عرض مشاركة واحدة
  #83  
قديم 2013-04-12, 08:05 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 692
افتراضي

من تلك الافتراءات والأباطيل التي وجهها الظالمون لأمهات المؤمنين:


1) إطلاقهم على أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم لقب السراري والحشايا:


والسراري جمع سرية وهي الأمة، أما الحشايا فجمع حشية وهي الفراش المحشو بغيره.()

في القصة التى ذكرها الشيعة في كتبهم، وفيها مناظرة عبدالله بن عباس رضي الله عنهما لعائشة رضي الله عنها وفيها أن ابن عباس-حاشاه من ذلك- قال يُخاطب عائشة: ((..وما أنت إلا حشية من تسع حشايات خلفهنّ بعده، لَسْتِ بأبيضهنّ لوناً ولا بأحسنهنّ وجهاً ولا بأرشحهنّ عرقاً ولا بأنضرهنّ ورقاً ولا بأطرئهنً أصلاً..إلخ)).()

وهي قصة مكذوبة على ابن عباس رضي الله عنهما، عمدة أسانيدها رواة الشيعة أنفسهم، وعلى رأسهم أبو مخنف لوط بن يحيى، الإخباري التالف، والشيعي المحترق الذي أجمع أئمة النقاد على تضعيفه وتركه.

ومن عباراتهم فيه: ()

قول أبي حاتم: (أبو مخنف متروك الحديث)()

وقول ابن معين: (ليس بثقة)، (ليس بشيء)()

وقول الدارقطني: (أبومخنف أخباري ضعيف).()

قول أبي حاتم: (أبومخنف متروك الحديث).
وغيرها من كلام كبار العلماء الذين أجمعوا على تضعيفه وعدم الثقة بكلامه.

2) زعم الشيعة الإثنى عشرية سوء أدب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم معه عليه الصلاة والسلام

روى علي بن إبراهيم القمي-وهو من كبار مفسّريهم-،والصدوق والطوسي-وهما من كبار علماء الشيعة الإثنى عشرية-في سبب نزول قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً}الأحزاب28

قالوا – واللفظ للقميّ- ((إنَّه كان سبب نزولها: أنَّه لما رجع رسول الله من غزاة خيبر، وأصاب كنز آل أبي الحقيق، قُلْن أزواجه: أعطنا ما أصبتَ.فقال لهنّ رسول الله صلى الله عليه وآله: قسمتُه بين المسلمين على ما أمر الله.فغضبن من ذلك.

وقلن: لعلك ترى أنّك إن طلقتنا أن لا نجد الأكفاء من قومنا يتزوّجونا.فأنف الله لرسوله، فأمره أن يعتزلهنّ، فاعتزلهنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)).()

هكذا وردت هذه الرواية مطلقة في أزواجه صلى الله عليه وسلم كافّه، وهناك روايات أخري في كتب الشيعة الأخرى تحدد القائل من أزواجه عليه الصلاة والسلام وجعلوها مابين زينب بنت جحش رضي الله عنها وحفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها.

وكل هذه الروايات محض افتراء من الشيعة الرافضة على أمّهات المؤمنين عموماً، وعلى من خُصّت بهذه التهمة من نسائه عليه الصلاة والسلام في بعض الروايات.

والصحيح أنهنّ رضي الله عنهنّ سألن رسول الله صلى الله عليه وسلم التوسعة في النفقة، ولم يرد أنّهنّ قلن هذه المقالة أبداً، ولا تصح نسبتها إليهنّ البته؛ إذ لا يُتصور أن تصدر هذه المقالة عن نساء المؤمنين الصالحات، فكيف نساء النبيّ صلى الله عليه وسلم أُمّهات المؤمنين اللواتي لَسْنَ كأحدٍ من النساء؟!

3) دعوى الشيعة الإثنى عشرية أنّ نساء النبيّ صلى الله عليه وسلم لسن من أهل بيته عليه الصلاة والسلام:

إن الشيعة الإثنى عشرية يُفَرِّقون من حيث التعريف بين أهل البيت، وآل البيت، والعترة()، وهم يختلفون اختلافاً كبيراً في المراد من كلٍّ، وأقوالهم في هذا الأمر متعددة ومختلفة لا تتسع مساحة البحث لذكرها كلها، وهم يرون أن نساء النبي صلي الله عليه وسلم لسن من أهل البيت ولا من آل البيت ولا من العترة.

والرد علي هذه الأقاويل: إنّ ((آل البيت))، و((أهل البيت))، و((العترة)) ألفاظ مترادفة ذات معنى واحد، يدخل فيه أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كلّهم، وفي مقدمتهم أزواجه عليه الصلاة والسلام.

