للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
|
|
أدوات الموضوع |
#41
|
|||
|
|||
اقتباس:
لن أرد عليك لأنني أرى أنك ليس أهلا للنقاش
ولأني طالما رددت عليك لكن كما قلت سابقا دون فائدة |
#42
|
|||
|
|||
الأخت الفاضلة أعذريني على التأخر في الرد وذلك لانقطاع الكهرباء فقد قمت سابقا بكتابة رد لكن قدر الله أن تنقطع الكهرباء بعدما اقتربت من الانتهاء من كتابة الرد بالتفصيل. أختي الفاضلة باختصار: هناك عدة تنظيمات تتسمى بالسلفية الجهادية فهم أصلا متفرقون من ضمن هذه الجماعات كانت الجماعة التي غرر بالشيخ عبدالطيف موسى من قبلها هذه الجماعة منذ انشائها قامت بالتكفير ولم يكن لها أي رصيد جهادي قام شيوخنا بنقاش هذه الجماعة التي كان أغلبها من صغار السن لاعادتهم الى رشدهم لكن دون جدوى منذ انشائها وحتى بعد تكفيرها للمسلمين لم يكن أحد يتعرض لهم بل كان لهم مواقع للتدريب بعلم حماس لم يكن أحد يفكر بقتالهم حتى بعد تكفيرهم للمسلمين بالجملة بل كانوا يجلسون في المساجد ويجادلون الناس علانية لكن السؤال لماذا ظهر هؤلاء بعد سيطرة حماس على غزة وطرد العملاء العلمانيين منها؟ ولماذا لم يظهروا في الضفة الغربية التي يسيطر عليها العلمانيون بل العملاء؟ لماذا ظهروا في مكان يحكم به الاسلاميون؟بل لماذا ظهروا يكفرون المجاهدين الشوكة في غزة؟ بل الأدهى والأمر أنهم عند الحرب على غزة لم يطلقوا رصاصة واحدة على اليهود وقالوا لا نعين كافر على كافر فلننظر كيف يساوون بين اليهود وبين المجاهدين الذين قدموا أرواحهم ابتغاء مرضاة الله نحسبهم كذلك.! أختي الفاضلة هذا كله قبل فتنة ابن تيمية قبل أن يتعرض أحد لهم هذا يبين أن هؤلاء قوم مشبوهين بعد هذه المقدمات من التكفير للمسلمين بالجملة تحصن هؤلاء في مسجد ابن تيمية وقاموا باقامة الامارة امارة الفتنة وطلبوا حماس والحكومة بالتسليم لهم طالبوا كتائب القسام التي حاربت اليهود عشرات السنيين الى أن وصلنا لتحرير غزة طالبوها بالتسليم لهؤلاء الشرذمة القليلين الذين يعدون بالمئات عند ذلك أرات حماس وكتائبها أن يتم حل الموضوع سلميا فقامت كتائب القسام بارسال أحد قادتها ألا وهو أبو جبريل الشمالي أحد المخططين لعملية أسر شاليط تم الا تفاق أن يذهب لهم أبو جبريل أعزل السلاح لحل الموضوع سلميا لكن عندما اقترب أبو جبريل منهم وهو أعزل قاموا بالغدر به فارتقى أبو جبريل أحد قيادات كتائب القسام شهيدا نحسبه كذلك فما كان من كتائب القسام التي لقنت اليهود الدروس الى أن تلقن أذنابهم وأذيالهم فبعد غدرهم هذا ثارت ثائرة الكتائب وشبابها للانتقام ممن غدر بقائدهم فكان الهجوم على المسجد ,مما أدى لقتل عدد منهم كان من ضمنهم الشيخ عبدالطيف موسى نسأل الله أن يرحمه لكن بعد هذه الحادثة عاد كثير منهم الى رشده بعد أن غرر بهم هذا وكان من المعارضين لهم كثير من منظري السلفية الجهادية في العالم ولم يوافقهم أحد من العلماء العاملين المعروفين على ما فعلوا و |
#43
|
|||
|
|||
سأتأخر قليلاً في الرد لأني مشغول جداً، لكني سأعود إليك بإذن الله في غضون يومين أو ثلاثة.
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
|
#44
|
|||
|
|||
اقتباس:
أنتظرك باذن الله
|
#45
|
|||
|
|||
هذه ليست فتنه كما تقول .نسأل الله أن يكون الشيخ على الطريق المستقيم هذا ما كنت أعرفه عن الشيخ عبداللطيف وتأكدت منك وأشكرك .. أنا أعرف عن الشيخ بأنه رجل صالح قتل من أجل راية الاسلام وكفى بها ... أما حماس مع إحترامى لك فهى عباره عن عصابات هدفها القضاء على الاسلام مع الرافضه فتجدهم يوالون أعداء الله وكفى ... [gdwl] لماذا لم يظهروا في الضفة الغربية التي يسيطر عليها العلمانيون بل العملاء؟ لماذا ظهروا في مكان يحكم به الاسلاميون؟بل لماذا ظهروا يكفرون المجاهدين الشوكة في غزة؟[/gdwl] ما هو الاسلام الذى تحكمون به فى غزه أى إسلام هذا وأين هى الجماعه الاسلاميه ؟؟ حماس ليست جماعه إسلاميه الكل يدعى حتى إيران إسلاميه ولكن أى إسلام ؟ [gdwl]وقاموا باقامة الامارة امارة الفتنة[/gdwl] إماره إسلاميه غصب عن حماس ومن على شاكلتها ... أقيموا أنتم إماره إسلاميه بما أنكم مسيطرين على قطاع غزه [gdwl]أختي الفاضلة هذا كله قبل فتنة ابن تيمية قبل أن يتعرض أحد لهم هذا يبين أن هؤلاء قوم مشبوهين[/gdwl] مشبوهين بالنسبه لحماس والروافض .. حماس قتلت الشيخ لانهم يعشقون السلطه والجلوس على الكراسى هذا أهم شئ عندهم وهذا هو حال جميع الاخوان المفلسون فى جميع انحاء العالم حتى ولو باعوا دين الله الذى تدعى أنهم يعدون ليلا ونهارا لنصرته كيف ينصرون دين الله وأباهم الروحى الخميني ... الانتصار الحقيقى هو إنتصار العقيده الصحيحه ... إستحللتم دمه ومن معه واليوم تقولون فتنه . حسبنا الله ونعم الوكيل هل مستعد للدفاع عن حماس يوم القيامه ؟؟؟؟؟؟؟
__________________
العلم قال الله , قال رسوله *** قال الصحابة , هم أولو العرفانِ ما العلم نصبك للخلافِ سفاهة *** بين الرسول وبين رأي فلانِ |
#46
|
|||
|
|||
اقتباس:
اقتباس:
أخيرا الأخت الكريمة: لم تردي الا على بعض كلامتي لماذا لم تتكلمي عن تكفيرهم للمسلمين وخروجهم على المسلمين المجاهدين اذا أردت أن أجلب لك من فتاويهم التكفيرية فأنا مستعد اذا أردت أن أجلب لك من ردوود مشايخ السلفية الجهادية عليهم فأنا مستعد اذا أردت أن تناقشي فعليك أن تأتيني بالأدلة والبينات والحجج ويجب عليك ترك العاطفة ,فأرجوا أن تتكلمي بلغة العقل والدليل |
#47
|
|||
|
|||
اخي ابوحفص وفقه الله :
ارجو منك ومن كل الغيورين ان تحاربوا التشيع في غزة بكل قوة. حسب علمي ان التشيع عندكم نسبته قريبة من الصفر. لكن لا نريد ان يدخل الروافض ارض فلسطين فقد كانت طاهرة منهم ونريدها ان تظل طاهرة ان شاء الله الى الابد من هؤلاء المجرمين
__________________
[gdwl]عن عبدالله بن عمرو بن العاص أنه قال يارسول الله ! من أحب الناس إليك ؟ قال : عائشة ، قال : من الرجال ؟ قال : أبوها. رقم الحديث في نسخة الأباني : 3886 خلاصة الدرجة: صحيح [/gdwl] |
#48
|
|||
|
|||
اقتباس:
وفظحت حالك وحماس مشعل الخائن فوالله يملكها اليهود ولايملكها مجوسي اوعميل لهم على الاقل وان كان اليهود اشرار فلاشك لم ينحدروا لدرجة خسة الخونة والمجوس وغدرهم وعظيم حقدهم الذي بوبوه فى عمل القربات والثآراتكذب وغدر وحقد افقدهم كل صواب وعقل ودين واحتكموا لهواهم ومايصدر منه لحد افدوا انسانيتهم تماما ولم يفقدوا اليهود انسانيتهم لاخرها بخلاف المجوس وعملائهم وهذا مااقنعنا به الخائن مشعل وجرائم مليشياته وبشار الملعون وذيل المجوس فى لبنان وانا لست اطلب منك رد انما اريد ان اكشف القصد المفضوح لتوهمنا بماارسلوك به اسيادك لتبثه وتقنعنا بان الخونه ابطال وشرفاء واهل دين ومقاومه وتجعلهم فى مستوى الشرفاء مثل الشيخ ياسين ورفاقه المغدور بهم من الخونه ممن استعان بهم الصهاينه فى اغتيال الشرفاء فى حماس وغيرها ليبقى عملاء المجوس يعثون فسادا وخيانه وفتنه ويحسبون انهم يصنعون صنعاحقا اشعر انك فى تغيضا ضدى بحقد مجوسي .... فلايهم مادمت قد بينت وكشفت حقية محاولتك ايهامنا وغداعنا تنفيذا لاوامر اسيادك واني اعي مااتكلم به وبادلته وحقيقته التى ازعجت مهمتك الاعلاميه في هذا الباب ولله المنة ارشدنا للحق وكشف التقيه ومنه التوفيق
__________________
۩۞۩ اختلاف العمائم وتناحرهم نيران فى ايران اللهم انصر ثورة أهلنا في الأحواز المحتلةعلى الفرس المجوس واقطع دابر الخونة اعوانهم عصابة الحكم في سوريا وفى العراق وقطر ةالخونة في لبنان والبحرين وفي كل مكان اللهم عجل بهلاك الانجاس المجوس واذيالهم القذره جند الدجال
|
#49
|
|||
|
|||
[gdwl]اذا أردت أن أجلب لك من فتاويهم التكفيرية فأنا مستعد اذا أردت أن أجلب لك من ردوود مشايخ السلفية الجهادية عليهم فأنا مستعد[/gdwl] تفضل أخى .. سأنتظر بإذن الله .. |
