للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
(( لست منهم في شئ ))
"]قال الله تعالى : [/SIZE]
(( ولاتكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ماجاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم )) الــوحــدة الإســلامية : وصية الله لعباده المؤمنين ووصية رسوله صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند مسلم : (( إن الله يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثاً ..يرضى لكم أن تعبدوه ولاتشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ,, ويكره لكم ثلاثا قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال )) والـــوحـــدة : مطلب ملحَ وضرورة قصوى ولا سيما في زماننا هذا ,, فالأمة فيه ممزقة الأشلاء وهي بأمسَ الحاجة إلى التحام الصف واتفاق الكلمة والــوحــدة : أنشودة يتغنى بها كل مسلم ويتطلع إليها كل ذي غيرة على الدين والــوحــدة المــطلوبة : هي التي تجمع شتات أهل السنة والجماعة وتزيل كل فارق موهوم زرعه عدو أوتمسك به جاهل وتقوض كل اسم زائف يميز بعضهم عن بعض سواء أملته الحزبية المقيته أم سوغه الهوى والولاءات الضيقة .. فــأهل السـنة : لا يُعرَفون إلا بأهل السنة ,, وليس لهم وطن .. بل هناك جملة من الصفات والخصائص ينتظمها منهج فريد في العقيدة والتلقي من التزم بها دخل في زمرة أهل السنة من غير إذن أحد من الناس وعلى هذه الجماعة الأم تنزل نصوص النهي عن الفرقة حتى انتظمت القلوب في سلك واحد فلابأس بعد ذلك في التخصص وسد الثغور ,, فهذا يُعلَم ,, وهذا يربي ,, وهذا يعظ ,, وكلٌ بحسبه من غير تحاسد ولاتناحر ولا تراشق بالتهم وإذن فلامناص من تمييز الصف وتنقيته من الشوائب ,,, (( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض )) وعــنــدها : لا يخترق الصف ولا يتخلخل بل يكون كالبنيان المرصوص |
#2
|
|||
|
|||
لم الفرقة؟؟؟
"و إن لم نسع لرأب الصدع ,, وبذل الولاء والمحبة لكل مؤمن ,, فإن هناك فتنة وفساداً كبيراً
سيحلان بنا ,, إن لم يتداركنا الله برحمة من عنده,, يجمع بها شتات القلوب ,, وتتوحد بها كلمة دعاته الصادقين .. قال تعالى : (( والَذينَ كَفَرُوا بعَضُهُمْ أَولَياءُ بَعْضٍ إلاً تَفعلٌوهٌ تَكُن فِتنَةٌ فِي الأَرْضِ وفَسادٌ كَبِيرٌ )) الأنفال : 73 ومما يزيد الأمر حسرة أن هذه الفرقة تحصل بين من ينتسبون إلى عقيدة واحدة هي عقيدة أهل السنة والجماعة ومنهجهم,, فإذا كان الجميع بهذه الصورة وهم يواجهون عدوا واحد يحارب الإسلام وأهله أيا كان ثوبه أو اسمه وإذا كان الجميع يهدفون إلى غاية واحدة وهي استئناف الحياة الإسلامية ,, وإقامة دين الله عزوجل ومحاربة أهل الباطل ,, وإذاكان الجميع متفقين على ذلك كله فلمَ هذه الفرقة ؟؟؟ |
#3
|
|||
|
|||
أسباب الفرقة
لا شك أن للشيطان وحظوظ أنفسنا سبباً كبيراً في وجود هذه الفرقة , وهناك سبب آخر لايقل عن سابقيه ,,ألا وهو: الجهل بدين الله عزوجل وأحكام شريعته .. وإن ماسبق ذكره لا يعني ألا يوجد خلافا أبدا ,, كلا فالخلاف ـ والله أعلم ـ أمر حتمي بحكم اختلاف الطبائع والمقومات الشخصية والفكرية وووو....,,, ولكن ليس كل اختلاف يوجب الفرقة والتباغض والتنازع,,وأوضح مثال في ذلك أن السلف رحمهم الله قد اختلفوا في كثير من المسائل ومع ذلك كانت كلمتهم مجتمعه ولم يتفرقوا والكلام هنا منصب على من هم في دائرة أهل السنة والجماعة ولم يختلفوا في أصولها أما المخالفون لأهل السنة من اهل الأهواء والبدع ,, فإن خلافنا معهم أصيل ومتعين و من أقوى أسباب الإختلاف بين العباد : الظلم والإعتداء وفقدان العدل والإنصاف ولوجاهد المسلم نفسه لتحقيق صفة العدل على نفسه ومع الناس ستحل كثيرا من المشاكل وتزول لأن سبب الإنحراف عن الحق والإصرار على الأخطاء : إما الجهل وإما الظلم فالجهل علاجه العلم والظلم علاجه العدل والإنصاف والقسط يتبع إن شاء الله |
