للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
|
|
أدوات الموضوع |
#101
|
|||
|
|||
والشكر كل الشكر موصول لاخي الحبيب نمر على تعليقه الرائع وقصيدته الرائعة 0
إبن الصديقة جزاك الله خير وبارك الله فيك التعليق لي ولكن بالنسبة للقصيدة ليست لي أنا ناقل لها وياليتنى شاعر لتسلط الشعر لدفاع عن عرض الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة رضي الله عنهم هذا توضيح منى أخى بارك الله فيك . |
#102
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا
http://www.youtube.com/user/Way2Sona?feature=mhee |
#103
|
|||
|
|||
سيادة الأخ نمر العضو المخضرم في هذا المنتدى المبارك
سيادة الأخ الشريف ابن الصديقة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكر لكم تعليقكما على قصيدتي المتواضعة وهذا قليل بالنسبة لما نقدمه دفاعاً عن أمنا أم المؤمنين سيدتنا العفيفة الطاهرة عائشة بنت ابي بكر الصديق رضي الله عنها وعنه وفقكما الله خطرت في بالي بضع كلمات أقولها في حق أم المؤمنين سيدتنا عائشة أثناء التعليق على ما كتبتموه :ـأقول أماه يا زوجة الحبيب ،،،،،،،، زواجك من الهادي بُدٍءَ من غار حراء وفقك الله بهذا الزواج ،،،،،،،،،،، وعلم عنه الرجال قبل النساء الكل بارك للرسول الكريم هذا الزواج ،،،،،،،،،،، الأصدقاء قبل الأقرباء حمدت الله يا أمنا يا أم المؤمنين ،،،،،،،، أن زوجك الكريم رسول و من الأنبياء ظلت اموركما بخير وسلام ،،،،،،،،، حتى اختلط الحابل بالأجواء أظني أنكم قد فهمتم قصدي ،،،،،،، لعنة الله عمن افترى على حد سواء اختلف الأمر على الحبيب ،،،،،،،، ومضى يسير من هنا وهناك حتى الأبواء ماذا يفعل وقد اتته مصيبة ،،،،،، وأي مصيبة نالت حتى أشرف الشرفاء التجأ للمولى عز وجل ،،،،،،،،، وانتظر وانتظر خبر من السماء بقي رسولنا الكريم ينتظر ويدعو ،،،،،،،،،، حتى أنه أكثر من الدعاء نزل بعدها الخبر يفيد أن ،،،،،،،،،، زوجتك طاهرة وهي من اشرف الشرفاء فدخل الرسول على زوجته مبتسماً ،،،،، فقالت له الشريفة من عندك أم من رب السماء أخبرها الحبيب النبي الكريم ،،،،،،،،،،،، أن الخبر جاءني من رب معطاء فالشكر لله والحمد لله ،،،،،، أن الله برأك ليصل لجميع الأصداء ليخرس من تطاول عليك ،،،،،،،،، فهم عصبة سينالهم عقاب من رب السماء يا رب عليك على من يتطاول ،،،،،،، على أمنا وامهات المؤمنين سواء بسواء لعنة الله على من يسب سيدتنا ،،،،،،،، العفيفة الطاهرة الشريفة بنت الشرفاء أرجو أن تنال استحسانكم ، والله نحن مقصرين في الدفاع عن أمنا وأمهات المؤمنين وأصحاب رسول الله جدنا العظيم محمد صلوات ربي وسلامه عليه |
#104
|
|||
|
|||
هناك إضافات أخرى تندرج تحت لواء الدفاع عن أمنا السيدة العفيفة الطاهرة عائشة أم المؤمنين
الكلاب الروافض يسبونك ويلعنوك ،،،،،،،، وكلامهم عنك يا امنا كذب وافتراء ينسبون أنفسهم أنهم من آل البيت ،،،،،،، وآل البيت الكرام منهم براء أهل السنة والجماعة أحق منكم ،،،،،،،، بآل البيت وأولي العزم من الأنبياء هدفكم ارضاء مرجعياتكم ،،،،،،، وفي النهاية أنتم ضحية الخبثاء لا تكترثوا لهم ،،،،،،،،،،،،،،، وعودوا إلى سنة الآجداد والآباء والله لن ينفعوكم غداً ،،،،،،،، وسيهربون منكم ويتلونون مثل الحرباء أولئك سينزل غضب الله عليهم ،،،،،،،،،، وسيسكنون في دار الشقاء يكفي أهل السنة فخراً ،،،،،،،،،، أن أمنا أم المؤمنين نالت شهادة البراء نحمد الله تعالى ونسجد له ،،،،،،،،،، ونكثر لسيدتنا الدعاء تلو الدعاء رحم الله سيدتنا أم المؤمنين ،،،،،،،،، رحمة واسعة عرضها الأرض والسماء وفق الله الجميع لما فيه خير وصلاح الأمة |
#105
|
|||
|
|||
اقرأ القرآن وأذكر ربك
عضو جديد حياك الله ويشرفنا جميعا السادة الشريف وابن الصديقة أن تدل بدلوك للدفاع عن عرض رسولنا عليه الصلاة والسلام وصحابته رضي الله عنهم أجمعين بارك الله فيك وجزاك الله خير على الإضافة الجميلة . |
#106
|
|||
|
|||
السيد سيد الشريف الحسينى حفظكم الله يارب وبارك الله فيكم فيما تقدمون وجعله الله فى ميزان حسناتكم
|
#107
|
|||
|
|||
سيادة الأخ نمرالعضو الفعال والمخضرم في هذا المنتدى المبارك بإذن الله
والله يا سيدي ما نقدم إلا القليل القليل مما تستحقه أم المؤمنين سيدتنا عائشة وأمهات المؤمنين ولا ننسى أيضاً الدفاع عن أصحاب رسول الله جدنا الأعظم وفقك الله يا سيدي وبارك الله فيك |
#108
|
|||
|
|||
سلام الله على أعضاء منتدانا ،،،،،،، وسلام خاص للنمر المخضرم
حياك الله يا سيدي ،،،،،،،،،،، ويشرفنا أننا انتسبنا بدون مقدم مشاركتك ومواضيعك شيقة ،،،،،،،، اقرأها يا عبد الله ولا تندم كله في موازين أعمالك ،،،،،، وثوابك من عند الله هو الأعلم الكل في منتدانا ،،،،،،،،،،،،،،، ينشد الحسنات من رب عظيم بارك الله فيك يا سيدي ،،،،،،،،،،، ومن سماك النمر لن يندم أما ابن الصديقة ،،،،،،،،،،، فأنت من آل البيت وابن العم نجد فيك خصال السادة ،،،،،،،،، فأنت عند الجميع مقدر ومحترم علينا جميعاً في هذا المنتدى ،،،،، أن ندافع عن محمد عليه السلام وعن زوجاته أمهات المؤمنين ،،،،،،،، وصحابته الذين دافعوا عن الإسلام بارك الله في الجميع داعياً المولى عزوجل أن يطيل من عمركم في طاعته والفوز برضاه |
#109
|
|||
|
|||
الأبيات التي كتبتها في المشاركة هي لجميع أعضاء المنتدى من أهل السنة والجماعة
وخاصة الزملاء السيد نمر والسيد الشريف ابن الصديقة وفقكما الله |
#110
|
|||
|
|||
الأبيات التي كتبتها في المشاركة هي لجميع أعضاء المنتدى من أهل السنة والجماعة
وخاصة الزملاء السيد نمر والسيد الشريف ابن الصديقة وفقكما الله إلى أخى العزيز السيد الشريف أبو محمد الحسيني وأبن عمه أخى العزيز كذلك ابن الصديقة هذه الأبيات أعتبرها نياشين من آل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام ودفعه قويه إلى الأمام للدفاع والتوضيح لمقام أمنا الصديقة رضي الله عنها . ولا ننسى الصحابى الجليل معاويه بن أبي سفيان نسيبكم أخته أم المؤمنين أم حبيبه زوج الرسول عليه الصلاة والسلام نزلت له دفاع عنه فأتمنى من سيادتكم سيد الشريف والسيد ابن الصديقة أن تقرئون ما نزلنا عنه والرد على القرود الرافضة فتجده فى ( فضائل الدولة الاموية - والرد على القرود الرافضة ).متجدد الشيعة والرافضة ورد شبهاتهم حول الصحابة وأمهات المؤمنين وزعمهم تحريف القرآن عسا الله يتقبل منا ما نقوم به من التوضيح والحجة على من سبهم وإفترا عليهم من الكذب . |
#111
|
|||
|
|||
سيادة الأخ نمر المكرم
ومن ينسى أمير المؤمنين معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه وارضاه ، يكفي أنه صهر جدنا العظيم محمد صلوات ربي وسلامه عليه ولا ننسى في هذا المقام أنه كان أحد كتبة الوحي ، كان قائداً عظيماً استطاع كسر أنوف دول الشر الحاقدة على الإسلام ، وفتوحاته تحت قيادته امتدت شرقاً وغرباً لله درك يا أبا يزيد ، ليس فقط ما ذكرناه بل أنه من أصحاب رسول الله رحم الله أبا يزيد رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته بارك الله فيك سيادة الأخ نمر المكرم |
#112
|
|||
|
|||
جزاكم الله خير سيد الشريف نعم هو صهر جدكم رسولنا عليه الصلاة والسلام .
