عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 2008-12-26, 11:38 AM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 2,577
رد: اريد منهجا اتوصل بها الى اليقين

بسم الله الرحمن الرحيم
أهلاً وسهلاً ومرحباً بالزميل العزيز الياس
كنت أود أن يكون حوارنا مسترسلاً بالأمس ولكن للأسف ضعف خط النت حال بين هذا ، فقد كانت - بحق فرصة طيبة - أن نتحاور فى نفس الوقت ، ولكن على كل حال قدر الله وما شاء فعل.
بخصوص كونك لا أدرى فنستطيع أن نصف اللاأدرى بأنه ( ملحد على استحياء ) أو بوصف آخر ( مؤمن مع إيقاف التنفيذ ) ، فحين يغلب عليه الشك ويفتقد غلى الأدلة تجده يميل إلى الإلحاد ، وعندما يتسم ببعض اليقين ويغلب الحق على ظنه تجده يميل إلى الإيمان ، وهكذا يظل الاأدرى يتردد بين الإيمان والكفر ، وبطبيعة الحال فإن اللاأدرى يتحول إلى ضحية لهذا الشك ولتلك الشبهات التى قُذفت عليه من كل جانب.
جميل أن تكون مؤمناً بضرورة وجود خالق لهذا الكون ، حقاً - عزيزى - لقد ارتقيت مرتقىً صعب على أغلب الملاحدة ، فأول أساسيات ومسلمات وضروريات العقل البشرى أن يسلم ويؤمن بوجود خالق لهذا الكون العظيم المنظم المعجز.
بخصوص اللاأدرى المشكلة عنده ذهنية ، وحل المشكلة عنده إيمانية ، فالشك يكون فى الذهن ، ولولا الشك لما كانت هذه الحيرة ، ولما بعُد عن الدين ، والحل يكون فى زيادة الإيمان ، وزيادة الإيمان تكون بشيئين الأول البعد عن المعاصى ، والإكثار من الطاعات ، والمعاصى معروفة للقاصى والدانى ،والمعاصى ( مصطلح دينى ) كما تعرف ، ولكننا جميعاً - مؤمنين وملاحدة - سنتفق عليها ولن نختلف حولها ( لماذا؟ ) لما تؤديه من فساد الأخلاق وسوء الطباع وتدهور العلاقات الاجتماعية وغير ذلك من الأضرار.
والمعاصى كشرب الخمر والكذب ومطالعة المواقع الإباحية والزنى وغير ذلك مما يكثر فى هذه الأيام ، وهذا يترجمه القرآن الكريم فيقول : ( ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكاً ) لاشك أن الملحد يمر بفترة تفسخ نفسى وتمزق واضطراب وحيرة وقلق وأوصاف كثيرة لن أخوض فيها لأنك - عزيزى - تعلمها ، وسامحنى إن صارحتك أنك تمر بها ، وأنا أعلم أنك تمر بها. فالله لا يكذب وهو أخبرنى أنك كل من يبتعد عن ذكره له معيشة ضنكاً فأنت الآن - عزيزى - فى ضنك ، عافانا الله وإياك من كل ضنك.
أنا لم ارك ولم أعرفك ولم ألقك من قبل وبينى وبينك من الأرض ما لا يعلمه إلى خالقنا ، ولكن كيف عرفت أنا هذا ؟ أخبرنى به الخالق سبحانه فى كتابه العزيز ، فأنا لا أعلم الغيب.
عزيزى الياس
إن وجدت الصدق فى كلامى فاعلم أن هذا من الأدلة القطعية على أن الله الذى خلق الكون هو نفسه الذى وضع هذه القاعدة : ومن أعرض عن ذكرى ... وهو نفسه سبحانه الذى أخبر بها عباده المؤمنين ، وهو نفسه سبحانه الذى فعل بك هذا لتعود إليه ، اسمع كلام ربنا : ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون الله يطلبك ، لقد ابتعدت عنه ، فررت منه ، الله يدعوك فأجبه.
أزيدك من القصيد بيتاً ، يقول ربنا : ومن يعرض عن ذكرى نقيض له شيطاناً فهو له قرين هذه هى حالتك - عزيزى - هذه هى الوساوس والهواجس التى تنغص عليك حياتك وتقض مضجعك وتبقيك فى حيرة من أمرك ، إن شيطان رجيم يلقى إليك بشيئين : شبهات وشهوات ، فتزداد بعداً عن ربك ، ولا راحة لك إلا بالعودة إليه.
إذن هذه هى المشكلة : الشيطان ... الشبهات ... الشهوات ... الوساوس ، يسميها البعض أفكار وهى ليست بذلك . وكما يقولون إذا عُرف السبب بطل العجب ، غذنالمشكلة فى الشيطان ، أعلم أنك لا تجزم بوجوده كما أنك لا تنكره ، ولكن صدقنى فأنا لك ناصح أمين ، هو موجود وهو سبب كل هذ التعاسات التى تمر بها . طيب غذا سلمنا بأن هذه هى المشكلة فما الحل؟
الحل يكونفى الاستعاذة منه أن نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ، سال عالم تلميذه ، ماذاتفعل لو طاردك كلب؟ أجاب التلميذ : أدفعه ، قال الشيخ : إذن يعود ، قال التلميذ : أعود فأدفعه ، قال الشيخ :ما أشقاك يا بنى ألا استعنت بصاحب الكلب ليحبسه عنك!!!