#4
|
|||
|
|||
أهمية العدل وأقسامه,,
تتجلى أهمية هذا الموضوع في أن العدل مفتاح الحق وجامع الكلمة بخلاف الظلم والإعتداء
وفقدان العدل والإنصاف وكثيرا مايرجع شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أسباب الفرقة والتعدي والتعصب إلى الأمرين المذكورين سابقا فتراه يقول 1 : (( الإنسان خلق ظلوما جهولا ,, فالأصل فيه عدم العلم وميله إلى مايهواه من الشر, فيحتاج دائما إلى علم مفصل يزول به جهله ,, وعدل في محبته وبغضه ,, ورضاه وغضبه وفعله وتركه وإعطائه ومنعه وأكله وشربه ونومه ويقظته ,, وكل مايقوله ويعمله يحتاج فيه إلى علم ينافي جهله, وعدل ينافي ظلمه , فإن لم يمن الله عليه بالعلم المفصل , والعدل المفصل وإلا كان منه من الجهل والظلم مايخرج به عن الصراط المستقيم وقد قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بعد صلح الحديبية وبيعة الرضوان: (( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ....)) إلى قوله تعالى : (( ويهديك صراطا مستقيما )) [الفتح 1,2] فإذا كان هذه حاله في آخر حياته أو قريبا منها ,, فكيف حال غيره ؟ |
#5
|
|||
|
|||
وتارة يقول رحمه الله 2: (( والعدل هو الإعتدال , والإعتدال هو صلاح القلب , كما أن الظلم فساده ,, ولهذا جميع الذنوب يكون الرجل فيها ظالما لنفسه ,, والظلم خلاف العدل ,, فلم يعدل على نفسها بل ظلمها, فصلاح القلب في العدل وفساده في الظلم وإذا ظلم العبد نفسه فهو الظالم وهو المظلوم , كذلك إذا عدل فهو العادل والمعدول عليه ,فمنه العمل وعليه تعود ثمرة العمل من خير وشر , قال تعالى : (( لها ماكسبت وعليها مااكتسبت )) [البقرة 286] إلى أن قال : (( مع أن الإعتدال المحض السالم من الأخلاط لا سبيل إليه ,, لكن الأمثل فالأمثل ,, فهكذا صحة القلب وصلاحه في العدل , ومرضه من الزيغ والظلم والإعراض , والعدل المحض في كل شئ متعذرا علما وعملا ,, ولكن الأمثل فالأمثل , ولهذا يقال للطريقة السلفية: الطريقة المثلى . وقال تعالى : (( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم )) [النساء 129] وقال تعالى : (( وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها )) [ الأنعام 152] والله بعث الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس بالقسط . وأعظم القسط عبادة الله وحده لا شريك له ثم العدل على الناس في حقوقهم ,, ثم العدل على النفس " أ. هـ 1ــ مجموع الفتاوى ( 14/ 38) 2 ـ مجموع الفتاوى ( 10/ 98) وهنا يتضح لنا مدى أهمية العدل في القول والعمل كما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله وأنه أساس النجاة في الدارين وقد قسمه حسب الأهمية كما يلي : أعظم العدل , وهو عبادة الله وحده لاشريك له , ثم العدل على الناس , ثم العدل مع النفس وأن الأمانة التي أبت حملها السموات والأرض والجبال وأشفقن منها لا يستطيع الإنسان حملها إلا بالتغلب على صفة الجهل بالعلم والتفقه في دين الله عز وجل وبأن يتغلب على صفة الظلم بالعدل والإنصاف يـتبـــــــــــع |
#6
|
|||
|
|||
توضيح موجز لأقسام العدل
وكما ذكرت سابقا أن أعظم العدل هوتوحيد الله عزوجل لاشريك له وهو الحق الذي قامت به السموات والأرض ومن أجله خلق الله الخلق ويقابله أعظم الظلم وهو الإشراك بالله سبحانه والكفر به ويليه العدل مع النفس ولايكون إلا بالقيام بالأمانة التي كلفها الله تعالى على عبده بإلتزام أمره واجتناب نهيه من غير إفراط ولاتفريط ويقابل هذا القسم من العدل ظلم العبد لنفسه بارتكابه ماحرمه الله عليه مماهو دون الشرك به أوتركه ما أمره الله به مما يتعلق به نفسه ولا يتعدى على غيره وهذا القسم هو أخف من ظلم العباد لأنه يشترط في التوبة من ظلم العباد رد الحقوق إلى اهلها واستباحتهم منها |
#7
|
|||
|
|||
العدل مع العباد وهو ما يهمنا هنا
العدل مع العباد :
ويقابله ظلم العباد واعتداء بعضهم على بعض سواء في القول أو العمل وهنا يجدربنا معرفة مقتضيات ولوازم هذا العدل مع الإشارة إلى بعض المواقف المؤسفة التي تنافي العدل والإنصاف وذكر المنهج الشرعي الذي ينبغي سلوكه حيال هذه المواقف.. وهو بيت القصيد من هذا البحث الموجز ,,لأن المقصود من إثارته هو التعرض للجوانب العملية التي يفرضها العدل على المسلم وخاصة في واقعنا المعاصر وما نشأ عنه من تفريط مسبب للفرقة وقبل التطرق لمعرفة لوازم العدل نقدم كلاما نفيس لإبن القيم رحمه الله في مدارج السالكين ـ حول منزلة الخلق ــ قال رحمه الله فيه /: (( وحسن الخلق يقوم على أربعة أركان , لا يتصور قيام ساقه إلا عليها : الصبر, والعفة , والشجاعة والعدل فالصبر : يحمله على الإحتمال وكظم الغيظ , وكف الأذى , والحلم والأناة , والرفق وعدم الطيش والعجلة والعفة: تحمله على اجتناب الرذائل والقبائح من القول والفعل , وتحمله على الحياء وهو رأس كل خير وتمنعه من الفحشاء والبخل والكذب والغيبة والنميمة والشجاعة : تحمله على عزة النفس وإيثار معالي الأخلاق والشيم وعلى البذل والندى الذي هو شجاعة النفس وقوتها على إخراج المحبوب ومفارقته وتحمله على كظم الغيظ والحلم إلى أن قال : والعدل : يحمله على اعتدال أخلاقه وتوسطه فيها بين طرفي الإفراط والتفريط فيحمله على خلق الجود والسخاء الذي هو توسط بين الإمساك والإسراف والتبذير وعلى خلق الحياء الذي هو توسط بين بين الذل والقِحة , وعلى خلق الشجاعة الذي هو التوسط بين الجبن والتهور , وعلى خلق الحلم الذي هو التوسط بين الغضب والمهانة وسقوط النفس ومنشأ جميع الخلاق الفاضلة من هذه الأربعة ومنشأ جميع الأخلاق السافلة وبناؤها على أربعة أركان : الجهل والظلم والشهوة والغضب ,,,, إلى آخر ماقال رحمه الله |
#8
|
|||
|
|||
من لوازم العدل ومقتضياته :
1ــ التثبت من الأمر قبل الحكم عليه : إن من العدل والإنصاف أن يتثبت المسلم من كل خبر او ظاهرة, قبل الحكم عليها وإن من الظلم والإعتداء الحكم على الشئ بمجرد الظنون والأوهام والله جل شأنه بين ذلك المنهج الصحيح الذي ينبغي سلوكه في مثل هذه الأمور في آية واحدة قال سبحانه : (( ولاَتَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَ السَمْعَ والْبَصَرَ والْفُؤَادَ كُلُ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسؤُولاً )) وكما قال ابن كثير في تفسيره هنا: قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :يقول : لاتقل . وقال العوفي عنه : لاترم أحدا بما ليس لك به علم . وقال محمد بن الحنفية : يعني : شهادة الزور . وقال قتادة : لا تقل رأيت ولم تر. وسمعت ولم تسمع وعلمت ولم تعلم , فإن الله تعالى سائلك عن ذلك كله ومضمون ماذكروه : أن الله تعالى نهى