#50
|
|||
|
|||
اقتباس:
|
#51
|
|||
|
|||
اقتباس:
الأخت الفاضلة هذه فتاوى لأحد جهلائهم ويدعى أبو الوليد الأنصاري الحمد لله كنت قد قرأت سابقاً فتاوى للمأفون المدعو أبا الوليد الأنصاري ، ووقفت عن شيء من ضلاله ومباينته لمذهب أهل السنة والجماعة ,واستذكرت وأنا أقرأ هذه الفتاوى قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه الشيخان عن عبد الله بن عمرو قال ( سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُول: إِنَّ الله لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا، يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ وَلكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤوسًا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا، فَأَفْتَوْا بغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا )) بل إن هذا والله لقليل في حق هذا الضال المضل ، وأترككم مع عدد من فتاويه أو سمها كما شئت . أولاً : تكفير الناس بالجملة على التعيين ، ومعلوم أن تكفير المعين أمر شاق لا ينهض له إلا كبار العلماء بعد أن يدرسوا الحالة ، ويتأكدوا من توفر شروط التكفير وانتفاء الموانع ، وإنزال هذا الحكم على فئات كثيرة من الناس وتكفيرهم بأعيانهم يدل على جهل بدين الله أولاً وتلاعب بنصوص الدين ، ومن ذلك : قوله في إحدى إجاباته : (بداية لابد أن نفرق بين حماس كحركة وبين حماس كحكومة، فحركة حماس تقف في مصاف الحركات والجماعات الإسلامية وإن كان عليها كثير من المخالفات، أما حكومة حماس فلا فرق بينها وبين غيرها من الحكومات الكافرة؛ لتلبسها بمكفرات عدة؛ ) ثم يقول بعد ذلك (وأخيرا إننا ننبهكم أن القسام وحكومة حماس إلا القليل منهم؛ في الحكم سواء، ) فهذا تكفير لأعضاء القسام الذين يقارعون اليهود ، ويعدون لهم العدة !!! وعندما سئل عن حكم الشرطة في حكومة حماس قال : (ثانيًا: الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة حماس المرتدة أفرادها كفار على التعيين ولا يُعذرون بالجهل) فانظر كيف حكم بكفر الآلاف على التعيين ، بل والأنكى لا يُعذرون بالجهل . وأجاب عن نواب حماس ووزارائها : (ثانيًا: نواب ووزراء حكومة حماس أو غيرها من الحكومات التي تشرع التشريعات الكفرية، وتحكم بغير ما أنزل الله مرتدون بأعيانهم؛ لأنهم ارتكبوا الشرك الأكبر ) وقال أيضاً : (ثالثًا: جيوش الحكومات الطاغوتية - بما فيهم حكومة حماس - وشرطتها وجميع أجهزتها الأمنية هم مرتدون بأعيانهم؛ لأنهم هم الذين ينصرون الطواغيت، ويتولونهم ) ثانياً : تجويز السرقة : وسئل : ((هل الكذب على التنظيمات التابعة لوزير مرتد في حكومة كافرة بهدف أخذ مال أوعتاد منها جائز ويدخل في صور الفيئ يحيث يكون شخص يعمل عنده عمل جهادي فيكذب عليه ويقول كلفني هذا الجهد كذا وكذا وهو في الحقيقة لم يكلفه شئ ثم يأخذ المال ويعطيه لتياره السلفي الجهادي )) فأجاب : (أما بالنسبة للكذب والخداع والتغرير بمثل هذه التنظيمات بقصد أخذ المال لإعطائه للمجاهدين فهذا لا يجوز؛ لأن الكذب محرم شرعا، ولم يبح إلا في مواطن معينة،... أما أخذ المال منهم على صفة الاستسراق أو التلصص كما ذكر أهل العلم دون أن يعلم بك أحد وأنت تعمل بعيدا عنهم وعن تنظيماتهم فهذا جائز، وما أُخذ من مال وعتاد يدخل في باب الغنيمة. ) وانظر إلى هذا الغثاء الذي يقول : حيث سئل : (( ما حكم من قتل تحت رايةالحركات في فلسطين ( كحركة حماس وفتح والجهاد ) وغيرها ، وهو يقاتل اليهود؟ )) فأجاب : ( يقول تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ} [النساء: 76]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قاتل تحت راية عمية، يغضب لعصبة، أو يدعو إلى عصبة، أو ينصر عصبة، فقتل، فقتلة جاهلية . [ رواه مسلم ] . فالقتال إن لم يكن في سبيل الله فهو في سبيل الطاغوت، ومن قاتل تحت راية غير راية التوحيد فمات مات على ضلالة كضلالة الجاهلية والتنظيمات في فلسطين منها: ما هو واضح أنها لا تقاتل في سبيل الله، بل تعادي الإسلام والمسلمين، وتبتغي غير الإسلام دينًا: كالعلمانية والشيوعية مثل حركتا فتح والجبهةالشعبية وما تفرع عنهما، فهي حركات كفرية، يحرم الانضمام إليها، والقتال تحت رايتها، ومن مات تحتها مات ميتة جاهلية والبعض الآخر من التنظيمات قتالهاظاهره في سبيل الله، ولكن في حقيقة الأمر ليس كذلك: كحركتا حماس والجهاد الإسلاميوما على شاكلتهما، فهي حركات بدعية، يحرم الانضمام إليها، والعمل في صفوفها،والقتال تحت رايتها، لا سيما في ظل وجود الجماعات السليمة المعتقد ]فمن قاتل تحت راية أمثال هذه التنظيمات والحركات البدعية وهو عالم بحالها فمات؛ مات ميتةجاهلية أما من قاتل تحت رايتها جاهلا بحالها، منخدعا بما تظهره من شعارات إسلامية خاوية من مضمونها، فهذا معذور بجهله،[ الحمد لله أنه عذر بالجهل هنا !!!] نرجو له رحمة الله ومغفرته. أما من يعمل في هذه التنظيمات البدعية، ويرفع رايتها من أجل الراتب الشهري فقط، فهذا آثر الحياة الدنيا على الآخرة، اشترى دنياه بدينه، فإنا لله وإناإليه راجعون وننوه إلى أنَّ حرمة القتال الآن تحت راية حماس تشتد؛ لأنَّ جهازها العسكري أصبح من أجهزة حكومة حماس، ) انظروا إلى هذا الكلام ، وقولوا لي ماذا يريد اليهود أكثر من هذا من يحرم قتال اليهود مع حماس أو غيرها من التنظيمات الإسلامية إلا تنظيمه وكأنه ممثل الإسلام !!! |
#52
|
|||
|
|||
رد أحد مشايخ السلفية الجهادية على هذا التكفيري وأمثاله
نشير لتقريع وتحذير الشيخ أبى الوليد الغزى من أمثال هؤلاء الجهله وعظيم جنايتهم على مشروع جهاد الأمة فسادا : فَقْدْ آلَمَنِي - كما آلَمَ كَثِيرِينَ مِن المُسْلِمِينَ - ما وَقَعَ قَبْلَ مُدَّةٍ لَيْسَتْ بالبَعِيدَةِ بَينَ بَعْضِ أبْناءِ غَزَّةَ الأَبِيَّةِ مِنَ المُجاهِدِينَ وبَيْنَ حُكُومَةِ حَرَكَةِ المُقاوَمَةِ الإسْلامِيَّةِ (حَماس) مَمّا اتُّخِذَ مَدْخَلاً للوَقِيعَةِ بالإسْلامِ وَبِأَهْلِ الإسْلامِ، مَعَ فَتْحِ بابِ الكَلامِ لِمَنْ يُحْسِنُ ولِمَنْ لا يُحْسِنُ؛ كَما هِيَ السِّمَةُ الغالِبَةُ علَى كُلِّ ما يَقَعُ مِن الحَوادِثِ فِي زَمانِنا لانْتِشارِ القَلَمِ مَعَ قِلَّةِ العِلْمِ وغَلَبَةِ الجَهْلِ، ونَحْنُ فِي زَمانٍ غَدا الإنْصافُ فِيهِ عَزيزاً! وتِلْكَ ثَمَرَةُ ما أَسْلَفْناهُ، ولا تَكادُ تَجْدُ مُخْتَلِفَيْنِ مِنَ (المُسْلِمِينَ) إلاّ ولِسانُ حالِ كُلٍّ مِنْهُما: وَمُنْذُ أنْ وَقَعَتْ تِلْكَ الأحْداثُ والناسُ يُكْثِرُونَ السؤالَ عَنْها شِفاهاً تارَةً ومَكاتَبَةً أُخْرَى، وكَثُرَ الخَوْضُ فِيها مِنَ الأغْرارِ والأغْمارِ المُفْتِينَ!!؛ حَتى آلَ الحالُ إلَى التَّرامِي بالكُفْرِ والتَّراشُقِ بِالبِدْعَةِ والفُسُوقِ!، مِمَّا لَوْ عُرِضَ مِثْلُهُ عَلَى فُحُولِ الأَئمَةِ وأساطِينِ العِلْمِ لأَطالُوا الوُقُوفَ عِنْدَهُ؛ وأَعَدُّوا لِهَوْلِ المَوْقِفِ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ تَعالَى جَواباً؛ قَبْلَ أنْ يُقَدِّمُوا للسّائِلِ جَوَاباً! أَلاَ قاتَلَ اللهُ الجَهْلَ ما يَصْنَعُ بِأَهْلِهِ. فَلَيْسَ مِن شَأْنِ الراسِخِينَ فِي العِلْمِ كَذلكَ المُبادَرَةُ بِتَكْفِيرِ المُسْلِمِ لِقَوْلٍ أو فِعْلٍ يَحْتَمِلُ الكُفَرَ، بل الجادَّةُ المَطْرُوقَةُ المُعَوَّلُ عَلِيْها عِنْدَهُمْ دِقَّةُ النَّظَرِ والتَّفْصِيلِ، وإيرادُ ما يُحْتَمَلُ مِنَ الوُجُوهِ النافِيَةِ للكُفْرِ ولَو كانَتْ ضَعِيفَةً .. فإنَّنِي لَما ذكَرْتُ لِبَعْضِهِمْ بُطْلانَ إطْلاقِ القَوْلِ بالتكْفِيرِ؛ وأنَّهُ جَهْلٌ مِن قائِلِهِ؛ وقُلْتُ لَه: إنَّ لِحماسٍ – علَى ما نَأخُذهُ علَيْها فِي مَنْهَجِها - مِن الحَسناتِ ما لا يَخْفَى؛ من جِهادِ العَدُوِّ الصائلِ؛ والمحافَظَةِ علَى دِينِ الإسلامِ بَعدما كادتْ تَنْدَرِسُ مَعالِمُهُ فِي تِلكَ الديار؛ وشرَحْتُ لَهُ مِما يَتَعلَقُ بالمَقامِ وتَفْصِيلِهِ ما تَطُولُ الآنَ حِكايَتُهُ، فاسْتَمَعَ إلَيَّ ولَمْ يَنْطِقْ بِحَرْفٍ، إلاّ أنَّهُ كانَ يَعْتَرِضُ فِي المَجالِسِ مِنْ ورَائِي اعْتَراضَاتٍ تُنْبِئٍ عَنْ جَهْلٍ عَرِيضٍ، أصْلَحَهُ اللهُ وأمْثالَهَ مِن شَبابِ المُسْلِمين.. وما أحْسَنَ ما قالَ بَعْضُ العُلَماءِ رَحِمَهُمُ اللهُ: عَلى قَدْرِ الجَهْلِ يَكُونُ الشِّقاقُ؛ وعلَى قَدْرِ العِلْمِ يَكُونُ الوِفاقُ ..الخ فى رده على أمثالهم وصدق والله خير البريه بقوله إن بين يدى الساعه أياما ينزل فيها الجهل ، ويرفع العلم ، ويكثر الهرج " وحديث قبض العلماء، واتخاذ الرؤوس الجهال ليفتوا بغير علم فيضلوا ويُضلوا |