بارك الله فيكم سيدنا وجعلكم سيف على هؤلاء الذين ينعقون بسب هذا الصحابي معاويه رضي الله عنه صهر جدكم عليه الصلاة والسلام وجعلك ووالديك فى جنة الفردوس الأعلى . جزاكم الله خير . |
#113
|
|||
|
|||
الإخوة أعضاء المنتدى المبارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية المحبة وبعد أدعو كل زملائي من أعضاء هذا المنتدى المبارك أن لايتوانى في الدفاع عن نبينا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم وزوجاته أمهات المؤمنين وخاصة سيدتنا العفيفة الطاهرة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنه وصحابته الغر الميامين سواء أكان بالرد على موضوع يتحدث عنهم أو ببيت شعر أو بمقالة فكل ذلك ثواب عند الله ولك ما تكتب بأجر من عند سبحانه وتعالى وشكراً لأخي نمر المكرم على ما يتحفه بنا من موضوعات ومشاركات شيقة وفقك الله |
#114
|
|||
|
|||
شهيد الدار
فقد خرَّج الامام البخاري في صحيحه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : صعد النبي صلى الله عليه وسلم أحداً ومعه أبوبكر وعمر وعثمان، فرجف فقال صلى الله عليه وسلم:«اسكُن أحد، فليس عليك إلا نبيٌّ وصديقٌ وشهيدان». وثبت في الصحيحين من حديث أبي موسي الأشعري رضي الله عنه أنه قال: كنتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حائط فأمرني بحفظ الباب، فجاء رجلٌ يستأذن فقلت: مَنْ هذا ؟ قال: أبو بكر، فقال صلى الله عليه وسلم: «ائذن له وبشره بالجنة»، ثم جاء عمر فقال: «ائذن له وبشره بالجنة»، ثم جاء عثمان فقال صلى الله عليه وسلم: «ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه»، فدخل عثمان رضي الله عنه وهو يقول: (اللهم صبراً، اللهم صبراً) وفي رواية أنه قال: (الله المستعان). قال سعيد بن العاص:"إن عائشة وعثمان حدثاه، أن أبا بكر استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على فراشه لابسٌ مِرطَ عائشة، فأذن لأبي بكر وهو كذلك، فقضى إليه حاجته ثم انصرف، فاستأذن عمر فأذن له وهو على تلك الحال، فقضى إليه حاجته ثم انصرف، قال عثمان: ثم استأذنتُ عليه صلى الله عليه وسلم، فجلس وقال لعائشة: «اجمعي عليك ثيابك» قال: فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفت، فقالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله! مالي لم أرك فزعت لإبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان؟! فقال صلى الله عليه وسلم: «إن عثمان رجل حييّ،وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحالة أن لا يبلغ إليَّ حاجته». قال الليث: وقال جماعة الناس؛ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة : «ألا استحي ممن تستحي منه الملائكة». خرَّجه الإمام أحمد، وخرَّج الإمام مسلم بعضه. يقول ابن عمر رضي الله عنهما :" كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر أحدا، ثم عمر، ثم عثمان" خرجه الإمام البخاري . عثمان بن عفان أمير المؤمنين، ذو النورين، وصاحب الهجرتين، والمصلي إلى القبلتين، وزوج الابنتين رقية وأم كلثوم، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو راض عنهم، وأجمع على توليته الخلافة المهاجرون والأنصار؛ فكان ثالث الخلفاء الراشدين المأمور باتباعهم والإقتداء بهم. عثمان رضي الله عنه «شهيد الدار» المقتول ظلماً، قتله دعاة الإصلاح المزعوم!، وأدعياء الجهاد الذي هو في حقيقته إفساد ! يقول كعب بن عُجرة رضي الله عنه: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة فقرَّبها -أي قال إن إتيانها قريب- قال: فمرَّ رجل مُقنِّع رأسه، فقال صلى الله عليه وسلم: «هذا يومئذ على الهدى» . قال كعب: فوثبتُ فأخذت بضبعي عثمان أي عضديه، ثم استقبلت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلت: هذا ؟!، قال صلى الله عليه وسلم: «هذا». خرجه ابن ماجة. تقول عائشة رضي الله عنها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعثمان : «يا عثمان: إنْ ولاَّك الله هذا الأمر يوماً، فأرادك المنافقون أن تخلع قميصك الذي قمَّصك الله فلا تخلعه» يقول ذلك ثلاث مرات. وقالت رضي الله عنها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه: «وددت أن عندي بعض أصحابي»، قلت: يا رسول الله، ألا ندعوا لك أبا بكر؟ فسكت صلى الله عليه وسلم، قلنا: ألا ندعوا لك عمر؟، فسكت صلى الله عليه وسلم، قلنا: ألا ندعوا لك عثمان؟ قال : «نعم» . فجاء عثمان فخلا به فجعل يكلمه، ووجه عثمان يتغير. قال قيس: فحدثني أبو سهلة مولى عثمان؛ أن عثمان قال يوم الدار:"إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إليَّ عهدٌ وأنا صائر إليه، أو قال: وأنا صابر عليه". قال قيس: فكانوا يرونه ذلك اليوم. خرجهما ابن ماجة. يقول ابن عمر رضي الله عنهما: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة فقال :«يقتل فيها هذا مظلوماً» أي عثمان. خرجه الترمذي . لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن بلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة، وبيَّن شرائع الإسلام، وخطب صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال:« ألا هل بلغت ؟» قالوا : نعم، قال:« اللهم اشهد، اللهم اشهد»، ثم رجع إلى المدينة وتوفي بها، ودُفن بحجرة عائشة رضي الله عنها. فتولى الأمر بعده الصديق أبو بكر رضي الله عنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكشف الله به الغمة عن الأمة زمن الردة، فلما حضره الأجل؛ عهد بالأمر من بعده إلى الفاروق عمر رضي الله عنه، ففرق الله به بين الحق والباطل، وجُلبت إلى المدينة في زمنه كنوز كسرى وقيصر، واتسعت بلاد الإسلام، والناس في إجتماع وائتلاف لا تباغض بينهم ولا تحاسد . وفي آخر أيامه حجَّ رضي الله عنه، فلما فرغ من الحج سنة ثلاث وعشرين ونزل الأبطح، دعا الله وشكى إليه؛ أنه قد كبُرت سِنُّه، وضعُفت قوته، وانتشرت رعيته، وخاف ألا يقوم بما أوجب الله عليه، فسأل أن يقبضه الله إليه وأن يمن عليه بالشهادة في بلد النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ كما ثبت عنه في الصحيح أنه كان يقول: ( اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك، وموتاً في بلد رسولك محمد صلى الله عليه وسلم) فاستجاب الله له هذا الدعاء، وجمع له بين هذين الأمرين: الشهادة في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا عزيز جداً، ولكن الله لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم، فقدَّر الله أن يضربه أبولؤلؤة فيروز المجوسي الأصل الرومي الدار، وهو قائم يصلي في المحراب صلاة الصبح من يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة من هذه السنة، ضربهُ أبو لؤلؤة بخنجر ذات طرفين ثلاث ضربات، وقيل ستٌّ إحداهن تحت سرته، فخرَّ عمر من قامته، واستخلف عبد الرحمن بن عوف، ورجع العلج بخنجره لا يمر بأحد إلا ضربه، حتى ضرب ثلاثة عشر رجلا مات منهم ستة، فألقى عليه عبد الله بن عوف برنسا فانتحر نفسه. وحُمل عمر إلى منزله والدم يسيل من جرحه، وذلك قبل طلوع الشمس، فجعل يفيق ثم يغمى عليه، ثم يذكرونه الصلاة، فيفيق ويقول: (نعم، ولا حظَّ في الإسلام لمن تركها) ثم صلى في الوقت رضي الله عنه، ثم سأل عمَّن قتله مَنْ هو؟! فقالوا: أبو لؤلؤة المجوسي، فقال عمر رضي الله عنه: (الحمد لله الذي لم يجعل منيتي على يد رجل يدَّعي الإيمان ولم يسجد لله سجدة) ثم قال: (قبَّحه الله، لقد كنا أمرنا به معروفا). وأوصى عمر أن يكون الأمر شورى بعده في ستة ممن توفى صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، وهم: عثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص، ولم يذكر سعيد بن زيد بن عمر بن نفيل مع أنه من العشرة المبشرين بالجنة؛ لأنه من قبيلته، فخشي أن يراعى في الإمارة بسببه. وأوصى عمر من يستخلف بعده بالناس خيراً على طبقاتهم ومراتبهم، ومات رضي الله عنه بعد ثلاث، ودفن في يوم الأحد مستهل المحرم من سنة أربـع وعشرين بالحجرة النبوية، إلى جانب الصديق بعد أن أذنت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. وكان عمر رضي الله عنه قد قال لأهل الشورى:"يحضركم عبد الله - يعني ابنه- وليس له من الأمر شيء، بل ينصح ولا يولى شيئا"، وأوصى أن يصلي بالناس صهيب بن سنان الرومي ثلاثة أيام حتى تنقضي الشورى. ومن ورعه رضي الله عنه أنه لم يجعل الخلافة إلى واحد من هؤلاء الستة بعينه، لكن قال:"ما أظن الناس يعدلون بعثمان وعلي أحداً، إنهما كانا يكتبان الوحي بين يدي رسول لله صلى الله عليه وسلم"، فلما مات عمر؛ أُحضرت جنازته، فصلى عليه صهيب رضي الله عنه ثم دفنوه، وبعد ذلك اجتمع أهل الشورى ففوض ثلاثة منهم مالهم في ذلك إلى ثلاثة، فوض الزبير ما يستحقه من الإمارة إلى علي، وفوض سعد ماله في ذلك إلى عبد الرحمن بن عوف، وترك طلحة حقة لعثمان بن عفان، قال عبد الرحمن بن عوف لعثمان وعلي:"فإني أترك حقي من ذلك، ولله علي أن اجتهد فأولِّي أولاكما بالحق"، فرضي الشيخان رضي الله عن الجميع أجمعين . ثم نهض عبد الرحمن بن عوف يستشير الناس فيهما ويستمع لرؤس الناس و أجنادهم، جميعاً وأشتاتا، مثنى وفرادى، سراً وجهرا، حتى سأل الولدان في الكتاتيب، وحتى