للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
شهر الصيام
شهر الصيام نشرت في جريدة البصائر سنة 1937 أطِلَّعلى البـريَّـة بالسّــلامِ ولُحْ باليمْن يا شهْـر الصيــامِ وحلَّ على بنـي الإسلام ضيفًـا كريـماً بين رعْي واحْتــرام وعيـدًا باللطائف والهـدايـا تعـود عليـهمُ في كلِّ عــام ألـمْ يُنزَلْ إليـهمْ فيك قِـدْمـا كلامُ الله بُورك مِنْ كـلام؟ نفحْـتَ المسلمــين بمثـلِ وَرْد مِن القرآن مُفْتَـرَّ الكِمــام هـزَزْتَ قلوبَـهم هـزَّ الرَّوابـي وسُقتَ لها الهـُدى سَوْقَ الغمام فهُم مهماَ قررتَ قرَرْتَ عيْـنًـا ببِرِّ الشيـخ منْـهِمْ والغــلام وأَمَّنْتَ الخلـيقـةَ وهيَ غَرْقـى تكابِـد كلَّ دفْع واصطـدام حملت لـها من الزيتـون غُصنًـا كما حـملَتْـه سالِفة الحمـام ويسَّرتَ التَّـراضِـي للبـرايــا فمـا لـهمُ تـمادَوْا في الخِصام؟ سبرتَ سقـامَ أنفسهم عِـلاجًـا فمـا أجدى علاجُك في السقام فتَحتَ لـهم سَمَاء الله بـابـًا فـصَدُّوا مُخْـلِدِين إلى الرَّغـام فيا لك داعيًـا للخيـر يأبـَى إجـابـةَ صوتـِه غيْـرُ الكـرام لقـد قطـعوا نـهارك بالتحرِّي لـصومِهمُ وليـلَك بالقيـام وقد صامـوا عن الشُّبهات لا عن شرابِهِمُ فحَسْبُ أوِ الطَّعـام فعفـُّوا عن مقاربَة التَّعـدِّي وكَـفُّوا عن مقارفَـة الأثـام نـوَوْا لله صومَهمُ فطابــوا وطابَ خُلُوفُـهُم طيبَ البَشَام أولائك صومُهم بالأَجْر يَـحظَى وترفَعـه الـملائكُ باهتـمـام رأوا نِعَم الفـناء إلى بـلايـا تـؤول فآثـروا نِعَـم الــدوام وصامـوا شهرَ ربِّهمُ احتسابـًا لـه فأثابَـهم دار الســلام أعدَّ لَهم بـها (الرَّيَّانَ) بـابـا ليُدخلـهم بِها دون الأنـام فقل لأخي الأُوامِ اليومَ أبشِـرْ ستُحمَـد في غدٍ غِـبَّ الأُوام ستُسقاها مشعشعةً وصِرفـا مُـدامـًا لذّةً لا كالـمُـدام فليـس تضر شاربَها بغَوْل وليس تجرُّ شاربَـها لِــذاَم يطاف عليكَ من وقتٍ لوقتِ بِـها بيْن احْتفاء واحْتشـام يشعُّ بكل إبريـقٍ سَنـاهـا ويعْبَقُ طيبُها من كلِّ جـام وبيـن يديك خيـراتٌ حِسان قُصِرْنَ علـيك في أبْهى الخِيـام فقل ما شئتَ في طيبٍ وأنْـسٍ وتفكِهةٍ وبِشـر وابتســام وقل ما شئتَ في أجرٍ عظيـمٍ يفوز بِهِ ذَوُوا الـهِمم العِظـام مقاماتُ الـرجل هناك شتَّـى فلا تخْتَرْ سِوى أعلَى مقَـام ولو همَّ الْهمام بمُسْتحيـل لَما اسْتَعْصى على همِّ الْهمـام فمُدَّ الطرفَ فوقك تلْق قصـرا كمثل النّجم يلمع في الغمام على الأقدار عُلِّيَ لا الرَّوابِـي وبالأُنوارِ حُلِّّّيَ لا الرُّخـام فمِلْ وانزَعْ إليه هـوًى وسعْيا عساكَ إليه تحظى باسْتِنـام وراقبْ ليلة القدر اغتنـامًـا لفرصتـها الـجديرةِ باغتنـام