#53
|
|||
|
|||
رد الشيخ أبوالوليد الغزي على هؤلاء التكفيريين
لحمدُ للهِ, رب اشرح لي صدري ويسر لي أمرِي واحلُلْ عُقْدَةً من لِسانِي؛ يفْقَهُوا قِوْلِي؛ وبعد: فليَعْلمِ السائلُ وفّقَهُ اللهُ أوّلاً أنّ مِن عَلاماتِ الخُذْلانِ انصرافَ أهلِ الإسلام عن عدوهم وما يرادُ بِهِم بما بينَهُم من الخصومات, وواللهِ معَ عدا حالُ المسلمينَ اليَومَ مِن هذا الوجْهِ ما كانَ علَيهِ حالُهُم فِي الأندلُسِ أيامَ ملوكِ الطوائفِ قِيدَ أُنْمِلَةٍ واحدَةٍ!, بل زادَ عليهِ ذهابُ سلْطانِ المسلمينَ؛ وضعفُ دَولَةِ العِلْمِ؛ وفُقدانُ هَيبَتِهِ بَينَ الناسِ؛ وما الأمة والناسُ بغَيرِ هذين؟, وإنا لله وإنا إليهِ راجِعُون. وإنه لمن أعظمِ الفِتَنِ أن يَخْتلطَ العِلمُ بالجَهْلِ؛ وأنْ يفقدَ الناسُ الثقَةَ بأهلِ الحلِّ والعَقْدِ, وأن يَضْطرّهُم الحالُ إلى تفْسيرِ كُلِّ صغِيرٍ وكَبيرٍ للدّهماءِ مِن الناسِ ردّا لعادِيَةِ ما يُثِيرُونَهُ من الشغَبِ والفِتَنِ، فيَصِيرُونَ مَعَهُمْ بَينَ حَجَرَيْ رَحَىً!؛ جَهْلِ الناسِ وخُلوّهِم عن رادِعٍ من دِينٍ أو سُلْطانٍ؛ والضرُورَةِ الداعِيَةِ إلى بَيانِ ما يُفْضِي إلَى هَتْكِ أستارِ ما يَجِبُ كِتْمانُهُ عنْ عَدُّوٍّ ما فَتِئَ يَتَرَبَّصُ بالمُسلمِينَ الدوائرَ، وتِلْكَ الداهِيَةُ المَدْهِيَّةُ مِن أعْظَمِ الجُسُورِ التِي يَعْبُرُ مِنها العَدُوُّ إلى العَبَثِ بأَهْلِ الإسلامِ، ولكنَّ أكْثَرَ الناسِ لا يَعْقِلُونَ. وأخْرَى لَيْسَتْ هِي دُونَ هذهِ بِحالٍ؛ وهِي اتخاذُ الحدِيثِ عَنْ (حماسٍ) دَيدَناً ودِيناً، حَتّى غَدا امْتِحانُ الناسِ بِها كامْتِحانِهِم بِخَلْقِ القُرْآنِ!؛ وكأنّ الإسلامَ يَبْدأُ مِنْها وإلَيها يَعُودُ؛ فَمَنْ أَعْلَنَ (بالتكفِيرِ) فذلكَ الذِي يَثْبُتُ لَهُ عَقْدُ الإسلامِ بِيَقِينٍ، فإنْ كانَ القَوْلُ فِيها عَلى غَيرِ الهَوَى فَخَرْقٌ لأَصْلِ الدّينِ، ألا لَحَى اللهُ الجَهْلَ ثُمَّ لَحاهُ ثُمَّ لحاهُ؛ لَعَمْرُ اللهِ لَقَدْ أوتِي القَومُ جَدَلاً, وما ضَلَّ قَومٌ بَعْدَ هُدَىً آتاهُمُ اللهُ إياهُ إلا ابْتُلُوا بالجَدَلِ، ولَن يَكُفَّ هؤلاءِ إلاّ أنْ تُسَغَّرَ نارُ الفِتَنِ بَينَ المُسْلِمينَ هُناكَ في غزة؛ فإنّنا لا نَعْلَمُ مَطِيَّةً للعَدُوِّ المُتَرَبِّصِ بِهِمْ مِن الكفارِ والمنافِقِينَ خَيراً مِن الجَهْلِ وأَهْلِهِ؛ واللهُ يَتَولَّى المُؤْمِنينَ. وأنا أقولُ للسائلِ حَفِظِهُ اللهُ جَمْلَةً تُرِيحُهُ وتُرِيحُ من أرادَ اللهُ لَهُ الهِدايَةَ إن شاء الله: إنَّ الحَلالَ بَيِّنٌ والحَرامَ بَيِّنٌ؛ وهكذا الشأنُ مَعَ (حَماسٍ)؛ صَوابُها مِن المُحافَظَةِ على دينِ الناسِ فِي تلكَ البلادِ ومِن جِهادِ العَدُوِّ الصائلِ وبذلِ الدماءِ والنفوسِ لأجلِ ذلكَ واضِحُ لا يَخْفَى إلا علَى جاحِدٍ أو جاهِلٍ أوْ بَلِيدٍ، والخطأُ المخالِفُ للشرْعِ واضِحٌ بَيَّنٌ، لكنْ يَنْبَغِي أنْ يُعْلَمَ أنَّهُ ما كُلُّ خَطأٍ – علَى اخْتِلافِ مراتِب الخطأِ فِي الشرْعِ- يُؤاخَذُ المَرءُ بِهِ؛ فَضْلاً عن مُؤاخَذَةِ جماعَةٍ المُسلِمينَ، وقَدْ يُوصَفُ الخَطأُ بالكُفْرِ والبِدعَةِ والمَعْصِيَةِ مَعَ ارْتِفاعِ المُؤاخَذَةِ عن الفاعِلِ لِقِيامِ العُذْرِ المُعْتَبَرِ شَرْعاً، مَعَ التفْرِيقِ فِي المَؤاخَذَةِ أيضاً بَينَ خِطابِ التكلِيفِ وخطابِ الوَضْعِ كما يَقَعُ فِي دِيَةِ القَتْلِ الخَطأِ. وهذه الرتْبَةُ الأخِيرَةُ هِي مَحَلُّ الاجْتِهادِ والنظَرِ؛ وهِي مَحَلُّ تَفاوُتِ مَراتِبِ الفِقْهِ فِي الدِينِ؛ وهِي مَطارِحُ الأفْكارِ؛ ومراتِعُ الأنظارِ، فَلا مَدْخَلَ فِي هذا البابِ للجَهَلَةِ ولا لأنْصافِ المُتَعَلِّمِينَ؛ ولا عِبْرَةَ فيهِ بأقوالِ نَحْوِ أبِي شِبْرِ وأبِي عُقْلَةَ وأبِي قُلامَه؛ ومَن أعْرَضَ عَنها فَقَدْ أحْسَنَ كُلَّ الإحْسانِ ولا مَلامَة، وما أنصافُ المتعلمينَ هؤلاءِ إلا (تَتارَ العِلمِ)!؛ فأوقاتُ طلَبَةِ العِلمِ أشرَفُ من أَنْ تُضيّعَ فِي أخبارِهِم كما قالَ السبكِيُّ في الطبقاتِ الكبرى رحمه الله. ثُمَّ إن الاجْتِهادَ فِي هذا الزمانِ وإن كانَ كَسابِقِهِ من الأزْمِنَةِ يَرْجِعُ إلى أصْلٍ واحِدٍ إلاّ أنَّهُ الآنَ قَدْ تعَدّدَتْ مآخِذُهُ؛ وتنَوَّعَتْ مَصادِرُهُ ومَوارِدُهُ؛ خاصَّةً ما يَتَعَلَّقُ مِنهُ بالمَصالِحِ العامَّةِ للمُسلمِينَ؛ ومِن هذا أبْوابُ السياسَةِ الشرْعِيّةِ التِي تَتَجَدَّدُ مجالاتُها دَائِماً بِتَغَيُّرِ أحوالِ الأمَمِ والشعُوبِ وتَبايُنِ مَصالِحِها، فكَيفَ وقَدْ تقارَبَ الزمانُ والمكان؛ وتقاطَعَت المصالِحُ بَينَ الأمَمِ وتَبايَنَتْ؛ مَعَ ما عَلَيهِ حالُ الأمّةِ من الانْقِسامِ المُوجِبِ للضّعْفِ والوَهنِ؛ وتَسلُّطِ أمَمِ الأرْضِ علَيها؟؛ وزِدْ علَى ذلكَ تَشعُّبَ أنواعِ العُلومِ والمعارِفِ التِي صارَتْ مِن أعظَمِ أسبابِ القوَّةِ بَينَ الأُمَمِ، وفَوقَ هذا فالعَدُوُّ آخِذٌ بِناصِيَتِها وزِمامِها يَستَغِلُّها فِي خِدْمَةِ مصالِحهِ وتحقِيقِ مآرِبِهِ، فَمَنْ أرادَ أنْ يَنْظُرَ فِي حالِ (حماسٍ) أو غَيرِها وما لَها وما علَيها؛ فَعَلَيهِ أن يَنْظرَ فِي هذا كُلِّهِ؛ ولم تَزلْ السياسَةُ المُعاصِرَةُ التي ينتهِجُها العدوّ خاصةً ذاتَ وَجْهَينِ؛ باطِنٍ وظاهِر؛ ولَيسَ ذلكَ إلا باباً مِن أبواب المَكْرِ أو أبوابِ الخَدِيعَةِ فِي الحَرْبِ، والوَجْهُ الباطِنُ وَخفاياهُ وأسرارُهُ قَلَّ أن تَجِدَ من الناسِ مَن يَتَفَطَّنُ إلَيهِ, بل يصعُبُ على الواحدِ في العادَةِ أن يُحيطَ بهِ؛ ولذا أشرْنا فِي غَيرِ مَوطِنٍ إلَى أنَّ الاجْتِهادَ الجَماعِيَّ أرْعَى لَتَحْقِيقِ المصالِحِ فِي هذهِ النوازل؛ فإنّ الاجْتِهادَ في هذا البابِ يَحْتاجُ إلَى كَثِيرٍ من العُلومِ والمعارِفِ والوقُوفِ علَى اخْتلافِ الأحوالِ وتبايُنِ المصالحِ وتَوافُقها؛ والتفطّنِ لخفايا المَكْرِ والكَيدِ؛ معَ مُراعاةِ الضروارتِ التِي يُوجِبُها ما صارَ إلَيهِ حالُ المسلمينَ. ومِن كُلِّياتِ القواعِدِ المُقَرَّرَةِ قَولُهُم إذا ضاقَ الأمرُ اتّسعَ، وكَيفَ يُتَصَوَّرُ فِي شرِيعَةِ الإسلامِ الجامِعَةِ لمصالِحِ الدنيا والآخَرَةِ أن تُراعِيَ هَذهِ القاعِدَةَ فِي مَصالِحِ الآحادِ من الناسِ ثُمَّ لا تُراعِيَها فِي مصالِحِ أُمَّةٍ بِأسرِها؟. ولا يَخْفَى أنّ أرضَ فلسطينَ المبارَكَةَ ومِنها أرضُ غَزَّةَ المسلِمَةُ هِي قطبُ الرحَى في المَعْرَكَةِ بَينَ الإسلامِ والكفْرِ اليومِ؛ فالتآمُرُ علَيها من هذا الوجْهِ أشدُّ وأعْظَمُ، والمسلِمُونَ فِيها وعلَى رأسِهِم (حماسٌ) نصرَها اللهُ أحوجُ إلَى مواطِن الرخَصِ فِي الشرْع من ثقات الفقهاءِ وكِبارِ العُلماءِ مِنهُم إلَى التشدِيداتِ التِي يُحْسِنُها كُلُّ أحَدٍ, بل والمُبْتَدِئُونَ مِن الطلابِ أقْدَرُ علَيها مِن المُتَقَدّمينَ منْهُم!!، ومُراعاةُ السلطانِ لحاجات الناسِ العامّةِ أولَى مِن مراعاةِ الضروراتِ الخاصَّةِ؛ أو تُنَزَّلُ مَنْزِلَةَ هذه الثانِيَةِ علَى الأقلِّ، كما فِي القاعِدَةِ الفِقْهِيَّةِ: الحاجاتُ العامَّةُ تُنزَّلُ مَنزِلَةَ الضروراتِ الخاصَّةِ، فكَيفَ وحَقِيقَةُ الحالِ فِي غَزَّةَ عُمومُ الضرورات؟!