عن القول بلا علم , بل الظن الذي هو التوهم والخيال كما قال تعالى : (( اجْتَنبُوا كَثِيرَاً مِنْ الظَنِ إِنَ بَعْضَ الظَنِ إِثِمُ )) الحجرات 12 أ. هـ فالتثبت من كل خبر ومن كل ظاهرة قبل الحكم عليها هو دعوة القرآن الكريم ومنهج الإسلام الدقيق , ومتى استقام القلب والعقل على هذا المنهج لم يبق مجال للوهم والخرافة في عالم العقيدة,, ولم يبق مجال للظن والشبهة في عالم الحكم والقضاء والتعامل ولم يبق مجال للأحكام السطحية والفروض الوهمية في عالم البحوث والتجارب والعلوم كما قال صاحب الظلال |
#9
|
|||
|
|||
2 ـ العدل في النقد ومعالجة الخطأ : ويتجلى ذلك في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو المنهج العادل والطريقة المثلى لمعالجة الخطأ حسبما رسمه لنا عليه الصلاة والسلام وما أكثر المواقف العادلة في سيرته ونكتفي هنا بموقف واحد ألا وهو موقفه من صنيع حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه ففي الحديث عند البخاري عن علي رضي الله عنه , قال: " بعثني رسول الله صلى الله عليه وأبا مرثد والزبير ـ وكلنا فارس ـ قال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ , فإن بها امراة من المشركين معها كتاب من حاطب ابن أبي بلتعة إلى المشركين " فأدركناها تسير على بعير لها حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقلنا الكتاب , فقالت : مامعي من كتاب , فأنخناها فالتمسنا فلم نر كتابا , فقلنا : ماكذب رسول الله صلى الله عليه وسلم لتخرجن الكتاب أو لنجردنك , فلما رأت الجد أهوت إلى حجزتها وهي محتجزة بكساء فأخرجته , فانطلقنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال عمر : يارسول الله قد خان الله ورسوله والمؤمنين , فدعني فلأضرب عنقه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ماحملك على ماصنعت ؟ قال حاطب : والله مابي إلاأكون مؤمنا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم أردت أن تكون لي عند القوم يد يدفع الله بها عن أهلي ومالي , وليس أحد من أصحابك إلا له هناك من عشيرته من يدفع الله به عن أهله وماله فقال صلى الله عليه وسلم : صدق , ولا تقولوا إلا خيرا" فقال عمر : إنه قد خان الله والمؤمنين فدعني فلأضرب عنقه فقال : أليس من أهل بدر ؟ لعل الله اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة ـ أو فقد غفرت لكم " فدمعت عينا عمر وقال : الله ورسوله اعلم,,أ. هـ ومن هذه الحادثة نستطيع أن نحدد ثلاث مراحل للمعالجة العادلة للخطأ مهما كانت ضخامته: المرحلة الأولى : مرحلة التثبت من وقوع الخطأ: وفي هذه الحادثة قد تم التثبت عن طريق أوثق المصادر ألا وهو الوحي حيث أوحى الله عز وجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بخبر الكتاب الذي أرسله حاطب مع المرأة المرحلة الثانية : التثبت من الأسباب التي دفعت إلى ارتكاب الخطا: وهو متمثل في قوله صلى الله عليه وسلم لحاطب: (( ماحملك على ما صنعت ))؟ وهذه المرحلة مهمة لأنه قد يتبين بعد طرح السؤال أن هناك عذرا شرعيا في ارتكاب الخطأ وتنتهي القضية عند هذا الحد فإذا لم تنتهِ عند هذا الحد كما ظهر في قضية حاطب وان العذر الذي أبداه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن مقنعا من الناحية الشرعية فإنه يصار إلى : المرحلة الثالثة : وفيها يتم جمع الحسنات والأعمال الخيرة لمرتكب الخطأ وحشدها إلى جانب خطئه ,, فقد ينغمر هذا الخطأ او هذه السيئة في بحر حسناته: وهذا الذي سلكه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع حاطب رضي الله عنه حيث قال لعمر عندما استأذن في قتل حاطب :أليس من أهل بدر ؟ لعل الله اطلع على أهل بدر , فقال : اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة ـ أو فقد غفرت لكم " وقد ذكر الإمام ابن القيم كلاما جميلا حول هذا الموضوع ,, حيث قال في رده على من قال (( إن الله يعافي الجهال مالا يعافي العلماء )): " فالجواب : أن هذا الذي ذكرتموه حق لاريب فيه ولكن من قواعد الشرع والحكمة أيضا أن من كثرة حسناته وعظمت وكان له في الإسلام وكان له في الإسلام تأثير ظاهر , فإنه يحتمل له مالا يحتمل من غيره ويعفى عنه مالا يعفى عن غيره ,, فإن المعصية خبث ,, والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث بخلاف الماء القليل فإنه يحمل أدنى الخبث. ومن هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر : ومايدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ماشئتم فقد غفرت لكم " وقد ارتكب مثل ذلك الذنب العظيم ,فأخبرالنبي صلى الله عليه وسلم أنه شهد بدرا فدل على أن مقتضى عقوبته قائم لكن منع من ترتيب أثره عليه ماله من المشهد العظيم فوقعت تلك السلطة العظيمة مغتفرة في جنب ماله من الحسنات ولما حض النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة فأخرج عثمان رضي الله عنه تلك الصدقة العظيمة قال :" ماضر عثمان ماعمل بعدها " وقال لطلحة لما تطأطأ للنبي صلى الله عليه وسلم حتى صعد على ظهره إلى الصخرة : "أوجب طلحة " وهذا موسى كليم الرحمن عزوجل ألقى الألواح التي فيها كلام الله الذي كتبها له ألقاها على الأرض حتى تكسرت ,,ولطم عين ملك الموت ففقأها , وعاتب ربه ليلة الإسراء في النبي صلى الله عليه وسلم , وقال :شاب بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي , وأخذ بلحية هارون وجره وهونبي الله ,, وكل هذا لم ينقص من قدره شيئا عند ربه وربه تعالى يكرمه ويحبه , فإن الأمر الذي قام به موسى والعدو الذي برز له والصبر الذي صبره والأذى الذي أوذي به في الله لا تؤثر فيه أمثال هذه الأمور ولاتغير في وجهه ولاتخفى منزلته وهذا امر معلوم عند الناس مستقر في فطرهم أنه من له ألوف من الحسنات فإنه يسامح بالسيئة والسيئتين ونحوهما حتى إنه يختلج داعي عقوبته على إساءته وداعي شكره على إحسانه ,فيغلب داعي الشكر داعي العقوبة كما قيل : وإذا الحبيب أتى بذنب واحد جاءت محاسنه بألف شفيع وقال آخر : فإن لم يكن الفعل الذي ساء واحداً فأفــعــاله الــلائـي ســررن كثـيـر والله سبحانه يوازن يوم القيامة بين الحسنات العبد وسيئاته فأيهما غلب كان التأثير له فيفعل بأهل الحسنات الذين آثروا محابه ومراضيه وغلبتهم دواعي طبعهم أحيانا من العفو والمسامحة مالا يفعله مع غيرهم" أ. هـ يتبع بإذن الله تعالى |
#10
|
|||
|
|||
3 ـ الفرح بإصابة الغير للحق والحزن على مجانبتهم له : ولعل هذا اللازم من أصعب لوازم العدل تحقيقا, لأنه يمثل قمة العدل والتقوى والورع حيث نرى كثير من دعاة المسلمين اليوم ـ فضلا عن عامتهم ـ إذارأوا غيرهم قد أخطأوا فإنهم يفرحون بذلك , حتى يحسبونه عليهم , بل إنك ترى البعض يتتبع المقالات والكتابات التي قالها غيرهم ,, وهمهم الوحيد هو تتبع العثرات والفرح باصطيادها ,,في الوقت الذي لوجدوا خلاف ذلك ( من إصابة غيرهم للحق ) فإنهم يحزنون لهذه الإصابة وهذا والعياذ بالله هو الظلم والحقد والحسد والذي لايلتقي مع العدل وحب الخير للناس 4 ـ الشهادة