فكم لله فيها من عطـايـا عظيماتٍ ومِنْ مِنَـنٍ جسـام مفضَّلة النوافـلِ مُصْطفـاةٌ مقدّسة مبارَكة الـنِّســام وخيْرٌ يومُها من ألفِ شهْـرٍ وأمنٌ كلُّـها حتى التمــام تـيمَّـمْ موْرِدًا لله فيهـا عساكَ إليه تَخلُص في الزحـام وقل للنفس ويحَك لا تكِلِّي وقلْ للعيْن ويحك لا تنامـي وداعٍ إن أَتـى رمضان يدعو به فوقَ النَّواميس النَّـوامـي يقول به لباغي الشَّر أقصِـرْ وباغي الخير أقبِـلْ للأمـام فبشْرى للذي لـبَّـاه بُشرى بهطَّـالٍ مِن الرَّحَمات هامـي ويا مَن صدَّ عنه شَفِيتَ حظًّـا وبُؤْتَ بكـل خِزْي وانتقـام أراك تبِعْتَ في الدنيـا فِئـامًـا خوالفَ بِئْسَ ما هم مِنْ فئـام وكم من مُفْـطِرٍ في القوم سِـرًّا عديـم الدِّين منهَتِك الذِّمـام يواري وجهَه فـي رِكن بيـت ويَزْدَرِدُ المآكِل بالْتـهــام ألَم يـعلـمْ بأنَّ الله يـدري دبـيبَ النمل في جُنْحِ الظَّـلام؟ قضَى ما شاء في الخلق احتكاما فلـم يُجْحِفْ بِحقّ ٍفي احْتكام وأتقنَ كلَّ شيء منـه خَلْقـا ليترُكَه سُدًى طلْقَ الزِّمـام فصُمْ صوم الكرام يُثِبْكَ أجـرا على شهواتِهـم صرعـى غَـرام وكان صيامُهم سببَ اتِّحـاد فصـار بخُلْفِهـم سببَ انقسـام فرهطٌ صام يومًا قبـل رهْـط وظَلُّوا فـي جِـدالٍ واحْتـِدام رأوْا أيـام صـومِهِـمُ طِوالاً فأفنـَوْهـا بلَـغْوٍ أوْ مَنـام قِـوامُ صِيـامِهمْ ظَمَأٌ وجُوعٌ لهم مـا غـيرُ ذلك من قِـوام وكم من طاعم رَيَّـانَ منهـم يئِـنُّ بِجَنْبِه جَوْعانُ ظـامـي فيـا وَيْحَ الفقير يَضِيعُ جُوعـا وليْس له من الأَقْوامِ حـامـي يطوف على المزابِـل حيثُ يَرجو فُتـاتَ الخُبز أو قِطعَ العِظـام ولولا الجوع لـم يَنْبِشْ قُمامًـا ولـم يَشْتَقْ إلى ما في القُمـام وقد يَطْوي الأَزقّـةَ مُسْتميحـا فيَحرمُه الحُطـامَ ذَوُو الحُطـام وقد يأتِي البيـوتَ بِها فتخشَى ذَرارِيها وتُجْفِـلُ كالنَّـعـام وقد يُعْطى الإِدامَ بـلا رغيـفٍ وقد يُعطَى الرَّغيـفَ بـلا إدام مآسٍ كالِّهـام رمتْ فأصْمَـتْ بِـلادًا مثلَ أهْـداف السِّهـام وبُؤسٌ يَتْـركُ الأَحْشاءَ منَّـا جَـوائشَ في اضْطـرابٍ واضْطرام تعـالَوا للنَّدى قَـوِمِي تعالَـوْا تَنـالُوا بالنَّدى أقْصَى الْمَـرام تعالوْا نـأسُ مُطَّرِحًـا جريحـا لعـلَّ لجُرحـه وشكَ التِئـام تلافَوا بالنَّدى حيًّا كمَيْـتٍ كأنَّ مَحلَّـه بعْض الـرِّجـام ألا فتـدَرَّعُوا من كلِّ بلـوى بإِسعافِ الفقيـر أسـدَّ لام أخا الإسلام قد آخيتَ دينًـا صيامُك فيه رابعـة الدِّعـام أتَى رمضانُ وهو أجلُّ شهْـر أقِمْـه لكبْح نفْسك كاللِّجام تَحَام الفِسْقَ فيه فليسَ يُرْجَى قَبـولُ الصَّوم إلاّ بالتَّحـامي إذا رامَكَ ذو سُـوء