؛ فما فِيه الناسُ هُناكَ مِن الحِصارِ والفقرِ والحرْبِ وعشراتُ الآلافِ من القتلَى والجَرْحَى والمعاقِينَ والأرامِل واليتامى ؛ معَ تخاذلِ الناسِ عن نَصْرَتِهِم؛ والتربُّصِ بِهِم من القَرِيبِ والبعِيدِ؛ كُلُّ هذهِ من الضروراتِ التِي يُباحُ مَعها ما لا يُباحُ فِي غَيرِها؛ وإذا جازَ لمنْ دخَلَ دارَ الحَرْبِ أن يَتْرُكَ الهدْيَ الظاهِرَ؛ أو أن يَتَزَيا بِزِيِّهِمْ؛ أو يتظاهَرَ بِمظاهِرِهِم إذا اقتضتْ مصلحةُ الجِهادِ ذلكَ؛ أو أن يُعَرِّضَ فِي كلامِهِ بما يَدْفعُ عنهُ غائلَةَ العَدُو وضَرَرَهُ؛ أو أنْ يُصَرّحَ بالكَذِب إذا اضْطُرَّ إلَيهِ، أو أن يُعَرِّضَ فِي دارِ الرافِضَةِ بِما يَدْفعُ أذاهُمْ؛ ونحوُ هذا؛ إذا جازَ هذا وذاك فجوازهُ لمِثْلِ هذه الضروراتِ المذكورَةِ أولَى. وقد ثَبَتَ فِي مُسنَدِ الإمامِ أحمدَ رَحِمَهُ اللهُ فِي قصّةِ النجاشِيّ - لما أرادَ بَعْضُ قَومِهِ سلْبَ مُلْكِهِ وخَشِيَ علَى مَن عِندَهَ من المهاجِرِينَ المُسلِمينَ - أنهُ خَرَجَ إلَى لقائِهِم وَأخْفَى أوراقاً مِن المَصْحَفِ فِي جَيبِ قَمِيصِهِ؛ وعلّقَ علَى صَدْرِهِ صَلِيباً؛ فَلما قالُوا لَهُ إنكَ قَدْ غَيَّرْتَ دِينَكَ وبَدَّلْتَ؛ وضَعَ يَدَهُ علَى صَدْرَهُ وحَلَفَ لَهُم أنّهُ يُؤْمِنُ بِما هُناكَ؛ وإنما يُرِيدُ القُرآنَ الذِي أُنْزِلَ علَى محمدِ صلّى اللهُ علَيهِ وسلّمَ؛ وهُم يَحْسبونَهُ يريدُ الصليبَ، وقد أثنى النبِيّ صلى الله عليه وسلم على النجاشيّ ونعاهُ يومَ وفاتِهِ لأصحابِهِ بِقَولِهِ: لقد ماتَ اليومَ أخٌ لكمْ صالحٌ من الحَبَشَةِ؛ ثمّ صلّى عليه. فمثلُ هذا – وغيرُهُ فِي الشرعِ كَثِيرٌ أشرْنا إلَيهِ فِي غيرِ هذا الموضعِ - هو الذِي يحتاجُهُ المسلمونَ هناكَ؛ وهُو مِما يَصْلُحُ للجَوابِ عَنِ المجازَفَةِ بتَكْفِيرِ (حماسٍ) لما يُرَدِّدُه الناسُ من الأسبابِ؛ والظاهِرُ أن الحامِلَ عَلَيها هُو هذه الضروراتُ المذكورَةُ؛ والتعْبِيرُ بالضرُوراتِ فِي هذا البابِ أولَى من تَعْبِيرِ بَعْضِهِم بالإكراهِ؛ لما ذكرناهُ من أن المصالحَ العامّةَ تجْرِي مجري الضروراتِ الخاصَّةِ؛ ولأنَّ الواجِبَ علَى السلطانِ حَمْلُ الناسِ علَى الأرْفَقِ بِهِم ما استَطاعَ إلَيهِ سبيلاً، فكيفَ وحالُ المسلمينَ هُناكَ لا يَخْفَى على أحدٍ، ولا حولَ ولا قُوّةَ إلا بالله. وأيْضاً فاجْتِماعُ الحَسناتِ والسيئاتِ فِي المُسْلِمِ مُوجِبٌ حَمْلَ ما يَقَعُ منهُم من الخطأِ علَى حُسْنِ الظنِّ ما أمكَنْ؛ والواجِبُ إعمالُ النظَرِ فِي جُمْلَةِ أحوالِهِمْ, والنظَرُ إلى مالهُم مِن السابِقَةِ فِي أعْمالِ البرّ والخَيرِ والدعْوَةِ والجهادِ؛ فإنّ ذلكَ يُغَلِّبُ علَى الظنِّ سلامَةَ القَصْدِ؛ وهذا وَحْدَهُ مما يَدْحَضُ القولَ بالتكْفِيرِ؛ فكيفَ إذا انْضافَ إلَيهِ جَميعُ ما ذكرْناهُ؟!. وأما تَحْكِيمُ الشرْعِ فَفَرْضُ لا يَسعُ الناسَ تَركُهُ؛ وتحْكِيمُ الشرائعِ الوَضْعِيّةِ المناقِضَةِ لشريعَةِ الإسلامِ؛ والتحاكُمُ إلَيها طوْعاً واخْتِياراً شِرْكٌ باللهِ فِي حُكْمِهِ، والواجِبُ علَى المسلمينَ البراءَةُ إلَى اللهِ تعالَى مِنْهُ وتَحكِيمُ شريعَةِ الإسلامِ فِي غَزّةَ وفِي جَميعِ أمصارِ المسلمينَ، نَعَمْ؛ لكنْ ما هذا نِهايَةُ الكلامِ فِي البابِ، وما الحكمُ بِهذِهِ العُموماتِ غايَةَ الفِقْهِ فِي الدينِ حَتى يُحاكَمَ المسلمونَ إلَيها فَيكونَ من خالَفَ فَهْمَ الناسِ لَها خارجاً عن أصول الدينِ وقواعِدِ الإسلامِ، بل التمسُّكُ بالعُموماتِ علَى هذا الوجْهِ بِضاعَةُ المُفْلِسينَ؛ لا عُمْدَةُ المُتَضَلّعِينَ المُحقِقينَ، والجاهِلُ يَقْفُ عِنْدَها فلا يُبْصِرُ ما وَراءَها! يَحْسَبُ أنها غايَةُ النّهايَةِ!! ؛ وهِي عِندَ الراسخينَ فِي العِلْمِ قاعِدَةُ البدايَةِ، فَوَيلٌ للأخِرِينَ مِن الأَوَّلِينَ، بَلَى واللهِ؛ وَوَيلٌ للعالِم – في زماننا هذا - من الجاهِلِ!، وَوَيلٌ للأمَّةِ مِمَّنْ هُو لا مِنْ هذا ولا مِنْ ذاكَ!، وإلاّ فإنّ تحْكِيمَ الشرعِ كغَيرِهِ من التكالِيفِ؛ إنّما تَجِبُ معَ القُدْرَةِ؛ ولا يَسقُطُ المُيسورُ مِنها بالمعْسُورِ؛ ومع العَجْزِ يسقطُ التكْلِيفُ، ومَتى زالَ العَجْزُ لزِمَ القِيامُ بِهِ، ولَيسُوا سواءً؛ سُلطانٌ وَرِثَ دَولَةً وحُكْما فاسِداً فاجْتَهَدَ فِي إصلاحِهِ ما أمْكَنَهُ؛ وما لم يَقْدِر على إزالَةِ جَميعِهِ من المُنْكَرِ سَعَى فِي إزالَةِ بَعْضِهِ الذي يستطيعُهُ؛ وفِي نَفْسِهِ أمورٌ من العَدْلِ يَتْركُها لأنّهُ لا يَقْدِرُ علَيها، وآخَرُ يَسعَى فِي بلادِ المُسْلمينَ فَساداً؛ فَيُحِلّ ما حَرّمَ اللهُ بإحلالِ الشرائعِ الكافِرَةِ محلّ شرِيعَةِ الإسلامِ، ثُمَّ هو يُمَكِّنُ أعداءَ الإسلامِ من حُرُماتِ المُسْلمينَ وبلادِهِم، ولا واللهِ ما استَوَيا ولا يَسْتَوِيانِ. ولابنِ تَيمِيةَ رحمهُ اللهُ في المجلدِ التاسعِ عشرَ من المجموعِ كلامٌ طويلٌ عن النجاشِي قالَ في آخره: وَكَثِيرًا مَا يَتَوَلَّى الرَّجُلُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالتَّتَارِ قَاضِيًا بَلْ وَإِمَامًا؛ وَفِي نَفْسِهِ أُمُورٌ مِنْ الْعَدْلِ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ بِهَا فَلا يُمْكِنُهُ ذَلِكَ؛ بَلْ هُنَاكَ مَنْ يَمْنَعُهُ ذَلِكَ وَلا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلا وُسْعَهَا. انتهى. ولا يُعْتَرَضُ علَى هذا بأنّ كُلَّ مُعْرضٍ عن شَرِيعَةِ الإسلامِ إلى الشرائعِ الكافِرَةِ يَحْتَجُّ بِمِثْلِ هذا؛ لأنّ لِقَرائِنِ الأحوالِ مَدْخَلاً عَظِيماً فِي التفْرِيقِ بَيْنَ الاثْنَينِ والتمْييزِ بَينَ الحُكْمَينِ, وأيضاً فَعُموم الأحكامِ شيءٌ؛ وتنْزيلُها على الأعيانِ شيءٌ آخَر، وليسَ هذا الحُكْمُ خاصا بِحماسٍ أيضاً؛ بل هُو عامٌّ فِي كلِّ مَن كانَ حالُهُ حالَها، واللهُ يَهْدِي من يشاءُ إلَى صراطٍ مُستقِيم. ولا فَرْقَ عِنْدِي بَينَ حَركَةِ حَماسٍ وحكُومَتِها فِيما أشَرْتُ إلَيهِ من الأعْذار، وقَدْ ذكرْتُ فِي بَيانِ حُكْمِ قِتالِ اليَهُودِ مَعها أنّ ما يَأخُذهُ الناسُ علَيها فَهُم بَينَ مضطرينَ إلَيهِ ومُتأولِينَ فِيهِ، وهِي جَمْلَةٌ تَجْمَعُ ما أشرْتُ إلَيهِ فِي صَدْرِ هذا الجَوابِ وغَيرَهُ مما لا يَتسعُ المقامُ له. وأيضاً فالعدْلُ واجِبٌ مع الموافِقِ والمخالِف؛ وما يقالَ من أنَّ القِتالَ الذِي يَقعُ بَينَ (حماسٍ) وغَيرِها من المسلمينَ إنّما يَحْمِلُهُم علَيهِ الحَرْبُ علَى (الإسلام والتوحِيدِ)؛ فُمجازَفَةٌ من القائلِ خارِجَةٌ عن طِرِيقَةِ الفِقْهِ فِي الدينِ، نَعَمْ قِتالُ المُسلمِ وقَتْلُهُ عظِيمٌ عندَ اللهِ تعالَى؛ ومَن تَوَلَّى كِبْرَ ذلكَ فَعَلِيهِ أن يُعِدَّ بَينَ يديِ اللهِ تعالَى جواباً عَما صَنع، وما نَعْلمُ سَبباً بَعْدَ الشركِ باللهِ تعالَى أسرعَ فِي زوالِ المُلْكِ وذهابِ الدولَة والسلطانِ من سَفْكِ الدمِ الحرامِ ظُلما وعُدْواناً، وهذا حُكمٌ عامّ يتناوَلُ كُلَّ مسلِمٍ أو جماعَةٍ من المُسلمينَ هناكَ – حماساً وغَيرَها - إذ الأصلُ فِي دماءِ جميعِهم العصْمةُ إلا بُبْرهانٍ ناهضٍ من الشرع، لكنْ يَنْبَغِي أن يُقالَ أيْضاً: قَدْ يَكونُ الحامِلَ علَى المَكروهِ والوقوعِ فِي الخطأِ خطَأٌ آخَرٌ سَبَقَ الأوّلَ فَنَتَجَ عَنهُ وتَوَلَّدَ مِنه، فَيَكُونُ مِن بابِ مَن سألَ عن أَمْرٍ فَحُرِّمَ لأجْلِ مسألَتِهِ؛ فالسؤالُ فِي الشرْعِ وإنْ كانَ مُسْتَحبا لأنّهُ مِفتاحُ العِلْمِ كما قِيلَ؛ لكنّهُ لما أفضى فِي هذا الموطِنِ إلى إيقاعِ الناسِ فِي الحرجِ والإثْمِ مع ما جاءَ بِهِ الشارِعُ من التيسيرِ علَى الناسِ كانَ السائلُ مِن أعْظَمِ الناسِ جُرماً، وهكذا