للمحسن بإحسانه وللمسئ بإساءته : إلا اننا ومع الأسف نرى في هذا الوقت غير ذلك ,, فمن الناس من إذا أحب أحدا أفرط في حبه له حتى أنه لا يرى إلا حسناته ويغمض عينيه عن سيئاته ويلتمس له فيها العذرر , كما أن من الناس من إذا كره احدا فإنه لايرى إلا سيئاته وإذا أحسن أساء به الظن ولسان حال أولئك كما قال الشاعر : وعين الرضى عن كل عيب كليلة *** ولكن عين السخط تبدي المساويا وبقي أن نعرف المنهج الشرعي في مثل هذه المواقف كما ذكرها الشيخ الفاضل عبد العزيزالجليل: المنهج الشرعي في مثل هذه المواقف هو : الشهادة للمحسن أنه محسن ,,ويذكر ذلك بتجرد وإنصاف والشهادة للمسئ بأنه مسئ , والنصح في ذلك وتلمس له العذر إن كان ثمة عذر شرعي لإسائته والانتباه بان بني آدم خطاء وكل يؤخذ من قوله ويرد , إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم وأن الإعتدال في الحب والكره من لوازم قوله تعالى : (( يَاأَيُهَا الذَينَ آمَنُوا كُونُوا قَواِمينَ بِالقِسْطِ شُهَداءَ لِلهِ ولَوْ عَلَى أَنفُسِكُم أَو الوَالدَيْنِ وَالأَقرَبِينَ ... )) أ. هـ ويذكر ابن الجوزي رحمه الله في كتابه ( سيرة عمر ) قول عمر رضي الله عنه : ( ضع امر أخيك على أحسنه ختى يأتيك منه ما يغلبك , ولاتظن بكلمة خرجت من أخيك المسلم شراً وأنت تجد لها في الخير محملا , وماكافأت من عصى الله فيك بمثل ان تطيع الله فيه ) أ. هـ 5 ـ الإبتعاد عن النجوى : إن مما يفرضه العدل على المسلم أن يبتعد عن النجوى التي من شأنها إحزان المسلمين وإثارة العداوة والبغضاء بينهم ,, وهي عامل مهم في ترويج الشائعات .. يقول الله عز وجل : (( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس )) والناس إزاء الشائعات التي تثار ينقسمون إلى ثلاثة : الصنف الأول : من يقبل هذه الشائعات على علاتها ويكتمها في نفسه ويرتب عليها أمورا ومواقف من غير تثبت ولاتبين الصنف الثاني : من يقوم بالتناجي بها بعيدا عن صاحب الشأن فيها ,, ومعلوم مافي ذلك من الغيبة وإذكاء الشائعات وانتشارها الصنف الثالث : من يسارع إلى التثبت من الشائعة ممن أثيرت حوله مباشرة , ولايذهب مع الظنون والوساوس النفسية أو المناجاة التي تحزن المسلم ولو حاكمنا معاملة هذه الأصناف الثلاثة إلى كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لاتضح لنا أن الصنف الأول والثاني مخالفان للشرع , وأن طريقة الصنف الثالث هي الطريقة الشرعية التي تقوم على التثبت وحب الخير للمسلمين ورعاية حقوقهم وأعراضهم والتماس الأعذار لهم |
#11
|
|||
|
|||
6 ـ سلامة القلب : قال تعالى : (( يَومَ لاَيَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ــ إِلَا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سلَيمٍ )) الشعراء 88ـ 89 وقد ورد في تفسيرها عند ابن كثير رحمه الله : "أن القلب السليم هو السالم من الشرك, وهو قول مجاهد والحسن وغيرهما , وقال سعيد بن المسيب : القلب السليم هو القلب الصحيح وهو قلب المؤمن " ومن ذلك يتبين لنا أثر سلامة القلب في العدل مع الناس ,, حيث إن صاحب هذا القلب مطمئن البال هادئ النفس يحب الخير ويبذل النصح للناس ,, وهذه صفات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين امتدحهم الله تعالى بقوله : (( والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم )) ومثل هذا يُلقى له القبول بين الناس, حتى وهو يرد على الأخطاء والإنحرافات ,, فإنه يصاحبه في ذلك الشعور بالشفقة وحب هداية للغير ,, لا مجرد الخصومة والجدال,, كما هو الحال في كثير ممن يتصدى اليوم للمخالفين له أو لشيخه وخلاصة القول : أن سلامة القلب أصل للوازم السابقة كلها فبسلامة القلب والنصح لله تعالى يتم العدل في جميع الأمور وصاحب القلب السليم لا يؤذي المسلمين ولو آذوه ,, ولا ينتقم لنفسه. 