وادّعاء الشيعة الإثنى عشرية أنّ الأزواج لسن من أهل البيت: أمر مخالف للشرع والعرف واللغة.

كلمة الأهل في اللغة: لفظة الأهل تُطلق على الزوجة؛ يُقال: أَهَلَ فُلانٌ: أي تزوج.ويُقال: آهلك الله في الجنّة: أي أدخلك الجنّة وزوّجك فيها.والتأهل: التزوج...إلخ.()

وفي العرف انتشر بين النّاس إطلاق لفظ ((الأهل)) على الزوجة؛ كقول الرجل لصاحبه: كيف أهلك؟-أي: امرأتك، أو نسائك.
وقد ورد إطلاق لفظ ((الأهل)) على الزوجة في مواضع عديدة من كتاب الله الكريم: كقوله سبحانه وتعالى حكاية عن خليله إبراهيم عليه السلام وامرأته:

وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُـشْرَى قَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ{69} فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ{70} وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ{71} قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ{72} قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ{73} 69-73هود

فالملائكة خاطبوا امرأة إبراهيم عليه السلام بلفظة ((أهل البيت)).

ومُفَسِّروا الشيعة اعترفوا بذلك في تفاسيرهم.()

أما الآيات الخاصّة بأهل بيت رسولنا صلى الله عليه وسلم، والواردة في سورة الأحزاب: فإنّ القارئ لها يظنّ لأوّل وهلة أنّ المراد بأهل البيت: أزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ لأن الآيات قبل قوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}الأحزاب33
، وبعد خطابٌ لأزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم، وليس فيها ذكرٌ لغيرهنّ.

وهذا الذي جعل جماعة من المفسّرين، على رأسهم حبر هذه الأمة عبدالله بن عباس رضي الله عنهما يجزم أنّ المراد بأهل البيت: أزواجه صلى الله عليه وسلم، وأنّ المراد من البيت: بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.()
والصحيح: أنّ لفظة ((آل البيت)، أو ((أهل البيت)) ليست خاصّة بأزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم، بل إنّ جميع بني هاشم داخلون فيها؛ كالعباس وولده، والحارث بن عبدالمطلب وولده، وسائر بني أبي طالب، وغيرهم.

وكبنات النبي؛ زوجتي عثمان رضي الله عنه: رقية وأمّ كلثوم رضي الله عنهما، وابنته زينب، وكذا علي رضي الله عنه، والحسن، والحسين أصحاب الكساء من أهل البيت بلا ريب.وكذلك أزواجه صلى الله عليه وسلم داخلون في أهل بيته () لإدخال الله لهنّ-كما تقدم-.

وقد بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، لما سأله الصحابة رضي الله عنهم: يا رسول الله كيف نُصلي عليك؟ فقال: ((قولوا: اللهمّ صلّ على محمّد وأزواجه وذريته كما صلّيت على آل إبراهيم، وبارك على محمّد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم، إنّك حميد مجيد)).()

- ما فات كان أمثلة على الافتراءات التي أُتهمت بها أمهات المؤمنين عموماً، والآن ألقي الضوء على ما استطعت كتابته من افتراءات أُتهمت بها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، باختصار وذلك لارتباط البحث بعدد محدود من الصفحات.

لقد وجَّه الشيعة الإثنى عشرية إلى عائشة بنت أبي بكر الصدّيق، وإلى حفصة بنت عمر الفاروق رضي الله عنهم العديد من المطاعن، وحاولوا إلصاق العديد من التّهم بهم، ويبدو أن عداوة الشيعة الرافضة للصديق والفاروق رضي الله عنهما قد انتقلت إلي ابنتيهما عائشة وحفصة رضي الله عنهما.

1) التبرؤ منهما ولعنهما:

أَدْخَلَ الشيعة الإثنى عشرية عائشة وحفصة في جملة أعداء أهل البيت- على حد زعمهم-، لذلك أجروا عليهما ما يُجرونه على أعداء آل البيت من السبّ واللعن والتبرؤ.