استعن بخالق الشيطان - عزيزى الياس - لطرد وساوس الشيطان ، ربما أعلم أنك لن تفعل هذا على اعتبار أن الآن لست بمسلم ، ولكنى صدقنى فإن هذه عقيدة ثابتة علاوة على أنها مجربة لدى كل منا والحمد لله. حاول فلن تخسر شئ ، أما غذا كسبت فستكسب نفسك وعقلك وتفوز بالجنة وتحظى بالمكانة عند خالقك.
أعلم أننى قد اخرج قليلاً عن خط الأسئلة الذى وجهته إليّ ،وأنا متعمد لهذا ، والباعث إلى هذا هو استشعارى أنك فعلاً إنسان باحث عن الحق ، محب للخير ، طيب القلب ، لا تبغى الكفر ولا الشر ولكنك تبحث عن الحقيقة ، مثلك مثل الذى يكد ويتعب لبلوغ الصراط الصحيح ولكن مشكلته أنه لم يضع رجله - حتى الآن - على البداية الصحيحة التى ستوصله غلى النهاية المرجوة.
عزيزى الياس/
إن لم تجد هذا الكلام يلامس قلبك وروحك وأردت أن نكمل مشوار البحث العقلى فى المسألة فلا بأس نعود إليها الآن ، وأعود غليها من حيث انتهيت أنت ، أنت تؤمن بوجوب أن يكن لهذا الكون العظيم المنظم المحكم ، خالق ، هذه قاعدة طيبة ننطلق منها بإذن الله.
ولكنك تريد أن تطالع الأدلة وتتأكد إن كان هذا الخالق هو الله كما هو فى الإسلام!! معك حق.
ومن أجل هذا أجدنى مضطراً لأن أقول لك وأحاول أن أتعرف على منهجك فى الوصول.
نذهب قليلاً إلى حوارى مع الأخ TAMAP ونستفيد منه ، كان أخونا يمر بمرحلة من الشك ،ولكنه والحمد لله - وضع لنفسه منهجية رائعة فى البحث ، كان من نتيجتها أن بلغ بها النهاية المرجوة ، وكان دورى معه ليس بالكبير ،فقط عملية توجيه وإظهار الأدلة وفك الإشكال ، ولكن كانت المسؤولية كلها كانت ملقاة على عاتقة.
سبق أن حاورت الكثير من الملاحدة وكنت أجد لكل منهم منطلق فى الحوار واسلوب فى البحث ، كان جُلّ جهدىأن أتعرف على الوسيلة التى يستعملها فى البحث ، هناك من يهتم بالعلم هنا تكون أبحاث الإعجاز العلمى فى القرآن والسنة هى الفاعل - بغذن الله - فى بلوغه الحق ، وهناك من يبحث بشكل فلسفى جدلى عقلى ، ومنهم من ينظر إلى بلاغة القرآن وهكذا ،وعلى هذا الأساس يكون الحوار.
ولا أحب أن أبدأ أنا بعرض منهج الحوار ( لماذا؟) لأنه ربما أن يكون المدخل الذى أتوجه به إلى الملحد لا يجيده هو ولا يفهمه ولا يميل إليه ، فكيف أتحدث عن الإعجاز البلاغى القرآن الكريم - وأدلته عندى قطعية ولا شك - والملحد ليس لديه اساسيات اللغة أو البلاغة؟
من هنا أقول لك ما هى المنهجية التى ستعتمدها فى البحث للوصول ، أنت الآن عندك البداية وأنا عندى النهاية ، ينفصنا الطريق الذىسيربط البداية بالنهاية.
البداية عندك تقول أن للكون خالق.
والنهاية عندى تقول أن هذا الخالق هو الله الذى يعبده المسلمون.
وما بين البداية والنهاية توجد فجوة نحاول - جاهدين والله وحده المستعان - أن نسد هذه الفجوة. ولكل منا دوره أنت تحدد المنهج ونحن نرسم الطريق ونضع العلامات.
أختصر هذا الكلام الكثير - واعذرنى فيه - بسؤال :
ما هو الدليل الذى إذا ثتب عندك تيقنت أن الخالق هو الله الذى نعبده نحن؟
قديماً كان الناس يطلبون من الأنبياء معجزة لايستطيعها إلى من أرسله الله حقاً ، فكان منهم من يطلب نزول مائدة من السماء ومنهم من يشترط أن يُخرج الرسول ناقة من الصخر ليثبت بها صدق دعواه ، وكان هو ملزماً أن يجيب طلبهم كما طلبوه لا شئ غيره ، فكان يتوجه إلى الله ويجيبه الله إلى طلبهم ، بهذا يثبت لهم الحق ، أم التصديق والاتباع فهذه مسألة أخرى فهناك من يريد الحق وهناك من يعاديه. ولا أظنك من الآخرين.
تفضل....
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس