من فوق سبع سموات؟!

أم أنَّه الحِقْد على الإسلام ورسوله، وكُلِّ مَن أحبَّه- صلَّى الله عليه وسلَّم- بدءًا من زَوْجِه وأحَبِّ الناس إليه، ثم أحبِّ الناس إليه من الرِّجال؛ صاحِبَيْه أبي بكر وعُمر، مرورًا بأبي هريرة الذي لازم النَّبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- ونقل سُنَّته ووَهَب لها حياته، بل وحتى آل النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- وذريته لم يَسْلَموا من الافتراءات- رضوان الله عليهم أجمعين- فضْلاً عمَّا في ذلك من قَدْح في النبيِّ ذاتِه- صلَّى الله عليه وسلَّم.

• حبيبةُ حبيبِ الله- صلَّى الله عليه وسلَّم-:ولم تكن أُمُّ المؤمنين عائشة- رضي الله تعالى عنها- زوجةَ النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- وحَسْب، وإنما كانت حبيبتَه الطَّاهرة التي افتَرى عليها الأفَّاكون- بلا ذَنْب جنَتْه- لِعِلْمهم بِمَكانها من رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- فأرادوا أن يَطْعنوا النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- ودعوتَه في مَقْتَل، ويُشعلوا نار الفتنة في قَلْب المجتمع المسلم النَّقيِّ، فَبرَّأها الله- تعالى- من فوق سبع سموات. وكانت تلميذتَه النَّجيبة التي شَهِد الله- تعالى- لها، كما شهد لسائر نساء النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- بالعدالة؛ إذْ أمَرَهن بذِكْر ما يُتلى عليهن في بيوتهن من آيات الله والحكمة، فوَفَّتْ وكَفَت، وما عرَفَتْ طعم الرَّاحة في نَقْل سُنَّته، والبلاغ عنه- صلَّى الله عليه وسلَّم- حتى لَقِيت رَبَّها- عزَّ وجلَّ.

• فلو كان لِذي قَلْب يعقل أن يَصِف أُمَّ المؤمنين عائشة- رضي الله تعالى عنها- لَوَصَفها بالوَرَع والتَّواضع، مع ما منحها الله- عزَّ وجلَّ- من نِعَم، لو قُدِّر أن أُعطِيَت إحدى النساء بَعضَها، لكان لها أن تتباهى وتفخر ما شاءت أن تتَباهى وتفخر على النساء. ولِمَ لا؟

وآلُ البيت زوجُها- صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم- سيِّدُهم، ومكانها عنده أنها أحَبُّ الناس إليه. وأبوها أنسَبُ قريش لقريش، الَّذي عُرِف بمروءته في الجاهلية، فلمَّا أسلم كان ثانِيَ اثنين في الغار، وأحَبَّ الرِّجال إلى رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم. ولِمَ لا؟

والنبيُّ- صلَّى الله عليه وسلَّم- يُعلِن مكانهَا في قلبه على المَلأ، وهو القائد الأعلى لجيوش المسلمين وقْتَ أنْ دانَتْ له العرب، حين يَسأله عمرو بن العاص أحدُ قادة جيشه، عن أحبِّ الناس إليه، فيقول: ((عائشة))، فيقول له: ((مِن الرِّجال؟)) فيقول: ((أبوها))؛ "صحيح البخاري".

فلم يُنَحِّها- صلَّى الله عليه وسلَّم- عن حديث الحبِّ في جوابه الثاني، فيَذكُرَ اسمَ أبي بكر مجرَّدًا؛ وإنما ذكَرَه بِنَسبه إليها- رضي الله عنهما. ولِمَ لا، وهي الكُفْءُ للثَّناء بِذاتها، مع شُيوع تفَرُّدها بمكانها في قَلْب رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- بين الناس، وإقرار النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- بذلك، حتى رُوي عن عمر- رضي الله عنه- في حديث اعتزال النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- لنسائه شهرًا: أنه دخَل على حفصة، فقال: "يا بُنيَّة، لا يَغرَّنك هذه التي أعجَبَها حُسنُها، وحُبُّ رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- إيَّاها"؛ يريد عائشة، قال:

"فقصَصْتُ على رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- فتبَسَّم"؛ "صحيح البخاري". "... فلمَّا مضَتْ تسعٌ وعشرون، دخَل على عائشة فبدأ بها، فقالت له عائشةُ: إنَّك أقسَمتَ ألاَّ تدخل علينا شهرًا، وإنا أَصبَحنا لِتِسع وعشرين ليلة، أَعُدُّها عدًّا، فقال النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((الشهر تسع وعشرون))، وكان ذلك الشهر تسعًا وعشرين، قالت عائشة: فأُنزِلَت آية التَّخيير، فبدأ بي أوَّلَ امرأة، فقال: ((إنِّي ذاكِرٌ لكِ أمْرًا، ولا عليك ألاَّ تَعْجلي حتى تستأمري أبوَيْكِ)) قالت: قد أعلم أن أبوَيَّ لم يكونا يأمراني بِفِراقك .

ثم قال: ((إن الله قال: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ ﴾ [الأحزاب: 28]، إلى قوله: ﴿ عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 29]))، قلتُ: أَفِي هذا أستأمر أبويَّ؟! فإنِّي أُريد الله ورسولَه والدَّار الآخِرَة، ثم خَيَّر نساءه، فقُلْن مِثل ما قالت عائشة"؛ "صحيح البخاري". ولِمَ لا؟

وقد "كان الناس يتَحرَّوْن بهداياهم يومَ عائشة، قالت عائشة: فاجتَمَع صواحِبي إلى أمِّ سلمة، فقُلْن: يا أمَّ سلمة، والله إنَّ الناس يتحَرَّون بهداياهم يومَ عائشة، وإنَّا نُريد الخير كما تريده عائشة، فمُرِي رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- أن يأمر الناس: أنْ يُهْدُوا إليه حيثما كان، أو حيثما دار .

قالت: فذكَرَت ذلك أمُّ سلمة للنبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- قالت: فأعْرَضَ عنِّي، فلمَّا عاد إلَيَّ ذكَرْتُ له ذلك، فأعرض عني، فلمَّا كان في الثالثة، ذكرتُ له، فقال: ((يا أمَّ سلمة، لا تُؤذيني في عائشة؛ فإنَّه واللهِ ما نَزَل علَيَّ الوحْيُ وأنا في لِحاف امرأة منكنَّ غيرَها))؛ "صحيح البخاري"

بل وقد رَوَت- رضي الله عنها- تقول: "أرسَلَ أزواج النبيِّ- صلَّى الله عليه وسلَّم- فاطمةَ بنتَ رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- فاستأذَنَت عليه وهو مضْطَجِع معي في مِرْطي، فأَذِن لها .

فقالت: يا رسول الله، إنَّ أزواجك أرسَلْنَني إليك يَسْألنك العدل في ابنة أبي قُحافة، وأنا ساكتة،

قالت: فقال لها رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((أيْ بُنيَّة، ألسْتِ تُحبِّين ما أحب؟))، فقالت: بلَى،

قال: ((فأَحبِّي هذه))، قالت: فقامت فاطمة حين سمِعَت ذلك من رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- فرجعَتْ إلى أزواج النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- فأخبرَتْهنَّ بالذي قالت، وبالذي قال لها رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم-

فقُلْن لها: ما نراك أغنيتِ عنَّا من شيء، فارجعي إلى رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- فقولي له: إنَّ أزواجك يَنْشُدنك العدل في ابنة أبي قحافة .

فقالت فاطمة: والله، لا أكلِّمه فيها أبدًا"؛ "صحيح مسلم". ولِمَ لا؟

وهي التي روَتْ لنا تقول: "كان رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- إذا أراد سفَرًا أقرع بين نسائه، فأيَّتهن خرج سهمُها خرج بها معه، وكان يَقْسم لكلِّ امرأة منهنَّ يومَها وليلتها، غير أنَّ سودة بنت زَمْعة وهَبَت يومها وليلتها لعائشة زوجِ النَّبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- تَبْتغي بذلك رِضا رسولِ الله- صلَّى الله عليه وسلَّم –"؛ "صحيح البخاري".

فلم تكن أمُّ المؤمنين عائشة- رضي الله تعالى عنها- تجْهَل مكانتها عند حبيب الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- بل وهي التي قالت: "تزوَّجَني رسولُ الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- في شوَّال، وبَنى بي في شوَّال، فأَيُّ نساء رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- كان أحْظَى عندَه منِّي؟"؛ رواه مُسلم والتِّرمذي. ولِمَ لا؟

يتبع
رد مع اقتباس