هُنا: فإنّ كَثِيراً مِن الناسِ يَحْمِلُونَ غَاياتٍ نَبِيلَةً وَقِيَماً عُلْياَ؛ فِيها - مَتَى تَحَقَّقَتْ - سَعادَةُ البَشَرِ فِي الدُّنْيا والآخِرَةِ، لكِنَّهُمْ فِي كَثِيرٍ مِن المَواطِنِ يَغِيبُ عَنْهُمْ – لِجَهْلٍ أو غَفْلَةٍ – أنَّ الدَّعَواتِ تَتَعامَلُ مَعَ البَشَرِ والأسْبابِ؛ لا مَعَ خَرْقِ العاداتِ والكَراماتِ، ومِن الأسبابِ مُراعاةُ ما يستَجِدُّ من النوازلِ والأحوالِ المُتعلقةِ بِمصالحِ المسلمينَ كما أشرنا إليهِ فِي صدرِ الجواب، ومعَ ذلكَ تَرى مَنْ يُقْحِمُ نَفْسَهُ ودَعْوَتَهُ فِي مَضايِقَ لَهُ عَنْهَا مَنْدُوحَةٌ بِما جَعَلَ اللهُ تَعالَى مِن التَّيْسِيرِ فِي دِينِهِ وشَرْعِهِ؛ فإِذا بِهِ يَجْنِي علَى دَعْوَةِ الحَقِّ أوَّلاً؛ وعَلى مَنْ مَعَهُ مِن الأتْباعِ ثانِياً؛ وعَلَى نَفْسِهِ ثالِثاً؛ ويُجَرِّئُ الجَهَلَةَ مِن الخُصُومِ رابِعاً، ويَفْتَحُ علَى المُسْلِمِينَ باباً يَلِجُ مِنْهُ عَدُوُّ الدِينِ خامِساً، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إِلاَّ باللهِ. فَعلَى مَن أَرادَ مِن العُلَماءِ والدُّعاةِ = في غَزَّةَ أو غَيرِها - أنْ يَقُومَ بَأَمْرٍ يَتَعَلَّقُ بِمَصالِحِ المُسْلِمِينَ أنْ يُشاوِرَ أَهْلَ الحَلِّ والعَقْدِ مِمَّنْ يَثِقُ بِدِينِهمْ وإِنْصافِهِمْ وأَمانِتِهِمْ، أمّا التَّفَرُّدُ بالرَّأْي فِي أَمْرٍ تَلْحَقُ تَبِعاتُهُ جَماعَةَ المُسْلِمِينَ؛ ثُمَّ مُطالَبَتُهُمْ بِتَحَمُّلِ الثِّمارِ والتَكالِيفِ – وَرُبَّما كانَ فِيهِمْ مَنْ هُوَ أَحْكَمُ رَأْياً وأَصْوَبُ قَولاً – معَ ما قَدّمْناهُ من حالِ المُسلمينَ هناكَ؛ ومعَ الغفْلَةِ عن المكْرِ الخَفِيِّ الذي يُرادُ بِهِمْ؛ ثُمَّ ما يَتَرتّبُ علَى ذلكَ من توهِينِ شوكَةِ المسلمينَ؛ وتفْريقِ جماعَتِهِم فِي مقابِلِ عدوهمُ الذي لا تخفى عداوتهُ على أحد؛ وفَتحِ بابِ الفِتَنِ علَى مصارِيعها بَينَ الناسِ يقتلُ بعضهُم بعضاً ويُفْنى بَعْضُهُم بَعْضاً؛ والبلادُ مزْدَحِمةٌ بالقبائلِ والعشائر!، فلا واللهِ ما هذا بالنصفَةِ؛ ولا يلْزمُ المسلمينَ شيءٌ من تَحمّلِ هذه التبِعاتِ، وتَأمُّلُ المَرْءِ فِي عاقِبَةِ ما يَصْنَعُ بِمصالِحِ المسلمينَ مِن أَوْجَبِ الواجِباتِ؛ وليس يدركُ ذلكَ إلا بالعلمِ المَتينِ الذي يَجْمعُ ما يُحتاجُ إلَيهِ من المعارِفِ كما قدمناه؛ وبالرجوعِ إلى أهل الرأي من المسلمينَ؛ إِذِ المَطْلُوبُ حُصُولُ المُقْصُودِ بِأَيْسَرِ التَّكالِيفِ، أَما التَّعَلُّقُ بالمَقاصِدِ مَعَ قَطْعِ النَّظَرِ عَن القُدْرَةِ علَى الأسبابِ!؛ فَمِنْ شَأْنِهِ أنْ يَنْقِطِعَ مَعَهُ المَرْءُ عَنْ بُلُوغِ الغايَات؛ وأن يُحالَ بَينهُ وبينَ إدراكِ ثمارِ النهاياتِ، فَمَن أغْفلَ هذا كلّهُ ووجدَ ما لا يُحْمَدُ فلا يلومَنّ إلا نفسه. وما في السؤالِ من أنّ ما تَقَدَّمَ مِني من الفتاوي كانَ مَبْناهُ البُعْدَ عن مَعْرفَةِ واقِعِ الحالِ هناك، فكلامٌ لا يُقَدِّمُ ولا يُؤخّرُ، ودعْوى يُمْكِنُ أن تُقابلَ فَتْوى المُخالِفِ بِمثْلِها، وإِنّما يُعْتَبَرُ من الواقِعِ مالَهُ أثَرٌ علَى حُكمِ النازِلَةِ المذكورةِ، ولَم نَرَ فِي قَولِ المُخالِفِ فِي ذلكَ ما يَصلحُ للتعوِيلِ علَيهِ، لا مِن العِلْمِ بالشرْعِ ولا بالواقِعِ الذي يُشيرُونَ إلَيهِ، بل رَأيناهُ قَدْ حَضرَهُ شيءٌ وغابت عنه أشياءٌٌ كما يُقالُ!، و فوقَ هذا فقَد طالَعْتُ ما كَتَبَهُ بَعْضُ مَن سَمّيتَ لِي مِمّن نَعَتّهُم بالمَشايخِ فَلَم أرَ فِيهِمْ مَن يَصِحُّ أن يوصَفَ بالطلَبِ للعِلمِ فَضْلاً عن الوصفِ بالمشيَخَةِ والفِقْهِ فِي الدينِ!, والذي أنْصَحُكَ بِهِ ومَن لِي عَلَيهِ دالّةٌ من الطلَبَةِ والإخوانِ الحذرُ مِن التعويلِ على كُتُبِ من ذكَرْتَ فِي هذه المسائلِ خاصّةً؛ فإنّهُم أَنْفُسَهُمْ لَو كَتَب اللهُ تعالَى لَهم التوفِيقَ وطلَبُوا العِلمَ على الجادّةِ لظَهَرَ لَهُم ما فِيها من ضَعْفٍ فِي أصولِ العِلْمِ وخَلَلٍ فِي القواعِدِ، وحَسبُكَ بِكلامِ من شَهِدَ لهمُ الأكابِرُ بالعِلْمِ والفِقْهِ فِي الدينِ؛ وهُم كَثِيرٌ وللهِ الحمدُ؛ فاجْعَلْهُم العُمْدَةَ لدينكَ؛ والحجةَ لكَ عندَ ربكَ؛ كما قالَ سُبحانَهُ: {فَاسْئلُوا أَهْلَ الذّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلُمُونَ}؛ واللهُ يَهْدِينا وإياكَ سواءَ السبيل. وأما مُراعاةُ المصالِحِ العامّةِ فِي الفَتوى؛ والتِي هِي مصالِحُ كافّةِ المسلمينَ؛ فذلكَ مِن أوجَبِ الواجِباتِ علَى مَن تَصَدَّى لذلكَ من أَهْلِ العِلْمِ؛ خاصة فِي نحو هذه النوازلِ؛ فإنّ رِعايَةَ ذلكَ مما جاءَ بِهِ الشرعُ المطهّرُ؛ بلْ هُو مِن مَقاصِدِ الشرعِ؛ ومِن عَلاماتِ الفقهِ فِيه؛ وما مِن قَصورٍ يَقَعُ فِي هذا البابِ إلا كانَ ضَرَرُهُ على أهلِ الإسلامِ كافّةً, وإنّما راعَيْنا فِي الفَتْوى هذا وحَسْبُ؛ لا كما قالَ صاحِبُكَ: أو مُوافَقَةً لسياسَةِ الجَماعَة!؛ ولَستُ أدْرِي أي جَماعَةٍ يَعْنِي!؛ وقَدْ عَصمَنِي اللهُ تعالَى من الانتسابِ إلى شيءٍ مِن الفِرَقِ والجماعاتِ صَغِيرِها وكَبيرِها مُنْذُ وعَيْتُ الدُّنْيا وإلى يَومِي هذا؛ وأنا والله أفْخَرُ بذلكَ، ولسْتُ أعْرِفُ إلا الانْتسابَ إلى الأمّةِ المسلمَةِ بأسرْها والحمدُ للهِ رب العالمين؛ ونَحْنُ نَرَى أنّ الانْتِماءَ الحِزْبِي والطائفِي آفَةٌ من آفاتِ الطلَبِ وعَقَبَةٌ تَحولُ بَينَ المَرءِ وبَينَ الفِقْهِ فِي الدينِ الذي يَحْتاجُهُ المسلِمونَ اليوم، نعم؛ ونفرّقُ بَينَ العصبِيّةِ المذمومَةِ والانْتِماءِ والمذمومِ وبَينَ التعاوُنِ معَ سائرِ المسلمينَ على أنواعِ الطاعاتِ والقرباتِ ومنها الجهادُ فِي سبيلِ الله؛ وإنما أنا خادمٌ من خدامِ الشرعِ والعِلمِ؛ اجتهدُ رأيِي ولا آلُو النصْحَ للمُسلمينَ خاصتِهم وعامتهم؛ وما ذكرتهُ في هذه النازِلَةِ في هذا الموضع وفيما سبقَ لم أراعِ فيهِ إلا مُقْتَضَى ما بَلغَ إلَيهِ عِِلمي؛ مقدما في ذلكَ حقّ الله تعالى أولا ثُمَّ مصالحَ أهلِ الإسلامِ ثانياً؛ واللهُ يعصمنا وإياك من مُضلاتِ الفِتنِ ما ظهَرَ منها وما بطنَ؛ والحمدُ للهِ رب العالمين. كان الله له خادمُ العلم وأهله أبو الوليدالغزي الأنصاري |
#54
|
|||
|
|||
الاخ أبو حفص يتضح من خلال هذه الفتاوى ومن خلال كلامك أنه لا يكفر الناس بالجمله ولكنه يكفر حكومة حماس لانها لا تحكم بما أنزل الله أما حماس كجماعه والشعب الفلسطينى على العموم لا يكفره .... أرجوا التوضيح |
#55
|
|||
|
|||
هناك فرق بين الشيخ خالد بن فتحي بن خالد الأغا( أبوالوليد الغزي ) وبين التكفيري أبوالوليد الأنصاري المقدسي
ففتاوى التكفير هي للمقدسي والرد عليه للغزي وأشير أن كثيرا من علماء السلفية الجهادية ردوا على هؤلاء الجهلة منهم الشيخ حامد العلي |
#56
|
|||
|
|||
اقتباس:
ثم يقول بعد ذلك (وأخيرا إننا ننبهكم أن القسام وحكومة حماس إلا القليل منهم؛ في الحكم سواء، )فهذا تكفير لأعضاء القسام الذين يقارعون اليهود ، ويعدون لهم العدة !!! (ثانيًا: الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة حماس المرتدة أفرادها كفار على التعيين ولا يُعذرون بالجهل) (ثالثًا: جيوش الحكومات الطاغوتية - بما فيهم حكومة حماس - وشرطتها وجميع أجهزتها الأمنية هم مرتدون بأعيانهم؛ لأنهم هم الذين ينصرون الطواغيت، ويتولونهم ) الأخت الكريمة اذا كفر كل هؤلاء فمن بقي مسلما في غزة؟ بل من من العلماء يقول مثل ما يقولون؟ حتى علماء السلفية الجهادية ردوا على هؤلاء الجهال |
#57
|
|||
|
|||
أربعوا على حماس ، وارحموا الأنصار حامد بن عبدالله العلي أوغل في الخطأ من لايريد أن يتعامل مع ما وقع في غزَّة أنه فتنة يجب السعي لإصلاح ذات البين فيها ، والكفّ عن إهراق الدماء من الطرفين ، كما الكفّ عن نقـل الإتهامات المتبادلة ، وعن التحريش بين المؤمنين .