بسُـوء لإضْـرام العِداء فـلا تُـرام ولا تظلـم فقيـرًا بانتِهـار ولا تَظلـم حقيـراً باتِّهـام رأيتُ أذَى احْتقـار الناس أقسَى عليهـمْ من أذَى المَوْتِ الزُّؤام فكُن هَيْـنًا لكلِّ الناس لَيْـنًـا ودِيعًا لا تكُنْ صَلْـبَ العُـرام وقابِلْ بالتّجمُّل كلَّ قـذْف وطَعْنٍ من لسـان كالْحُسـام سَتَنْجَابُ الضَّغائن بعد حيـن وتشتـاقُ القلـب إلى الوِئـام وكيف يَميـلُ للهِجران جَمـعٌ يُهدّد بالنَّـوى أو بالْحِمـام؟ تَمهَّـل بُرهةً واصْبِر قليـلا فكلُّ النـائبـاتِ إلَى انْهـزام وما الدّنيا سوى مَهْد ابتـلاء لأنفسِنـا وميـدان اقْتحـام ونحن المؤمنيـن بِهـا رمـاةٌ إلى قاصٍ من الأَهْدافِ سـامي مُهِمَّتُنـا الْتِماسُ البر فيهـا وغايتُـنا بِها حُسْـنُ الْخِتـام ديوان محمد العيد محمد علي خليفة /ص 151-155
__________________
|
#2
|
|||
|
|||
اقتباس:
وأين هو رمضان 1937 ؟ ونحن فى رمضان الآلام والأوجاع.
__________________
قـلــت : [LIST][*]من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )). [*]ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )). [*]ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )). [*]ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ). [/LIST]
|
#3
|
|||
|
|||
وجزاك الله خيرا مثله وأحسن إليك أخي الكريم
اقتباس:
كانت معظم الدول العربية آنذاك تحت كيد الاستعمار الفرنسي والانجليزي، وها نحن نرى اليوم عجلة الزمان تعاود الكرة بنا وتعيد ليبيا الحبيبة مثلا إلى مأساة الآستعمار الأروبي-الأمريكي-العربي (اللهم عجل بالنصر لإخواننا الليبيين) ومثلها العراق، فلسطين، وسوريا واليمن بطريقة أخرى (اللهم ازرع الأمن والأمان في بلداننا المسلمة) في سنة 1930 احتفلت فرنسا بالذكرى ال100 لاحتلال الجزائر، وكان الاحتفال في زعمهم يحتوي على جنازة الإسلام ظنا منهم أنّ الاسلام في بلدنا قد مات . لكن في عام 1931 فاجأته جمعية العلماء المسلمين بالتأسيس وكان رئيسها الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس وكان شاعرنا من أحد أعضائها المؤسيسين -رحمهم الله جميعا-. فلا يوجد فرق بين أزماننا بل وكأنه في زماننا.
__________________
|
#4
|
|||
|
|||
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
__________________
قـلــت : [LIST][*]من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )). [*]ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )). [*]ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )). [*]ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ). [/LIST]
|
أدوات الموضوع | |
|
|