للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
|
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
سيرة الصحابي الجليل حجر ابن عدي رض
مشروع نصرة الصحابة المنتجبين -
حُجر بْن عَدِيّ هذا حُجْر ابن عَدِيّ الكِندي، وفد على النبيّ صلّى الله عليه وآله مع أخيه هانئ، وأصبح أحد قادة الجيش الفاتح للشام، ووُفّق لفتح « مرج عذراء » ( مدينة تبعد عن دمشق 30 كيلومتراً تقريباً ). كان حُجر من خواصّ أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام والمقدّمين من أصحابه، وقد شهد معه: معركة الجمل، وصفّين، والنهروان، وكان فيها من قادتها، إذ كان على كِندةَ يومَ صفّين، وعلى الميسرة يوم النهروان. أرسله أمير المؤمنين عليه السلام في أثر الضحّاك بن قيس الفِهري لمّا أغار على بعض نواحي العراق، فلَقِيه بنواحي « تَدمُر »، وقَتَل تسعة عشر رجلاً من أصحاب الفهري وانهزم الباقون. قتله معاوية بن أبي سفيان سنة 51 هـ في عذراء مع ستّةٍ من أصحابه، وذُكر أنّ ابناً له كان آستُشهِد معه. وحُجر هو أوّل مَن قُتل صبراً في الإسلام، وقد أحدث قتلُه استياءً بين المسلمين. أمّا قبره فمَزار مشهود يقصده المسلمون. مآثر • شاء الله تبارك وتعالى أن يُعرَّف حجر بن عَدِيّ بـ « حُجر الخير »، كرامةً من الله عزّوجلّ لهذا المؤمن بين المسلمين، بينما كان له ابن عمّ اسمه حُجر أيضاً، ولكنّه اشتهر بين الناس بـ « حُجر الشرّ »! • دعا له أمير المؤمنين عليه السلام يوماً قائلاً: « اللهمّ نَوِّرْ قلبَه بالتُّقى، وآهدهِ إلى صراطٍ مستقيم، ولَيتَ في جُندي مئةً مِثلَك »، فقال حجر: إذاً واللهِ يا أمير المؤمنين صحّ جُندُك، وقَلّ فيهم مَن يَغُشُّك. ثمّ قام حجر فقال: يا أمير المؤمنين، نحن بنو الحرب وأهلُها، الذين نُلقِحُها ونُنتِجُها، قد ضارَسَتْنا وضارَسناها، ولنا أعوانٌ ذوو صلاح، وعشيرةٌ ذات عدد، ورأيٌ مجرَّب، وبأس محمود، وأزمّتُنا منقادةٌ لك بالسمع والطاعة، فإنْ شرّقتَ شرَّقْنا، وإن غرّبتَ غرَّبْنا، وما أمرتَنا به مِن أمرٍ فَعَلْناه. فقال له الإمام عليه السلام: « أكُلُّ قومِك يَرى مِثل رأيك ؟! » قال حجر: ما رأيتُ منهم إلاّ حَسَناً، وهذه يدي عنهم بالسمع والطاعة، وبِحُسن الإجابة. فقال له الإمام عليٌّ عليه السلام خيراً . ( وقعة صفّين لنصر بن مزاحم المنقري:104 ). • أقبل الضحّاك بن قيس الفهري ـ بأمرٍ من معاوية ـ يأخذ الأموال، ويقتل مَن لقي من سكّان البادية، حتّى مرّ بالثعلبيّة، فأغار بخيله على الحُجّاج وأخذ أمتعتهم، ثمّ أقبل مُقْبِلاً فلقيَ عمرَو بن عُمَيس بن مسعود، ابنَ أخ عبدالله بن مسعود الصحابيّ، فقتله في طريق الحجّ عند القَطقَطانة، وقتل معه ناساً من أصحابه! قال أبو روق: حدّثني أبي أنه سمع عليّاً عليه السلام وقد خرج إلى الناس وهو يقول على المنبر: « يا أهلَ الكوفة، أُخرُجوا إلى العبد الصالح عَمْرِو بن عميس، وإلى جيوشٍ لكم قد أُصيب منها طرف، اخرجوا فقاتلوا عدوَّكم، وامنعوا حريمكم إن كنتم فاعلين ». قال: فردُّوا عليه ردّاً ضعيفاً، ورأى منهم عجزاً وفشلاً، فقال: « واللهِ لَوَدِدتُ أنّ لي بكلّ مئة رجلٍ منكم رجلاً منهم. وَيْحكُم! اخرجوا معي ثمّ فُرّوا عنّي إن بدا لكم، فَواللهِ ما أكرهُ لقاء ربّي على نيّتي وبصيرتي، وفي ذلك رَوحٌ لي عظيم، وفَرَج من مُناجاتكم ومُقاساتكم ومُداراتكم... ». ثمّ خرج عليه السلام يمشي حتّى بلغ الغَريَّين، ثمّ دعا حُجرَ بن عَديّ الكِندي من خيله، فعقد له رايةً على أربعة آلاف، ثمّ سرّحه فخرج حتّى مرّ بالسماوة، فلقيَ بها امرأ القيس بن عديّ الكلبي، أصهار الحسين عليه السلام، فكانوا أدلاءَه على الطريق وعلى المياه، فلم يزل مُغِذّاً في أثر الضحّاك حتّى لقيه بناحية « تدمر » فوافقه، فاقتتلوا ساعة، فقُتل من أصحاب الضحّاك (19) رجلاً، وقُتل من أصحاب حُجرٍ رجلان، ثمّ حجز الليلُ بينهم، فمضى الضحّاك، فلمّا أصبحوا لم يجدوا له ولا لأصحابه أثراً. ( الغارات لإبراهيم بن محمّد الثقفي:294 ). • في ( تاريخ الطبري 254:5 ): أوصى معاويةُ بن أبي سفيان المُغيرةَ بنَ شُعبة قائلاً له: ولستُ تاركاً إيصاءَك بِخَصلة: لا تَتَحَمَّ ( أي لا تتورّعْ ) عن شتمِ عليٍّ وذمّه، والترحّمِ على عثمان والاستغفارِ له، والعيبِ على أصحاب عليٍّ والإقصاءِ لهم وترك الاستماع منهم، وبإطراءِ شيعة عثمان والإدناء لهم والاستماع منهم! ثمّ يذكر الطبري في الصفحة التالية أنّ حُجر بن عَدِيّ قام فنَعَر نَعرةً بالمغيرة سمعها كلُّ مَن كان في المسجد وخارجاً منه، وقال له: إنّك لا تدري بمَن تولع من هرمك... مُرْ لنا بأرزاقنا وأُعطياتنا، فإنّك قد حَبَستَها عنّا، وليس ذلك لك، ولم يكن يطمع في ذلك مَن كان قبلَك، وقد أصبحتَ مُولَعاً بذمّ أمير المؤمنين، وتقريظ المجرمين! قال الراوي: فقام مع حُجرٍ أكثر من ثُلثَي الناس يقولون: صدَقَ ـ واللهِ ـ حُجرٌ وبَرّ، مُرْ لنا بأرزاقنا وأُعطياتنا، فإنّا لا ننتفع بقولك هذا، ولا يُجْدي علينا شيئاً. وأكثَروا في مثل هذا القول ونحوِه. ( تاريخ الطبري 255:5 ). • ويروي الطبري في ( تاريخه 262:5 ) مجابهةَ حُجرٍ لزياد ابن أبيه، وتَجمُّعَ أصحاب حُجرٍ عند زياد في المسجد، وكلام زياد مع الوجوه، ثمّ أمر شدّادَ بن الهيثم الهلالي أميرَ شَرَطته قائلاً له: انطلقْ إلى حُجر، فإن تَبِعك فَأْتِني به، وإلاّ فَمُرْ مَن معك فَلْينتزعوا عُمد السوق، ثمّ شُدّوا بها عليهم حتّى يأتوني به، ويضربوا مَن حال دونه. فأتاه الهلاليّ فقال لحجر: أجِبِ الأمير، فقال أصحاب حجر: لا ولا نعمة عين، لانُجيبه. فقال الهلاليُّ لأصحابه: شُدّوا على عُمد السوق! فاشتدّوا إليها، فأقبلوا بها حتّى انتزعوها... وضرب رجلٌ رأس عَمْرِو بنِ الحَمِق بعمودٍ فوقع! • نزل حُجر « مرج عذراء » هو وأصحابه، فحُبِسوا بها، ثمّ إنّ زياداً أتبعهم برجلَين، فجاء رسول معاوية بتخلية ستّةٍ وبقتل ثمانية، فقال لهم رسول معاوية: إنّا قد أُمرنا أن نعرض عليهم البراءة من عليّ واللعن له، فإن فعلتُم تركناكم، وإن أبيتُم قتلناكم، وإنّ ( معاوية ) يزعم أنّ دماءكم قد حلّت له بشهادة أهل مصركم عليكم، غيرَ أنّه قد عفا عن ذلك، فابرؤوا مِن هذا الرجل نُخَلِّ سبيلكم. قال حجر وأصحابه: اللهمّ إنّا لسنا فاعلي ذلك. فأمر بقبورهم فحُفرت، وأُدنيت أكفانهم، وقاموا الليلَ كلَّه يصلّون، فلمّا أصبحوا قال لهم أصحاب معاوية: يا هؤلاء، لقد رأيناكم البارحة قد أطَلتُم الصلاة وأحسنتم الدعاء، فأخبِرونا ما قولُكم في عثمان ؟ قالوا: هو أوّل مَن جار في الحكم، وعَمِل بغير الحقّ، فقال أصحاب معاوية: معاويةُ كان أعلمَ منكم. ثمّ قاموا إليهم فقالوا لهم: تَبرؤون من هذا الرجل ؟ ( يعنون أمير المؤمنين عليّاً عليه الصلاة والسلام )، قالوا: بل نتولاّه، ونتبرّأ ممّن تبرّأ منه. فأخذ كلُّ رجلٍ من أصحاب معاوية رجلاً ليقتله! ( تاريخ الطبري 272:5 ). كرامة • في ( الاستيعاب 358:1 ) كتب مؤلّفه ابن عبدالبرّ: قال أحمد بن حنبل: قلت ليحيى ابن سليمان: أبَلَغَك أنّ حُجْراً كان مستجابَ الدعوة ؟ قال: نعم، وكان من أفاضل أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم. • وفي ( الإصابة في تمييز الصحابة 315:1 ) كتب مؤلّفه ابن حجر العسقلاني الشافعي: إنّ حُجر بن عديٍّ أصابَتْه جنابة، فقال للموكَّل به في سجنه: أعطِني شرابي أتطهّر به، ولا تُعطني غداً شيئاً. فقال الموكَّل: إنّي أخاف أن تموت عطشاً فيقتلني معاوية! قال الراوي: فدعا حُجر ربَّه، فانسكبت له سحابةٌ بالماء، فأخذ منها الذي احتاج إليه، فقال له أصحابه: أُدعُ الله أن يُخلّصنا، فقال: اللهمّ خِرْ لنا. فقُتل هو وطائفةٌ منهم. ( وقد اختار الله تبارك وتعالى أن يكونوا شهداء، ومَدّ لأعدائهم حتّى يُلزمَهم حُجّته ويسوقَهم إلى أشدّ العذاب ). الخاتمة المحمودة كتب محمّد بن سعد في ( الطبقات الكبرى 219:6 ): أنّ معاوية كتب إلى أزلامه أن أخرجوا الأسرى إلى عذرى فاقتلوهم هناك. فحُمِلوا إلى هناك، فقال حُجر بن عَدِي: ما هذه القرية ؟ قالوا: عذراء، فقال: الحمد لله، أمَا واللهِ إنّي لأوّلُ مسلمٍ نَبّح كلابَها في سبيل الله! ( أي كنتُ أوّلَ الجيش الإسلامي الفاتح لها )، ثمّ أُتِيَ بيَ اليومَ إليها مصفوداً! ودُفع كلُّ رجلٍ مِن أصحاب حجر إلى رجلٍ من أهل الشام ليقتله، فقال حُجر لأهل الشام: يا هؤلاء! دَعُوني أُصلّي ركعتين. فتركوه، فتوضّأ وصلّى ركعتين، فطوّل فيهما، فقيل له: طوَّلْت ؟! أجَزِعْت ؟! فانصرف قائلاً: ما توضّأتُ قطُّ إلاّ صلّيت، وما صلّيتُ صلاةً قطُّ أخفَّ مِن هذه، ولئن جَزِعتُ لقد رأيتُ سيفاً مشهوراً، وكفناً منشوراً، وقبراً محفوراً! ثمّ قال ( للسيّاف ): إن كنتَ أُمِرتَ بقتل ولدي، فقدِّمْه ( أي اضرب عنقه قبلي )، فقيل له: تعجّلتَ الثُّكْل! ( أي فَقْد الولد )، فقال: خِفتُ أن يَرى وَلَدي هولَ السيف على عنقي فيَرجعَ عن ولاية أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام. ( أعيان الشيعة للسيّد محسن الأمين 585:4 ـ عن: المرزباني ). • وبقيت وصمة العار في وجوه القَتَلة، لا تُمحى ولا تُنسى، وقد كتب الإمام الحسين عليه السلام يوماً إلى طاغية الشام معاوية: « ألستَ القاتلَ حُجْراً أخا كِندة، والمصلّين العابدين الذين كانوا يُنكرون الظلم، ويستعظمون البِدَع، ولا يخافون في الله لومة لائم ؟! ثمّ قتَلْتَهم ظُلماً وعدواناً مِن بعدما كنتَ أعطيتَهم الأيمان المغلَّظة والمواثيق المؤكَّدة أن لا تأخذهم بِحَدثٍ كان بينك وبينهم، ولا بإحنةٍ تجدها في نفسك عليهم! »( بحار الأنوار 149:10 ـ الطبعة القديمة ). • وقال الحسن البصري: أربع خصالٍ كنّ في معاوية، لو لم يكن فيه منهنّ إلاّ واحدةٌ لكانت مُوبقة: إنتزاؤُه على هذه الأُمّة بالسفهاء حتّى ابتزّها أمرَها بغير مشورةٍ منهم، وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة. واستخلافُه ابنَه ( يزيد ) بعده سِكّيراً خِميّراً، يلبس الحرير، ويضرب بالطنابير. وادّعاؤُه زياداً، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « الولدُ للفراش، وللعاهر الحَجَر ». وقتلُه حُجْراً، ويلاً له من حُجر، ويلٌ له مِن حُجر! ( تاريخ الطبري 279:5 ). • وقال ابن إسحاق ( المؤرّخ ): أدركتُ الناس وهم يقولون: إنّ أوّل ذُلٍّ دخل الكوفة: موتُ الحسن بن عليّ، وقتلُ حُجر بن عديّ، ودعوة زياد! (تاريخ الطبري 279:5). • وقال ابن سيرين: فبلَغَنا ـ لمّا حضرته الوفاة ( أي معاوية ) ـ جعل يُغَرغر بالصوت ويقول: يومي منك ـ يا حُجرُ ـ يومٌ طويل! ( تهذيب تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 383:2 ). توديع الشعراء • حين سُيّر حُجرٌ أسيراً إلى معاوية، قالت هند بنت زيد بن مخربة الأنصاريّة: تَرَفّعْ أيُّهـا القمـرُ المنيـرُ ترفّعْ هل ترى حُجراً يسيـرُ تَجَبّرتِ الجبابر بعدَ حُجـرٍ وطاب لها الخِوَرَنقُ والسَّديرُ ألا يا حُجْرُ حُجرَ بَني عَدِيٍّ تَلَقّتْك السلامـةُ والسـرورُ أخاف عليك ما أردى عَدِيّـاً وشيخاً في دِمشقَ له زئيـرُ فإن تَهِلكْ فكلُّ عميـدِ قـومٍ إلى هُلْكٍ من الدينـا يصيـرُ ( الطبقات الكبرى 220:6) • وقال عبدالله بن خليفة الطائيّ من قصيدةٍ طويلة: فَـدَعْ عنـك تَذكـارَ الشبـاب وفَقـدَهُ وآثـارَه إذ بـان مـنـك فأقـصَـرا وبَـكِّ علـى الخِـلاّنِ لَمّـا تَخرَّمـوا ولم يَجِدوا عن مَنهلِ المـوت مصـدرا على أهل عـذراءَ السـلامُ مُضاعَفـاً مِـن الله، وَلْيَسـقِ الغَمـامُ الكُهُـوَّرا ولاقى بهـا حُجـرٌ مِـن الله رحمـةً فقد كان أرضـى اللهَ حُجـرٌ وأعـذرا فنِعـمَ أخـو الإسـلام كنـت، وإنّنـي لأطمـعُ أن تُوتـى الخلـودَ وتُخبَـرا وقد كنتَ تُعطي السيف في الحرب حقَّهُ وتَعـرِفُ معروفـاً، وتُنكِـر مُنـكَـرا ( تاريخ الطبري 282:5 ) • وقال قيس بن فهدان يرثيه: يا حُجرُ ياذا الخيرِ والحجـرِ ياذا الفضـا ونابِـهَ الذِّكْـرِ كنتَ المُدافعَ عـن ظُلامتِنـا عند الظلومِ.. ومانـعَ الثَّغْـرِ إمّـا قتلـتَ فأنـت خيرُهـمُ في العُسرِ ياذا الفضل واليُسْرِ فسُعِدتَ مُلتَمِسَ التُّقى، وسقى قبراً أجَـدَّك مُسبِـلَ القَطْـرِ ( تهذيب تاريخ دمشق 90:4 ) • وخاطب الشاعر محمّد مجدوب معاوية فقال له: هذا ضريحُك لو بَصُرتَ ببؤسِهِ لأسال مَدمعَك المصيرُ الأسودُ كُتَلٌ من التُّرب المَهين بِخَربـةٍ سَكَر الذبابُ بها فَراحَ يُعَرْبِـدُ قُمْ وارمُقِ النجفَ الأغرَّ بنظرةٍ يَرتدَّ طَرْفُك وهو بـاكٍ أرمَـدُ وقبله قال ابنُ أبي الحديد المعتزليّ: يا بَرقُ إن جئتَ الغَريَّ فقلْ له: أتُراك تعلمُ مَن بأرضِك مُودَعُ! فيك آبنُ عِمران الكليمُ وبَعـدَهُ عيسـى يُقفّيـهِ وأحمـدُ يَتْبَـعُ بل فيك نورُ اللهِ جَـلَّ جلالُـهُ لذوي البصائر يستضيء ويلمعُ وقد شاء الله تعالى أن تُمحى آثار الطغاة القتلة، وتخلد آثار الشهداء المظلومين، فكان لحُجرٍ في « عذراء » بناءٌ قائم، ومسجدٌ عامر، ومزار يقصده الزوّار من شرق الأرض وغربها، يُجِلّون مواقفه، ويستنكرون على ظالمه وقاتله. وتلك كرامةٌ حصلت لحجر بعد أن كان يقول داعياً: يا ربَّنـا سِلِّـمْ لنـا عليّـا سَلِّم لنـا المهـذَّبَ النَّقيّـا المؤمنَ المسترشَدَ المَرْضيّا واجعَلْه هادي أُمّةٍ مَهْديّـا واحفَظْه ربّي حِفْظَك النبيّا فإنّـه كـان لـه ولـيّـا ( وقعة صفّين:381 ) قالوا في حُجْر • رُوي عن الإمام عليّ عليه السلام أنّه قال: « حُجرُ بن عديّ وأصحابه كأصحاب الأُخدود، وما نَقَمُوا مِنهُم إلاّ أن يُؤمِنُوا باللهِ العزيزِ الحميد ». ( شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي 57:1، والآية في سورة البروج:8 ) • وعنه سلام الله عليه أيضاً أنّه خطب يوماً في أهل الكوفة فقال لهم: « سيُقتَل منكم سبعةُ نفر، هم من خياركم بعذراء، مَثَلُهم كمَثَلِ أصحاب الأُخدود ». ( تهذيب تاريخ دمشق 89:4 ) • وسُئل محمّد بن سيرين عن الركعتين عند القتل، فقال: صلاّهما خبيب وحُجر، وهما فاضلان. ( الاستيعاب 358:1 ) • وقال أبو معشر: كان حجرٌ عابداً، وما أحدَثَ إلاّ توضّأ، وما توضّأ إلاّ صلّى. ( تهذيب تاريخ دمشق 88:4 ) • وقال محمّد بن سعد: شهد حُجر: القادسيّة، وهو الذي فتح مرج عذرى، وكان من أصحاب عليّ بن أبي طالب، وشهد معه الجمل وصفيّن. ( الطبقات الكبرى 218:6 ). • وذكر الحاكم النيسابوريّ مناقب حجر وقال: هو راهبُ أصحاب محمّد صلّى الله عليه وآله. ( المستدرك على الصحيحين 468:3 ) • وذكره ابن عساكر الشافعي في ( تاريخ دمشق )، وعدّ بعض خصائصه. • وقال العلاّمة الحلّي فيه: كان من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ومن الأبدال. ( كتاب الرجال:59 ) • وفي ( رجاله:100 ) كتب ابن داود: حجر بن عديّ مِن عظماء الصحابة. • كما كتب ابن الأثير في ( أُسد الغابة في معرفة الصحابة 462:1 ): شهد القادسيّة، وكان من فضلاء الصحابة، وشهد الجمل مع عليٍّ وكان من أصحابه. ولمّا وليَ زيادٌ العراق وأظهر الغِلظة وسوء السيرة ما أظهر، خلعه حُجرٌ وتابعه جماعة من شيعة عليٍّ رضي الله عنه، وحصبه يوماً في تأخير الصلاة هو وأصحابه. وكان مجابَ الدعوة. • وقال اليافعيّ: له صحبةٌ ووفادة، وجهادٌ وعبادة. ( مرآة الجنان 125:1 ). • وذكر مواقفه ابن حجر العسقلاني الشافعي في ( الإصابة في تمييز الصحابة 314:1 ). • كما ذكر شيئاً من فضائله العالية المحدّث الشيخ عبّاس القمّي في ( سفينة البحار ـ باب حجر ). • وقال الزركلي في ( الأعلام 169:2 ): يُسمّى « حُجرَ الخير »، صحابيٌّ شجاع من المقدّمين |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
أبرز علماء الإسلام | معاوية فهمي إبراهيم مصطفى | قسم السيرة النبوية | 0 | 2019-11-13 01:54 PM |