وأبعـد منه من يدعو إلى إستمرار إثارة الهرج ضد حكومة غزة ، منكراً الدعوة إلى إعذارها في اجتهادها السياسي ، والإداري ، وإلى التعاون معها ضدّ من يتربّص بغـزّة من عدوّ الله ، والإسلام . فهل يريد هؤلاء أن تقتـحم بعد هذا الهـرج ، مدرّعات سلطة عباس التي أهداها لها دايتون ، تقتـحم على حطامِ هرجٍ أعمـى ، وليقول دعاتـه بعد أن يُسقط في أيديهم : كانت والله سياط حماس تلك ، أهون من جحيم عباس هــذا ! ورحم الله قتادة إذ قال : ( لو أنَّ الناس كانوا يعرفون منها ـ يعني الفتنة ـ إذ أقبلت ما عرفوا منها إذ أدبرت لعقل فيها جيلٌ من الناس كثير) . لسنا هنا ننكر على من ينتقد حماس ، وقد أنكرنا عليها من قبل ـ وسنبقى ـ حتى أغلظنا ، فوجدناها رحبة الصدر ، مُلقية السمع ، إذْ كنـّا ننقد بلسان ، نعطي منه أكثر مما ننقد ، وكان في إطـار التناصح بين الحركات الإسلامية ، التي تبقى دائما بينها رابطة الأخوة الإسلامية إطـاراً يجمعهـا ، ولا يفرّقهـا . ولكن المستنكر والله كلّ المنكر ، هذا التداعي إلى إعلان غـزّة الجريحة ، المحاصرة ، التي يعاني أهلها الجوع ، والفقر ، وكلَّ أنواع البلاء ، التداعي إلى إعلانها ساحة حرب جديـدة ، يتفـرَّج فيها الصهاينة على الضحايا يسقطون باليد الفلسطينية ، ليقولوا للناس : انظروا هؤلاء الذين أشفقتم عليهم من صواريخنـا ، إنهم لايستحقون غيرها . وأما سلطة دايتون القابعة في غزة ، فسيتخذون ألسنة دعاة هذه الفتنة ، سيوفا يذبحون بها في غزة ، من عجـزوُا عن ذبحـه في سجون الضفة ، وسيجعلونها جسراً يعبرون عليه إلى حيث كانوا يتآمرون على فلسطين وأهلها . ولا يستبعد أنّ ثمّـة مكـرٍ خفيِّ وراء ما جرى في رفـح ، ولم يكن هؤلاء الشباب فيه إلاّ وقـوداً له ، وهـم لايدرون من يقدح زنـاده وراءهــم ، كما يحدث في مواطـن أخـرى ! وأيها القوم إنَّ غـزَّة تختلف عن كلِّ ما سواها من مواطن الجهاد ، وإنَّ معادلة فلسطين أعقـد من أنْ يقودهـا ، أويُترك الرأي فيها ، لكلّ أحـد . إنـّه مكر بني صهيون بكلِّ ما فيـه ، يمـدُّه الغرب بأسـره بكل ما يعطيـه ، وينفذه أزلام السلطة الخائنة ، وقد تراكمت عنـد حركة المقاومة الإسلامية خبرة عظيمة في التعامل مع هذه المعادلـة ، وأثبتوا أنَّ قدرتهم على الصمود أقوى من الدول ، وعلى المواجهة المسلحة أشدُّ من الجيوش النظامية ، فهم أدرى بمكة وشعابها ، وأعرف بأرضها ، وضرابها. والصهاينة بالإتفاق مع سلطة عباس دايتون ، يعدُّون لحرب قادمة لإجتياح غـزة ، بعدما فشلت الحرب الماضية ، فشلا ذريعا ، في أعادة دحلان وأزلامه الذين كانوا ينتظرون في رفح المصرية ليتسلَّموا غزة كلَّها من ( مسجد ابن تيمية ) إلى آخر مصلى فيها ، بعد قصف صهيوني جحيمي لايبقى ولايذر ، حتـَّى رماهم الله بالخزي ، فارتدُّوا على أعقابهـم خاسئين ، وأنزل الله نصـره . وما استمرار الحصار إلاّ لأجل هذه الحرب القادمـة ، والصهاينة غير خافٍ عليهم أنَّ حماس إنما تريد أن تكسب الوقت بالتهدئة ، لتعيد تنظيم الصفوف في هـدوء ، بعيدا عن بهارج الإعـلام ، ولإدخال السلاح ، استعداداً لتلك الحرب ، حتى دخلت صواريخ تصل إلى تل أبيب ، وأنَّ هدف حماس من فك الحصار ، إثبـات قدرة المقاومة على حلِّ القضية الفلسطينية ، وفشل مسارات الوهم التي تُسمـَّى : السلام ، فالمعادلة إنما تدور على هذه الفكـرة ، التي قادها الشيخ أحمد ياسين ، وهي : (المقاومة هي الحـلّ الوحيـد إلى الحقوق ، غير أنها تواجه عدوَّا واسع التأييـد ، عظيم القدرات ، فهـي بحاجـة إلى مشروع متكامل ، شعبي ، إعلامي ، إداري ، سياسي ، عسكري ، معنوي ، مادّي ، ولـن تصل إلى هدفها إلاَّ عبـر مراحـل ، كما أنهـا تحتاج إلى صبـر ، وستضطـرّ إلى المناورة السياسية ، ما قد يبدو تنازلا وليس كذلك ، وفي قصة الحديبية قـدوة ، وفي سيـر السابقيـن أسـوة) . وإنَّ الفوضى ، والإرتجالية ، والعشوائية ، والقفز على المراحل ، كما يحدث في بعض مواطن الجهـاد ، لـن تصنع شيئا في مقاومة الصهاينة في فلسطين ، إلاَّ القضاء على مشروع التحرير الفلسطيني ، ثـمَّ البكـاء عليه . إنَّ حكومة غـزّة لم تُحاصر ، ولم يُستهدف قادتها ، ولـمْ يُزج بأنصارها في سجـون الضفـَّة ، حتـَّى صاروا بين قتيـلٍ ، وأسـير ، ومن هو تحت التعذيب ، ولم تتآمـر عليهم الأنظمة العربية الخائنة ، ولم يقـدِّم قادتها أنفسهم ، وأبناءهم ، وإخوانهم ، وأموالهم ، رخيصـةً دفاعا عن الأقصى ، لم يحـدث هذا كلُّه لهـم ، لأنهَّم خونـة ، يقاتلون في سبيل الدنيـا !! لـم يحـدث هذا لهـم إلاّ لأنهّـم حركة إسلاميـّة ، تربـَّت في محاضن القرآن ، وتعلَّمت كتب الفكر الإسلامي ، ونشأت في بيوت الله ، فصامت ، وزكـَّت ، وصلَّت ، وحجَّبت نساءها ، وحفَّظت أولادها القرآن ، وجاهدت حتى قدمت آلاف الشهداء ، و الأسرى ، والجرحى . هذه هي صورتها في أعين الأعداء ، وهذه هي حقيقتها ، ومنكر هذا كلَّه أعماه التعصّب ، وأغلق عليه الحسد رؤية الفضـل . فلأيِّ شيء لعمري هذا التداعي إلى حربها سوى الدعوة إلى فتنة لن يجنـي منها إلاَّ الصهاينة ، وسلطـة الخبثاء الجواسيس في رام الله ، مالـم يجنوه بدباباتهم ، وجيوشهم ، وطائراتهم ، ومكرهم الليل ، والنهار ؟! ثمَّ إنها رأت أنَّ من أهم أولوياتها رفع الحصار عن شعب يعانـي أشـدَّ المعاناة منه ، حتّى صار 40% من مواليد غزة مصابـين من فقـر الدم ، رفعـه مع الحفاظ على ثابت إستمرار المقاومة ـ وليت شعري ـ إنَّ هذا تحقيق هذا التوازن أشـقَّ من حمل الجبال الرواسي ، إذ كان هدف الحصار إنـّما هـو فـضّ الناس عن خيـار المقاومة أصلا ، حتَّى يركعوا للمشروع الصهيوني الذي لن ينتهي دون إهدار كلِّ الحقوق الفلسطينية وعلى ظهر سلطة دايتون في الضفة . فكيف إذا أضيف إلى هذه المهمـّة الشاقّـة ـ وفي نفس الوقت ـ سعي حماس لصناعة مشروع التغيير الإسلامي الشامـل في غـزّة ، بحيث يبقى شعبها الجائع ، المحاصر ، محافظاً على المقاومة ، ومتقبـِّلا لمشروع الحكـم الإسلامي ؟!! أفلاَ يسعهم ما وسع الخليفة عمر بن عبدالعزيز رحمه الله ، كما نقل عن الذهبي في تاريخه ، عن ميمون بن مهران ، سمعت عمر بن عبدالعزيز يقول : ( لو أقمت فيكم خمسين عاما ما استكملت فيكم العدل ، إني لأريد الأمر من أمر العامة ، فأخاف ألاَّ تحمله قلوبهم ، فأخرج معه طمعا من طمع الدنيا ، فإن أنكرت قلوبهم هـذا ، سكنت إلى هذا ) تاريخ الذهبي 4/170 وفي البداية والنهاية ( وإني لأريد الأمر ، فما أنفذه إلاَّ مع طمع من الدنيا ، حتى تسكن قلوبهم ) 9/200 ، وإنّ هؤلاء المتعجّلين يريدون أن تقيم حماس في يوم ما يعجز عنه عمر بن عبدالعزيز في خمسين عاما ! ، ألا فدعوهم ـ ويحكم ـ وما تأوَّلوه فيما تحملـُّوه ، من النقلة بالناس شيئا فشيئا إلى سماحـة الإسلام ، وكفـُّوا عن القوم ماداموا في وجاهة أشـدّ الناس عداوةً للذين آمنـوا ، فوالله إنَّ الذين يرمون سهامهم على حماس ، لايقدرون على إنجاز عشر معشار ما أنجزوه حتى الآن ، في ظلِّ ظروفهـم . فما أسهل أن تتكئ على أريكتك منتقداً قوما محاصريـن ، تكالب عليهم الأعداء من كلِّ حدب وصوب ، فأسراهم بالآلاف ، وقتلاهم مثلهم ، وكلَّ يوم يُزفّ عليهم نبأ شيخ قتيل تحت تعذيب أزلام دايتون ، أو أسير في يد الصهاينة ، أو غارة صهيونية عليهم ، ما أسهل أن تفعل هذا وتنسى ما هم فيه من البلاء العظيم ! أما جند أنصار الله ، فندعو حماس إلى القيام بواجب الراعـي المشفق على رعيّته ، لا العـدوّ الممعن العداوة ! ففي الحديث : ( شـرُّ الرّعاء الحطمة ) ، والله تعالى سيسأل عن دماءهم ، كما لا يصح البتـّة تشويه سمعتهـم ، فحتـَّى أهل الجاهلية كانوا يكفـُّون عن مثـل هذا ، فكيف ونحن ندعو إلى الخلـق الإسلامي ! وإذا ملكت فأسجـح ، والبغي من ذي السلطة أقبح ، فإن أراد به أن يحسَّن صورته ،فسينقلب عليه شينـاً في أعين الناس ، وتلك ـ والله ـ سنة الله ، لايعاجزها أحدٌ إلاّ هـوى . كما يجـب عليها أن تأخذ المخالفين لها من السلفيين ، وجماعة الجهـاد ، وغيـرها بالرفق ، واللين ، والأخوة الإيمانية ، وتعامل الجماعات الأخرى بالحُسـنى ، وأن تدع للناس مراحـا يستريحون فيه في دعوتهـم على إختلاف مشاربهم ، فإنـَّه ما ضيَّق أحـدٌ واسعـا إلاّ ضيّق الله عليه ، وما شقّ راعٍ على رعية إلاَّ شقَّ الله عليه . وأن تراعي تعطش الشباب للجهـاد ، لاسيمـا في ظـلِّ ما يقع على الأمـّة من مصائب ، وأن تسلك معهم سبيل الحوار ، لإقناعهم بالإبتعاد عن الشذوذ ، والغلوّ ، الذي انتشر في بعض ساحات الجهاد الأخرى ، فإنَّ سبيل العنف في حـلّ هذه المعضلة سيزيدها أوار نارِهـا . ولهذا أقـترح أن يتمَّ تشكل لجنة من العلماء من داخل فلسطين وخارجها ، في مساع حميـدة لطيّ صفحة ما جرى من الفتنة ، وإخراج كلِّ الشباب من السجون ، ومعالجة الجراح ، وأن يُودى القتلى ، ويُدعى لهم ، ليفضي الناس بعد نزغ الشيطان ، إلى رحابة الأخـوّة ، وبعد صورة الدماء ، إلى سلامة الصدور ، لتتحد البنادق كلُّها نحو العدوّ ، وليخسأ دعاة الفتـنة ، ويرتد كيدُهم في نحورهـم ، ويأوي الناس إلى جماعة ورحمة ، قبل أن تأخذهـم سيوف فتنة ، لا يفيقون بعدها إلاّ في أحضان بني صهـيون. والله حسبنا ونعم الوكيل ، نعم المولى ، ونعم النصيــر |