سأل من يردُ من الركاب والأعراب إلى المدينة في مدة ثلاثة أيام بلياليها، فلم يجد اثنان يختلفان في تقديم عثمان بن عفان رضي الله عنه. وعبد الرحمن بن عوف في تلك الأيام الثلاثة لا يغتمض بكثير نوم؛ إلا صلاة ودعاء واستخارة وسؤال من ذوي الرأي، فلم يجد أحد يعدل بعثمان رضي الله عنه، ثم إنه دعا علياً و عثمان، وأخذ العهد على كل واحد منهما، لئن ولاَّه ليعدلن، ولئن ولِّي صاحبه ليسمعن له وليطيعن. ثم خرج عبد الرحمن بن عوف إلى المسجد وقد لبس العمامة التي عممه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقلد سيفاً، وبعث إلى وجوه الناس من المهاجرين والانصار، ونودي في الناس: الصلاة جامعة، الصلاة جامعة، فامتلأ المسجد حتى غصَّ بالناس، ولم يبق لعثمان موضع يجلس فيه إلا في أُخريات الناس، وكان رضي الله عنه رجلاً حيياً. ثم صعد ابن عوف منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوقف وقوفاً طويلاً، ودعا دعاءً طويلاً لم يسمعه الناس، ثم قال: (قم يا عثمان) فأخذ بيده فقال: (هل أنت مبايعي على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفعل أبي بكر وعمر؟) قال عثمان: (اللهم نعم) . قال ابن عوف: (إني رأيت الناس لا يعدلون بعثمان، اللهم اشهد أني قد جعلت ما في رقبتي من ذاك في رقبة عثمان) . فازدحم الناس يبايعون عثمان، حتى غشوه تحت المنبر، وبايعه علي بن أبي طالب أولاً رضي الله عنه وأرضاه، وكان أول صلاة صلاها الخليفة أمير المؤمنين عثمان بالمسلمين صلاة العصر، وخطب الناس فوعظهم وذكرهم وزاد الناس في أعطياتهم من بيت المال مائة درهم، ثم كتب إلى عماله في الأمصار يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحضهم على إقامة الصلواة والإتباع وترك الابتداع، وشرع عثمان في تسيير الجيوش، ففتح الله عليه الأمصار، وأعز أهل الإسلام وأذل الكفر و أهله، وحصل للناس في زمنه طمأنينة ورغد عيش، وكثُرت الخيرات والاعطيات بحمد الله، ولكن عدو الله إبليس يكيد ويوسوس، وفي الناس سمَّاعون له . في سنة ثلاث وثلاثين للهجرة بدأت بوادر الفتنة، ونبذت نابذة تطعن في عثمان أمير المؤمنين، وتؤلِّبُ عليه، وتمارأ الأعداء في الخبط والكلام فيه، وهم الظالمون في ذلك وهو البار الراشد رضي الله عنه، فنفاهم من البصرة إلى الشام وإلى مصر. ثم دخلت سنة أربع وثلاثين للهجرة؛ وفيها تكاتف المنحرفون عن طاعة عثمان رضي الله عنه ونالوا منه، وبعثوا إليه من يناظره في أمور ادَّعوها وأغلظوا له القول، وزعموا أنهم مظلومون مضطهدون!، وهم والله الظالمون الجائرون المفسدون في بلاد الإسلام، وقد استمالوا ضعاف النفوس؛ بدعوى أن عثمان منعهم حقوقهم، واستأثر وقرابته ببيت المال ووظائف الدولة، فظاهرُ عمل هؤلاء الإصلاح وإنكار المنكر، وباطنه السعي في طلب الدنيا وتحصيل الدرهم والدينار ولو على جماجم الموحدين؛ قال ابن الأثير - رحمه الله- : "وصاروا يكتبون إلى الأمصار بكتبٍ في عيب ولاتهم، ويكتب أهل كل مصرٍ منهم إلى مصر آخر بما يصنعون، وأوسعوا الأرض إذاعة".انتهى كلامه . وكأنه يصف دعاة الفتنة ي زماننا؛ كيف أذاعوا الشرور وأوغروا الصدور، وتكاتبوا بالبهتان والطعن وإثارة الفتن من بلد إلى بلد، ومن قناة إلى قناة، فحسبنا الله عليهم ونعم الوكيل، ثم يزعمون أنهم مصلحون! ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ! ذكر سيف بن عمر: أن سبب تألب الأحزاب على عثمان؛ أن رجلا يقال له عبد الله بن سبأ، كان يهوديا فأظهر الإسلام، وصار إلى مصر فأوحى الى طائفة من الناس كلام اخترعه من عند نفسه مضمونه: أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى إلى علي بن أبي طالب، ثم يقول الخبيث:"فعلي أحق بالإمرة من عثمان! وعثمان معتدٍ في الولاية مما ليس له، فأنكروا عليه، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". فافتتُن به بشر كثير من أهل مصر، وبثَّ الخبيث دعاته، وكاتب من أفسده في الأمصار، ودعوا في السر إلى فتنتهم، وقال لهم ابن سبأ:"انهضوا في هذا الأمر - يعني إسقاط الخليفة- بالطعن في أمرائكم، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تستميلوا قلوب الناس". وكتبوا إلى جماعات من عوام أهل الكوفة والبصرة . ففطن سعيد بن العاص وكان أحد أمراء عثمان، فطن إلى هذه التجمعات السرية، وهذه التنظيمات الحزبية، وعلم أنهم يهيئون أنفسهم للوثوب على الدولة، ويحرضون على أمير المؤمنين عثمان، فنصح سعيد لعثمان وقال له:"يا أمير المؤمنين: هذا أمر مصنوع يلقى في السِّر فيتحدث به الناس، ودواء ذلك طلب هؤلاء، وقتل من يخرج منهم هذا الكلام". الله أكبر.. هذه التنظيمات السرية، والتجمعات الخفية، في الاستراحات والمخيمات البعيدة؛ أفسدت شبابنا اليوم حتى أثاروا الفتنة، فكفروا وفجروا، كما فعل أسلافهم، فتمالؤا على ذلك وتكاتبوا فيه، وتواعدوا في أن يجتمعوا في الإنكار على عثمان، وأكثروا الكلام في وعيبه و ذمه وهو البريء مما قالوا، فكانوا يتكاتبون ويتواعدون، فيفدون إلى المدينة جماعات ليسألوا عثمان، ليسألوه ويناظروه في أشياء حتى تصير في الناس وتنتشر؛ كما يفعله المفتونون اليوم من تجمُّعهم عند إدارة أو دار للإنكار على العلماء أو الأمراء في أمور حتى تشتهر فتعم الفتنة . فلما أدرك ذلك عثمان رضي الله عنه، صعد المنبر فخطب الناس فوعظ وحذر وأنذر، وقال:" ألا قد والله لقد عبتم عليّ بما أقررتم به لابن الخطاب، ولكنه وطأكم برجله، وضربكم بيده، وقمعكم بلسانه، فدنتم له على ما أحببتم أو كرهتم، ولنتُ لكم وأوطأت لكم كتفي وكففت يدي ولساني عنكم، فاجترأتم عليّ ؟! فكفوا ألسنتكم وطعنكم وعيبكم على ولاتكم، ألا فما تفقدون من حقكم؟! فوالله ما قصَّرت في بلوغ ما كان يبلغ من كان قبلي"، ثم اعتذر عما كان يعطي أقاربه بأنه من فضل ماله هو، وحذرهم عثمان من دعاة الفتنة فقال:"إن آفة هذه الأمة وعاهة هذه النعمة، عيَّابون طعَّانون، - يعني في ولاة أمرهم وعلمائهم- أمثال النعام، يتبعون أول ناعق" وصدق رضي الله عنه. لكن أهل الفتنة لم ينزجروا، بل استمروا في تأليب الفتنة على أمير المؤمنين عثمان، يحرضهم على ذلك عبد الله بن سبأ رأس الفتنة، وكان يقول لخواصه:" انهضوا في هذا الأمر بالطعن في علمائهم وأمرائهم". وقد أثر في بعض الرعية كما قال سعيد بن المسيب:"كانت المرأة تجيء في زمان عثمان إلى بيت المال، فتحمل الحمل الثقيل من الخير والعطايا ثم تقول: اللهم بدِّل!، اللهم غيرِّ، تعني عثمان". وهذا كما يفعله المفتونون اليوم، هم في نعمة وأرزاق دارَّة، ثم لا يشكرون الله عز وجل، ولا يعرفون لولاة أمرهم فضلهم، ولسان حالهم:"اللهم بدِّل، اللهم غيِّر"!!. وفعلاً.. تبدلت الأمور بعد مقتل عثمان، وثارت الفتنة وعظُم الشر وقلَّ الخير والرزق، (وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ) صدق رسول لله صلى الله عليه وسلم حين قال :«من لا يشكر الناس لا يشكر الله عز وجل»، لقد كانت ثمرة ذلك التحريض على ولاة الأمر؛ أنه نشأ بمصر طائفة يألِّبون الناس على حرب عثمان والإنكار عليه، حتى استنفروا نحوا من ستمائة راكب، يذهبون إلى المدينة في صفة معتمرين في شهر رجب لينكروا على عثمان، وأقام بمصر أعوان لهم يدافعون عنهم و يألبون الناس على عثمان، كما يفعله اليوم من يبررون الإرهاب الجائر ويتعاطفون مع زبانيته ؟! فلما اقتربوا من المدينة خرج إليهم علي بن أبي طالب وهم بالجحفة، وكانوا يعظمون علياً ويبالغون في أمره لكنه رضي الله عنه لم يعبأ بذلك بل أنبهم وشتمهم ونصح لولي أمره، ويقال إنه ناظرهم في عثمان، وسألهم: ماذا ينقمون عليه ؟! فذكروا له أشياء فأجاب عليٌ عن ذلك ودافع عن أخيه عثمان بن عفان أمير المؤمنين رضي الله عنهما، فلما تبين عذر عثمان في ذلك وانزاحت عللهم ولم يبق لهم شبهة، أشار جماعة من الصحابة على عثمان بتأديبهم، لكنه صفح عنهم وتركهم رضي الله عنه، وردهم إلى قومهم فرجعوا خائبين من حيثوا أتوا لم ينالوا شيئا مما كانوا يؤملونه. فلما كان يوم الجمعة خطب عثمان وقال :"اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك، اللهم إني أول تائب مما كان مني، وأرسل عينيه في البكاء فبكى الناس أجمعون، وحصل للناس رقة شديدة على إمامهم، وأشهد عثمان الناس على نفسه بذلك، وأنه قد لزم ماكان عليه الشيخان أبوبكر وعمر رضي الله عنهما، وأنه قد سبَّل بابه لمن أراد الدخول عليه، لا يمنع أحد من ذلك، فهدأت الأمور قليلاً . وكان معاوية قد كتب إلى عثمان يحذره من هؤلاء ويصفهم له بقوله :" هم أقوام ليس لهم عقول ولا أديان، أضجرهم العدل، لا يريدون الله بشيء، ولا يتكلمون بحجة إنما همهم الفتنة وأموال أهل الذمة، والله مبتليهم ومختبرهم ثم فاضحهم ومخزيهم" . وقال سعيد بن العاص لعثمان :" احسم عنك الداء تقطع عنك الذي تخاف؛ فإن لكل قوم قادة متى تهلك قادتهم يتفرقوا ولا يجتمع لهم أمر". فقال عثمان:"إن هذا هو الرأي لولا ما فيه". فلم يرق ذلك الصفو والهدوء لدعاة الشر؛ فتكاتب هؤلاء المفتونون مرة أخرى من مصر إلى مصر، وتراسلوا وزورت كتب على لسان الصحابة الذين بالمدينة، وعلى لسان علي وطلحة والزبير يدعون الناس إلى قتال عثمان!، ونصر الدين!، وأنه أكبر الجهاد في سبيل الله! فكذبوا والله على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم لم كانوا ليشيروا بذلك فإنهم الأتقياء البررة. ودعاة الفتنة اليوم على طريقة أسلافهم سائرون؛ يتكاتبون فيما بينهم ويتراسلون عن طريق الانترنت، ورسائل الجوال والفاكسات المكذوبة، والقنوات الجائرة، وينشرون عبرها الأخبار والأوراق المزورة، ويزعمون أن فلان وفلان معهم والله جل وعلا حسيبهم . فاستجاب المفتونون لهذه الأكاذيب وخرجوا من مصر و عددهم قيل ستمائة، وقيل بل يصل إلى الألف، خرجوا يُظهرون للناس أنهم حجاج! وهذا من مكرهم وكذبهم، ومعهم رأس الفتنة ابن السوداء عبد الله بن سبأ، وخرج أهل الكوفة أيضاً، وكذا خرج أهل البصرة، وهم مصرون على خلع أمير المؤمنين عثمان، فاجتمعوا كلهم حول المدينة وكانوا قد اتفقوا على ذلك، فردهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يوافقوهم على ما أرادوا، فما كان غير قليل حتى سمع أهل المدينة التكبير! وإذا القوم قد زحفوا على مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحاطوا بها، وجمهورهم عند دار عثمان أمير المؤمنين، وقالوا للناس:"من كفَّ يده فهو آمن"، فكفَّ الناس ولزموا بيوتهم، وأقام الناس على ذلك أياماً وهم لا يدرون ما القوم صانعون، وعثمان يخرج من داره فيصلي بالناس ويصلي وراءه أهل المدينة، وأولئك المفتونون يصلون أيضا خلفه، ثم زعموا أنهم وجدوا كتاباً من عثمان لوالي مصر بقتلهم وصلبهم، وعليه ختم عثمان قد زوِّر! فطافوا بالكتاب على الناس يحرضونهم على عثمان، كما يفعله دعاة الفتنة في زماننا؛ حيث يمرون على الناس بأوراقهم التي يسمونها (نصيحة) وهي فضيحة وتحريض على الفتنة، فيوقع ويقع في فتنتهم من لا فقه عنده بالواقع فضلا عن الفقه في الدين . فقال عثمان البار الراشد الصادق:"والله ما كتبت ولا أمليت، والخاتم قد يزوَّر على الخاتم"، فلما كان في بعض الجمعات قام عثمان يخطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام إليه رجل من أولئك المفتونون، فسبه ونال منه! وأنزله عن المنبر! ومن بعدها تجرؤوا على عثمان رضي الله عنه، وحصبوه حتى صُرع من المنبر مغشياً عليه، فحمل إلى داره، ودخل عليه جماعة من الصحابة منهم: أبو هريرة وابن عمر وزيد بن ثابت، وعزموا على المدافعة عن عثمان أمير المؤمنين، فبعث إليهم يُقسِم عليهم، ويأمرهم أن يكفوا أيديهم ويسكنوا حتى يقضي الله ما يشاء. وبعدها أحاط المفتونون بدار عثمان محاصرين له، ونهى عثمان الصحابة وأبنائهم عن القتال دونه؛ حتى لا يسفك دم في المدينة النبوية بسببه، ثم انقطع عثمان أمير المؤمنين عن المسجد بالكلية بعد أن حاصروه أكثر من شهر! ومنعوه الطعام و الماء والخروج إلى المسجد! وتهددوه بالقتل! وكان من رؤس الفتنة ابن عديس البلوي، فصعد هذا المفتون منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى بهم الجمعة، وتنقَّص عثمان في خطبته! وألَّب الناس عليه، كما يفعله خطباء الفتنة في زمننا اليوم، الذين يزعمون الفقه بالواقع! فأشعلوا الفتن في مواطن شتى من بلاد الإسلام! باسم (الإصلاح) و(الجهاد) و(إنكار المنكر)!! . فكم من دم حرام سُفك بسبب خطباء الفتنة هؤلاء من زمن عثمان إلى يومنا ؟! (وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً) . يقول أبو أمامة سهل بن حنيف:" كنت مع عثمان في الدار وهو محصور، فخرج إلينا منتقعا لونه، فقال: "إنهم يتوعدونني بالقتل آنفا". قال فقلنا: يكفيكهم الله يا أمير المؤمنين . قال عثمان:"وبمَ يقتلوني؟! فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: رجل كفر بعد إسلامه، أو زنى بعد احصانه أو قتل نفس بغير نفس» فو الله ما زنيت في جاهلية ولا إسلام قط، ولا تمنيت بدلاً بديني مُذ هداني الله له، ولا قتلت نفساً، فبما يقتلوني؟!) . خرجه الإمام أحمد وأهل السنن. وقال لهم عثمان رضي الله عنه :"والله لئن قتلتموني لا تتحابون بعدي أبداً، ولا تصلون جميعا أبداً، ولا تقاتلون عدواً جميعاً أبداً ". قال الحافظ ابن كثير:" وقد صدق في ما قال رضي الله عنه". وقال عثمان للذين عنده في الدار من أبناء المهاجرين والأنصار وكانوا قريبا من سبعمائة قدموا للدفاع عن عثمان أمير المؤمنين، فقال لهم:" أقسم على من لي عليه حق أن يكف يده، وأن ينطلق إلى منزله"، وقال لرقيقه:"من أغمد سيفه فهو حر". قال الحافظ بن كثير:"وكان سبب ذلك أنه رأى في المنام رؤيا دلت على اقتراب أجله، فاستسلم عثمان لأمر الله رجاء موعوده، وشوقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليكون خيري ابني آدم حيث قال حين آراد اخوه قتله : (إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ) .ا.هـ تقول نائلة بنت الفرافصة زوجة عثمان رضي الله عنه:"إن عثمان أغفى فلما استيقظ قال:"إن القوم يقتلوني!"، قلت: كلا يا أمير المؤمنين، قال:"إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر فقالوا: صُمْ يا عثمان فإنك تفطر عندنا"، فأصبح رضي الله عنه صائماً، وكان الماء لا يصل إليه إلا في الليل خفية من دار إلى دار، ثم دعى بسراويل فشدها، وإنما لبسها رضي الله عنه في هذا اليوم؛ لأن لا تبدو عورته إذا قُتل، فإنه كان شديد الحياء، ووضع بين يديه المصحف يتلو فيه، واستسلم لقضاء الله، وكفَّ يده عن القتال، ولم يغب عنه قوله صلى الله عليه وسلم: «بشِّره بالجنة على بلوى تصيبه» وأنه تقع فتنة يقتل فيها مظلوماً رضي الله عنه. ولم يبق عنده أحد سوى أهله، وعند ذلك أظهر المفتونون ما يريدونه من الشر بأمير المؤمنين، فتسوروا عليه الجدار، وأحرقوا الباب، ودخلوا عليه وليس فيهم بحمد الله أحد من الصحابة، ولا أبنائهم إلا محمد بن أبي بكر؛ فإنه دخل معهم دار عثمان، لكنه استحى ورجع، وذلك أنه أخذ بلحية عثمان فقال له عثمان:"يا بُني لقد أخذت بلحية كان أبوك يكرمها" فرجع محمد ودافع عن عثمان فلم يقدر، (وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً) (كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً) فدخل عليه رجل فخنقه خنقاً شديداً وجعلت نفسه تترد في حلقه. وكان رضي الله عنه شيخاً كبيراً قد جاوز عمره الثمانين، فلم يرحموا شيبته وضعفه، ولم يعظِّموا حُرمة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأيُّ إصلاح وإنكار للمنكر يرجى من ورائهم؟! ثم دخل عليه رجل آخر ومعه سيف فضربه به، فاتِّـقاه عثمان بيده فقطعها، فقال عثمان:"والله إنها لأول يد كتبت سور المفصَّل". قال ابن كثير:"وثبت من غير وجه أن أول قطرة من دمه سقطت على قوله تعالى : (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيْمُ)، وكان يروى أنه قد وصل إليها في التلاوة أيضاً حين دخلوا عليه، ثم أقبل عليه رومان بن سودان فقال: على أي ملة أنت يا نعثل ؟! فقال عثمان:"لستُ بنعثل! ولكني عثمان بن عفان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا على ملة ابراهيم حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين"، فقال الفاجر: كذبت، وضربه على رأسه، فخر رضي الله عنه، فوثب عليه عمرو بن الحمر فجلس على صدره وبه رمق، فطعنه تسع طعنات، وقال: أما ثلاثٌ منهن فالله! وستٌّ لما كان في صدري عليك يا عثمان!. ففاضت روحه رضي الله عنه وأرضاه. وكانت زوجته نائلة بنت الفرافصة قد ألقت نفسها عليه؛ تقيه من ضرب السيوف، وألقت أم البنين زوجته الثانية على ما بقي من جسده، فأدخل أحدهم السيف بين قرط نائلة ومنكبها؛ ليضرب به عثمان، فقبضت نائلة على السيف، فقطع أصابعها! فإن لله وإنا إليه راجعون. ثم مال هؤلاء الفجرة على مافي بيت عثمان فنهبوه، حتى أخذوا عبائة نائلة زوج عثمان، ولم يبقوا شيئاً حتى الأقداح!؛ وذلك أنه نادى مناديهم: أيحلُّ لنا دمه ولا يحل لنا ماله ؟! فانتهبوا الدار. ثم تنادى هؤلاء الظلمة : هلمَّ إلى بيت المال، لا تسبقوا إليه! فسمع ذلك حراس بيت المال، فهربوا وهم يقولون: النجاة، النجاة، فإن هؤلاء لم يَصدقوا فيما قالوا من أن قصدهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحق؛ وإنما قصدهم الدنيا، قال الحافظ ابن كثير:"فجاء الخوارج؛ فأخذوا مال بيت المال، وكان فيه شيء كثير، فإنا لله وإنا إليه راجعون". وفي سنن الترمذي عن أمامة بن حزم قال:"شهدت الدار حين أشرف عليهم عثمان، فقال:"ائتوني بصاحبكم الذي ألباكم عليّ "، قال فجيء بهما كأنهما جملان أو كأنهما حماران، قال: فأشرف عليهم عثمان فقال: (أنشدكم بالله والإسلام: هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وليس بها ماء يستعذب غير بئر رومه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يشتري بئر رومه ويجعل دلوه مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة» فاشتريتها من صلب مالي، فأنتم اليوم تمنعوني حتى أشرب من ماء البحر) قالوا: اللهم نعم. قال: (أنشدكم بالله والإسلام: هل تعلمون أن المسجد ضاق بأهله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«من يشتري بقعة آل فلان فيزيدها في المسجد بخير منها في الجنة» فاشتريتها من صلب مالي فأنتم اليوم تمنعوني أن أصلي فيها ركعتين) قالوا: اللهم نعم، قال: (أنشدكم بالله والإسلام: هل تعلمون أني جهزت جيش العسرة من مالي؟) قالوا: اللهم نعم، ثم قال رضي الله عنه: (أنشدكم بالله والإسلام: هل تعلمون أن رسول الله كان على سبيل مكة ومعه أبو بكر وعمر وأنا، فتحرك الجبل