للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الأسـرة في المنظور الإسلامي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :- (( الأسـرة في المنظور الإسلامي )) الإنسان مخلوق استخلفه الله تعالى في الأرض،التقييد،ن هذا الإنسان لا يمكن أن تستقر حاله، وتستقيم سبل عيشه إلا إذا انخرط في جماعة ومجتمع، لأن في الوسط الاجتماعي تتضافر الجهود بين الأفراد وتتكامل القدرات، وذلك يحقق المتطلبات والإشباع لكل فرد متوافق مع الجماعة في مختلف الميادين الروحية والاجتماعية والمادية، الأسرة هي الجماعة التي يرى الإنسان النور في كنفها. "الأسرة" أصلها من " أسَر " ويعني القيد أو التقييد ، ومن ثم فإن الأسرة في الإسلام هي تكليف أكثر منها تشريفاً ، لذلك لم تنطلق الدعوة الإسلامية إلا بعد تكوين الأسرة لما يكون للأسرة من دور إيجابي في التنمية والإصلاح والتقدم. ولا شك أن عماد الأسرة هو الفرد، كما أن عماد المجتمع هو الأسرة، فالفرد يكوّن الأسرة، والأسرة تكوّن المجتمع، والمجتمع يكوّن الأمة وهي المراحل التي ترقّى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الله سبحانه فانطلق بالدعوة بدايةً من زوجه إلى أهله وأصدقائه ثم عشيرته ثم إلى قبيلة ثم رحل إلى باقي القبائل. وهو نموذج مثالي في الترقي في عملية الإصلاح الاجتماعي والتطهير الأخلاقي والعقدي والأساس الذي تنبني عليه الأسرة هو "الزواج"، ولا نعلم أنه كان ثمة حياة لآدم عليه الصلاة والسلام بمفرده بل منذ البداية كانت معه زوجه "حّواء" ، ومن ثمّ تناسلا فكانت الأمة . وما نريد قوله : هو أن الإنسان اجتماعي بطبعه، فلا حياة للفرد دون أسرة تكون ملاذاً له يجد فيها السكن والراحة وتُشبع حاجاته ودوافعه ويحقق من خلالها آماله وطموحاته، وتكون حصناً له من الانحراف والكيد، فالمرء قويٌ بإخوانه. يقول سبحانه مجسّداً تلك الحقيقة وموضحاً أن أساس الأسرة مبني على التقوى لله سبحانه: (يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً ) والزواج سنة كونية من سنن الله في الأنفس. حقيقته أنه تكليف ثم تشريف، فهو مسؤولية عظيمة فـ [ كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ] ( رواه البخاري ومسلم ) وهذا التكليف يقوم على حقوق وواجبات لكل من الزوج والزوجة والأولاد والأبوين، وقد فصّلنا تلك الحقوق والواجبات في محاور (الزوج - الزوجة - الأب - الأم - الولد). وهو تشريف إذ إنه ارتقاء بالفرد من حالة "الفردية" إلى حالة "الأبوة" و"الأمومة" فيحظى بنصيب أوفر من الاحترام في المجتمع ويصبح عضواً منتجاً تتضاعف مسؤولياته وينال في مقابلها حقوقاً أكبر، ولما كان الأب والأم محطّ احترام وتقدير سُنّ تكنية الولد منذ الصغر بأبي فلان أو أم فلان استبشاراً وتفاؤلاً، وحثاً على التمسك والالتزام بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في الزواج وبناء الأسرة المسلمة. ويهدف الإسلام من الزواج إلى إمداد المجتمع بأفراد صالحين يدعمون التنمية في المجتمع، ويشبعون الحاجات والدوافع الشخصية أيضاً، ويقومون بمسؤولية البناء والإعمار في الأرض التي هي مقتضى الخلافة، قال صلى الله عليه وسلم: [إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث (منها)… أو ولدٍ صالح يدعو له ] (رواه مسلم). ويهدف إلى حصانة الفرد والمجتمع من الرذيلة والتردي الأخلاقي قال صلى الله عليه وسلم: [ يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ] (رواه البخاري ومسلم) وقال أيضاً: [ من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الآخر] . [ رواه البيهقي في شعب الإيمان وصححه الألباني ]. كما أنه يهدف إلى "السكن" النفسي للفرد مما يجعله يُفرغ ما يعتمل في نفسه من مشاعر وعواطف تدفعه إلى العطاء والإبداع ، ويكون الزواج أيضاً ملاذاً لكل من الزوجين يفضي أحدهما إلى الآخر، ويكون له نعم الأنيس ساعة الوحدة، ونعم الجليس ساعة الغربة، ونعم النصير ساعة الشدة قال سبحانه : (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) وإذا تحققت هذه الأهداف تحققت الثمار المرجوّة من الزواج. فمن ثماره الراحة النفسية التي تدخل قلب كل من الزوجين، والنسل الذي هو مقصد عظيم من مقاصد الزواج وما يترتب عليه من حقوق وواجبات كالنفقة والرضاع وحسن الرعاية. ومن ثماره أيضاً الاستقامة في سلوك الفرد، ومن ثم يصبح المجتمع مجتمعاً أخلاقياً يصون الفضيلة ويبغض الرذيلة. كما أن أعظم مقاصده توسيع شبكة العلاقات الاجتماعية، ومن ثم حرّم الإسلام نكاح المحارم (الأم - الأخت - البنت.. ومن في حكمهن)، وكان الأولى أن يتزوج الفرد من غير قرابته لتتسع دائرة القرابة وتشتد لُحمة المجتمع، فتكون رابطة المصاهرة رافداً جديداً لتماسك المجتمع، وقوته بالإضافة إلى رابطة "الأخوة" الدينية . ومن ثماره حصول التوارث بين الزوجين وأبناء الأسرة بسبب تلك الرابطة، ولم يقف الأمر عند هذا الحد في الإسلام بل تعداه إلى تشريع ضمانات لاستمرارية الزواج واستقامته، ولم يُشرع الطلاق إلا عند الضرورة حيث لا ينفع العلاج وتنقطع السُبل. ومن أهم تلك الضمانات "صلة الأرحام" التي تؤثر في تربية الطفل تربية سوية تحقق له الاتزان النفسي والدافع الاجتماعي. كما أنها تكون ملاذاً للزوجين لحل مشاكلهما فتكون القرابة سبيلاً من سُبل حماية الأسرة وحكماً عادلاً في حل الخلافات. أضف إلى ذلك أن صلة الرحم تحقق السكن والألفة والمودة وتزيح عن الإنسان ثقل الهموم ومتاعب الحياة . وتكون عاملاً مهماً في تماسك الأسرة والمجتمع، وسبباً في تحقيق التعاون بين الأفراد والجماعات، خاصة عند الأزمات والشدائد. كما يأتي برّ الوالدين في المقدمة، ويتأكد بعد زواج الولد والبنت؛ لأن الزواج قد يكون ذريعة لفساد تلك الرابطة، أو التقصير في الواجبات نحو الوالدين، ولعلك تطالع تفصيل الكلام على برّ الوالدين في محور الأبوة والأمومة . هذه عُجالة سريعة في بيان الأسرة في منظور إسلامي، وما احتفت به من حقوق وواجبات أردت بها تقديم نظرة شمولية كلية. §§§§§§§§§§§§§§ |
أدوات الموضوع | |
|
|