#58
|
|||
|
|||
وقد عذر هؤلاء المشايخ حكومة حماس في التدرج في تطبيق الشريعة وذلك للظروف الصعبة التي تمر بها
فضيلة الشيخ يدور كلام كثير حول حكم التدرج في تطبيق الشريعة ، فما هو الجواب في هذه المسألة ؟! السائل: زائر الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : قبل أن نبيـّن هذه المسألة الجليلة ، ينبغي أن ننبّه إلى أنَّ من أعظم أسباب انتشار الخلاف ، وإعقابه الفتن ، هو خوض من هبّ ودبّ في مثل هذه المسائـل ، حتـَّى تقطعـوا رأيهم بينهـم زُبـُراً ، كلُّ حزب بما لديهم فرحون ، ولو أخذوا بمفهومي الإجتهاد ، والتقليد ، الذين وضعهما علماؤنا لضبط الفتوى ، فلا يخوض في هذه المسائل إلاَّ من شُهـد له بالعلم ، واشتهر بذلك ، وعـُرف شيوخـُه فيه ، ثـمَّ المقلـد يصمـت ، لقضي على أكثـر هذه الفتن . وفي صحيح البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنه : أنَّ عمر غضب لما سمع كلاما من عامة الناس في موسم الحج عن شأن البيعة ، فقال : ( إني إن شاء الله لقائم العشيَّة في الناس ، فمحذرهم ، هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمورهم ، قال عبد الرحمن بن عرف رضي الله عنه : فقلت يا أمير المؤمنين لا تفعل فإنّ الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم ، فإنهم هم الذين يغلبون على قربك ، حين تقوم في الناس ، وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها عنك كلَّ مطير ، وأن لا يعوها ، وأن لايضعوها على مواضعها ، فأمهل حتى تقدم المدينة ، فإنها دار الهجرة ، والسنة ، فتخلص بأهل الفقه ، وأشراف الناس ، فتقول ما قلت متمكنا ، فيعي أهل العلم مقالتك ، ويضعونها على مواضعها ، فقال عمر : أمَّا والله ، إن شاء الله ، لأقومن بذلك أوَّل مقام أقومه بالمدينة). قال ابن حجر رحمه الله : ( وفيه التنبيه على أنّ العلم لا يودع عند غير أهله , ولا يحدث به إلاّ من يعقله , ولايحدث القليل الفهم بما لا يحتمله ) . والمصيبة اليوم أنَّ الذي يضع مقالات العلماء في غير مواضعها ، ويطير بها كــلّ مطير ، ليس الغوغاء ، ورعاع الناس فحسب ، بل أسفل منهم ، وهـم الحثالة ، ذوو الجهالة ، والأسمـاء المختصرة ، والألقـاب التي بغير شيء مفتخرة ، وهم في علوم الشرع ، أحـطّ منزلة من مجهول العين ـ فضلا عن مجهول الحال ـ أي : المبهمون ، وإذا كان من شؤم مجهول الحال أنه يسقط به إسنادٌ مسلسلٌ بالأئمة الثقات إن جرى ذكره فـيه ، فكيف بالمبهـم الذي لايُعـرف أنفـُـه من فيه ؟!! فهذه والله فتنة لكلِّ مفتون ، وبدعةٌ عابثة عصرية من سخافات العقول ، أبتُلـي بهـم من ابتُلي من ضعاف التفكيـر ، حتـّى أخاضوه في التضليل والتكفيـر . كما ننبـّه أنّ من خطورة هذه المسألة أنّ بعض الحكـّام يستغلّهـا للالتفاف على الشريعة . ولهذا فيجب التفريق بين من ظاهـر حاله السعي للتغيـّير ، وهو مع ذلك يقيم الإسلام على نفسه ، ومن تحت يده ، ويعلم من حاله ذلك ، ظاهراً ، وباطنـاً ، فهو من أهل التديّن في الظاهـر ، فيبدو عليه الصدق فيما ينويه من التغيير إلى الشريعة . وبين من هو مخالف للشرع ، بعيدٌ عنه ، في أحواله الخاصة ، والعامة، فهو يتلاعب بهذه المسألة تلاعب المنافقين بآيات ربّ العالمين ، فهذا لايجوز أن يُجـارى في عبثه بالإسلام ، ومن فعل ذلك فهو شريكه في الآثام . وعلى أية حال فهذه المسألة التي سأل عنها السائل ، وهي التدرج في تطبيق الشريعة ، قـد تندرج تحت واحـدة من هذه القواعد الكبار : أحدهما : سقوط التكليف بالعجـز. والثانية : ( فأتوا منه ما استطعتم ). والثالثة : ارتكاب أخف الضررين. والرابعة : تقديم الأرجح عند التعارض بين المصالح والمفاسـد. وإذا علم أنَّ تطبيق الشريعة في نظام الدولة ـ وليس على نفس الإنسان ومن تحت يده فحسب ـ قـد يعنـي ـ في بعض البلاد ـ تغيير واقع كبيـر مخالف للشريعة ، كثيـر التفاصيل ، في حياة معقَّدة ، تطرأ فيها آلاف المسائل الجديدة ، التي تحتاج إلى علماء ، وقضاة ، على دراية بما يقضـون فيه ، فلا يقول أنـَّه يمكن فعل ذلك بغيـر تدريج مطلـقاً إلاَّ جاهـل لـم يتصوَّر المشروع أصـلا ، وهـو لا يعرف ماذا يعني هذا العنـوان الكبيـر ، وإنما أخذ عنوانـاً وطار فيه مطار الغوغـاء ، والدهماء ! فإذا انضـمِّ إلى أنَّ المشروع في مثل هذه البيئـة ، كونها بيئــةً ذات تحفــُّز دائم لحـرب عدوّ متربّص ، وحصار خانـق منغِّـص ، مع قلـّة الإمكانات ، وضعف القدرات ، فإنَّ من يظن تحريـم التدرّج مطلقـا ، فهو من أجهـل الناس ، ولا يقول هذا ـ أصـلاً ـ إلاَّ من لم يمارس الفتوى ، ولا القضاء ، ولا يعرف أعباءهما في الناس ، وإنما قصـر نظره على مسائل محددة ، وتعصّـب عليها . وإذا كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( لاسيما في هذه الأزمنة المتأخرة التي غلب فيها خلط الأعمال الصالحة بالسيئة في جميع الأصناف ، لنرجّح عند التزاحم ، والتمانع خير الخيرين ، وندفع عند الاجتماع شـر الشرِّين ، ونقدم عند التلازم ـ تلازم الحسنات والسيئات ما ترجح منها ـ فإنّ غالب رؤوس المتأخرين ، وغالب الأمة من الملوك ، والأمراء ، والمتكلمين ، والعلماء ، والعباد ، وأهل الأموال يقع ـ غالبا ـ فيهم ذلك ) الاستقامة (2/168) إذا كان هذا في ذلك الزمان فكيف بنا نحن اليـوم ؟! وقد انتشر الفساد ، وعم البلاد ، وصارت القوانين الوضعية ، ربما تسري على كلِّ شيء صغيـرٍ وكبيـرٍ ، في حياة الناس. وكيف ليت شعري يُقـال يحــرم التدرّج مطلقــا ، وأنـّه لايحـل لمن أوتي مقاليد السلطة إلاّ يجعـل الناس يستيقظون بين عشية ، وضحاها ، ليجدوا حياتهم كلّهــا صارت إلى الشريعة محتكمة ، وبالهدى في جميع مناحي الحيـاة ملتزمـة ؟!! ولهذا فلابد أن يتناقض قائل هذا القول العجيـب في حالـه ، وهو لايشعـر ، ومن الطريف أنّ شخصاً جادلني مرة في هذه المسألة ، فقلت له متى جئت من السفـر ؟ قال البارحة ، قلت بجواز دولتك ، قال نعم ، قلت بأية قوانين دوليـّة سمحوا لك بالدخول ؟ ولماذا أبرزت الجواز وعليه شعار الدولة الحاكمة بغير الشريعة ، طالبا ـ ضمنيـّا ـ العمل بتلك القوانين التي تقنن التنقل بين الدول ، للسماح لك بعبور الحدود ، فبهـت ! وقلت له : أنت تسمع من مجاهيل يكتبون في ( إنترنت ) ، وقّعـوا عقـداً ليسمح لهم بهذه الكتابة في موقـع ، يخضع لقوانيـن وضعية ، مع شركات تخضع لقوانين دول كافرة ، وقد يكونون ـ مع ذلك ـ مقيمين فيها بعد توقيعهم على لجوء سياسي تحتكم قوانينه لتلك الدول ، بما فيها من إقرار بجريانها على أنفسهم ، وأهليهم ، وكلُّ ذلك يعذرون أنفسهم فيه ، ويتأوّلـون ، ثم لايريدون أن يعذروا إخوانهـم في أيِّ تأويل تأوّلــوه ، أليس هذا من التشاحّ النفسي الذين يحصل بين الجماعات بسبب نجاح بعضها على حساب الآخر ليس إلاّ ؟! وقلت له من يـظنُّ أنه لو قام حاكم يريد العمل بالشريعة ، في ظـلّ بلاء الناس بكلِّ هذه القوانين الوضعيّة ، والواقع المخالف للشـرع ، لايحتاج إلى التدرج حتى يغيـِّر هذا كلَّه ، ولو كان هذا التدرج في الإعلان أيضـا ، حتى إنـّه قـد يضطرّ إلى القول بخلاف ما يضمره لمن يخشى غائلته ، القول بخلاف ذلك من أجـل نجاح التغيير إلى الشرع ، حتـّى يمُضـي من شريعة الله ، ما يمكنه من غيـر أن يفسد عليه ما أراد ، وله أن يفعل ذلك ، وليس هذا من التنازل المذموم . وليس هذا بأشدّ مما ذكـره ابن حجر في الإصابة في ترجمة الصحابي الجليل عبدالله بن حذافة السهمي لما أسرته الروم : ( فقال ـ أي زعيم الروم ـ قبل رأسي وأنا أخلـّي عنك ، فقال : وعن جميع أسارى المسلمين ، قال نعم ، فقبل رأسه ، فخلّى بينهم ، فقدم بهم على عمر ، فقام عمر فقبل رأسه ، وأخرج بن عساكر لهذه القصة شاهداً من حديث بن عباس