حتى تساقطت حجارته بالحضيض، قال فركضه رسول الله صلى الله عليه وسلم برجله وقال: «اسكن ثبير، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان» قالوا: اللهم نعم، قال عثمان: (الله أكبر: شهدوا لي ورب الكعبة أني شهيد، شهدوا لي ورب الكعبة أني شهيد.). عثمان رضي الله عنه جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بألف دينار في كُمِّه حين جهز جيش العُسرة؛ فنشرها في حجره فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم». خرجه الترمذي. قتلوا عثمان الذي تخلف عن غزوة بدر؛ لأنه كان يُمرِّض بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت زوجته، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لك أجر رجل شهد بدر وسهمه». عثمان الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول إلى قريش يوم الحديبية، فأُشيع أنه قتل فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبايع أصحابه بيعة الرضوان على قتال قريش، وقال بيده اليمنى: «هذه يد عثمان» وضرب بها على يده، وقال: «هذه لعثمان». عثمان الذي بشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة على بلوى تصيبه، قتلوا عثمان ولي أمرهم مع ماله من الفضائل والمناقب العظيمة، فمن يرضيهم بعد ذلك من ولاة الأمر ؟! يقول الحافظ بن كثير:" لما وقع هذا الأمر العظيم الفظيع الشنيع أُسقط فى أيدي الناس، فاعظمه جداً، وندم أكثر هؤلاء الجهلة الخوارج على ما صنعوا، وشابه من تقدمهم ممن قص الله خبرهم في كتابه العزيز من الذين عبدوا العجل في قوله عز وجل ( فلمَّا سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لإن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين ). ولما بلغ الزبير مقتل عثمان قال:"إنا لله وإن إليه راجعون"، وبلغه أن الذين قتلوه ندموا فقال:" تبت لهم، ثم تلا قوله عز وجل: (مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ، فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ). لما بلغ سعد بن أبي وقاص قتل عثمان : استغفر له وترحَّم عليه، وتلا في حق الذين قتلوه: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) ثم قال سعد رضي الله عنه:" اللهم أندمهم ثم خذهم، اللهم أندمهم ثم خذهم". وقد أقسم بعض السلف بالله عز وجل: أنه ما مات أحد من قتلة عثمان إلا مقتولا. رواه ابن جرير. قال الحافظ ابن كثير:"وهذا ينبغي أن يكون لوجوه، منها: دعوة سعد المستجابة، كما ثبت في الحديث الصحيح، وقال بعضهم: ما مات أحد منهم حتى جن، قال - رحمه الله-: لا يصح على أحد من الصحابة أنه رضي بقتل عثمان، بل كلهم كره ومقته، وسبَّ من فعله". روى البخاري في تاريخه عن محمد بن سيرين أنه قال:" كنتُ أطوف بالكعبة، وإذ رجل يقول: اللهم اغفر لي وما أظن أن تغفر لي! فقلت: يا عبد الله، ما سمعتُ بأحد يقول ما تقول. قال: كنتُ أعطيتُ الله عهداً؛ إن قدرت أن ألطم وجه عثمان إلا لطمته! فلما قُتل وضِعَ على سريره في البيت، والناس يجيؤون فيصلُّون عليه، فدخلتُ كأني أُصلي عليه، فوجدتُ خَلوة، فرفعت الثوب عن وجهه فلطمته وسجيته (أي: غطيته) قال الرجل: والله ما هو إلا أن لطمته، فإذا بيميني قد شلَّها الجبار جلَّ جلاله، قال ابن سيرين رحمه الله: فرأيتها يابسة كأنها عود". قال حذيفة رضي الله عنه :" أول الفتن: قتل عثمان، وآخر الفتن الدجال". يقول الحافظ ابن كثير:" ثبت عن عليٍّ من غير وجه في عثمان كان من الذين (آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ). وقال: كان عثمان خيرنا، وأوصلنا للرحم، وأشدنا حياء، وأحسننا طهوراً، وأتقانا للرب عز و جل". لما بلغ عبد الله بن سلام قتل عثمان قال:" والله ليُـقتَلنَّ به أقوامٌ إنهم لفي أصلاب آبائهم ما وُلدوا بعد، وقال رضي الله عنه: يُحكَّم عثمان يوم القيامة فيمن قتله وفيمن خذله ". قال الحسن البصري:" أدركت عثمان على ما نقموا عليه، قلَّ ما يأتي على الناس يوم إلا ويقتسمون فيه خيراً، يقال لهم: يا معشر المسلمين اغدوا على أُعطياتكم، فيأخذونها وافرة، ثم يقال: اغدوا على أرزاقكم، فيأخذونها وافرة، ثم يقال: اغدوا على السمن والعسل، الأعطيات جارية والأرزاق دارَّة، والعدو مُتـَّقى، وذات البين حسن، والخير كثير، وما مؤمن يخاف مؤمناً، من لقي أخوه فهو أخوه، من كان قد عهد إليهم أنها ستكون أثرة، فإذا كانت فاصبروا". قال الحسن:" فلو أنهم صبروا حين رأوها لوسعهم ما كانوا فيه من العطاء والرزق والخير الكثير، ولكنهم قالوا: لا والله ما نصابرها، فوالله ما ردوا وما سلموا, والأخرى كان السيف مغمداً عن أهل الإسلام فسلوه على أنفسهم، فو الله مازال مسلولاً إلى يوم الناس هذا، ووالله إني لأُراه سيفاً مسلولاً إلى يوم القيمة". يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:"فلما قُتل عثمان: تفرقت القلوب، وعظُمت الكروب، وظهر الأشرار وذلَّ الأخيار، وسعى في الفتنة من كان عاجزاً عنها، وعجز عن الخير والصلاح من كان يحب إقامته". |
#115
|
|||
|
|||
سيادة الأخ نمر المكرم
موضوعك يستاهل من الجميع قراءته وفهمه وتفسيره بارك الله فيك الله معك |
#116
|
|||
|
|||
الرد على شبهات حول ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها
قال الشيخ د.إبراهيم بن عامر الرحيلي حفظه الله في كتابه الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضال صفحة 437 حيث قال مانصه : طعــن الرافضــي في أم المؤمنــين عائشــة رضـي الله عنها بمشاركتـها في حرب الجمل والرد عليه يقول الرافضي طاعناً في أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها وأبيها- ص139 وما بعدها: «ونتساءل عن حرب الجمل التي أشعلت نارها أم المؤمنين عائشة، إذ كانت هي التي قادتها بنفسها، فكيف تخرج أم المؤمنين عائشة من بيتها التي أمرها الله بالاستقرار فيه بقوله تعالى: {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}.1 ونسأل بأي حق استباحت أم المؤمنين قتال خليفة المسلمين علي ابن أبي طالب وهو ولي كل مؤمن ومؤمنة.... ولمزيد البحث وليطمئن قلبي أقول أخرج البخاري في صحيحه من كتاب الفتن التي تموج كموج البحر قال: لما سار طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة بعث علي عمار بن ياسر والحسن بن علي فقدما علينا الكوفة، فصعدا المنبر فكان الحسن بن علي فوق المنبر في أعلاه، وقام عمار أسفل من الحسن ، فاجتمعنا إليه فسمعت عماراً يقول: إن عائشة قد سارت إلى البصرة ، ووالله إنها لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة ، ولكن الله تبارك وتعالى ابتلاكم ليعلم إياه تطيعون أم هي. كما أخرج البخاري أيضاً في كتاب الشروط، باب ما جاء في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيباً فأشار نحو مسكن عائشة، فقال: ههنا الفتنة ههنا الفتنة ههنا الفتنة، من حيث يطلع قرن الشيطان.... وبعد كل هذا أتساءل كيف استحقت عائشة كل هذا التقدير والاحترام من أهل السنة والجماعة، ألأنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، فزوجاته كثيرات، وفيهن من هي أفضل من عائشة بتصريح النبي صلى الله عليه وسلم نفسه». وجــــوابــه: أن قوله إنها أشعلت نار حرب الجمل وقادتها بنفسها... الخ كلامـــه. فهذا من أظهر الكذب الذي يعلم فساده كل من له إطلاع على التأريخ وأحداث موقعة الجمل، وذلك أن هذه المعركة لم تقع بتدبير أحد من الصحابة لا علي ولا طلحة ولا الزبير ولا عائشة، بل إنما وقعت بغير اختيار منهم ولا إرادة لها، وإنما انشب الحرب بينهم قتلة عثمان لما رأوا أن الصحابة أوشكوا على الصلح، كما نقل ذلك المؤرخون وصرح به العلماء المحققون للفتنة وأحداثها: يقول الباقلاني: « وقال جلة من أهل العلم إن الوقعة بالبصرة بينهم كانت على غير عزيمة على الحرب بل فجأة، وعلى سبيل دفع [ 438 ] كل واحد من الفريقين عن أنفسهم لظنه أن الفريق الآخر قد غدر به، لأن الأمر كان قد انتظم بينهم وتم الصلح والتفرق على الرضا، فخاف قتلة عثمان من التمكن منهم والإحاطة بهم ، فاجتمعوا وتشاوروا واختلفوا، ثم اتفقت أراؤهم على أن يفترقوا ويبدؤوا بالحرب سحرة في العسكرين ، ويختلطوا ويصيح الفريق الذي في عسكر علي: غدر طلحة والزبير، ويصيح الفريق الآخر الذي في عسكر طلحة والزبير: غدر علي، فتم لهم ذلك على ما دبروه، ونشبت الحرب، فكان كل فريق منهم مدافعاً لمكروه عن نفسه، ومانعاً من الإشاطة بدمه، وهذا صواب من الفريقين وطاعة لله تعالى إذا وقع، والامتناع منهم على هذا السبيل، فهذا هو الصحيح المشهور، وإليه نميل وبه نقول».1 ويقول ابن العربي: « وقدم علي البصرة وتدانوا ليتراؤوا، فلم يتركهم أصحاب الأهواء، وبادروا بإراقة الدماء، واشتجر بينهم الحرب، وكثرت الغوغاء على البغواء، كل ذلك حتى لايقع برهان، ولا تقف الحال على بيان، ويخفى قتلة عثمان، وإن واحداً في الجيش يفسد تدبيره فكيف بألف».2 ______________________________ 1 التمهيد في الرد على الملحدة ص233. 