« مليكة الطهر » للشاعر محمد المقرن
مليكة الطُّهر
( أمّ المؤمنين عائشة -رضِي اللَّهُ عنها- )
بُشــراكِ يا أُمَّاهُ بُشـراكِ . . . هيهاتَ يخـلُدُ إفكُ أفَّـاكِ
بُشــراكِ آياتٌ نرتِّلُها . . . تَجلو هُمـومَ البائسِ الباكـي
أَفدي دُموعَكِ رِقَّـةً نَزَفَتْ . . . تُبدي المواجِعَ مِنْ حنايـاكِ
في ثوبِ طُهـرِكِ عِشْتِ رافلةً . . . والنُّورُ يقطـرُ من مُحيَّاكِ
نبـعُ الحياءِ وعذبُـه اجتمعا . . . تحويهما بالطُّهـرِ عينـاكِ
هيهاتَ يمتـدُّ النِّفـاقُ له . . . كالنَّجـمِ عن يدِهم سجاياكِ
هيهاتُ يدنسُ ثوبُ طاهرةٍ . . . هيهاتَ يُلْمَسُ غرسُها الزَّاكي
يأبَـى العفـافُ بأن تُلامِسَـهُ . . . أطرافُ خوَّانٍ وشكَّـاكِ
أمليكـةَ الطُّهرِ التوَى قلمي . . . عن وصـفِ مالكةٍ وأملاكِ
أمليكـةَ الطُّهرِ انتشَـى عَبَقًا . . . تاريخُنا بشـذا حكايـاكِ
خيرُ الأنـامِ حليلُكم وكفَـى . . . فخرًا بأنَّ يديه ترعـاكِ
في حُبِّـه قد حُـزْتِ منـزلةً . . . ما حـازَها -واللهِ- إلاَّّكِ
علمٌ وفضـلٌ عفَّةٌ وهـدًى . . . سـبحانه كالبدرِ سـوَّاكِ
ما مُتِّ لا .. ما زِلْتِ عائشـةً . . . بالعلمِ كنتِ كما مُسمَّاكِ
أُمَّـاه ما زال النِّفـاقُ بنـا . . . لو أبصَرَتْـهُ اليومَ عينـاكِ
كم بيـننا من مُرجِـفٍ ولَكَمْ . . . من حـاقدٍ وَغْدٍ وأفَّاكِ
وَقَفـوا لنا في دربِ عِفَّتِنا . . . بشِـراكِ عدوانٍ وأشـواكِ
لا ليسَ شَـرًّا ما يُحاكُ لنا . . . فاللهُ فوقَ الحـائكِ الحاكي
لا ليـس شـرًّا إنَّه لرُؤَى . . . خـيرٍ فبُشـرانا ببُشـراكِ
|