موصولاً ، وآخر من فوائد هشام بن عثمان من مرسل الزهري ) . فهذا الصحابي الجليل ـ إنْ صحت الرواية ـ تأوَّل في تقبيل رأس الطاغوت الأكبر في ذلك الزمـان ، مما ظاهره ـ والصحابة من ذلك براء ـ توقير الطاغوت ، وتعظيمـه ، لما رأى من أنه يجوز تحمّل هذه المفسدة ، في سبيل تحصيل مصلحة راجحة عظيمة. من يظـنُّ ذلك ، فسبب أنه لم يعان هذا الأعباء العظيمة ، أعني أعباء أمة بعيدة عن دينها ، وشريعة ربها ، ولا يتصور تفاصيلها ، وإنما يجلس مع أمثاله يلقون بالأحكام بغير علم. وقلت له لقد كان لطالبان سفيـرٌ في باكستان ، والسفير لايقبل رسميا إلاّ وفق قوانين الدولة ، بل كان لها سفير في بعض دول الخليج أيضا ، وكانت تتدرج في تغيير بعض ما يخالف الشـرع ، وتتلطـّف فيها ، حتى تنجح في تغييره ، حــذراً من أن تحصـل مفسدة راجحة ، فالواجب أن نعذر الذين نعرف عنهـم ، أنهم يحملون مشروعا إسلاميا ، ويتضح ذلك على أحوالهم ، ويبدو جليـَّا من فكرهم ، ومحاضنهم التي يربـُّون فيها أنصارهم ، يجب أن نعذرهـم إن تأوّلوا في التدرج في تحويل المشروع الإسلامي إلى واقع حياتي ، لاسيما مع كثرة أعباءهم ، ومع كثرة الشرور في الناس ، فكيف إذا انضمّ إلى ذلك كونهم محاربين ، ومحاصرين؟! ومن يسـوّي بين هؤلاء الإسلاميين ، وبين العلمانيّين الذين يتبنـُّون الفكر العلماني في أحزابهم ، ويربّون عليه كوادرهم ، ويقيمون عليهم مشروعهم سـرَّا وعلانية ، من يسوّي بينهم ، فهـو متنكّب الهدى ، حاكم بالجور ، مثيـرٌ للفتن في بلاد الإسلام . وقلت : لم يكن العلماء قـطّ يسوّون بين حملة الفكر الإسلامي الذين يتأولون في المشاركات السياسية ، السعـي للتغير عبرهـا ، وبين الأحزاب العلمانية ، فيكفـِّرون الجميع ، ويستحلـُّون دماءهم ، ويدعون إلى قتالهم !! فهذا الفكر الغالي ، والشاذ جديد على الساحة الإسلامية ، لاندري مـَن رؤوسه ، ولايعرفون بعلم ، ولا سابقة فيه ، ولهذا لايهتدون لتناقضاتهم فيما يدّعون ، فإذا قيل لبعضهم تكفرون هذه الجماعة الإسلامية لأنها تأولت في التدرّج في الشريعة ، أو في المشاركة السياسية ، قالوا لانكفـرّهم ، ثم يعاملونهم معاملة الكفـّار ، ويسمونهـم طواغيت ! ثـمَّ يلقـون بكلامهم هذا إلى الصغار ، والجهـّال ، المتعطشين للجهاد ، ويصورن لهم إخوانهم في الحركات الأخرى كأنهم شياطين في جثمان إنس ، ويدخل بينهم شياطين حقيقية تؤجج هذه النار ، حتى تُذبـح الحركات الإسلامية ـ وبعضها جهادية كما في العراق ـ بسيوف ظاهرها إسلامية ، وحقيقتها جهل بالإسلام ، وظلم للأنام ، تحركها من حيث لاتشعر دوائر الإجرام. والله المستعان ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ، ونسأل الله أن يكفَّ عاديتهم على الأمـة بلطفه . ولنعد الآن إلى إيضاح مسألة التدرج في تطبيق الشريعـة : أما اندراج التدرج في الشريعة فيما ذكرت من قواعد الفقه ، فكما يلي : أما سقوط التكليف بالعجز ، فهذا واضح ، فقد يعجز الحاكـم أن يغيـّر بعض الجوانب ، لعدم وجود آلات التغييـر ، فيسقط عنه ، وإذا كان محاصراً ـ مثلا ـ ولا يمكن جلب القضاة الشرعيين بما يكفـي ، فإنه يتدرَّج ، فيبدأ بما يقدر عليه ، ويؤجِّـل ما يعجـز عنه إلى القـدرة ، وأما فعل ما يقدر عليه العبد من الوجوب ، فكذلك قد يفعل بعض الواجب ، ويتدرج حتى يُكمـل ما وجـب عليه فعله إذا قـدر ، فهذا ما كُلـف به شرعا أصـلا ، وهذا كلـُّه لا إشكال فيه ، ولا يخلو عبـد من الحاجة إليه أصلا ، وهو من تيسير الشريعة السمحة التي جاءت بـ ( ما جعل عليكم في الدين من حرج ) . وأما إرتكاب أخـفّ الضررين ، فقـد تقـرّر فـي الشريعة ، أنـَّه يجــوز فعل الضرر الأقـل ، إذا كان الأكبـر لايندفـع إلاَّ بذلك ، فلو كان الحاكم يعلم أنَّه لـو منـع التدرج ، لأدَّى ذلك إلى مفسدة أعظم ، هي سقوط المشروع برمِّتـه ، وفشـله ، فله أن يتـدرَّج دفعا لأعظم الضررين . ويُستدل على قاعدة إرتكاب أخف الضررين ، بما في صحيح البخاري : ( جاء أعرابي فبال في طائفة المسجد ، فزجره الناس فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم فلمـَّا قضى بوله ، أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم بذنوبمن ماء فأهريق عليه) . قال ابن حجر رحمه الله : (بل أمرهم بالكف عنه للمصلحة الراجحة ، وهو دفع أعظم المفسدتين باحتمال أيسرهما . وتحصيل أعظم المصلحتين بترك أيسرهما). فهذا النبيُّ صلى الله عليه وسلم أجّـل تغيير منكر هو من أعظم المنكر ، وهو البول في مسجده الشريف عليه الصلاة والسلام ، وفي حضرته عليه الصلاة والسلام ، لما في عدم التأجيل من مفسدة أعظـم. وقال في مراقي السعود : وارتكب الأخفّ من ضرين وخيـّرنْ لدى استــوا هذين كمن على الجريح في الجرحى سقط وضعف المكث عليه من ضبط وهذا كما ذكر الذهبي عن ميمون بن مهران ، سمعت عمر بن عبد العزيز يقول : ( لو أقمت فيكم خمسين عاما ما استكملت فيكم العدل ، إني لأريد الأمر من أمر العامة ، فأخاف ألا تحمله قلوبهم ، فأخرج معه طمعا من طمع الدنيا ، فإن أنكرت قلوبهم هذا ، سكنت إلى هذا ) تاريخ الذهبي 4/170 وفي البداية والنهاية ( وإني لأريد الأمر ، فما أنفذه إلا مع طمع من الدنيا ، حتى تسكن قلوبهم ) 9/200 وورد عنه أنه قال : ( ما طاوعني الناس على ماأردت من الحق، حتى بسطت لهم من الدنيا شيئاً) حليـة الأولياء 5/290 وقال لإبنه أيضا : ( إنّ قومك قد شدّوا وهذا الأمر عقدة عقدة، وعروة عروة، ومتى أريد مكابرتهم على انتزاعما في أيديهم ، لم آمن أن يفتقوا على فتقاً تكثر فيه الدماء، والله لزوال الدنيا أهون علي ، من أن يراق في سببي محجمة من دم ، أو ما ترضي أن لا يأتي على أبيك يوم من أيام الدنيا إلا وهو يميت فيه بدعة ، ويحيي فيه سنة ، حتى يحكم الله بيننا ، وبين قومنا بالحق وهو خيرالحاكمين )حلية الأولياء 5/282، وصفة الصفوة لابن الجوزي 2/128 ولا ريب أنّ إصلاح العوائد المخالفة للشرع ، بالتدريج شيئاً فشيئاً ، مع مفسدة بقاء المظالم بأيدي أصحابها حينـاً من الوقت ، خير من ترك الإصلاح كلّه ، أو الوقوع في فتنة يعقبها فساد كلّ شيء. وأما العمل بالأرجح عند تعارض المصالح مع المفاسد ، فقد يكون التعجل في التطبيق مفسدته راجحة على مصلحة التدرج ، فيجب سلوك الأرجح. كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( وقولي عند عدم المعارض الراجح فإنه قــد لا يترك الحرام البيـِّن ، أوالمشتبه ، إلاَّ عند ترك ما هو حسنة موقعها في الشريعة ، أعظم من تلك السيئة ،مثل من يترك الائتمام بالإمام الفاسق فيترك الجمعة ، والجماعة والحج ، والغزو ـ يعني وحينئذ فلا يترك هذا الحرام بل يفعل ـ وكذلك قد لا يؤدّي الواجب البيـّن ، أو المشتبه ، إلاَّ بفعل سيئة أعظم إثمـا منتركه ، مثل من لا يمكنه أداء الواجبات من الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكرلذوي السلطان ، إلاَّ بقتال فيـه من الفساد أعظم من فساد ظلمه ) ويعني أنه لايفعل هذا الواجب بل يتـرك في هذه الحالة. فإذا نظر الحاكـم إلى مآلات الأمور ، وثمارها ، وتبين له أنَّ المصلحة في التدرج أرجح من مفسدة التأجيل ، جاز له فعل ما ترجحت مصلحته . قال العلامة عبدالرحمن السعدي : ( ومما يؤيد ذلك ما قاله غيرواحد من أهل العلم ، منهم شيخ الإسلام بن تيمية وابن القيم أنه إذا أشكل عليك شيء ، هل هو حلالٌ أم حرام ، أو مأمور به أو منهي عنه ؟ فانظر إلى أسبابه الموجبة ، وآثاره ، ونتائجه الحاصلة ، فإذا كانت منافع ، ومصالح ، وخيرات ، وثمراتها طيبة ، كان من قسم المباح ، أو المأمور به ، وإذا كان بالعكس ،كانت بعكس ذلك ، طبق هذه المسألة على هذا الأصل ، وأنظر أسبابها وثمراتها ، تجدها أسبابا لا محذور فيها ، وثمراتها خير الثمرات). والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، نعم المولى ، ونعـم النصيــر. الشيخ حامد العلي http://h-alali.org/f_open.php?id=670...2-00e04d932bf7 |
#59
|
|||
|
|||
هل مثل هؤلاء المجاهدين يكفرون؟
http://www.youtube.com/watch?v=rOda5P9vyBg http://www.youtube.com/watch?v=aiZia...eature=related http://www.youtube.com/watch?v=VNQUobgOhHw |
#60
|
|||
|
|||
هذا ليس مقصدى إنما أقصد من سؤالى هل هذه الجماعه تكفر الرجل العامى الذى لا ينتسب الى اى جماعه جهاديه أو غير جهاديه ولا يقاتل تحت راية أى طاغوت على قولهم ..... وما هى الضوابط التى يثبتون لاحد الاسلام على أساسها ؟؟؟ |
أدوات الموضوع | |
|
|