2 العواصم من القواصم ص159. [ 439 ] ويقول ابن حزم: « وأما أم المؤمنين والزبير وطلحة ومن كان معهم فما أبطلوا قط إمامة علي ولا طعنوا فيها... فقد صح صحة ضرورية لا إشكال فيها أنهم لم يمضوا إلى البصرة لحرب علي ولا خلافاً عليه ولا نقضاً لبيعته ... وبرهان ذلك أنهم اجتمعوا ولم يقتتلوا ولا تحاربوا، فلما كان الليل عرف قتلة عثمان أن الإراغة والتدبير عليهم، فبيتوا عسكر طلحة والزبير، وبذلوا السيف فيهم فدفع القوم عن أنفسهم فرُدِعُوا حتى خالطوا عسكر علي، فدفع أهله عن أنفسهم، وكل طائفة تظن ولا تشك أن الأخرى بدأتها بالقتال، فاختلط الأمر اختلاطاً لم يقدر أحد على أكثر من الدفاع عن نفسه، والفسقة من قتلة عثمان، لعنهم الله لا يفترون من شب الحرب وإضرامها».1 ويقول ابن كثير واصفاً الليلة التي اصطلح فيها الفريقان من الصحابة: «وبات الناس بخير ليلة، وبات قتلة عثمان بشر ليلة، وباتوا يتشاورون، وأجمعوا على أن يثيروا الحرب من الغلس».2 ويقول ابن أبي العز الحنفي: « فجرت فتنة الجمل على غير اختيار من علي ولا من طلحة والزبير، وإنما أثارها المفسدون بغير ______________________________ 1 الفصل في الملل والأهواء والنحل 4/238-239. 2 البداية والنهاية 7/5. [ 440 ] اختيار السابقين".1 فهذه أقوال العلماء المحققين كلها متفقة على أن الحرب يوم الجمل نشأت بغير قصد من الصحابة ولا اختيار منهم، بل إنهم كانوا كارهين لها، مؤثرين الصلح على الحرب، ولم يكن لأي أحد من الصحابة أي دور في نشوبها ولا سعي في إثارتها، لا عائشة -رضي الله عنها- كما زعم هذا الرافضي ولا غيرها، وإنما أوقد جذوتها وأضــرم نارهــا سلف هذا الرافضي الحاقد، وغيرهم من قتلة عثمان وهو اليوم يرمي أم المؤمنين بذلك، فعليهم من الله ما يستحقون، ما أشد ابتلاء الأمة بهم، وأعظم جنايتهم عليها قديماً وحديثـــاً. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ وأما قوله: إنها خرجت من بيتها، وقد أمرها الله بالاستقرار فيه في قوله تعالى: {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولـى}.2 فالرد عليه: أن عائشة -رضي الله عنها- إنما خرجت للصلح بين المسلمين، ولجمع كلمتهم، ولما كانت ترجو من أن يرفع الله بها الخلاف بين المسلمين لمكانتها عندهم، ولم يكن هذا رأيها وحدها ، ______________________________ 1 شرح العقيدة الطحاوية ص723. 2 سورة الأحزاب آيه 33. [ 441 ] بل كان رأي بعض من كان حولها من الصحابة الذين أشاروا عليها بذلــك. يقول ابن العربي: « وأما خروجها إلى حرب الجمل فما خرجت لحرب، ولكن تعلق الناس بها وشكوا إليها ما صاروا إليه من عظيم الفتنة وتهارج الناس، ورجوا بركتها في الإصلاح وطمعوا في الاستحياء منها إذا وقفت للخلق، وظنت هي ذلك، فخرجت مقتدية بالله في قوله: {لاخير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس}1 وبقوله: {وإن طائفتان من المؤمنين أقتتلوا فأصلحوا بينهما}2 والأمر بالإصلاح ، مخاطب به جميع الناس من ذكر أو أنثى حر أو عبد...».3 وقد صرحت عائشة نفسها بأن هذا هو سبب خروجها، كما ثبت ذلك عنها في أكثر من مناسبة وفي غيرما رواية. فروى الطبري أن عثمان بن حنيف وهو والي البصرة من قبل علي بن أبي طالب أرسل إلى عائشة -رضي الله عنها- عند قدومها البصرة من يسألها عن سبب قدومها، فقالت: والله ما مثلي ______________________________ 1 سورة النساء آيه 114. 2 سورة الحجرات آيه 9. 3 أحكام القرآن 3/569-570. [ 442 ] يسير بالأمر المكتوم، ولا يغطّي لبنيه الخبر، إن الغوغاء من أهل الأمصار، ونزاع القبائل، غزوا حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحدثوا فيه الأحداث، وآووا فيه المحدثين، واستوجبوا فيه لعنة الله ولعنة رسوله مع ما نالوا من قتل إمام المسلمين بلا ترة ولا عذر، فاستحلوا الدم الحرام فسفكوه، وانتهبوا المال الحرام، وأحلوا البلد الحرام، والشهر الحرام، ومزقوا الأعراض والجلود، وأقاموا في دار قوم كانوا كارهين لمقامهم، ضارين مضرين غير نافعين ولا متقين، ولا يقدرون على امتناع ولا يأمنون، فخرجت في المسلمين أعلمهم ما أتى هؤلاء القوم وما فيه الناس وراءنا، وما ينبغي لهم أن يأتوا في إصلاح هذا، وقرأت: { لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس}1 فنهض في الإصلاح ممن أمر الله عز وجل ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الصغير والكبير والذكر والأنثى، فهذا شأننا إلى معروف نأمركم به ونحضكم عليه، ومنكر ننهاكم عنه ونحثكم على تغيــــيره.2 وروى ابن حبان أن عائشة -رضي الله عنها- كتبت إلى أبي موسى الأشعري والي علي على الكوفة: فإنه قد كان من قتل عثمان ______________________________ 1 سورة النساء آيه 114. 2 تاريخ الطبري 4/462. [ 443 ] ما قد علمت، وقد خرجت مصلحة بين الناس، فمر من قبلك بالقرار في منازلهم، والرضا بالعافية حتى يأتيهم ما يحبون من صلاح أمر المسلمين.1 ولما أرسل علي القعقاع بن عمرو لعائشة ومن كان معها يسألها عن سبب قدومها، دخل عليها القعقاع فسلم عليها، وقال: أي أُمة ما أشخصك وما أقدمك هذه البلدة؟ قالت: أي بنيّ إصلاح بين النـــاس.2 وبعد انتهاء الحرب يوم الجمل جاء علي إلى عائشة -رضي الله عنها- فقال لها: غفر الله لك، قالت: ولك، ما أردت إلا الإصلاح.3 فتقرر أنها ما خرجت إلا للإصلاح بين المسلمين، وهذا سفر طاعة لا ينافي ما أمرت به من عدم الخروج من بيتها، كغيره من الأسفار الأخرى التي فيها طاعة لله ورسوله كالحج والعمرة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في الرد على الرافضة ______________________________ 1 الثقات لابن حبان 2/282. 2 تاريخ الطبري 4/488، والبداية والنهاية لابن كثير 7/248. 3 نقله ابن العماد في شذرات الذهب 1/42، وروى هذا الأثر بدون قولها: ما أردت إلا الإصلاح الطبري في تأريخه 4/534. [ 444 ] في هذه المسألة: فهي -رضي الله عنها- لم تتبرج تبرج الجاهلية الأولى، والأمر بالاستقرار في البيوت لا ينافي الخروج لمصلحة مأمور بها، كما لو خرجت للحج والعمرة، أو خرجت مع زوجها في سفره، فإن هذه الآية قد نزلت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وقد سافر بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك كما سافر في حجة الوداع بعائشة -رضي الله عنها- وغيرها وأرسلها مع عبد الرحمن أخيها فأردفها خلفه، وأعمرها من التنعيم، وحجة الوداع كانت قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأقل من ثلاثة أشهر بعد نزول هذه الآية، ولهذا كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يحججن كما كن يحججن معه في خلافة عمر وغيره، وكان عمر يوكل بقطارهن عثمان، أو عبد الرحمن بن عوف، وإذا كان سفرهن لمصلحة جائزاً،فعائشة اعتقدت أن ذلك السفر مصلحة للمسلمين فتأولت في ذلك».1 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ وأما قول الرافضي: استباحت قتال خليفة المسلمين ... فقد تقدم إنها ما خرجت لذلك، وما أرادت القتال، وقد نقل الزهري عنها أنها قالت بعد موقعة الجمل: إنما أريد أن يحجز بين الناس مكاني، ولم أحسب أن يكون بين الناس قتال، ولو علمت ذلك لم أقف ذلك الموقف أبداً.2 ولهذا ندمت -رضي الله عنها- بعد ذلك ندماً عظيماً على ______________________________ 1 منهاج السنة 4/317-318. 2 المغازي للزهري ص154. [ 445 ] شهود موقعة الجمل، على ماروى ابن أبي شيبة عنها أنها قالت: وددت أني كنت غصناً رطباً، ولم أسر سيري هذا .1 وفي الكامل لابن الأثير أنها قالت للقعقاع بن عمرو: والله لوددت أني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة .2 وموقف عائشة -رضي الله عنها- هذا هو موقف علي من الحرب بعد وقوعها. فقد روى ابن أبي شيبة: أن علياً قال يوم الجمل: اللهم ليس هذا أردت، اللهم ليس هذا أردت .3 وعنه أنه قال: وددت أني كنت مت قبل هذا بعشرين ســـنة .4 فثبت بهذا أن عائشة -رضي الله عنها- ما أرادت القتال أولاً، وندمت أن شهدته بعد وقوعه، فلئن كان ذنباً فهو مغفور لها من وجهين: بعدم القصد، وبالتوبة منه، هذا مع ما ثبت أنها خرجت لمقصد حسن وهو الصلح بين المسلمين، فهي بذلك مأجورة على ______________________________ 1 المصنف لابن أبي شيبة 7/543. 2 الكامل في التاريخ 3/254. 3 المصنف لابن أبي شيبة 7/541. 4 المصدر نفسه 7/544، والكامل لابن الأثير 3/254. [ 446 ] قصدها مغفور لها خطؤها. وموقف علي من الحرب دليل على أنه يرى أنها حرب فتنة، ولهذا تمنى لو لم يدخلها، وأنه مات قبلها بعشرين سنة، وذلك لاشتباه الأمور فيها، ولكونه لم يظهر له أن في قتال مخالفيه يوم الجمل حقاً ظاهراً، ولو أنه كان يعتقد في مخالفيه ما يعتقده الرافضة فيهم من الكفر والردة عن الإسلام بحربهم لعلي ، فإنه لو كان يعتقد فيهم هذا لما ندم على قتالهم ذلك الندم العظيم، ولفرح بقتلهم وقتالهم لما في ذلك من عز الإسلام وقمع أعدائه، ولما فيه من الأجر العظيم. كما حصل ذلك منه بعد قتال الخوارج -مع كونه لا يعتقد كفرهم- إلا أنه فرح بقتالهم فرحاً عظيماً، وكبر الله سروراً بقتلهم لمّا تأكد له وصفهم، الذي عهد به رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك وجود ذي الثدية فيهم، على ما جاء ذلك مخرجاً في الصحيحين.1 وفي هذا أكبر رد على هؤلاء الرافضة الطاعنين في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المتهمين لهم بالعظائم، فلو كان لهم عقول لما حادوا عن موقف علي من مخالفيه الذي لم يكن يتهمهم في دينهم، ولا يذمهم بشيء مما ______________________________ 1 انظر: صحيح البخاري: كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام فتح الباري 8/617-618، ح3610، وصحيح مسلم: كتاب الزكاة، باب التحريض على قتل الخوارج 2/748-749. [ 447 ] يتشدق به هؤلاء الأفاكون المجرمون ، بل ثبت ثناؤه عليهم، ووصفه لهم بالإيمان والتقوى، واستغفاره لهم، كما تقدم نقل ذلك مفصلاً فيما قد سبق من البحث1 وكما مر قريباً استغفاره لعائشة واستغفارها له2 فرضي الله عنهم جميعاً. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ وأما طعن الرافضي في أم المؤمنين عائشة بقول عمار: والله إنها لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة، ولكن الله تبارك وتعالى ابتلاكم بها ليعلم إياه تطيعون أم هي . فالرد عليه: أن ليس في قول عمار هذا ما يطعن به على عائشة -رضي الله عنها- بل فيه أعظم فضيلة لها، وهي أنها زوجة نبينا صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، فأي فضل أعظم من هذا، وأي شرف أسمى من هذا، فإن غاية كل مؤمن رضا الله والجنة، وعائشة -رضي الله عنها- قد تحقق لها ذلك بشهادة عمار الذي كان مخالفاً لها في الرأي في تلك الفتنة، وأنها ستكون في أعلى الدرجات في الجنة بصحبة زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما شهد لها بذلك علي نفسه بعد انتهاء حرب الجمل على ما نقل الطبري أنه جاءها فأثنت عليه خيراً وأثنى عليها خيراً3 وكان فيما قال: أيها الناس صدقت والله ______________________________ 1 انظره ص 243-247. 2 تقدم ص444. 3 تقدم نقل ذلك ص 245 . [ 448 ] وبرّت... وإنها لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة .1 وبهذا قد جاء الحديث الصحيح المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم على ما روى الحاكم في المستدرك من حديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة، قالت: بلى والله ، قال: فأنت زوجتي في الدنيا والآخرة.2 فيكون هذا الحديث من أعظم فضائل عائشة -رضي الله عنها- ولذا أورد البخاري الأثر السابق عن عمار في مناقب عائشة -رضي الله عنها-.3 وطعن الرافضي به على عائشة دليل على ضعف عقله، وقلة فهمه، وهذا مصداق ما ذكره العلماء عنهم أن هؤلاء الرافضة هم أكذب الناس في النقليات وأجهل الناس في العقليات4 وأنه ليس في ______________________________ 1 تاريخ الطبري 4/544. 2 رواه الحاكم في المستدرك 4/10، وقال: « حديث صحيح ولم يخرجاه» وقال الذهبي في التلخيص المطبوع في حاشية المستدرك: «صحيح» كما أورد هذا الحديث مصطفى العدوي في كتابه الصحيح المسند من فضائل الصحابة وحكم بصحة الحديث ص356. 3 انظر: صحيح البخاري: كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة -رضي الله عنها-، فتح الباري 7/106، ح3772. 4 من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وقد تقدم نقل النص كاملاً ص 139. [ 449 ] أهل الأهواء أضعف حجة ولا أحمق منهم.1 فتبين أن أثر عمار هذا حجة على الرافضي لا له، وأما قول عمار في الجزء الأخير من الأثر: ولكن الله ابتلاكم لتتبعوه أو إياها فليس بمطعن على عائشة -رضي الله عنها- وبيان ذلك من عدة وجوه: الوجه الأول: أن قول عمار هذا يمثل رأيه. وعائشة -رضي الله عنها- ترى خلاف ذلك، وأن ما هي عليه هو الحق، وكل منهما صحابي جليل، عظيم القدر في الدين والعلم، فليس قول أحدهما حجة على الآخر. الوجه الثاني: أن أثر عمار تضمن معنيين أولهما قوله: إنها زوجة نبيكم في الدنيا والآخرة وهذا نص حديث صحيح كما تقدم. والآخر قوله: ولكن الله ابتلاكم بها لتتبعوه أو إياها وهذا قول عمار، فإن كان قول عمار غير معارض للحديث فلا مطعن حينئذ، وإن كان معارضاً للحديث فالحديث هو المقدم. الوجه الثالث: أن الشهادة بأنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، حكم عام باعتبار العاقبة والمآل. وقول عمار حكم خاص في حادثة خاصة، فرجع الحكم الخاص إلى العام وآل الأمر إلى تلك العاقبة السعيدة فانتفى الطعن. ______________________________ 1 ذكره أبو عبيد القاسم بن سلاّم وقد تقدم نقله وتخريجه ص 131. [ 450 ] الوجه الرابع: أن غاية ما في قول عمار هو مخالفتها أمر الله في تلك الحالة الخاصة، وليس كل مخالف مذموماً حتى تقوم عليه الحجة بالمخالفة، ويعلم أنه مخالف، وإلا فهو معذور إن لم يتعمد المخالفة، فقد يكون ناسياً أو متأولاً فلا يؤاخذ بذاك. الوجه الخامس: أن عماراً ما قصد بذلك ذم عائشة ولا انتقاصها، وإنما أراد أن يبين خطأها في الاجتهاد نصحاً للأمة، وهو مع هذا يعرف لأم المؤمنين قدرها وفضلها وقد جاء في بعض روايات هذا الأثر عن عمار أن عماراً سمع رجلاً يسب عائشة، فقال: اسكت مقبوحاً منبوحاً،والله إنها لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم بها ليعلم أتطيعوه أو إياها.1 ونحن نقول لهذا الرافضي المتطاول على أم المؤمنين كما قال عمار: اسكت مقبوحاً منبوحاً. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ وأما قول الرافضي إن النبي صلى الله عليه وسلم قام خطيباً فأشار نحو مسكن عائشة فقال: ههنا الفتنة ههنا الفتنة من حيث يطلع قرن الشيطان، وطعنه على عائشة -رضي الله عنها- بذلك وزعمه أن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد أن الفتنة تخرج من بيتها. فجوابه: أنه لا يخفى ما في كلامه هذا من التضليل والتلبيس ، ______________________________ 1 نقله ابن كثير في البداية والنهاية 7/248. [ 451 ] وقلب الحقائق والتدليس على من لا علم عنده من العامة وذلك بتفسيره قول الراوي: فأشار نحو مسكن عائشة على أن الإشارة كانت لبيت عائشة وأنها سبب الفتنة، والحديث لا يدل على هذا بأي وجه من الوجوه، وهذه العبارة لا تحتمل هذا الفهم عند من له أدنى معرفة بمقاصد الكلام. فان الراوي قال: أشار نحو مسكن عائشة أي جهة مسكن عائشة، ومسكن عائشة -رضي الله عنها- يقع شرقي مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فالإشارة إلى جهة المسكن وهو المشرق لا إلى المسكن، ولو كانت الإشارة إلى المسكن لقال: أشار إلى مسكن عائشة ولم يقل: إلى جهة مسكن عائشة والفرق بين التعبيرين واضح وجلي. وهذه الرواية التي ذكرها أخرجها البخاري في كتاب فرض الخمس باب ما جاء في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم 1 وليس كما زعم الرافضي أنها في كتاب الشروط. وهذا الحديث قد جاء مخرجاً في كتب السنة من الصحيحين وغيرهما من عدة طرق، وبأكثر من لفظ، وقد جاء التصريح في هذه الروايات بأن الإشارة كانت إلى المشرق، وجاء النص فيها على البلاد المشار إليها بما يدحض دعوى الرافضي ويغني عن التكلف في الرد عليه ______________________________ 1 انظر: صحيح البخاري مع فتح الباري 6/210، ح3104. [ 452 ] بأي شيء آخر. وها هي ذي بعض روايات الحديث من عدة طرق عن ابن عمر -رضي الله عنهما-. فعن ليث عن نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مستقبل المشرق يقول: ألا أن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان .1 وعن عبيد بن عمر قال: حدثني نافع عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عند باب حفصة فقال بيده نحو المشرق: الفتنة من حيث يطلع قرن الشيطان قالها مرتين أو ثلاثاً .2 وعن سالم بن عبد الله عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وهو مستقبل المشرق، ها إن الفتنة ههنا، ها إن الفتنة ههنا، ها إن الفتنة ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان.3 وفي هذه الروايات تحديد صريح للجهة المشار إليها وهي جهة المشرق، وفيها تفسير للمقصود بالإشارة في الرواية التي ذكرها الرافضي. ______________________________ 1 أخرجه البخاري في: كتاب الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم الفتنة من قبل المشرق، فتح الباري 13/45، ح7093، ومسلم: كتاب الفتن، باب الفتنة من المشرق... 4/2228، ح2905. 2 أخرجه مسلم: كتاب الفتن، باب الفتنة من المشرق... 4/2229. 3 أخرجه مسلم: كتاب الفتن، باب الفتنة من المشرق... 4/2229. [ 453 ] كما جاء في بعض الروايات الأخرى للحديث تحديد البلاد المشار إليها. فعن نافع عن ابن عمر قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: يارسول الله وفي نجدنا1 فأظنه قال في الثالثة: هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان.2 وعن سالم بن عبد الله بن عمر أنه قال: يا أهل العراق؟ ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الفتنة تجيء من ههنا وأوْمَأ بيده نحو المشرق ، من حيث يطلع قرنا الشيطان.3 وفي بعض الروايات جاء ذكر بعض من يقطن تلك البلاد من القبائل ووصف حال أهلها. فعن أبي مسعود قال: أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن فقال: ألا إن الإيمان ههنا، وإن القسوة وغلظ القلوب في ______________________________ 1 قال الخطابي: « نجد من جهة المشرق ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق، ونواحيها وهي مشرق أهل المدينة »، فتح الباري لابن حجر 13/47. 2 أخرجه البخاري: كتاب الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم الفتنة من قبل المشرق، فتح الباري 13/45، ح7094. 