فقد ذكر الكركيّ والمجلسيّ- شيخ الدولة الصفوية، ومرجع الشيعة المعاصرين- أن جعفر الصادق- رحمه الله، وحاشاه من ذلك- كان يلعن في دبر كلّ مكتوبة أربعةً من الرجال وأربعةً من النساء: التيميّ- أبا بكر-، والعدوي-عمر-، وعثمان، ومعاوية- يُسميهم-، وعائشة وحفصة، وهنداً وأمّ الحكم أُخت معاوية.()

وهذا القول منسوبٌ زوراً وبهتاناً إلى الإمام جعفر الصادق رحمه الله، وهو القائل- باعتراف الشيعة، وكما ذكروا في كتبهم-: ((إنا أهل بيتٍ صادقون لا نخلو من كذّابٍ يكذب علينا، ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند النّاس)).()

أما في التبرؤ منهما: فقد نقل ابن بابويه القمي- الملقّب عند الشيعة بالصدوق-، والمجلسي: إجماع الشيعة على وجوب التبرؤ منهما، فقالا- واللفظ للمجلسي-: ((وعقيدتنا في التبريء: أنّنا نتبرأ من الأصنام()الأربعة: أبي بكر، وعمر، وعثمان، ومعاوية، ومن النساء الأربع: عائشة، وحفصة، وهند، وأمّ الحكم، ومن جميع أتباعهم وأشياعهم، وأنهم شرّ خلق الله على وجه الأرض ()، وأنه لايتم الإيمان بالله ورسوله والأئمة إلّا بعد التبريء من أعدائهم)).()

والرد على هذه المقالة التي يندي لها جبين المسلم الحر الذي يغار على عرض رسوله صلى الله عليه وسلم وعرض زوجاته وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين، أنه كلّ مسلم يعلم أنّ أبا بكر، وعمر، وعثمان خيرُ حلق الله على وجه الأرض بعد الأنبياء والمرسلين، وأنّ ابنة أبي بكر؛ عائشة، وابنة عمر؛ حفصة من خير خلق الله، وزوجتا خير خلق الله، وسيِّد ولد آدم، وإمام الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم.

وأنّ معاوية رضي الله عنه صحابيّ من الصحابة الذين هم خير خلق الله عز وجل، وأنّ أهل السنة القائمين بكتاب الله، العاملين بسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم السائرين على منهج صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من خير خلق الله عز وجل...

2) إدعاء الشيعة الإثنى عشرية عداوة عائشة وحفصة رضي الله عنهن لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه:

وقد أدخل الشيعة الإثنى عشرية عائشة وحفصة رضي الله عنهما في جملة أعداء آل البيت، ولما افتقروا إلى الأدلة التي تسند دعواهم المكذوبة، اخترعوا القصص التي تبرر – في زعمهم – هذه التهم.

وسيرد بإذن الله في فصل شبهات حول عائشة رضي الله عنها الحديث عن شبهة خروج عائشة رضي الله عنها لحرب علي رضي الله عنه، وإنما ذكرنا هذه النقطة هنا لجمع معظم الافتراءات عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

3) ادعاء الشيعة الإثنى عشرية أنّ عائشة وحفصة تآمرتا مع أبويهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وسقتاه السم:

من الدعاوي الغريبة التي أتى بها الشيعة الإثنى عشرية في كتبهم: ادّعاؤهم أنّ زوجتي رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ عائشة وحفصة رضي الله عنهما قد تآمرتا مع أبويهما؛ أبي بكر الصدّيق، وعمر الفاروق رضي الله تعالى عنهما على رسول الله؛ فأذاعوا سرّه، وهتكوا ستره، وسقوه السمّ، فكان ذلك سبب موته عليه الصلاة والسلام.

وقصة تآمر أبي بكر، وعمر، وعائشة، وحفصة رضي الله عنهم علي وضع السمّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم معتبرةٌ عند الشيعة، ويستدلّون على إثباتها ببعض الآيات التي نَحَوْ في تفسيرها منحى التأويل الباطني الذي لا يُعقل، بل لا يعقله عندهم – باعترافهم – إلّا الملك المقّرب، أو النبيّ المرسل، أو العبد الذي أمتحن الله قلبه للإيمان – على حدّ زعمهم.()

وهي الآيات في قوله تعالى:

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{1} قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ{2} وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ{3} إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ{4} 1-4 التحريم

-والرد على زعمهم هذا: نقول: نعم إنّ المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم هما عائشة وحفصة رضي الله عنهما، وهذا أمر لا يخفيه أهل السنة، بل هو مدون في أصح كتاب بعد كتاب الله تعالي؛ في صحيح الإمام البخاري، وفيه شهادةٌ من أمير المؤمنين عمر الفاروق على ابنته وعائشة بأنّهما تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم:

فقد روى البخاري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((أردتُ أن أسأل عمر رضي الله عنه، فقلت: يا أمير المؤمنين! من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فما أتممت كلامي حتى قال: عائشة، وحفصة)).()
رد مع اقتباس