عرض مشاركة واحدة
  #66  
قديم 2013-04-05, 11:58 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 692
افتراضي

[6]؛ إسناده جيد. فكان لكلٍّ من أمير المؤمنين- رضي الله تعالى عنه- ولأم المؤمنين- رضي الله تعالى عنها- من الرَّأي وجهًا معتبَرًا. •

أمَّا خلاصة علاقة أُمَّهات المؤمنين ببعضهنَّ- رضوان الله عليهن- فالحُبُّ في الله، والحب لرسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- ومَن يحب، فإذا ما وقع بينهن في بعضِ أحيانٍ قليلة ما يقع بين النساء كثيرًا، فإنَّهن التوَّابات الوَرِعات المتسامحات .

وبيان ذلك ما يُروَى عن السيدة عائشة- رضي الله تعالى عنها- أنها قالت: "دعَتْني أمُّ حبيبة عند موتها، فقالت: قد يكون بيننا ما يكون بين الضَّرائر، فقلتُ: يَغفر الله لي ولك ما كان من ذلك كلِّه، وتجاوز وحلَّلك، فقالت: سررْتِني سرَّك الله، وأرسلت إلى أمِّ سلمة، فقالت لها مثل ذلك"

[7]. أم المؤمنين الصِّدِّيقة الطيبة:ولم يقتصر فَضْل أمِّ المؤمنين في أيِّ منْحًى من مناحي الحياة على جانب دون آخَر، فإنْ سأَلْتَ عن الزَّوجة الصالحة وجدْتَها، وإن سألت عن التَّقيَّة الوَرِعة ذكرت لك، وإن سألتَ عن جُودها وحنانها حدَّثتك .

فعن السيدة عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت: "دخلَتِ امرأة معها ابنتان لها تسأل، فلم تجد عندي شيئًا غير تَمْرة، فأعطيتُها إيَّاها، فقسَمَتْها بين ابنتيها، ولم تأكل منها، ثم قامَتْ فخرَجَت، فدخل النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- علينا فأخبرته، فقال: ((مَن ابتُلِي من هذه البنات بشيء، كُنَّ له سِترًا من النار))؛ "صحيح البخاري". فإنْ نَعْجب من تلك المرأة التي أَعْطت لابنتيها التَّمرة ولم تأكل منها شيئًا، فعَجَبُنا أشدُّ من السيِّدة عائشة التي أعطت المرأة وابنتيها التمرة، ولم تُبْقِ ببيتها شيئًا؟

فلقد كانت السيِّدة عائشة- رضي الله تعالى عنها- خيرَ أمٍّ للمؤمنين وأبنائهم في حياة النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- وبعد وفاته؛ تُطعِم وتحمِل، وتَحْنو، وتعلِّم وتربِّي، وتزوِّج وتوجِّه، وليس بخير إلاَّ وحازَتْه، وكان لها فيه السَّبْق. حتى رُوي عنها أنَّها قسَمَت مائة ألف بين أزواج النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- بل وقسَمت ما يقارب الثمانين ومائة ألف بين الناس، فأمْسَتْ وما عندها درهمٌ تَشترِي به ما تُفطِر عليه وقد أصبحت صائمة، فقالت لها أمُّ ذرة: أما استطعت مما قسَمْت اليوم أن تشتري لنا بدرهم لحمًا نفطر عليه؟ فقالت لها: لا تُعنِّفيني، لو كنتِ ذكَّرتِني لفَعَلتُ.

وعن عروة قال: لقد رأيتُ عائشة تقسم سبعين ألفًا، وهي تُرقِّع دِرْعها

يتبع
رد مع اقتباس