3 أخرجه مسلم: كتاب الفتن، باب الفتنة من المشرق... 4/2229. [ 454 ] الفدادين.1 عند أصول أذناب الإبل، حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر.2 فدلت هذه الروايات دلالة قطيعة على بيان مراد النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: الفتنة هاهنا وأن المقصود بذلك بلاد المشرق، حيث جاءت الروايات مصرحة بهذا، كما جاء في بعضها وصف أهل تلك البلاد وتعيين بعض قبائلها، مما يظهر به بطلان ما ادعى الرافضي من أن الإشارة كانت إلى بيت عائشة، فإن هذا قول باطل، ورأي ساقط، لم يفهمه أحد وما قال به أحد سوى هذا الرافضي الحاقد. والذي يحمله على هذا هو بغضه لأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- فعليه من الله ما يستحق وألبسه الله بطعنه في الصحابة لباس الذل والخزي في الدنيا والآخرة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ وأما قوله: كيف استحقت عائشة كل هذا التقدير والاحترام من أهل السنة والجماعة، ألأنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم فزوجاته كثيرات وفيهن من هي أفضل من عائشة بتصريح النبي صلى الله عليه وسلم . ______________________________ 1 الفدّادون: الذين تعلوا أصواتهم في حروثهم ومواشيهم واحدهم: فدّاد وقيل هم المكثرون من الإبل. النهاية لابن الأثير 3/419. 2 أخرجه البخاري في: كتاب بدء الخلق، باب خير مال المسلم غنم يتبع بها شغف الجبال فتح الباري 6/350، ح3302، ومسلم: كتاب الإيمان، باب تفاضل أهل الإيمان فيه 1/71، ح51. [ 455 ] وجوابه: أما كيف استحقت كل هذا التقدير فلما ثبت من فضائلها العظيمة الثابتة بالنصوص الصحيحة. فمن ذلك تبرأة الله تعالى لها من فوق سبع سموات، في آيات من كتاب الله تتلى إلى أن يأذن الله برفع كتابه من الأرض، وذلك في قول الله تعالى من سورة النور: { إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم }1 إلى قوله: { الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرؤن مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم }2 فهذه الآيات من أكبر الأدلة على طهارتها، وشرفها، وعلو شأنها في الدين. ومن الأدلة على فضلها من السنة. ما ثبت في الصحيحين من حديث عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً: يا عائشة هذا جبريل يقرئك السلام، قلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى مالا أرى، ______________________________ 1 سورة النور آية 11. 2 سورة النور آية 26. [ 446 ] تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم .1 وعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام.2 وعن هشام بن عروة عن عائشة قالت إنْ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتفقد يقول: أين أنا اليوم؟ أين أنا غداً؟ استبطاءً ليوم عائشة قالت: فلما كان يومي قبضه الله بين سحري ونحري.3 ______________________________ 1 رواه البخاري في: كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة -رضي الله عنها-، فتح الباري 7/106، ح3768، ومسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب في فضل عائشة -رضي الله عنها- 4/1896. 2 رواه البخاري في: كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة -رضي الله عنها-، فتح الباري 7/106، ح3769، والجزء الأخير من الحديث وهو قوله: فضل عائشة على النساء... أخرجه البخاري أيضاً من طريق أنس ابن مالك في الباب نفسه برقم 3770، ومسلم في: كتاب فضائل الصحابة، باب في فضائل عائشة -رضي الله عنها- 4/1895، ح2446. 3 رواه البخاري في: كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة، فتح الباري 7/107، ح3774، ومسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب في فضائل عائشة 4/1893، ح2443. [ 457 ] وعن هشام بن عروة قال: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة قالت: عائشة: فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقلن: يا أم سلمة والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث كان أو حيث ما دار، قالت فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم قالت: فأعرض عني، فلما عاد إليّ ذكرت له ذلك فأعرض عني، فلما كان الثالثة ذكرت له فقال: يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها.1 وعن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل قال: فأتيته فقلت: أي الناس أحبّ إليك؟ قال: عائشة، فقلت من الرجال؟ قال: أبوها، قلت ثم من قال: ثم عمر بن الخطاب فعدّ رجالاً.2 إلى غير ذلك من الأحاديث الدالة على فضلها، وسبقها، ______________________________ 1 رواه البخاري في: كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة، فتح الباري 7/107، ح3775. 2 رواه البخاري في: كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذاً خليلاً، فتح الباري 7/18، ح3662، ومسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر 4/1856، ح2384. [ 458 ] وعلو شأنها في الدين، وعظيم مكانتها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي هذا أكبر رد على هذا الرافضي الذي يتساءل مكابراً: لأي شيء استحقت عائشة هذا التقدير! فنقول له: لما ثبت من فضلها على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتفردها بتلك المناقب العظيمة التي لم يشاركها فيها أحد من أمهات المؤمنين عدا خديجة -رضي الله عنها- في تسليم جبريل عليها كما هو ثابت في الصحيح.1 وأما قول الرافضي وفيهن أي أمهات المؤمنين من هي أفضل منها بتصريح رسول الله صلى الله عليه وسلم فلعله يريد بذلك خديجة -رضي الله عنها- وهذا غير مسلم، فالمفاضلة بين خديجة وعائشة محل نزاع كبير بين العلماء المحققين، وذلك أن العلماء متفقون على أن أفضل نساء الأمة، خديجة وعائشة وفاطمة، ثم اختلفوا بعد ذلك في المفاضلة بينهن -رضي الله عنهن-. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: « وأفضل نساء هذه الأمة خديجة، وعائشة، وفاطمة، وفي تفضيل بعضهن على بعض نزاع».2 ______________________________ 1 انظر: صحيح البخاري: كتاب فضائل الصحابة، باب تزوج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وفضلها، فتح الباري 7/133-134، ح3820، ومسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل خديجة 4/1887، ح2432. 2 مجموع الفتاوى 4/394. [ 459 ] وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن خديجة وعائشة أميّ المؤمنين أيهما أفضل؟ فأجاب: «بأن سبق خديجة وتأثيرها في أول الإسلام ونصرها وقيامها في الدين لم تشاركها فيه عائشة ولا غيرها من أمهات المؤمنين، وتأثير عائشة في آخر الإسلام وحمل الدين وتبلغيه إلى الأمة وإدراكها من العلم مالم تشاركها فيه خديجة ولا غيرها مما تميزت به عن غيرها ».1 وقال ابن حجر: « وقيل انعقد الإجماع على أفضلية فاطمة وبقي الخلاف بين عائشة وخديجة».2 وقال في شرح حديث أبي هريرة وأن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وأمره أن يقرأ خديجة السلام من ربها وفيه: «قال السهيلي: استدل بهذه القصة أبو بكر بن داود على أن خديجة أفضل من عائشة لأن عائشة سلم عليها جبريل من قبل نفسه، وخديجة أبلغها السلام من ربها، وزعم ابن العربي أنه لا خلاف في أن خديجة أفضل من عائشة، ورد بأن الخلاف ثابت قديماً، وإن كان الراجح أفضيلة خديجة بهذا وبما تقـــدم».3 ______________________________ 1 مجموع الفتاوى 4/393. 2 فتح الباري 7/109. 3 فتح الباري 7/139. [ 460 ] والمقصود هنا أن الخلاف بين العلماء في المفاضلة بين خديجة وعائشة مشهور، وليس المقام هنا مقام تحرير الخلاف في ذلك، وإنما القصد هو بيان بطلان دعوى الرافضي في زعمه أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نص على تفضيل خديجة على عائشة وصرح بذلك إذ لو حصل ذلك لما اختلف العلماء هذا الاختلاف الكبير في المفاضلة بينهن. وعلى كل حال فليس فضل إحداهما على الأخرى بمطعن على المفضولة ، بل في هذا أكبر دليل على علو مكانة هؤلاء النساء الثلاث فاطمة وخديجة وعائشة حيث إن الخلاف لم يخرج عنهن في أنهن أفضل نساء الأمة، وهذا نقيض ما قصده الرافضي الحاقد، فإنه إنما أراد بتفضيل خديجة على عائشة تنقص عائشة وهذا من جهله وقلة فهمه، فما الذي يضر عائشة لو كانت ثانية أو ثالثة نساء الأمة في الفضل، وهل هذا مدعاة لاحترامها وتقديرها أم للنيل منها والطعن فيها!! الحكم في هذا لك أيها القاريء وبه تعرف مدى ضلال هؤلاء الرافضة وبلادة أفهامهم وسخف عقولهم. منقول ك |
#117
|
|||
|
|||
سيادة الأخ الفاضل نمر
والله كفيت وفيت بارك الله فيك حفظك الله ورعاك برعايته وعينه التي لا تنام |
#118
|
|||
|
|||
أشكرك سيد الشريف ابو محمد الحسيني على الدعوة بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء .
|
#119
|
|||
|
|||
سيادة الأخ الفاضل نمر
لا شكر على واجب بالتوفيق |
#120
|
|||
|
|||
جزاك الله خير أخى السيد الشريف ابو محمد وبارك الله فيكم
|
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
حِكمة زواج النبي بأم سلمة | معاوية فهمي إبراهيم مصطفى | قسم السنة والحديث النبوي | 0 | 2019-10-21 06:20 PM |