7 ـ الصدق والوضوح : إن هذا اللازم يعتبر أيضا سببا من أسباب الحصول العدل,,فهو نتيجة وسبب في نفس الوقت ,, لأن الصدق يؤدي للعدل والعدل يستلزم الصدق والوضوح,, وأردت من إيراد هذا اللازم الإشارة إلى مايقع في زماننا هذا من الأساليب الغامضة في تعامل المسلمين بعضهم مع بعض وعدم الوضوح في المقاصد والوسائل وهذا كله يؤدي ـ شئنا ام أبينا ـ إلى مجانبة الصدق والوقوع في الكذب الصريح وهذا الغموض وسوء الظن بالمسلمين من الأمراض الخطيرة التي تؤدي إلى إذكاء العداوة والفرقة بين المسلمين ,, في الوقت الذي يفترض الصدق في المسلم وألا يساء الظن به ,او أن مراده من كلامه كذا وكذا .... ولقد مرت بنا الطريقة التي عالج بها الرسول صلى الله عليه وسلم خطأ حاطب رضي الله عنه حينما قال له : " صدق , لاتقولوا إلا خيرا " ولم يذهب إلى سوء الظن به ,,أو اللف والدوران وهنا يجب أن اوضح أن لاتعارض بين وجود الصدق والوضوح وبين الكتمان ,, فإن كان المرء ولابد متحدثا فليكن صادقا وواضحا وإلا فليصمت . والمقصود بالكلام هنا وأهمية هذا اللازم بين المسلمين بعضهم مع بعض ,أما الكافرون والمنافقون فإن التعامل معهم يكون بحذر وتقدير ما ينبغي ان يقال وألا يطلعوا على أسرار المسلمين بحجة الصدق |
#12
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا امنا الفاضلة ودائما نورينا بخبرتك واضيئي طرقنا بعلمك
__________________
أخوكم في الله السيف الذهبي السيف أصدق أنبائا من الكتب.. في حده الحد ما بين الجد واللعب ليبيابلد الاسلام والسنة..أرض الأحرار والأبطال..ومقبرة الشهداء.. عذرا يا رسول الله هم خذولكـــ...ولكننا نحن ناصروكــــــــ أنصر حبيبنا صلى الله عليه وسلم بنشر سنته و سيرته والتعلم منه http://www.rasoulallah.net/v2/index.aspx?lang=ar |
#13
|
|||
|
|||
وختـــــــاما : إن الأمانة التي اشفقت من حملها السموات والأرض لن يستطيع الإنسان حملها إلا بالعلم والعدل وكان التركيز في هذا البحث على العدل مع العباد وذلك للحاجة الماسة إليه وخاصة في هذا العصر الذي بغى بعض الناس فيه على بعض ,, وأنصح نفسي وإخوتي الكراام من أهل السنة بتقوى الله عز وجل ,, وأن نلزم أنفسنا بالعدل في أقوالنا وأفعالنا ونصلح ذات بيننا,, وإن لم يسع المصلحون والمتقون في تأليف القلوب وجمع الكلمة فإن فساداكبيرا لاشك نازل كما قال سبحانه : (( والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير )) أي إلا يوالى المسلمون ويعادى الكافرون تكن فتنة في الناس [والله أسأل ان يجمع بين المسلمين ويؤلف بين قلوبهم وينصرهم على أعدائهم هذا والله تعالى أعلى وأعلم بحثي مختصر وبتصرف من : كتاب قواعد وفوائد لفقه كتاب الله كتاب وقفات تربوية في ضوء القرآن الكريم ... |
#14
|
|||
|
|||
بارك الله فيك
وجعل ماتقدمين في ميزان حسناتك مجهود جبار ومتعوب عليه نسأل الله إن يعم بنفعه للجميع ألف شكر لك على هذا المجهود الطيب |
#15
|
|||
|
|||
اقتباس:
حياك الله مشرفنا الفاضل ,, وشكرا لك تعقيبك المبارك |
#16
|
|||
|
|||
اقتباس:
حياك الله أستاذ أبو ايوب ,, وشكر الله لك مرورك الكريم وأسأل المولى أن يستجيب دعائك ويبارك فيك |
أدوات الموضوع | |
|
|