منتديات الجامع

منتديات الجامع (https://www.aljame3.net/vb/index.php)
-   قسم السنة والحديث النبوي (https://www.aljame3.net/vb/forumdisplay.php?f=17)
-   -   توحيد الأسماء والصفات (https://www.aljame3.net/vb/showthread.php?t=26726)

يعرب 2011-11-17 04:32 AM

توحيد الأسماء والصفات
 
[CENTER][CENTER][FONT=Arial Black][B][SIZE=5][COLOR=darkgreen]:بس:

توحيد الأسماء والصفات

:(::(::)::):

(الدرس الأول)[/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/CENTER]
[FONT=Arial Black][B]


[CENTER][SIZE=5][COLOR=darkgreen]للشيخ[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=darkgreen]محمد بن إبراهيم الحمد[/COLOR][/SIZE][/CENTER]

[CENTER][SIZE=5][COLOR=navy]المقدمة[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ـ صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً كثيراً ـ .[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]أما بعد : [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]فإن العلم بأسماء الله وصفاته أشرف ما اكتسبته القلوب ، وأزكى ما أدركته العقول ؛ فهو زبدة الرسالة الإلهية ، وهو الطريق إلى معرفة الله وعبادته وحده لا شريك له . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy][COLOR=navy]وفيما يلي من صفحات سيكون الحديث عن هذا النوع من أنواع التوحيد من خلال الوقفات التالية[/COLOR] :[/COLOR][/SIZE]
[COLOR=red][SIZE=5]• تعريف توحيد الأسماء والصفات . [/SIZE][/COLOR]
[SIZE=5][COLOR=red]• أهميته . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=red]• ثمراته . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=red]• طريقة أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=red]• الأدلة على صحة مذهب السلف . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=red]• قواعد في أسماء الله ـ عز وجل ـ . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=red]• قواعد في صفات الله ـ عز وجل ـ . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=red]• ما ضد توحيد الأسماء والصفات ؟ [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=red]• الفرق التي ضلت في باب الأسماء والصفات . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=red]• حكم من نفى صفة من الصفات الثابتة بالكتاب والسنة . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=red]• مسائل أحدثها المتكلمون ـ الكلمات المجملة ـ . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=red]• دراسة موجزة لبعض الكلمات المجملة . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=red]• وقفة حول المجاز . [/COLOR][/SIZE][/CENTER]


[CENTER][SIZE=5][COLOR=navy]وأخيراً أسأل الله بأسمائه الحسنى ، وصفاته العلى أن يلهمنا رشدنا ، ويعلمنا ما ينفعنا ، وأن ينفعنا بما علمنا ؛ إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير ، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم . [/COLOR][/SIZE][/CENTER]


[CENTER][SIZE=5][COLOR=navy]تعريف توحيد الأسماء والصفات[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]1 / هو : الإيمان بما وصف الله به نفسَه في كتابه ، أو وَصَفَه به رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الأسماء الحسنى والصفات العلى وإمرارها كما جاءت على الوجه اللائق به ـ سبحانه وتعالى ـ . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]2 / أو هو : اعتقاد انفراد الله ـ عز وجل ـ بالكمال المطلق من جميع الوجوه بنعوت العظمة ، والجلال ، والجمال . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]وذلك بإثبات ما أثبته الله لنفسه ، أو أثبته له رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الأسماء والصفات ، ومعانيها وأحكامها الواردة بالكتاب والسنة . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]3 / وعرفه الشيخ عبدالرحمن بن سعدي ـ رحمه الله ـ بتعريف جامع حيث قال : " توحيد الأسماء والصفات : وهو اعتقاد انفراد الرب ـ جل جلاله ـ بالكمال المطلق من جميع الوجوه بنعوت العظمة ، والجلال ، والجمال التي لا يشاركه فيها مشارك بوجه من الوجوه . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]وذلك بإثبات ما أثبته الله لنفسه ، أو أثبته له رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من جميع الأسماء ، والصفات ، ومعانيها ، وأحكامها الواردة في الكتاب والسنة على الوجه اللائق بعظمته وجلاله ، من غير نفي لشيء منها ، ولا تعطيل ، ولا تحريف ، ولا تمثيل . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]ونفي ما نفاه عن نفسه ، أو نفاه عنه رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من النقائص والعيوب ومن كل ما ينافي كماله " .[/COLOR][/SIZE][/CENTER]

[CENTER][SIZE=5][COLOR=navy]أهمية توحيد الأسماء والصفات[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]للعلم بتوحيد الأسماء والصفات والإيمان به أهمية عظيمة ، ومما يدل على أهميته مايلي : [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]1 / أن الإيمان به داخل في الإيمان بالله ـ عز وجل ـ إذ لا يستقيم الإيمان بالله حتى يؤمن العبد بأسماء الله وصفاته . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]2 / أن معرفة توحيد الأسماء والصفات والإيمان به كما آمن السلف الصالح ـ عبادة لله ـ عز وجل ـ فالله أمرنا بذلك ، وطاعته واجبة . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]3 / الإيمان به كما آمن السلف الصالح طريق سلامة من الانحراف والزلل الذي وقع فيه أهل التعطيل ، والتمثيل ، وغيرهم ممن انحرف في هذا الباب . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]4 / الإيمان به على الوجه الحقيقي سلامة من وعيد الله ، قال ـ تعالى ـ : ( وَذَروا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كَانُوا يَعْمَلُونَ ) [الأعراف : 180] . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]5 / أن هذا العلم أشرف العلوم ، وأجلها على الإطلاق ؛ فالاشتغال بفهمه ، والبحث فيه اشتغال بأعلى المطالب ، وأشرف المواهب . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]6 / أن أعظم آية في القرآن هي آية الكرسي ، وإنما كانت أعظم آية لاشتمالها على هذا النوع من أنواع التوحيد . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]7 / أن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن ؛ لأنها أخلصت في وصف الله ـ عز وجل ـ . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]8 / أن الإيمان به يثمر ثمرات عظيمة ، وعبودياتٍ متنوعةً ، ويتبين لنا شيء من ذلك عند الحديث عن ثمرات الإيمان بتوحيد الأسماء والصفات .[/COLOR][/SIZE][/CENTER]

[CENTER][SIZE=5][COLOR=red]ثمرات الإيمان بتوحيد الأسماء والصفات[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]العلم بأسماء الله وصفاته ، وتدبرها ، وفهمها على مراد الله أهم العلوم وأشرفها كما مر ؛ لما يثمره من الثمرات العظيمة النافعة المفيدة . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]ولقد اعتنى علماء الإسلام ـ قديماً وحديثاً ـ في بيان أسماء الله وصفاته ، وشرحها ، وإيضاحها ، وبيان ثمرات الإيمان بها ، فمن الثمرات التي تحصل من جراء الإيمان بها ما يلي : [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]1 / العلم بأسماء الله وصفاته هو الطريق إلى معرفة الله : [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]فالله خلق الخلق ليعرفوه ، ويعبدوه ، وهذا هو الغاية المطلوبة منهم ؛ فالاشتغال بذلك اشتغال بما خُلق له العبد ، وتركه وتضييعه إهمال لما خُلق له ، وقبيح بعبد لم تزل نِعَمُ الله عليه متواترة أن يكون جاهلاً بربه ، معرضاً عن معرفته . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]وإذا شاء العباد أن يعرفوا ربهم فليس لهم سبيل إلى ذلك إلا التعرف عليه من خلال النصوص الواصفةِ له ، المصرِّحةِ بأفعاله وأسمائه ، كما في آية الكرسي ، وآخر سورة الحشر ، وسورة الصمد ، وغيرها . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]2 / أن معرفة الله تدعو إلى محبته وخشيته وخوفه ورجائه وإخلاص العمل له : وهذا هو عين سعادة العبد ، ولا سبيل إلى معرفة الله إلا بمعرفة أسمائه وصفاته والتفقه بمعانيها ، وأحكامها ، ومقتضياتها . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]3 / تزكية النفوس وإقامتها على منهج العبودية للواحد الأحد : وهذه الثمرة من أجل الثمرات التي تحصل بمعرفة أسماء الله وصفاته ، فالشريعة المنزلة من عند الله تهدف إلى إصلاح الإنسان ، وطريقُ الصلاح هو إقامة العباد على منهج العبودية لله وحده لا شريك له ، والعلمُ بأسماء الله وصفاته ، يعصم ـ بإذن الله ـ من الزلل ، ويفتح للعباد أبواب الأمل ، ويثبت الإيمان ، ويعين على الصبر ، فإذا عرف العبد ربه بأسمائه وصفاته ، واستحضر معانيها ـ أثّر ذلك فيه أيما تأثير ، وامتلأ قلبه بأجل المعارف والألطاف . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]فمثلاً أسماء العظمة تملأ القلب تعظيماً وإجلالاً لله . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]وأسماء الجمال والبر والإحسان والرحمة والجود تملأ القلب محبة له ، وشوقاً إليه ، ورغبة بما عنده ، وحمداً وشكراً له . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]وأسماء العزة ، والحكمة ، والعلم ، والقدرة ـ تملأ القلب خضوعاً وخشوعاً وانكساراً بين يديه ـ عز وجل ـ . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]وأسماء العلم ، والخبرة ، والإحاطة ، والمراقبة ، والمشاهدة ـ تملأ القلب مراقبةً لله في الحركات والسكنات في الجلوات والخلوات ، وحراسةً للخواطر عن الأفكار الرديئة ، والإرادات الفاسدة . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]وأسماء الغنى ، واللطف ، تملأ القلب افتقاراً ، واضطراراً ، والتفاتاً إليه في كل وقت وحال . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]4 / الانزجار عن المعاصي : ذلك أن النفوس قد تهفو إلى مقارفة المعاصي ، فتذكر أن الله يبصرها ، فتستحضر هذا المقام وتذكر وقوفها بين يديه ، فتنزجر وترعوي ، وتجانب المعصية . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]5 / أن النفوس طُلعَة ، تتطلع وتتشوق إلى ما في أيدي الآخرين ، وربما وقع فيها شيء من الاعتراض أو الحسد ، فعندما تتذكر أن الله من أسمائه " الحكيم " ، والحكيم هو الذي يضع الشيء في موضعه ـ عندئذٍ تكف عن حسدها ، وتنقدع عن شهواتها ، وتنفطم عن غيّها . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]6 / أن العبد يقع في المعصية ، فتضيق عليه الأرض بما رَحُبت ، ويأتيه الشيطان ؛ ليجعله يسيء ظنه بربه ، فيتذكر أن من أسماء الله " الرحيم ، التواب ، الغفور " فلا يتمادى في خطيئته ، بل ينزع عنها ، ويتوب إلى ربه ، ويستغفره فيجده غفوراً تواباً رحيماً . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]7 / ومنها أن العبد تتناوشه المصائب ، والمكاره ، فيلجأ إلى الركن الركين ، والحصن الحصين ، فيذهب عنه الجزع والهلع ، وتنفتح له أبواب الأمل . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]8 / ويقارع الأشرار ، وأعداء دين الله من الكفار والفجار ، فيجدُّون في عداوته ، وأذيته ، ومنع الرزق عنه ، وقصم عمره ، فيعلم أن الأرزاق والأعمار بيد الله وحده ، وذلك يُثمر له الشجاعة ، وعبودية التوكل على الله ظاهراً وباطناً . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]9 / وتصيبه الأمراض ، وربما استعصت وعزَّ علاجها ، وربما استبد به الألم ، ودب اليأس إلى قلبه ، وذهب به كل مذهب ، حينئذٍ يتذكر أن الله هو الشافي ، فيرفع يديه إليه ويسأله الشفاء ، فتنفتح له أبواب الأمل ، وربما شفاه الله من مرضه ، أو صرف عنه ما هو أعظم ، أو عوضه عن ذلك صبراً وثباتاً ويقيناً هو عند العبد أفضل من الشفاء . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]10 / أن العلم به ـ تعالى ـ أصل الأشياء كلها : حتى إن العارف به حقيقة المعرفة يستدل بما علم من صفاته وأفعاله على ما يفعله ويشرعه من الأحكام ؛ لأنه لا يفعل إلا ما هو مقتضى أسمائه وصفاته ؛ فأفعاله دائرة بين العدل ، والفضل ، والرحمة ، والحكمة . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]11 / أن من انفتـح له هذا الباب ـ باب الأسماء والصفات ـ انفتح له باب التوحيد الخالص ، الذي لا يحصل إلا للكُمّل من الموحدين . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]12 / زيادة الإيمان : فالعلم بأسماء الله وصفاته من أعظم أسباب زيادة الإيمان ، وذلك لما يورثه في قلوب العابدين من المحبة ، والإنابة ، والإخبات ، والتقديس ، والتعظيم للباري ـ جل وعلا ـ ( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ ) [محمد : 17] . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]13 / أن من أحصى تسعة وتسعين اسماً من أسماء الله دخل الجنة ، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة " . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]هذا وسيأتي معنى إحصائها عند الحديث عن قواعد في الأسماء . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]يتبع... [/COLOR][/SIZE][/CENTER]
[/B][/FONT][/CENTER]

يعرب 2011-11-17 04:33 AM

رد: توحيد الأسماء والصفات
 
[CENTER][B][FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=red]الدرس الثاني[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=red]طريقة أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أهل السنة والجماعة هم الذين اجتمعوا على الأخـذ بسنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والعمل بها ظاهراً وباطناً في القول والعمل والاعتقاد . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وطريقتهم في أسماء الله وصفاته كما يأتي : [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]1 / في الإثبات : يثبتون ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ، ولا تمثيل . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]2 / في النفي : ينفون ما نفاه الله عن نفسه في كتابه أو على لسان رسولـه ـ صلى الله عليه وسلم ـ مـع اعتقادهم ثبوت كمال ضده لله ـ تعالى ـ إذ إن كل ما نفاه الله عن نفسه فهو صفات نقص تنافي كماله الواجب ؛ فجميع صفات النقص كالعجز والنوم والموت ممتنعة على الله ـ تعالى ـ لوجوب كماله ، وما نفاه عن نفسه فالمراد به انتفاء تلك الصفة المنفية ، وإثبات كمال ضدها ؛ وذلك أن النفي المحض لا يدل على الكمال حتى يكون متضمناً لصفة ثبوتية يُحمد عليها كما في قوله ـ تعالى ـ : ( لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ) [البقرة : 255] ، وقوله : ( وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ) [ق : 38] . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]فالله ـ سبحانه وتعالى ـ في آية الكرسي نفي عن نفسه ( السنة والنوم ) لكمال حياته وقيوميته ، وفي الآية الثانية نفى نفسه ( اللغوب ) وهو التعب ؛ لكمال قوته وقدرته ، فالنفي هنا متضمن لصفة كمال . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أما النفي المحض فليس بكمال ، وقد يكون سببه العجز أو الضعف كما قول الشاعر النجاشي يهجو بني العجلان :[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [/CENTER]
[CENTER][B][FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=red]قُبَيِّلَةٌ لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B][/CENTER]
[CENTER][B][SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=red]فنفى عنهم الظلم لا لمدحهم ، ولكن لذمهم ؛ لأنهم عاجزون عنه أصلاً . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=red]وكذلك قول الآخر : [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [/CENTER]
[CENTER][B][SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=red]لكن قومي وإن كانوا ذوي عدد ليسوا من الشر في شيء وإن هانا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/CENTER]
[CENTER][B][SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=red]فهو لا يمدحهم لقلة شرهم ، ولكنه يذمهم لعجزهم ، ولهذا قال في البيت الذي بعده :[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/CENTER]
[CENTER][B][SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=red]فليت لي بهم قوماً إذا ركبوا شنوا الإغارة فرسانا وركـبانـا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/CENTER]
[CENTER][B][SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وقد يكون سبب النفي عدم القابلية فلا يقتضي مدحاً ، كما لو قلت : ( الجدار لا يظلم ) . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ومن هنا يتبين لنا أن النفي المحض لا يدل على الكمال إلا إذا تضمن إثبات كمال الضد . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : " وينبغي أن يعلم أن النفي ليس فيه مدح ولا كمال إلا إذا تضمن إثباتاً ، وإلا فمجرد النفي ليس فيه مـدح ولا كمال ؛ لأن النفي المحض عدم محض ، والعدم المحض ليس بشيء ، وما ليس بشيء فهو كما قيل : ليس بشيء ، فضلاً عن أن يكون مدحاً أو كمالاً . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ولأن النفي المحض يوصف به المعدوم ، والممتنع ، والمعدوم والممتنع لا يوصف بمدح ولا كمال " . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]3 / التوقف : وذلك فيما لم يرد إثباته أو نفيه مما تنازع الناس فيه كالجسم مثلاً ، والحيز ، والجهة ونحو ذلك ، فطريقتهم فيه التوقف في لفظه فلا يثبتونه ولا ينفونه ، لعدم ورود النص بذلك . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أما معناه فيستفصلون عنه ، فإن أُريد به معنى باطل يُنَزَّهُ الله عنه رَدَّوه ، وإن أُريد به معنىً حقٌّ لا يمتنع على الله قبلوه . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]فلفظة " الجسم " مثلاً يتوقفون في اللفظ ، أما المعنى فيستفصلون ، فإن أُريد به الشيء المحدث المركب المفتقر كل جزء منه إلى الآخر ـ فهذا ممتنع على الرب الحي القيوم . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وإن أُريد بالجسم ما يقوم بنفسه ، ويتصف به بما يليق به فهذا غير ممتنع على الله ؛ فإنه ـ سبحانه ـ قائم بنفسه ، متصف بالصفات الكاملة التي تليق به . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وكذلك الحال بالنسبة " للجهة " يتوقفون في اللفظة ، أما المعنى فإن أُريد بها جهة سفل فإن الله منزّه عن ذلك ، وإن أُريد جهة علو تُحيط به فهذا ممتنع أيضاً ، وإن أُريد بها أن الله في جهة أي في جهة علو لا تُحيط به ـ فهذا ثابت لله ، وهكذا شأنهم في الألفاظ المجملة كما سيأتي بيان ذلك عند الحديث عن الألفاظ المجملة . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [/CENTER]
[CENTER][B][SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=red]الأدلة على صحة مذهب السلف[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/CENTER]
[CENTER][B][SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]طريقة السلف الصالح ـ أهل السنة والجماعة ـ هي الطريقة الواجبة في أسماء الله وصفاته ، وهي الأسلم والأعلم والأحكم ، وليس هناك طريقة أخرى صحيحة في هذا الباب ـ باب الأسماء والصفات ـ إلا طريقتهم في إثباتها وإمرارها كما جاءت ، وقد دل على ذلك أدلة كثيرة منها : [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]1 / أن طريقة السلف دل عليها الكتاب والسنة : فمن أدلة الكتاب قوله ـ تعالى ـ : ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) [الأعراف : 180] ، وقوله : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) [الشورى : 11] ، وقوله : ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ) [الإسراء : 36] . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]فالآية الأولى دلت على وجوب الإثبات من غير تحريف ، ولا تعطيل ؛ لأنهما من الإلحاد في أسمائه ـ عز وجل ـ . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]والآية الثانية دلت على وجوب نفي التمثيل ، والآية الثالثة دلت على وجوب نفي الكيفية ، وعلى وجوب التوقف فيما لم يرد إثباته ولا نفيه . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أما من السنة فالأدلة كثيرة منها قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء " . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]2 / العقل : فالعقل يدل على صحة مذهب السلف ، ووجه دلالته أن تفصيل القول فيما يجب ، ويجوز ، ويمتنع على الله لا يُدْرَك إلا بالسمع ـ الكتاب والسنة ـ فوجب اتباع السمع في ذلك ، وذلك بإثبات ما أثبته ، ونفي ما نفاه ، والسكوت عما سكت عنه . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]3 / الفطرة : أما دلالة الفطرة على صحة مذهب السلف فلأنَّ النفوس السليمة مجبولة ومفطورة على محبة الله وتعظيمه وعبادته ، وهل تحب وتعظم وتعبد إلا من عرفت أنه متصف بصفات الكمال ، منزه عن صفات النقص ؟ [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]4 / مطابقتها للكتاب والسنة : فمن تتبع طريقة السلف بعلم وعدل وجدها مطابقة لما في الكتاب والسنة جملة وتفصيلاً ؛ ذلك لأن الله أنزل الكتاب ليدّبر الناس آياته ، ويعملوا بها إن كانت أحكاماً ، ويصدقوا بها إن كانت أخباراً . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]5 / أن السلف الصالح من الصحابة والتابعين هم ورثة الأنبياء والمرسلين : فقد تلقوا علومهم من ينبوع الرسالة الإلهية ؛ فالقرآن نزل بلغة الصحابة ، وفي عصرهم ، وهم أقرب الناس إلى معين النبوة الصافي ، وهم أصفاهم قريحةً ، وأقلهم تكلفاً ، كيف وقد زكاهم الله في محكم تنزيله ، وأثنى عليهم ، وعلى التابعين لهم بإحسان كما قال ـ تعالى ـ : ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) [التوبة : 100] . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وقد تهدد رب العزة الذين يتبعون غير سبيلهم بالعذاب الأليم فقال ـ عز وجل ـ : ( وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً ) [النساء : 115] . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ولا ريب أن سبيل المؤمنين هـو سبيل الصحابة من المهاجرين والأنصار ومن اتبعهم بإحسان . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]فإذا كان الأمر كذلك فمن المحال أن يكون خير الناس ، وأفضل القرون قد قصروا في هذا الباب بزيادة أو نقصان . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]6 / أن صفوة أولياء الله ـ تعالى ـ الذين لهم لسان صدق من سلف الأمة وخلفها ـ هم على مذهب أهل السنة والجماعة ، أهل الإثبات للأسماء والصفات ، وهم أبعد الناس عن مذاهب أهل الإلحاد . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]7 / تناقض علماء الكلام وحيرتهم واضطرابهم : فهذا مما يدل على صحة مذهب السلف ؛ فلو كان مذهب الخلف حقّاً لما تناقضوا ، ولما اضطربوا ، ولما تحيروا وحيروا . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]8 / رجوع كثير من أئمة الكلام إلى الحق وإلى مذهب السلف : فهناك من أرباب علم الكلام الذين بلغوا الغاية فيه رجعوا إلى مذهب السلف ، وتبرؤا من علم الكلام ، وأعلنوا توبتهم منه ، فهذا الرازي أحد أئمة أكابر علم الكلام ينوح على نفسه ، ويبكي عليها ، ويقول : [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [/CENTER]
[CENTER][B][FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=red]نهايةُ إقـدامِ العقولِ عقــالُ وأكثر سعي العـالمين ضلالُ[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=red]وأرواحنا في وحشةٍ من جسومنا وغاية دنيانـا أذىً ووبــالُ[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=red]ولم نَسْتَفِدْ من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقـالُ[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=red]وكم قد رأينا من رجال ودولـة فبادوا جميعاً مسرعـين وزالوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=red]وكم من جبال قد علا شرفاتِـها رجالٌ فزالوا والجبال جـبـالُ[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وقال ابن الصلاح : " أخبرني القطب الطوغائي مرتين أنه سمع فخر الدين الرازي يقول : يا ليتني لم اشتغل بعلم الكلام ، وبكى " . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وقد اعترف أكثر المتكلمين بالوقوع بالحيرة ، والأمور ، المشكلة المتعارضة فقال ابن أبي الحديد وهو من كبراء المعتزلة بعد عظيم توغله في علم الكلام :[/COLOR] [/FONT][/SIZE][/B] [/CENTER]
[CENTER][B][FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=red]فإذا الذي استكثرت منه هو الـ جاني عليَّ عظائم المحن[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=red]فظللت في تيـه بـلا عَـلَــم وغرقت في بحر بلا سفن[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [/CENTER]
[CENTER][B][SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ومن الذين خاضوا في علم الكلام ورجعوا إلى منهج السلف أبو المعالي الجويني ، والخسروشاهي ، وأبو حامد الغزالي . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ومن المتأخرين الذيـن خاضوا في علم الكلام ولم يرجعوا منه بفائدة ، بل وقعوا في الحيرة ـ الإمام الشوكاني ـ رحمه الله ـ فإنه حدَّث عن نفسه فقال : " ها أنا أخبرك عن نفسي ، وأوضح لك ما وقعت فيه أمس ؛ فإني في أيام الطلب وعنفوان الشباب شغلت بهذا العلم الذي سمّوه تارة علم الكلام ، وتارة علم التوحيد ، وتارة علم أصول الدين ، وأكببت على مؤلفات الطوائف المختلفة منهم ، ورُمْت الرجوع بفائدة ، والعود بعائدة ، فلم أظفر بغير الخيبة والحيرة ، وكان ذلك من الأسباب التي حبّبت إليَّ مذهب السلف على أني كنت قبل ذلك عليه ، ولكن أردت أن أزداد منه بصيرة وبه شغفاً ، وقلت عند ذلك في تلك المذاهب : [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [/CENTER]
[CENTER][B][FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=red]وغاية ما حصّلته من مباحــثي ومن نظري من بعد طول التدبر[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=red]هو الوقف ما بين الطريقين حيرة فما علم من لم يلق غير التحير[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=red]على أنني قد خضت منه غمـاره وما قنعت نفسي بغير التبـحر "[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [/CENTER]
[CENTER][B][SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وبهذا يتبين لنا صحة مذهب السلف في باب الأسماء والصفات [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]يتبع... [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [/CENTER]

يعرب 2011-11-17 04:34 AM

رد: توحيد الأسماء والصفات
 
[CENTER][B][FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=red]الدرس الثالث

قواعد في أسماء الله ـ عز وجل ـ[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=red]ـ القاعدة الأولى ـ أسماء الله ـ تعالى ـ كلها حسنى : [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]


[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]أي بالغة في الحسن غايته ، قال الله ـ تعالى ـ : ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ) [الأعراف : 180] . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]وذلك لأنها متضمنة لصفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه ، لا احتمالاً ولا تقديراً ، ذلك لأن الألفاظ إما أن تدل على معنى ناقص نقصاً مطلقاً فهذه ينزه الله عنها ، وإما أن تدل على غاية الكمال فهذه هي الدالة على أسماء الله وصفاته ، وإما أن تدل على كمال لكنه يحتمل النقص فهذا لا يُسمّى الله به لكن يُخبر به عنه ، مثل : المتكلم ، الشائي . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]كذلك ما يدل على نقص من وجه وكمال من وجه لا يُسمّى الله به ، لكن يُخبر به عن الله مثل : الماكر . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]ومثال الأسماء الحسنى " الحي " وهو اسم من أسماء الله متضمن للحياة الكاملة التي لم تُسبق بعدم ، ولا يلحقها زوال ، الحياة المستلزمة لكمال الصفات من العلم والقدرة والسمع والبصر وغيرها . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]ومثال آخر " العليم " من أسماء الله متضمن للعلم الكامل ، الذي لم يُسبق بجهل ، ولا يلحقه نسيان . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]قال الله ـ تعالى ـ : ( عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى ) [طه : 52] العلم الواسع بكل شيء جملة وتفصيلاً ، سواء ما يتعلق بأفعاله أو أفعال العباد . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]وقل مثل ذلك في السميع ، والبصير ، والرحمن ، والعزيز ، والحكيم وغيرها من الأسماء الحسنى . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]

[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=red]ـ القاعدة الثانية ـ أسماء الله ـ تعالى ـ أعلام وأوصاف : [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]

[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]أعلام باعتبار دلالتها على الذات ، وأوصاف باعتبار ما دلت عليه من المعاني . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]وهي بالاعتبار الأول مترادفة ؛ لدلالتها على مسمى واحد وهو الله ـ عز وجل ـ . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]وبالاعتبار الثاني متباينة ؛ لدلالة كل واحد منها على معناه الخاص ؛ فمثلاً " الحي ، القدير ، السميع ، البصير ، الرحيم ، العزيز ، الحكيم " كلها أسماء لمسمى واحد وهو الله ـ سبحانه وتعالى ـ لكن معنى " الحي " غير معنى " العليم " ، ومعنى " العليم " غير معنى " القدير " وهكذا . . . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]

[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=red]ـ القاعدة الثالثة ـ أسماء الله ـ تعالى ـ إن دلت على وصفٍ متعدٍّ تضمنت ثلاثة أمور : [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]

[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=red]أحدها : ثبوت ذلك الاسم . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=red]الثاني : ثبوت الصفة التي تضمنها ذلك الاسم لله ـ عز وجل ـ . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=red]الثالث : ثبوت حكمها ومقتضاها ـ أي الأسماء ـ . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]مثال ذلك " السميع " فهو يتضمن إثبات " السميع " اسماً لله ـ تعالى ـ وإثبات " السمع " صفة له ، وإثبات حكم ذلك ومقتضاه ، وهو أنه يسمع السر والنجوى ، كما قال ـ تعالى ـ : ( وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) [المجادلة : 1] . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]وقل مثل ذلك في العليم والرحيم ، وغيرها من الأسماء المتعدية . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]وإن دلت على وصفٍ غير متعدٍ ـ لا لازم ـ تضمن أمرين :[/COLOR] [/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=red]أحدها : ثبوت ذلك الاسم . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=red]الثاني : ثبوت الصفة التي تضمنها لله ـ عز وجل ـ . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]مثل اسم " الحي " فهو يتضمن إثبات اسم " الحي " لله ـ عز وجل ـ وإثبات " الحياة " صفة له ، ومثل ذلك اسم " العظيم والجليل " . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]

[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy][COLOR=red]ـ القاعدة الرابعة ـ دلالة أسماء الله ـ تعالى ـ على ذاته وصفاته تكون بالمطابقة ، وبالتضمن ، وبالالتزام[/COLOR] . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]

[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]فمعنى دلالة المطابقة : تفسير الاسم بجميع مدلوله ، أو دلالته على جميع معناه . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]ومعنى دلالة التضمن : تفسير الاسم ببعض مدلوله ، أو بجزء معناه . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]ومعنى دلالة الالتزام : الاستدلال بالاسم على غيره من الأسماء التي يتوقف هذا الاسم عليها ، أو على لازم خارج عنها . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]مثال ذلك : " الخالق " يدل على ذات الله ، وعلى صفة " الخلق " بالمطابقة ، ويدل على الذات وحدها بالتضمن ، ويدل على صفتي " العلم والقدرة " بالالتزام . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]وذلك لأن الخالق لا يمكن أن يخلق إلا وهو قادر ، وكذلك لا يمكن أن يخلق إلا وهو عالم . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]

[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy][COLOR=red]ـ القاعدة الخامسة ـ أسماء الله توقيفية لا مجال للعقل فيها[/COLOR][COLOR=red] :[/COLOR] [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]

[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]ومعنى ذلك أن نتوقف على ما جاء في الكتاب والسنّة ، فلا نسمّي الله ـ تعالى ـ إلا بما سمَّى به نفسه ، أو سمّاه به رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه الله ـ تعالى ـ من الأسماء . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]وتسميتهُ ـ تعالى ـ بما لم يسمِّ به نفسه ، أو إنكار ما سمَّى به نفسه جناية في حقه ـ تعالى ـ فوجب سلوك الأدب ، والوقوف مع النص . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]

[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy][COLOR=red]ـ القاعدة السادسة ـ أسماء الله غير محصورة بعدد معين :[/COLOR] [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]

[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الحديث المشهور : " أسألك بكل اسم هو لك سمّيت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك " . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]وما استأثر الله ـ تعالى ـ به في علم الغيب لا يمكن أحداً حَصْرُه ، ولا الإحاطة به . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " استأثرت به " : " أي انفردت بعلمه ، وليس المراد انفراده بالتسمي به ؛ لأن هذا الانفراد ثابت في الأسماء التي أنزل بها كتابه " . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]وأما قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم : " إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة " فـلا يدل على حصر الأسماء بهذا العدد ، ولو كان المراد الحصر لكانت العبارة " إن أسماء الله تسعة وتسعون اسماً من أحصاها دخل الجنة " . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=red]قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في بيان مراتب إحصاء أسماء الله التي من أحصاها دخل الجنة : [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=red]" المرتبة الأولى : إحصاء ألفاظها وعددها . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=red]المرتبة الثانية : فهم معانيها ومدلولها . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=red]المرتبة الثالثة : دعاؤه بها كما قال ـ تعالى ـ : ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ) [الأعراف : 180] . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=red]وهو مرتبتان ، إحداها : دعاء ثناء وعبادة ، والثاني : دعاء طلب ومسألة " .[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]

[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=red]ـ القاعدة السابعة ـ أن من أسماء الله ـ تعالى ـ ما يطلق عليه مفرداً ومقترناً بغيره ، ومنها ما لا يطلق إلا مقترناً بمُقابله : [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]

[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]فغالب الأسماء يطلق مفرداً ومقترناً بغيره من الأسماء ، كالقدير ، والسميع ، والبصير ، والعزيز ، والحليم . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]فهذه الأسماء وما جرى مجراها يسوغ أن يدعى بها مفردة ، ومقترنة بغيرها ، فنقول : يا عزيز ، يا حليم ، يا غفور ، يا رحيم . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]أو أن يفرد كل اسم على حِدَةٍ فنقول : يا حليم ، أو يا غفور ، أو يا عزيز وهكذا . . . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]ومن الأسماء ما لا يطلق عليه بمفرده ، بل مقروناً بمقابله ، كالمانع ، والضار ، والمنتقم ، والمذل . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]فلا يجوز أن يفرد هذا عن مقابله ؛ فإنه مقرون بالمعطي ، والنافع والعَفُو والمعز ؛ فهو المعطي المانع ، الضار النافع ، المنتقم العفو ، المعز المذل ؛ لأن الكمال في اقتران كل اسم من هذه بما يقابله ؛ لأنه يراد به أن المنفـرد بالربوبية ، وتدبير الخلـق ، والتصرف فيهم عطاءً ومنعاً ، ونفعاً وضراً ، وعفواً وانتقاماً ، وعزَّاً وذلاً . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]وأما أن يُثنى عليه بمجرد المنع ، والانتقام ، والإضرار ـ فلا يسوغ . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]فهذه الأسماء المزدوجة تجرى الأسماء منها مجرى الاسم الواحد الذي يمتنع فصل بعض حروفه عن بعض ؛ فهي ـ وإن تعددت ـ جارية مجرى الاسم الواحد ، ولذلك لم تجىء مفردة ، ولم تُطلق عليه إلا مقترنة ؛ فلو قلت : يا مذل ، يا ضار ، يا مانع وأخبرت بذلك لم تكن مثنياً عليه ولا حامداً له حتى تذكر مقابلها [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]يتبع...[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [/CENTER]

يعرب 2011-11-17 04:38 AM

رد: توحيد الأسماء والصفات
 
[CENTER][B][FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=#ff0000]قواعد في صفات الله ـ تعالى ـ[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B][/CENTER]
[CENTER][B][SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=#ff0000]الدرس الرابع..[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=red]القاعدة الأولى : صفات الله كلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجه : كالحياة ، والعلم ، والقدرة ، والسمع ، والبصر ، والرحمة ، والعلو ، والعظمة ، وغير ذلك ، وقد دل على هذا : السمعُ والعقلُ ، والفطرة . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أما السمع فمنه قوله ـ تعالى ـ : ( لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى ) [النحل : 60] . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]والمثل الأعلى : الوصف الأعلى الكامل . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وأما العقل فوجهه : أن كل موجود حقيقةً لابد أن تكون له صفة : إما صفة كمال ، وإما صفة نقص ، والثاني باطل بالنسبة إلى الرب الكامل المستحق للعبادة ، فتعين الأول . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ثم إنه قد ثبت بالحسن والمشاهدة أن للمخلوق صفات كمال ، ومُعْطي الكمال أولى به . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وأما الفطرة : فلأن النفوس السليمة مجبولة على محبة الله ، وتعظيمه ، وعبادته . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وهل تحب ، وتعظم ، وتعبد إلا من علمت أنه متصف بصفات الكمال اللائقة بربوبيته وألوهيته ؟ . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ثم إن الصفات منها ما هو كمال على الإطلاق كالصفات السابقة ، فهذه ثابتة لله ـ تعالى ـ . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ومنها ما هو نقص على الإطلاق فهذه منفية عن الله ، كالجهل ، والعمى ، والصمم . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ومنها ما هو كمال من وجه ونقص من وجه ، فهذه يوصف الله بها في حال كمالها ، ويمتنع وصفه بها في حال نقصها ، بحيث يوصف الله بها وصفاً مقيداً مثل المكر ، والكيد والمخادعة . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]القاعدة الثانية : باب الصفات أوسع من باب الأسماء : وذلك لأن كل اسم متضمن لصفة كما سبق في القاعدة الثالثة من قواعد الأسماء ، ولأن من الصفات ما يتعلق بأفعال الله ، وأفعاله ـ عز وجل ـ لا منتهى لها . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]قال ـ تعالى ـ : ( وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) [لقمان : 27] . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ومن أمثلة ذلك أن من صفات الله المجيءَ والأخذَ ، والإتيان ، والإمساك ، والبطش ، فنصف الله بهذه الصفات على الوجه الوارد ، ولا نسميه بها ، فلا نقول : إن من أسمائه الجائي ، والآتي ، والباطش ، والآخذ ، والممسك ، والنازل ، والمريد ، ونحو ذلك ، وإن كنا نُخبر بذلك عنه ، ونصفه به . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]القاعدة الثالثة : صفات الله تنقسم إلى قسمين : ثبوتية وسلبية : فالثبوتية : هي ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه ، كالحياة ، والعلم ، والقدرة ، والاستواء ، واليدين ، والوجه ، فيجب إثباتها لله على الوجه اللائق به ، وقد تقدم ذلك في الحديث عن طريقة أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وأما السلبية أو المنفية : فهي ما نفاه الله عن نفسه في كتابه ، أو على لسان رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مثل الصمم ، والنوم ، وغير ذلك من صفات النقص ، فيجب نفيها عن الله كما مر . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]القاعدة الرابعة : الصفات الثبوتية صفات مدح وكمال ، فكلما كثرت وتنوعت دلالتها ظهر من كمال الموصوف بها ما هو أكثر : ولهذا كانت الصفات الثبوتية التي أخبر الله بها عن نفسه أكثر من الصفات السلبية ؛ فالقاعدة في ذلك الإثبات المفصل ، والنفي المجمل ؛ فالإثبات مقصود لذاته ، أما النفي فلم يذكر غالباً إلا على الأحوال التالية : [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أ - بيان عموم كماله كما في قوله ـ تعالى ـ : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) [الشورى : 11] ، وقوله : ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) [الإخلاص : 4] . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ب - نفي ما ادعاه في حقه الكاذبون كما في قوله : ( أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً ) [مريم : 91 -92] . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ج - دفع توهم نقص من كماله فيما يتعلق بهذا الأمر كما في قوله : ( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ ) [الدخان : 38] ، وقوله : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ) [ق : 38] . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ثم إن النفي مع أنـه مجمل بالنسبة للإثبات ـ إلا أن فيه تفصيلاً وإجمالاً بالنسبة لنفسه . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]فالإجمال في النفي أن ينفى عن الله ـ عز وجل ـ كل ما يضاد كماله من أنواع العيـوب والنقائص ، كما في قولـه ـ تعالى ـ : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) [الشورى : 11] . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وقوله : ( هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً ) [مريم : 65] . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وقوله : ( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون ) [الصافات : 180] . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وأما التفصيل في النفي فهو أن ينزه عن كل واحد من العيوب والنقائض بخصوصه ، فينزه عن الولد ، والصاحبة ، والسِّنة ، والنوم ، وغير ذلك مما ينزه الله عنه . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]القاعدة الخامسة : الصفات الثبوتية تنقسم إلى قسمين : ذاتية وفعلية : أ - الذاتية : هي التي لم يزل الله ولا يزال متصفاً بها ، وهي التي لا تنفك عنه ـ سبحانه وتعالى ـ كالعلم ، والقدرة ، والسمع ، والبصر ، والعزة ، والحكمة ، والوجه ، واليدين . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ب - الفعلية : وتسمى الصفات الاختيارية ، وهي التي تتعلق بمشيئة الله ، إن شاء فعلها ، وإن شاء لم يفعلها ، وتتجدد حسب المشيئة كالاستواء على العرش ، والنزول إلى السماء الدنيا . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وقد تكون الصفة ذاتية وفعلية باعتبارين ، كالكلام ؛ فإنه باعتبار أصله صفة ذاتية ؛ لأن الله لم يزل ولا يزال متكلماً ، وباعتبار آحاد الكلام صفـة فعلية ؛ لأن الكلام يتعلق بمشيئته ، يتكلم متى شاء بما شاء ، وكل صفة تعلقت بمشيئته ـ تعالى ـ فإنها تابعة لحكمته ، وقد تكون الحكمة معلومة لنا ، وقد نعجز عن إدراكها ، لكننا نعلم علم اليقين أنه ـ سبحانه ـ لا يشاء إلا وهو موافق لحكمته ، كما يشير إليه قوله ـ تعالى ـ : ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً ) [الإنسان : 30] . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/CENTER]
[CENTER][B][SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]القاعدة السادسة : الصفات الذاتية والفعلية تنقسم إلى قسمين : [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]عقلية ، وخبرية : [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أ - عقلية : وهي التي يشترك في إثباتها الدليل الشرعي السمعي ، والدليل العقلي ، والفطرة السليمة . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وهي أغلب صفات الله ـ تعالى ـ مثل صفة السمع ، والبصر ، والقوة ، والقدرة ، وغيرها . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ب- خبريـة : وتسمى النقلية ، والسمعية ، وهي التي لا تعرف إلا عن طريق النص ، فطريق معرفتها النص فقط ، مع أن العقل السليم لا ينافيها ، مثل صفة اليدين ، والنزول إلى السماء الدنيا . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]القاعدة السابعة : صفات الله توقيفية : [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]فلا نَصِفُ الله إلا بما وصف به نفسه في كتابه ، أو على لسان رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ولدلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة ثلاثة أوجه : [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أ - التصريح بالصفة : كالعـزة ، والقـوة ، والرحمـة ، كما في قوله[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ـ تعالى ـ : ( فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً ) [النساء : 139] ، وقوله : ( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) [الذاريات : 58] ، وقوله : ( وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ ) [الأنعام : 133] . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ب ـ تضمن الاسم لها : كالعزيز والغفور ، قال ـ تعالى ـ : ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ) [الملك : 2] ؛ فالعزيز متضمن لصفة العزة ، والغفور متضمن لصفة المغفرة . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ج - التصريح بفعل أو وصف دال عليها ، كالاستواء على العرش ، والمجيء قال ـ تعالى ـ : ( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) [طه : 5] . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وقال : ( وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً ) [الفجر : 22] . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]القاعدة الثامنة : المضافات إلى الله إن كانت أعياناً فهي من جملة المخلوقات ، وإن كانت أوصافاً فهي من صفات الله : وبيان ذلك أن المضافات إلى الله على نوعين : [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أ - أعيان قائمة بذاتها مثل : عبدالله ، ناقة الله ، فهذه من جملة المخلوقات ، وإضافتها إلى الله من باب إضافة المخلوق لخالقه ، وقد تقتضي تشريفاً مثل : بيت الله ، وناقة الله ، وقد لا تقتضي تشريفاً مثل : أرض الله ، سماء الله . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ب - أن يكون المضاف أوصافاً غير قائمة بذاتها مثل : سَمْع الله ، قدرة الله ، بصر الله ، فهذه الإضافة تقتضي أن هذه الصفة قائمة بالله ، وأن الله متصف بها ، وهذا من باب إضافة الصفة إلى الموصوف . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]القاعدة التاسعة : القول في بعض الصفات كالقول في بعض : وهي قاعدة يُردُّ بها على من فرَّق بين الصفات فأثبت بعضها ، ونفى بعضها ، فيقال لمن فعل ذلك : أثبت الجميع ، أو انفِ الجميع . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]. ومن أثبت بعض الصفات ، ونفى بعضها ، فهو مضطرب متناقض ، وتناقض القول دليل على فساده وبطلانه . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]القاعدة العاشرة : القول في الصفات كالقول في الذات : وذلك أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ، ولا في أفعاله ، فإذا كان له ذات حقيقية لا تماثل الذوات ـ فالذات متصفة بصفات حقيقية لا تماثل الصفات . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]القاعدة الحادية عشرة : ظواهر نصوص الصفات معلومة لنا باعتبار ، ومجهولة لنا باعتبار : فباعتبار المعنى معلومة ، وباعتبار الكيفية مجهولة ؛ كالاستواء مثلاً ، فمعناه معلوم لنا فهو بمعنى العلو ، والارتفاع ، والصعود ، والاستقرار . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أما كيفيته فمجهولة ؛ لأن الله أخبرنا بأنه استوى ، ولم يخبرنا عن كيفية استوائه ، وهكذا يقال في باقي الصفات . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]القاعدة الثانية عشرة : في العلاقة بين الصفات والذات : وخلاصة القول في هذه المسألة أن العلاقة بين الصفات والذات علاقة تلازم ؛ فالإيمان بالذات يستلزم الإيمان بالصفات ، وكذلك العكس ؛ فلا يتصور وجود ذات مجردة عن الصفات في الخارج ، كما لا يتحقق وجود صفة من الصفات في الخارج إلا وهي قائمة بالذات [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]القاعدة الثالثة عشرة : في علاقة الصفات بعضها ببعض من حيث الآثار والمعاني : أما بالنسبة لبعضها فقد تكون مترادفة من حيث المعنى أو متقاربة . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]مثل المحبة ، والرحمة ، والفرح ، والتعجب ، والضحك . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وهناك صفات متقابلة كالرفع والخفض ، والظاهرية والباطنية ، والنفع والضر ، والقبض والبسط . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وهناك صفات متضادة من حيث معانيها ، مثل الغضب والسخط مع الرضا ، ومثل الكراهية مع الحب ، وهكذا . . . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]فاتصافه ـ عز وجل ـ بهذه الصفات المزدوجة المأخوذة من أسمائه المتقابلة ، وبالصفات المتضادة في معناها على ما تقدم ، والمترادفة باعتبار الذات ، والمتباينة باعتبار ما بينها في الغالب ـ دليل على الكمال الذي لا يشاركه فيه أحد ؛ لدلالته على شمول القدرة الباهرة ، الحكمة البالغة ، والتفرد بشؤون الكون كله .[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/CENTER]

يعرب 2011-11-17 04:39 AM

رد: توحيد الأسماء والصفات
 
[CENTER][B][FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=#ff0000]ما ضد توحيد الأسماء والصفات[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=#ff0000]الدرس الخامس..[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/CENTER]
[CENTER][B][SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]يضاد توحيد الأسماء ، والصفات الإلحادُ فيها ، ويدخل في الإلحاد التعطيلُ ، والتمثيلُ ، والتكييف ، والتفويض ، والتحريف ، والتأويل . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]1- الإلحاد : الإلحاد في اللغة هو : الميل ، ومنه اللحد في القبر ، ومنه قول عمرو بن معدي كرب الزبيدي : [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]كم من أخ كان لي ماجدٍ ألحدته في يديَّ الثرى[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وقول جرير : [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]دعوت الملحدين أبا خبيب جماحاً هل شفيت من الجماح[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ويُقصد بالملحدين : المائلين عن الحق . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أما في الاصطلاح : فهو العدول عما يجب اعتقاده أو عمله . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]والإلحاد في أسماء الله هو : العدول بها وبحقائقها ومعانيها عن الحق الثابت لها . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أنواع الإلحاد في أسماء الله وصفاته :[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]1 / أن ينكر شيئاً مما دلت عليه من الصفات كفعل المعطلة . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]2 / أن يجعلها دالة على تشبيه الله بخلقه ، كفعل أهل التمثيل . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]3 / أن يُسمي الله بما لم يُسمِّ به نفسه ؛ لأن أسماء الله توقيفية ، كتسمية النصارى له " أباً " وتسمية الفلاسفة إياه " علة فاعلة " أو تسميته بـ " مهندس الكون " أو " العقل المدبر " أو غير ذلك . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]4 / أن يشتق من أسمائه أسماء للأصنام ، كاشتقاق " اللات " من " الإله " والعُزَّى " من " العزيز " . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]5 / وصفه ـ تعالى ـ بما لا يليق به ، وبما ينزه عنه ، كقول اليهود : بأن الله تَعِبَ من خلق السماوات والأرض ، واستراح يوم السبت ، أو قولهم : إن الله فقير . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]2- التعطيل : التعطيل في اللغة : مأخوذ من العطل ، الذي هو الخلو والفراغ والترك ، ومنه قوله ـ تعالى ـ : ( وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ ) [الحج : 45] ، أي : أهملها أهلها ، وتركوا وردها . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وفي الاصطلاح : هو إنكار ما يجب لله ـ تعالى ـ من الأسماء والصفات ، أو إنكار بعضه ، وهو نوعان : [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أ - تعطيل كلي : كتعطيل الجهمية الذين أنكروا الصفات ، وغلاتهم ينكرون الأسماء أيضاً . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ب - تعطيل جزئي : كتعطيل الأشعرية الذين ينكرون بعض الصفات دون بعض ، وأول من عرف ذلك من هذه الأمة الجعد بن درهم . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]3- التمثيل : هو : إثبات مثيل للشيء ، وفي الاصطلاح : اعتقاد أن صفات الله مثل صفات المخلوقين ، كأن يقول الشخص : لله يد كيدي . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]4- التكييف : حكاية كيفية الصفة كقول القائل : يد الله أو نزوله إلى الدنيا كذا وكذا ، أو يده طويلة ، أو غير ذلك ، أو أن يسأل عن صفات الله بكيف . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]5- التفويض : هو الحكم بأن معاني نصوص الصفات مجهولة غير معقولة لا يعلمها إلا الله . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أو هو إثبات الصفات وتفويض معناها وكيفيتها إلى الله ـ عز وجل ـ . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]والحق أن الصفات معلومة معانيها ، أما كيفيتها فيفوض علمها إلى الله ـ عز وجل ـ . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]6- التحريف : التحريف لغة : التغيير ، وفي الاصطلاح : تغيير النص لفظاً أو معنى . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]والتغيير اللفظي قد يتغير معه المعنى ، وقد لا يتغير ، فهذه ثلاثة أقسام : [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أ - تحريف لفظي يتغير معه المعنى ، كتحريف بعضهم قوله ـ تعالى ـ : ( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً ) [النساء : 164] إلى نصب لفظ الجلالة ؛ ليكون التكليم من موسى ـ عليه السلام ـ . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ب - تحريف لفظي لا يتغير معه المعنى ، كفتح الدال من قوله ـ تعالى ـ : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) [الفاتحة : 2] ، وذلك بأن يقول : " الحمدَ لله . . . " وهذا في الغالب لا يقع إلا من جاهل ؛ إذ ليس فيه غرض مقصود لفاعله غالباً . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ج - تحريف معنوي : وهو صرف اللفظ عن ظاهره بلا دليل كتحريف معنى " اليدين " المضافتين إلى الله إلى القوة والنعمة ونحو ذلك . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]7- التأويل : التأويل في اللغة يدور حول عدة معانٍ ، منها الرجوع ، والعاقبة ، والمصير ، والتفسير . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أما في الاصطلاح فيطلق على ثلاثة معانٍ ، اثنان منهما صحيحان مقبولان معلومان عند السلف ، والثالث مبتدع باطل . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وإليك بيان هذه المعاني : [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]المعنى الأول : التفسير ، وهو إيضاح المعنى ، وبيانه . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وهذا اصطلاح جمهور المفسرين كابن جرير وغيره ، فتراهم يقولون : تأويل هذه الآية كذا وكذا ، أي تفسيرها . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]الثاني : الحقيقة التي يؤول إليها الشيء ، وهذا هو المعروف من معنى التأويل في الكتاب والسنة ، كما قال ـ تعالى ـ : (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ ) [الأعراف : 53] ، وقوله : ( ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) [الإسراء : 35] ، وقوله عن يوسف ـ عليه السلام ـ : " هذا تأويل رؤياي من قبل " . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]الثالث : صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى يخالف الظاهر . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وهذا ما اصطلح عليه المتأخرون من أهل الكلام وغيرهم . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]كتأويلهم الاستواء بالاستيلاء ، واليد بالنعمة . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وهذا هو الذي ذمه السلف [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]يتبع.... [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [/CENTER]

يعرب 2011-11-17 04:40 AM

رد: توحيد الأسماء والصفات
 
[B]
[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=red]الدرس السادس

[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy][COLOR=red]الفرق التي ضلت في باب الأسماء والصفات


هناك فرق عديدة ضلت في هذا الباب منها :

[/COLOR]1 / الجهميـة : وهم أتباع الجهم بن صفوان ، وهم ينكرون الأسماء والصفات .
2 / المعتزلـة : وهم أتباع واصل بن عطاء ، وعمرو بن عبيد ، وهم يثبتون الأسماء ، وينكرون الصفات ، معتقدين أن إثباتها يؤدي إلى تعدد القدماء .
3 / الأشاعـرة : وهم أتباع أبي الحسن الأشعري ، وهم يثبتون الأسماء ، وبعض الصفات ، فقالوا : إن لله سبع صفات عقلية يسمونها " معاني " هي " الحياة ، والعلم ، والقدرة ، والإرادة ، والسمع ، والبصر والكلام " وهي مجموعة في قول القائل :

حي عليم قدير والكلام له إرادة وكذلك السمع والبصر

وإثباتهم لهذه الصفات مخالف لطريقة السلف .
4 / الماتريديـة : وهم أتباع أبي منصور الماتريدي ، وهم يثبتون الأسماء وبعض الصفات ، وإن كان هذا الإثبات مخالفاً لطريقة السلف .
5 / الممثلـة : وهم الذين أثبتوا الصفات ، وجعلوها مماثلة لصفات المخلوقين ، وقيل إن أول من قال بذلك هو هشام بن الحكم الرافضي .

حكم من نفى صفة من الصفات الثابتة بالكتاب والسنة
هذا الأمر يحتاج إلى تأنٍّ وتريث ، ثم تفصيل .
فيقال : إن الذي ينفي صفة من الصفات الثابتة بالنصوص القطعية لا يخلو من أحد ثلاثة أحوال .
أحدها : أن يكون النافي عالماً بالنص الذي ثبتت به الصفة المنفية كتاباً كان أو سنة ، ولا توجد لديه شبهات قد تغير مفهومه للنص وإنما نفى لعناده ، وفساد قصده ، ومرض قلبه ، ومشاقته للرسول من بعد ما تبين له الحق .
فهذا كافر ؛ لتكذيبه كلام الله أو كلام رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
الثاني : أن يكون النافي مجتهداً في طلب الحق ، معروفاً بالنصيحة والصدق ولكنه أخطأ وتأول : لجهله بالنص ، أو لعدم علمه بالمفهوم الصحيح . فحكمه أنه معذور ، وخطؤه مغفور ؛ لأن نفيه ناتج عن تأويل ، لا عن عناد وفساد قصد .
الثالث : أن يكون النافي متعباً لهواه ، مقصراً في طلب الحق ، متكلماً بلا علم ، ولكنه لا يقصـد مشاقة الرسول ، ولم يتبين له الحق تماماً فحكمه أنه عاصٍ مذنب ، وقد يكون فاسقاً .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : " وأما التكفير فالصواب أنه من اجتهد من أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقصد الحق فأخطأ لم يكفر ، بل يغفر له خطؤه ومن تبين له ما جاء به الرسول فشاقَّ الرسول من بعد ما تبين له الهدى واتبع غير سبيل المؤمنين ـ فهو كافر . ومن اتبع هواه ، وقصَّر في طلب الحق ، وتكلم بلا علم ـ فهو عاصٍ مذنب ، وقد يكون فاسقاً ، وقد تكون حسناته ترجح على سيئاته ؛ فالتكفير يختلف باختلاف حال الشخص ؛ فليس كل مخطىء ، ولا مبتدع ولا جاهل ، ولا ضال يكون كافراً ، بل ولا فاسقاً ، بل ولا عاصياً " .
وقال ـ رحمه الله ـ : " هذا مع أنني دائماً ومن جالسني يعلم ذلك مني أني من أعظم الناس نهياً عن أن ينسب معين إلى تكفير ، وتفسيق ومعصية إلا إذا عُلِم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة ، وفاسقاً أخرى ، وعاصياً أخرى . وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها ، وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية ، والمسائل العملية .
وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر ، ولا بفسق ، ولا بمعصية .
إلى أن قال : " وكنت أبيِّن أن ما نقل عن السلف ، والأئمة من إطلاق القول بتكفير من يقول : كذا وكذا ـ فهو أيضاً حق .
لكن يجب التفريق بين الإطلاق ، والتعيين " .

[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy]يتبع..[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B]

يعرب 2011-11-17 04:42 AM

رد: توحيد الأسماء والصفات
 
[CENTER][CENTER][B][FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=red]مسائل أحدثها المتكلمون[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B][/CENTER]
[CENTER][B][SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=red]" الكلمات المُجْمَلة "

[/COLOR][/FONT][/SIZE][SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=red]الدرس السابع

[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [/CENTER]
[CENTER][B][SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=red]يَرِدُ في كتب العقائد مصطلح ( الكلمات المجملة ) . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/CENTER]
[CENTER][B][SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]فما المقصود بها ؟ وما معنى كونها مجملة ؟ وما المراد من إطلاقها ؟ وما الذي دعى إلى إطلاقها ؟ وهل وردت في الكتاب والسنة ؟ وما طريقة أهل السنة في التعامل مع هذه الألفاظ ؟ [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]والإجابة عن هذه الأسئلة تكون على النحو التالي : [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أ - المقصود بالكلمات المجملة : أنها ألفاظ يطلقها أهل التعطيل . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أو : هي مصطلحات أحدها أهل الكلام . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ب - ومعنى كونها مجملة : لأنها تحتمل حقاً وباطلاً . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أو يقال : لأنها ألفاظ مُشتركة بين معانٍ صحيحة ، ومعانٍ باطلة . أو يقال لخفاء المراد منها ؛ بحيث لا يدرك بنفس اللفظ إلا بعد الاستفصال والاستفسار . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ج - ومراد أهل التعطيل من إطلاقها : التوصل إلى نفي الصفات عن الله ـ تعالى ـ بحجة تنزيهه عن النقائص . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]د - والذي دعاهم إلى ذلك : عجزهم عن مقارعة أهل السنة بالحجة ؛ فلجؤوا إلى هذه الطريقة ؛ ليخفوا عوارهم ، وزيفهم . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]هـ - وهذه الألفاظ لم ترد لا في الكتاب ، ولا في السنة ؛ بل هي من إطلاقات أهل الكلام . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]و - وطريقة أهل السنة في التعامل مع هذه الكلمات : أنهم يتوقفون في هذه الألفاظ ؛ لأنه لم يرد نفيها ولا إثباتها في الكتاب والسنة ؛ فلا يثبتونها ، ولا ينفونها . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أما المعنى الذي تحت هذه الألفاظ فإنهم يستفصلون عنه ، فإن كان معنى باطلاً يُنَزَّه الله عنه رَدُّوه ، وإن كان معنى حقاً لا يمتنع على الله قبلوه ، واستعملوا اللفظ الشرعي المناسب للمقام . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وإليك فيما يلي نماذج وأمثلة لبعض الألفاظ المجملة : [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]1- الجهة . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]2- الحدَّ . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]3- الأعراض . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]4- الأبعاض أو الأعضاء والأركان والجوارح . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]5- حلول الحوادث بالله ـ تعالى ـ . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]6- حلول الحوادث بالله ـ تعالى ـ . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]7- التسلسل . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وإليك فيما يلي تفصيلاً لهذه الألفاظ ، وما يراد بها ، وجواب أهل السنة المفصل على ذلك . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [/CENTER]
[CENTER][B][SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]دراسة موجزة لبعض الكلمات المُجْملة[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/CENTER]
[CENTER][B][SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أولاً ـ الجهة : هذه اللفظة من الكلمات المجملة التي يطلقها أهل التعطيل ، فما معناها في اللغة ؟ وما مرادهم من إطلاقها ؟ وما التحقيق في تلك اللفظة ؟ وهي هي ثابتة لله ، أو منفية عنه ؟ [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أ - معنى الجهة في اللغة : تطلق على الوضع الذي تتوجه إليه ، وتقصده ، وتطلق على الطريق ، وعلى كل شيء استقبلته ، وأخذت فيه . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ب - ومراد أهل التعطيل من إطلاق لفظ الجهة : نفي صفة العلو عن الله ـ عز وجل ـ . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ج - والتحقيق في هذه اللفظة : أن يقال : إن إطلاق لفظ الجهة في حق الله ـ سبحانه وتعالى ـ أمر مبتدع لم يرد في الكتاب ولا السنة ، ولا عن أحد من سلف هذه الأمة . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وبناء على هذا لا يصح إطلاق الجهة على الله ـ عز وجل ـ لا نفياً ولا إثباتاً ، بل لابد من التفصيل ؛ لأن هذا المعنى ـ يحتمل حقاً ويحتمل باطلاً . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]فإن أريد بها جهة سفل فإنها منتفية عن الله ، وممتنعة عليه ـ أيضا ؛ فإن الله أعظم وأجل من أن يحيط به شيء من مخلوقاته ، كيف وقد وسع كرسيه السموات والأرض ؟ [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وإن أريد بالجهة أنه في جميع الجها ، وأنه حالٌّ في خلقه ، وأنه بذاته في كل مكان ـ فإن ذلك بالحل ممتنع على الله ، منتفٍ في حقه . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وإن أريد نفي الجهة عن الله ـ كما يقول أهل التعطيل ـ حيث يقولون : إن الله ليس في جهة ، أي ليس في مكان ، فهو لا داخل العالم ، ولا خارجة ، ولا متصل ، ولا منفصل ، ولا فوق ، ولا تحت ـ فإن ذلك ـ أيضاً ـ ممتنع على الله منتفٍ في حقه ؛ إذ إن ذلك وصف له بالعدم المحض . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وإن أريد بالجهة أنه في جهة علوٍّ تليق بجلاله ، وعظمته من غير إحاطة به ، ومن غير أن يكون محتاجاً لأحد من خلقه ـ فإن ذلك حق ثابت له ، ومعنى صحيح دلت عليه النصوص ، والعقول ، والفطر السليمة . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ومعنى كونه في السماء ، أي في جهة العلو ، أو أن " في " بمعنى على ، أي على السماء ، كما قال ـ تعالى ـ : ( وَلأصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ) [طه : 71] أي على جذوع النخل . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وبهذا التفصيل يتبين الحق من الباطل في هذا الإطلاق . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أما بالنسبة للفظ فكما سبق لا يثبت ولا ينفي ، بل يجب أن يستعمل بدلاً عنه اللفظ الشرعي ، وهو العلو ، والفوقية . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ثانياً ـ الحد : وهذا ـ أيضاً ـ من الألفاظ المجملة التي يطلقها أهل التعطيل . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]فما معنى الحد في اللغة ؟ وماذا يريد أهل التعطيل من إطلاقه ؟ وما شبهتهم في ذلك ؟ وما جواب أهل السنة ؟ [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أ - معنى الحد في اللغة : يطلق على الفَصْل ، والمنع ، والحاجز بين الشيئين الذي يمنع اختلاط أحدهما بالآخر . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]يقال : حددت كذا ، جعلت له حداً يميزه . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وجد الدار ما تتميز به عن غيرها ، وحد الشيء : الوصف المحيط بمعناه ، المميز له عن غيره . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ب - وأهل التعطيل يريدون من إطلاق لفظ ( الحد ) نفي استواء الله على عرشه . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ج - وشبهتهم في ذلك : أنهم يقولون : لو أثبتنا استواء الله على عرشه للزم أن يكون محدوداً ؛ لأن المستوى على الشيء يكون محدوداً ؛ فالإنسان ـ مثلاً ـ إذا استوى على البعير صار محدوداً بمنطقة معينة ، محصوراً بها ، وعلى محدود ـ أيضاً ـ . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وبناء على ذلك فهم ينفون استواء الله على عرشه ويرون أنهم ينزهون الله ـ عز وجل ـ عن الحد ، أو الحدود . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]د ـ جواب أهل السنة : أهل السنة يقولون : [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]إن لفظ ( الحد ) لم يرد في الكتاب ، ولا في السنة ، ولا في كلام سلف الأمة ؛ فهو ـ إذاً ـ لفظ مبتدع حادث . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وليس لنا أن نصف الله بما لم يصف به نفسه ، ولا وصفه به رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا نفياً ، ولا إثباتاً ، وإنما نحن متبعون لا مبتدعون . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]هذا بالنسبة للفظ . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أما بالنسبة للمعنى فإننا نستفصل ـ كعادتنا ـ ونقول ماذا تريدون بالحد ؟ [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]إن أردتم بالحد أن الله ـ عز وجل ـ محدود ، أي متميز عن خلقه ، منفصل عنهم ، مباين لهم ـ فهذا حق ليس فيه شيء من النقص ، وهو ثابت لله بهذا المعنى . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وإن أردتم بكونه محدوداً أن العرش محيط به وأنتم تريدون نفي ذلك عنه بنفي استوائه عليه ـ فهذا باطل وليس بلازم صحيح ؛ فإن الله ـ تعالى ـ مستوٍ على عرشه ، وإن كان ـ عز وجل ـ أكبر من العرش ومن غير العرش . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ولا يلزم من كونه مستوياً على العرش أن يكون العرش محيطاً به ؛ لأن الله ـ عز وجل ـ أعظم من كل شيء ، وأكبر من كل شيء ، والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة ، والسموات مطويات بيمينه . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [/CENTER]
[CENTER][B][SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ثالثاً ـ الأعراض : هذا اللفظ من الألفاظ المجملة التي يطلقها أهل الكلام ومن أقوالهم في ذلك : " نحن نُنَزِّه الله ـ تعالى ـ من الأعراض والأغراض ، والأبعاض ، والحدود ، والجهات " . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ويقولون : " سبحان من تنزه عن الأعراض والأغراض والأبعاض " . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]والحديث في الأسطر التالية سيكون حول لفظ ( الأعراض ) . أما بقية الألفاظ فسيأتي ذكرها فيما بعد . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أ - تعريف الأعراض في اللغة : الأعراض جمع عَرَض ، والعَرض هو ما لا ثبات له . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أو هو : ما ليس بلازم للشيء . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أو هو : ما لا يمتنع انفكاكه عن الشيء . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ومن الأمثلة على ذلك : الفرح بالنسبة للإنسان فهو عَرَض ؛ لأنه لا ثبات بل هو عارض يعرض ويزول . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وكذلك الغضب ، والرضا . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ب - العَرَض في اصطلاح المتكلمين : قال الفيومي : " العَرَض عند المتكلمين ما لا يقوم بنفسه ، ولا يوجد إلا في محل يقوم به " . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وقال الراغب الأصفهاني : " والعرض ما لا يكون له ثبات ، ومنه استعار المتكلمون العَرَض لما لا ثبات له إلا بالجوهر كاللون والمطعم . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ج - ما مراد المتكلمين من قولهم : " إن الله منزه عن الأعراض ؟ " : مرادهم من ذلك نفي الصفات عن الله ـ تعالى ـ لأن الأعراض عندهم هي الصفات . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]د - ما شبهتهم ؟ : يقولون : لأن الأعراض لا تقوم إلا بالأجسام ، والأجسام متماثلة ؛ فإثبات الصفات يعني أن الله جسم ، والله منزه عن ذلك وبناء عليه نقول : بنفي الصفات ؛ لأنه يترتب على إثباتها التجسيم ، وهو وصف الله بأنه جسم ، والتجسيم تمثيل ، وهذا كفر وضلال ، هذه هي شبهة المتكلمين . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]هـ - الرد على أهل الكلام في هذه المسألة : الرد عليهم من وجوه : [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]1 / أن لفظة " الأعراض " لم ترد في الكتاب ولا في السنة لا نفياً ولا إثباتاً ، ولم ترد ـ كذلك ـ عن سلف الأمة . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وطريقة أهل السنة المعهودة في مثل هذه الألفاظ التوقف في اللفظ ، فلا نثبت الأعراض ، ولا ننفيها . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أما معناها فيُستَفْصَل عن مرادهم في ذلك ويقال لهم : إن أردتم بالأعراض ما يقتضي نقصاً في حق الله ـ تعالى ـ كالحزن ، والندم ، والمرض ، والخوف ، فإن المعنى صحيح ، والله منزه عن ذلك ؛ لأنه نقص ، لا لأنها أعراض . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وإن أردتم نفي ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الصفات كالغضب ، والفرح ، والرضا ، ونحوها بحجة أنها أعراض ـ فإن ذلك باطل مردود ، ولا يلزم من إثباتها أي لازم . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]2 / أن الصفات الربانية ليست كلها أعراض ، بل إن بعضها أعراض كالفرح ، والغضب . وبعضها ليست أعراضاً ، كبعض الصفات الذاتية كاليد ، والوجه ، والقدم ، والساق ؛ فهذه ليست أعراضاً ، بل لازمة للذات لا تنفك عنها . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]3 / أن قولكم : " إن الأعراض لا تقوم إلا بجسم " قول باطل ؛ فالأعراض قد تقوم بغير الجسم كما يقال : ليل طويل ، فقولنا : طويل ، وصف لـ : ليل ، والليل ليس بجسم ، ومثل ذلك : حر شديد ، ومرض مؤلم ، وبرد قارس . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]4 / أن القول بتماثل الأجسام قول باطل ؛ فالأجسام غير متماثلة لا بالذوات ولا بالصفات ، ولا بالحدوث ؛ ففي الحجم تختلف الذرَّة عن الجمل ، وفي الوزن يختلف جسم القيراط عن جسم القنطار ، وفي الملمس يختلف الخشن عن الناعم ، واللين عن القاسي ، وهكذا . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]5 / أن لفظ الجسم من إحداث المتكلمين ، وهذا اللفظ كقاعدة الألفاظ المجملة ؛ فإن كان إثبات الصفات بلزم منه أن يكون جسماً في مفهومك فليس ذلك يضيرنا . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]لكن إن أردت بالجسم الشيء القائم بنفسه المتصف بما يليق به فهذا حق لأننا نؤمن بأن لله ذاتاً موصوفة بالصفات اللائقة بها . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]فإن أردت بالجسم هذا المعنى فيصح . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وإن أردت بالجسم الشيء المكوَّن من أعضاء ، ولحم ودم المفتقر بعضه إلى بعض وما أشبه ذلك ـ فباطل غير صحيح ؛ لأنه يلزم أن يكون الله حادثاً أو مُحْدَثاً . وهذا أمر مستحيل ، على أننا لا نوافق على إثبات الجسم ، ولا نفيه ؛ لأنه يحتمل حقاً وباطلاً .[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]رابعاً : الأبعاض : أو الأعضاء ، أو الأركان ، أو الجوارح : وهذه أيضاً من الكلمات المجملة التي تطلق وتحتمل حقاً وباطلاً ؛ فإليك نبذة في معانيها ، ومقصود أهل التعطيل من إطلاقها وجواب أهل السنة على تلك الدعوى . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أ - معاني هذه الكلمات : معاني هذه الكلمات متقاربة من بعض . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]• فالأبعاض : جمع لكلمة بعض ، يقال : بعض الشيء أي جزؤه ، وبعّضْتُ كذا أي جعلته أبعاضاً . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]• والأركان : جمع ركن ، وركن الشيء قوامه ، وجانبه القوي الذي يتم به ، ويسكن إليه . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]• والأجزاء : جمع جزء ، والجزء ما يتركب الشيء عنه وعن غيره ، وجزء الشيء ما يتقوم به جملتُه كأجزاء السفينة ، وأجزاء البيت . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]• والجوارح : مفردها الجارحة ، وتسمى الصائدة من الكلاب والفهود والطيور جارحة ؛ إما لأنها تجرح ، وإما لأنها تكسب . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وسميت الأعضاء الكاسبة جوارح تشبيهاً بها لأحد هذين . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]• ويشبه هذه الألفاظ لفظ : الأعضاء ، والأدوات ، ونحوها . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ب - مقصود أهل التعطيل من إطلاقها : مقصودهم نفي بعض الصفات الذاتية الثابتة بالأدلة القطعية ، كاليد ، والوجه ، والساق ، والقدم والعين . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ج - ما الذي دعاهم إلى نفيها ؟ : الذي دعاهم إلى نفي تلك الصفات هو اعتقادهم أنها بالنسبة للمخلوق أبعاض ، وأعضاء ، وأركان ، وأجزاء ، وجوارح وأدوات ونحو ذلك ، فيرون ـ بزعمهم ـ أن إثبات تلك الصفات لله يقتضي التمثيل ، والتجسيم ؛ فوجب عندهم نفيها قراراً من ذلك . وقد لجؤوا إلى تلك الألفاظ المجملة لأجل أن يروج كلامهم ويلقى القبول . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]د - جواب أهل السنة : أهل السنة يقولون : إن هذه الصفات وإن كانت تعد في حق المخلوق أبعاضاً ، أو أعضاءً ، وجوارح ونحو ذلك لكنها تعدُّ في حق الله صفات أثبتها لنفسـه ، أو أثبتها لـه رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلا نخوض فيها بآرائنا وأهوائنا ، بل نؤمن بها ونُمرُّها كما جـاءت ونفوض كنهها وحقيقتها إلى الله ـ عز وجل ـ لعدم معرفتنا لحقيقة الذات ؛ لأن حقيقة معرفة الصفة متوقفة على معرفة حقيقة الذات كما لا يخفى وهذه الصفات ـ أعني اليد ، والساق ونحوها وكثير من صفات الله ـ قد تشترك مع صفات خلقه في اللفظ ، وفي المعنى العام المطلق قبل أن تضاف . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وبمجرد إضافتها تختص صفات الخالق ، وصفات المخلوق بالمخلوق ؛ فصفات الخالق تليق بجلاله وعظمته وربوبيته ، وقيومته . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وصفات المخلوق تليق بحدوثه ، وضعفه ، ومخلوقيته . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وبناء على ذلك يقال لمن يطلق تلك الألفاظ المجملة السالفة : إن أردت أن تنفي عن الله ـ عز وجل ـ أن يكون جسماً ، وجثة وأعضاء ، ونحو ذلك ـ فكلامك صحيح ، ونفيك في محله . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وإن أردت بذلك نفي الصفات الثابتة له والتي ظننت أن إثباتها يقتضي التجسيم ، ونحو ذلك من اللوازم الباطلة ـ فإن قولك باطل ، ونفيك في غير محله . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]هذا بالنسبة للمعنى . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أما بالنسبة للفظ فيجب ألا تعْدِل عن الألفاظ الشرعية في النفي أو الإثبات ؛ لسلامتها من الاحتمالات الفاسدة . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]يقول شارح الطحاوية ـ رحمه الله ـ : " ولكن لا يقال لهذه الصفات إنها أعضاء ، أو جوارح ، أو أدوات ، أو أركان ؛ لأن الركن جزء الماهية ، والله ـ تعالى ـ هو الأحد ، الصمد ، لا يتجزأ ـ سبحانه وتعالى ـ والأعضاء فيها معنى التفريق والتعضية ، تعالى الله عن ذلك ، ومن هذا المعنى قوله ـ تعالى ـ : ( الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ ) [الحجر : 91] .[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]والجوارح فيها معنى الاكتساب والانتفاع ؛ وكذلك الأدوات هي الآلات التي ينتفع بها في جلب المنفعة ودفع المضرة . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وكل هذه المعاني منتفية عن الله ـ تعالى ـ ؛ ولهذا لم يرد ذكرها في صفات الله ـ تعالى ـ فالألفاظ الشرعية صحيحة المعاني ، سالمة من الاحتمالات الفاسدة ، فكذلك يجب أن لا يُعدل عن الألفاظ الشرعية نفياً ولا إثباتاً لئلا يثبت معنى فاسد ، وأن ينفى معنى صحيح . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وكل هذه الألفاظ المجملة عرضة للمحق والمبطل " . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [/CENTER]
[CENTER][B][SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]خامساً : الأغراض : وهذا ـ أيضاً ـ من إطلاقات المتكلمين ، وإليك بعض التفصيل في هذا اللفظ . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أ - الأغراض في اللغة : جمع غرض ، والغرض هو الهدف الذي يرمي فيه ، أو هو الهدف الذي ينصب فيرى فيه . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]والغرض يطلق في اللغة ـ أيضاً ـ على الحاجة ، والبغية ، والقصد . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ب - الغرض في اصطلاح علماء الكلام : قيل هو ما لأجله يصدر الفعل من الفاعل . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وقال الجلا الدوائي : " الغرض هو الأمر الباعث للفاعل على الفعل ، وهو المحرك الأول ، وبه يصير الفاعل فاعلاً " . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وبذلك نرى توافق المعنى اللغوي والاصطلاحي للغرض ، وأنه غاية الفاعل من فعله ، وهو الباعث له على فعله . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ج - ماذا يريد أهل الكلام بهذه اللفظة ؟ : يريدون إبطال الحكمة في أفعال الله ـ عز وجل ـ وشرعه . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]د - حجتهم في ذلك : يقول المتكلمون ـ وعلى وجه الخصوص الأشاعرة ـ إننا ننزه الله عن الأغراض فلا يكون له غرض فيما شرعه أو خلقه ؛ فأبطلوا الحكمة من ذلك ، وقرروا أن الله لم يشرع إلا لمجرد مشيئته فحسب ؛ فإذا شاء تحريم شيء حرَّمه ، أو شاء إيجابه أوجبه . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وقالوا : لو قررنا أن له حكمة فيما شرعه لوقعنا في محذورين : [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]الأول : أنه إذا كان لله غرض فإنه محتاج إلى ذلك الغرض ؛ ليعود عليه من ذلك منفعة ، والله منزه عن ذلك . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]والثاني : أننا إذا عللنا الأحكام ـ أي أثبتنا الحكمة والعلة ـ لزم أن نوجب على الله ما تقتضيه الحكمة ؛ لأن الحكم يدور مع علته ، فنفع فيما وقع فيه المعتزلة من إيجاب الصلاح والأصلح على الله ؛ لأن الغرض عند المعتزلة بمعنى الغاية التي فعل لها وهم يوجبون أن يكون فعله معللاً بالأغراض . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]هـ - الرد عليهم : [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]1 / أن هذا اللفظ ـ الأغراض أو الغرض ـ لم يرد لا في الكتاب ولا في السنة ، ولا أطلقه أحد من علماء الإسلام ؛ لأن هذه الكلمة قد توهم النقض ، ونفيها قد يفهم منه نفي الحكمة ؛ فلابد ـ إذاً ـ من التفصيل والأولى أن يعبر بلفظ : الحكمة ، والرحمة ، والإرادة ، ونحو ذلك مما ورد به النص . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]2 / أن الغرض الذي ينزه الله عنه ما كان لدفع ضرر ، أو جلب مصلحة له ، فالله ـ سبحانه ـ لم يخلق ، ولم يشرع لأن مصلحة الخلق والأمر تعود إليه ، وإنما ذلك لمصلحة الخلق . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ولا ريب أن ذلك كمال محض ، قال ـ تعالى ـ : ( إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً ) [آل عمران : 176] ( إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ ) [الزمر : 7] ، وفي الحديث القدسي : " يا عبادي إنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني ولن تبلغوا ضري فتضروني " . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وهذا أمر مستقر في الفطر . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]3 / أن إيجاب حصول الأشياء على الله متى وجدت الحكمة ـ حق صحيح . لكنه مخالف لما يراه المعتزلة من جهة أن الله ـ عز وجل ـ هو الذي أوجب هذا على نفسه ولم يوجبـه عليه أحد ، كما قال ـ عز وجل ـ : ( كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ) [الأنعام : 54] وكما قال : ( وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ) [الروم : 47] . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وكما في حديث معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ لما كان رديف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على حمار فقال : " أتدري ما حق الله على العباد ، وما حق العباد على الله ؟ " قال معاذ : الله ورسوله أعلم . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]قال : " حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً ، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به " الحديث . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]فهذا حق أوجبه الله على نفسه ، ولله أن يوجب على نفسه ما يشاء . ثم إن مقياس الصلاح والأصلح ليس راجعاً إلى عقول البشر ، ومقاييسهم بل إن ذلك راجع إلى ما تقتضيه حكمة الله ـ تعالى ـ فقد تكون على خلاف ما يراه الخلق بادئ الرأي في عقولهم القاصرة ؛ فانقطاع المطر قد يبدو لكثير من الناس أنه ليس الأصلح بينما قد يكون هو الأصلح لكنه مراد لغيره لقوله ـ تعالى ـ : ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) [الروم : 41] . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وكذلك استدراج الكفار بالنعم ، وابتلاء المسلمين بالمصائب كل ذلك يحمل في طياته ضروباً من الحكم التي لا تحيط عقول البشر إلا بأقل القليل منها . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]بل إن خلق إبليس ، وتقدير المعاصي ، وتقدير الآلام يتضمن حكماً تبهر العقول وتُبين عن عظيم حكمة أحكم الحاكمين . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]سادساً ـ حلول الحوادث بالله ـ تعالى ـ : هذا اللفظ من إطلاقات أهل الكلام ، وإليك بعض التفصيل في معناه ، ومقصود أهل الكلام منه ، والرد على ذلك . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أ - معنى كلمة ( حلول ) : الحلول هو عبارة عن كون أحد الجسمين ظرفاً للآخر ، كحلول الماء في الكوز . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ب - معنى كلمة ( الحوادث ) : الحوادث جمع حادث ، وهو الشيء المخلوق المسبوق بالعدم ، ويسمى حدوثاً زمانياً . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وقد يعبر عن الحدوث بالحاجة إلى الغير ، ويسمى حدوثاً ذاتياً . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]والحدوث الذاتي : هو كون الشيء مفتقراً في وجوده إلى الغير . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]والحدوث الزماني : هو كون الشيء مسبوقاً بالعدم مسبقاً زمانياً . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ج - معنى ( حلول الحوادث بالله ـ تعالى ـ ) : أي قيامها بالله ، ووجودها فيه ـ تعالى ـ . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]د - ما مقصود أهل التعطيل من هذا الإطلاق ؟ : مقصودهم نفي اتصاف الله بالصفات الاختيارية الفعلية ، وهي التي يفعلها متى شاء ، كيف شاء ، مثل الإتيان لفصل القضاء ، والضحك ، والعجب ، والفرح ؛ فينفون جميع الصفات الاختيارية . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]هـ - ما حجتهم في ذلك : وحجتهم في ذلك أن قيام تلك الصفات بالله يعني قيام الحوادث ـ أي الأشياء المخلوقة الموجودة ـ بالله . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وإذا قامت به أصبح هو حادثاً بعد أن لم يكن ، كما أن تكون المخلوقات حالَّة فيه ، وهذا ممتنع . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]و - جواب أهل السنة : أهل السنة يقولون : إن هذا الإطلاق لم يَردْ في كتاب ولا سنة ، لا نفياً ولا إثباتاً ، كما أنه ليس معروفاً عند سلف الأمة . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أما المعنى فيستفصل عنه ؛ فإن أريد بنفي حلول الحوادث بالله أن لا يَحُلَّ بذاته المقدسة شيء من مخلوقاته المحدثة ، أو لا يحدث له وصف متجـدد لم يكن له من قبل ـ فهذا النفي صحيح ؛ فالله ـ عز وجل ـ ليس مَحَلاً لمخلوقاته وليست موجودة فيه ، ولا يحدث له وصف متجدد لم يكن له من قبل . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وإن أريد بالحوادث : أفعاله الاختيارية التي يفعلها متى شاء كيف شاء كالنزول ، والاستواء ، والرضا ، والغضب ، والمجيء لفصل القضاء ونحو ذلك ـ فهذا النفي باطل مردود . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]بل يقال له : إنه مثبتٌ ما أثبته الله لنفسه في كتابه ، أو على لسان رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]سابعاً ـ التسلسل : وهو أحد الألفاظ المجملة التي يطلقها المتكلمون . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ولأجل أن يتضح مفهوم هذه اللفظة ، ومدلولها ، ووجه الصواب والخطأ في إطلاقها إليك هذا العرض الموجز . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أ - تعريف التسلسل : قال الجرجاني : " التسلسل هو ترتيب أمور غير متناهية " . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ب - سبب تسميته بذلك : سمي بذلك أخذاً من السلسلة ؛ فهي قابلة لزيادة الحِلَق إلى ما لا نهاية ؛ فالمناسبة بينهما عدم التناهي بين طرفيهما ؛ ففي السلسلة مبدؤها ومنتهاها ، وأما التسلسل فطرفاه الزمن الماضي والمستقبل . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ج - مراد أهل الكلام من إطلاق هذه اللفظة : مرادهم يختلف باختلاف سياق الكلام ، وباختلاف المتكلمين ؛ فقد يكون مرادهم نفي قدم اتصاف الله ببعض صفاته ، وقد يكون مرادهم نفي دوام أفعال الله ومفعولاته وقد يكون مرادهم نفي أبدية الجنة والنار ، وقد يكون غير ذلك . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]د - هل وردت هذه اللفظة في الكتاب أو السنة ، أو أطلقها أحد من أئمة السلف ؟ الجواب : لا . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]هـ - ما طريقة أهل السنة في التعامل مع هذا اللفظ ؟ : طريقتهم كطريقتهم في سائر الألفاظ المجملة ، حيث إنهم يتوقفون في لفظ " التسلسل " فلا يثبتونه ، ولا ينفونه ، لأنه لفظ مبتدع ، مجمل يحتمل حقاً وباطلاً ، وصواباً وخطأ . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]هذا بالنسبة للفظ . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أما بالنسبة للمعنى فإنهم يستفصلون ، فإن أريد به حق قبلوه ، وإن أريد به باطل ردوه . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]و - وبناء على ذلك فإنه ينظر في هذا اللفظ ، وتطبق عليه هذه القاعدة : فيقال لمن أطلقوا هذه اللفظ : [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]1 / إذا أردتم بالتسلسل : دوام أفعال الرب ـ أزلاً وأبداً فذلك معنى صحيح دل عليه العقل والشرع ؛ فإثباته واجب ، ونفيه ممتنع ، قال الله ـ تعالى ـ : ( فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ) [هود : 107] . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]والفعال هو من يفعل على الدوام ، ولو خلا من الفعل في أحد الزمانين لم يكن فعالاً ، فوجب دوام الفعل أزلاً وأبداً . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ثم إن المتصف بالفعل أكل ممن لا يتصف به ، ولو خلا الرب ـ منه لخلا من كمال يجب له وهذا ممتنع . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ولأن الفعل لازم من لوازم الحـياة ، وكل حي فهو فعـال ، والله ـ تعالى ـ حي ، فهو فعال وحياته لا تنفك عنه أبداً وأزلاً . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ولأن الفرق بين الحي والميت الفعل ، والله حي فلابد أن يكون فاعلاً وخوله من الفعل في أحد الزمانين : الماضي والمستقبل ممتنع ، فوجب دوام فعله أزلاً وأبداً . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]فخلاصة هذه المسألة أنه إذا أريد بالتسلسل دوام أفعال الرب فذلك معنى صحيح واجب في حق الله ، ونفيه ممتنع . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]2 / وإذا أريد بالتسلسل : أنه ـ تعالى ـ كان معطلاً عن الفعل ثم فعل ، أو أنه اتصف بصفة من الصفات بعد أن لم يكن متصفاً بها ، أو أنه حصل له الكمال بعد أن لم يكن ـ فذلك معنى باطل لا يجوز . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]فالله ـ عز وجل ـ لم يزل متصفاً بصفات الكمال ـ صفات الذات ، وصفات الفعل ولا يجوز أن يُعتقد أن الله اتصف بصفة بعد أن لم يكن متصفاً بها ؛ لأن صفاته ـ سبحانه ـ صفات كمال ، وفقدها صفة نقص ؛ فلا يجوز أن يكون قد حصل له الكمال بعد أن كان متصفاً بضده . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]قال الإمام الطحاوي ـ رحمه الله ـ : " ما زال بصفاته قديماً قبل خلقه لم يزدد بكونهم شيئاً لم يكن قبلهم من صفته . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وكما كان بصفاته أزلياً كذلك لا يزال عليها أبدياً . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]مثال ذلك صفة الكلام ؛ فالله ـ عز وجل ـ لم يزل متكلماً إذا شاء . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ولم تحدث له صفة الكلام في وقت ، ولم يكن معطلاً عنها في وقت ، بل هو متصف بها أزلاً وأبداً . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وكذلك صفة الخلق ، فلم تحدث له هذه الصفة بعد أن كان معطلاً عنها " . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]3 / وإذا كان المقصود بالتسلسل : التسلسل في مفعولات الله ـ عز وجل ـ وأنه ما زال ولا يزال يخلق خلْقاً بعد خلق إلى ما لا نهاية ـ فذلك معنى صحيح ، وتسلسل ممكن ، وهو جائز في الشرع والعقل . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]قال الله ـ تعالى ـ : ( أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ) [ق : 15] . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ثم إنه ـ عز وجل ـ ما زال يخلق خلقاً ويرتب الثاني على الأول وهكذا ؛ فما زال الإنسان والحيوان منذ خلَقَهُ الله يترتب خلقه على خلق أبيه وأمه . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]4 / وإن أريد بالتسلسل : التسلسل بالمؤثِّرين ، أي بأن يؤثِّر الشيء بالشيء إلى ما لا نهاية ، وأن يكون مؤثرون كلُّ واحد منهم استفاد تأثيره مما قبله لا إلى غاية ـ فذلك تسلسل ممتنع شرعاً وعقلاً ؛ لاستحاله وقوعه ؛ فالله ـ عز وجل ـ خالق كل شيء ، وإليه المنتهى ؛ فهو الأول فليس قبله شيء ، وهو الآخر فليس بعده شيء ، وهو الظاهر فليس فوقه شيء ، وهو الباطن فليس دونه شيء ، والقول بالتسلسل في المؤثرين يؤدي إلى خلو المُحدَث والمخلوق من مُحْدِث ، وخالق وينتهي بإنكار الخالق ـ جل وعلا ـ . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [/CENTER]
[CENTER][B][SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]" خلاصة القول في مسألة التسلسل عموماً " : [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]* أن التسلسل هو ترتيب أمور غير متناهية ، وأنه سمي بذلك أخذاً من السلسلة . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]* وأن التسلسل من الألفاظ المجملـة التي لابد فيها من الاستفصال ـ كما مر ـ . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]* وأنه إن أريد بالتسلسل : دوام أفعال الرب ومفعولاته ، وأنه متصف بصفات الكمال أزلاً وأبداً فذلك حق صحيح ، يدل عليه الشرع والعقل . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][B]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]* وأنه إن أريد بالتسلسل : أنه ـ عز وجل ـ كان معطلاً عن أفعاله وصفاته ، ثم فعل ، واتصف فحصل له الكمال بعد أن لم يكن متصفاً به ، أو أريد بالتسلسل : " التسلسل في المؤثرين ـ فذلك معنى باطل مردود بالشرع والعقل " .[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [/CENTER]
[/CENTER]

يعرب 2011-11-17 04:46 AM

رد: توحيد الأسماء والصفات
 
[CENTER][B][FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy][COLOR=red]وقفة حول المجاز[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B][/CENTER]
[CENTER][B][COLOR=navy][SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]المجاز مصطلح معروف عند أهل اللغة ، والبلاغة ، والتفسير ، والأصول وغيرهم .

[/COLOR][/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=red]الدرس الثامن والأخير في باب الأسماء والصفات..

[/COLOR][/FONT][/SIZE] [SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]كما أنه يَرِدُ كثيراً في كتب العقائد ، خصوصاً في باب الأسماء والصفات ؛ ذلك أن كثيراً من أهل التعطيل اتخذوه مطية لنفي الصفات الإلهية . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ولأجل أن تتضح صورة المجاز إليك هذا العرض المجمل الميسر الذي يبين معالمه ، وحقيقة الخلاف فيه وما جرى مجرى ذلك . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وقبل الدخول في ثنايا الحديث عن المجاز يحسن الوقوف عند مصطلح ( الحقيقة ) ؛ وذلك لأن المجاز ـ عند من يقول به ـ قسيم الحقيقة . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]فالكلام ينقسم إلى حقيقة ومجاز ؛ فإلى تفصيل الحديث حتى يتبين الأمر . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أولاً : تعريف الحقيقة : هي الكلمة المستعملة فيما هي موضوعة له من غير تأويل في الوضع . أو هي : استعمال اللفظ فيما وضع له في الأصل . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]مثل كلمة ( أسد ) : تدل على الحيوان المعروف ، وكلمة ( الشمس ) : تدل على الكوكب العظيم المعروف ، وكلمة ( البحر ) : تدل على الماء العظيم الملح . . وهكذا جميع ألفاظ اللغة . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ثانياً : تعريف المجاز : المجاز في اللغة : اسم مكان كالمطاف والمزاز . والألف فيه منقلبة عن واو ، وقيل : هو مصدر ميمي . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وفي الاصطلاح : هو استعمال اللفظ في غير ما وضع له في الأصل ؛ لعلاقة بين المعنيين ـ الحقيقي والمجازي ـ مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ثالثاً : شرح مفردات تعريف المجاز : قوله : ( في غير ما وضع له ) : أي المعنى الوضعي للَّفظ ، ويسمى الحقيقي أو الأصلي الذي ذكرته معاجم اللغة ، كوضع كلمة الأسد للحيوان المعروف الكاسر ، وكذلك القمر . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]- قوله : ( لِعِلاقة ) : العلاقة هي الشيء الذي يربط بين المعنى الأصلي للفظ ، والمعنى المجازي ، كالشجاعة في قولك : رأيت أسداً يكرُّ بسيفه ! فالأسد هنا لا يقصد به الحيوان ؛ وإنما يقصد به الرجل الشجاع ، إذاً فقد انتقل من معناه الحقيقي إلى المعنى المجازي ، والعلاقة هي الشجاعة . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]- قوله : ( القرينة ) ؛ القرينة : هي التي تمنع الذهن من أن ينصرف إلى المعنى الوضعي الأصلي للفظ ، مثل قولك ( يكر بسيفه ) في قولك : ( رأيت أسداً يكر بسيفه ) لأن الأسد لا يكر بالسيف ، فعلم أن المقصود باللفظ مجازه لا حقيقته ؛ لأن الأسد لا يحمل السيف . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وكذلك قولك في الرجل الكريم : جاء البحر ، ونحو ذلك من الأمثلة مما سيأتي ذكره . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]رابعاً : " تطبيـق " : إليك هذا التطبيق الذي يبين لك ما ذكر بصورة أجلى : قال أهل المدينة في استقبالهم للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما قدم من تبوك هو وأصحابه : [/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR][/B][/CENTER]
[B][COLOR=navy]

[CENTER][SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]طلــع البــدر عليـنا من ثنــيات الــوداع[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]

[CENTER][SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]فالمجازات في هذا البيت واقع في لفظ ( البدر ) حيث يريدون به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وهذا استعمال مجازي ؛ ذلك لأن الاستعمال الحقيقي للبدر إنما هو الكوكب العظيم الذي يكون في السماء ليلاً . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]والعلاقة بين المعنيين ـ الحقيقي والمجازي ـ هي الحسن والإشراق ؛ فالبدر حسن مشرق ، وكذلك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]والقرينة المانعة من إرادة المعنى الأصلي الحقيقي هي : ( من ثنيات الوداع ) فهي التي أثبتت مجازية البدر ، والسبب أن البدر الحقيقي لا يظهر بين ثنيات الوداع ـ وهي الجبال الصغيرة ـ وإنما يظهر في السماء ـ كما هو معلوم ـ فعلم بذلك أن اللفظ أريد به مجازه لا حقيقته . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]خامساً : " أمثلة لألفاظ يتبين فيها الحقيقة من المجاز " : [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]1 / الشمس لها دلالتان : إحداهما حقيقية وهي دلالة الكوكب العظيم المعروف . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]والأخرى مجازية وهي : الوجه المليح . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]2 / البحر له دلالتان : إحداهما حقيقته ، وهي دلالته على الماء العظيم الملح . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]والأخرى مجازية وهي : دلالته على الرجل الجواد الكثير العطاء أو العالم العزير العلم . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]3 / اليد لها دلالتان : إحداهما حقيقته ، وهي الجارحة المعروفة ، كما تقول : كتبت بيدي . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]والأخرى مجازية بمعنى النعمة ، كما تقول لفلانٍ عليَّ يدٌ ، أي : نعمة . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]سادساً : كيف يُفرَّق بين الحقيقة والمجاز ؟ [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]يفرق بسياق الكلام ، وقرائن الأحوال . ولا يمكن أن يقال : إن كلا الدلالتين ـ الحقيقية والمجازية ـ سواء ؛ بحيث إذا أطلق اللفظ دل عليهما معاً ، كأن يقال : إن الشمس حقيقية في دلالتها على الكوكب والوجه المليح ، وأن البحر حقيقة في الماء العظيم الملح والرجل الجواد ؛ بل لابد من قرينة تخصص المعنى المراد . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]سابعاً : لم سمي المجاز بهذا الاسم ؟ [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]لأنه مأخوذ من قولهم : جاز هذا الموضع إلى هذا الموضع ، إذا تخطاه إليه . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]فالمجاز ـ إذاً ـ اسم للمكان الذي يجاز فيه كالمزار ، والمعاج وأشباههما . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وحقيقته : الانتقال من مكان إلى مكان ؛ فجعل ذلك لنقل الألفاظ من محل إلى محل ، كقولنا : زيد أسد ؛ فإن زيداً إنسان والأسد هو ذاك الحيوان المعروف . وقد جُزْنا الإنسانية ـ أي : تخطيناها وانتقلنا منها وعبرناها إلى الأسدية ؛ لِوُصلة بينهما ـ أي علاقة ، وتلك الوصلة هي صفة الشجاعة ؛ فهذا هو سبب تسمية المجاز بهذا الاسم . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أما الحقيقة فهي : مأخوذة من كلمة حقَّ وهو الشيء الثابت ، ولعلك تشمُّ رائحة التضاد بين هاتين الكلميتين ؛ فالحقيقة ثبوت الشيء ، والمجاز تَعَدِّية . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ثامناً : هل كل مجاز له حقيقة ، وكل حقيقة لها مجاز ؟ [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]والجواب : أن كل مجاز له حقيقة ؛ لأنه لم يطلق عليه لفظ مجاز إلا لنقله عن حقيقة موضوعة . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وليس من ضرورة كل حقيقة أن يكون لها مجاز . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]تاسعاً : هل الأصل في الكلام الحقيقة أو المجاز ؟ [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]والجواب : أن الأصل فيه الحقيقة ، ولا ينصرف الكلام عن حقيقته إلى مجازه إلا بقرينة ، كما مر في الأمثلة الماضية . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]عاشراً : اختلاف العلماء في أصل وقوع المجاز : [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]اختلف العلماء في أصل وقوع المجاز وثبوته في اللغة والقرآن ، على ثلاثة أقوال : [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]1 / أن المجاز واقع في اللغة والقرآن : وهذا مذهب جماهير العلماء ، والمفسرين ، والأصوليين ، واللغويين ، والبلاغيين ، وغيرهم ؛ بل حكى الإجماع على ذلك يحيى بن حمزة العلوي في كتابه ( الطراز ) غير أن في تلك الدعوى توسعاً ؛ لوجود المخالف المعتبر . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]2 / إنكار المجاز مطلقاً في اللغة والقرآن : وقد ذهب إلى ذلك أبو إسحاق الاسفراييني ، وتبعه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]3 / أن المجاز واقع في اللغة دون القرآن : وقد ذهب إلى ذلك وارد الظاهري ، وابنه محمد ، وابن القاصّ الشافعي وابن خويز منداد المالكي ، ومنذر بن سعيد البلوطي ، ومن المعاصرين الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]حادي عشر : حجة القائلين بمنعه : [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]القائلون بمنع المجاز في اللغة والقرآن ، أو في القرآن وحده يحتجون على ذلك بحجج منها : [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]1 / أن كل مجاز كذب يجوز نفيه : فيلزم على القول بأن في القرآن مجازاً أن في القرآن ما يجوز نفيه ، قال الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ : " وأوضح دليل على منعه في القرآن إجماع القائلين بالمجاز على أن كل مجاز يجوز نفيه ، ويكون نافيه صادقاً في نفس الأمر ؛ فتقول لمن يقول : رأيت أسداً يرمي : ليس هو بأسد وإنما هو رجل شجاع ؛ فيلزم على القول بأن في القرآن مجازاً أن في القرآن ما يجوز نفيه ، ولا شك أنه لا يجوز نفي شيء من القرآن " . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]2 / أن القول بالمجاز ذريعة إلي نفي الصفحات الإلهية وتأويلها ، قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ : " وهذا اللزوم اليقيني الواقع بين القول بالمجاز في القرآن وبين جواز نفي بعض الصفات قد شوهدت في الخارج صحته ، وأنه كان ذريعة إلى نفي كثير من صفات الكمال والجلال الثابتة لله في القرآن العظيم . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وعن طريق القول بالمجاز توصل المعطلون لنفي ذلك ، فقالوا : لا يد ، ولا استواء ، ولا نزول ، ونحو ذلك في كثير من آيات الصفات لأن هذه الصفات لم تُرَدْ حقائقها ؛ بل هي عندهم مجازات ؛ فاليد سمتعملة عندهم في النعمة ، أو القدرة ، والاستواء في الاستيلاء ، والنزول نزول أمره ونحو ذلك ؛ فنفوا هذه الصفات الثابتة بالوحي عن طريق القول المجاز . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]مع أن الحق الذي هو مذهب أهل السنة والجماعة إثبات هذه الصفات التي أثبتها ـ تعالى ـ لنفسه ، والإيمان بها من غير تكييف ولا تشبيه ، ولا تعطيل ولا تمثيل " . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]فهذا السبب ـ أعني نفي الصفات عن طريق القول بالمجاز ـ هو من أعظم الأسباب التي دعت القائلين بإنكار المجاز إلى ذلك . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]3 / ادعاء أن الألفاظ كلها حقيقة : والجزم بأن تقسيمها إلى حقيقة ومجاز تقسيم حادث لم تعرفه العرب : قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ عن المجاز : " إنه غير معروف عن العرف ، ولم تقل الأمة في أول عصورها : هذا اللفظ حقيقة وذاك مجاز . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وإنما هو اصطلاح طارئ على الأمة بعد انقضاء القرون الثلاثة " . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وقد كرر ـ رحمه الله ـ ذلك في مواضع من كتبه ، خصوصاً في كتابه الإيمان ، وفي الأسماء والصفات من مجموع الفتاوى . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]4 / أن إطلاق المجاز في القرآن يفضي ويؤدي إلى وصف الله بالمُتَجَوِّز : وذلك مما لم يرد الإذن به ؛ ذلك أن أسماء الله وصفاته توقيفية كما هو معلوم .[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ثاني عشر : مناقشة مثبتي المجاز لمنكريه[/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]1 / أن القول بأن كل مجاز كذب يجوز نفيه ليس صحيحاً : وإنما يكون المجاز كذباً لو أثبت المعنى على التحقيق لا على المجاز ، أي أنه إذا أطلق القمر ـ مثلاً ـ على إنسان بهي الطلعة يكون كذباً لو ادُّعي أنه القمر الذي في السماء حقاً . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ولا ريب أن هذا ليس بمرادٍ في المجاز ، وإنما المراد تشبيهه به في البهاء والحسن ، فأين الكذب ؟ ! [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وكذلك قولنا للبليد ( حمار ) ليس المقصود بأنه حمار في الشكل والخلقة وإلا لصح أن ينفى ويقال : ليس هو بحمار بل هو إنسان ؛ فالنفي هنا مُنصب على إرادة الحقيقة لا على المعنى المجازي ، وهذا لا يسمى كذباً ؛ لأن المتكلم جاء بقرينة تبين مراده ، وترفع اللبس ، ثم أن البلاغيين حرصوا في مصنفاتهم على أن يبينوا الفرق بين المجاز والكذب ؛ فهم متفقون على أن المجاز ليس كذباً ؛ لأن التجوُّز يضع بين يدي المجاز قرينة تصرف عن إرادة المعنى الأصلي للفظ . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]أما الكذب فإن الكاذب يحرص فيه على إخفاء حاله ؛ ترويجاً للكذب الذي يريده . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ولقد عني البلاغيون بالقرائن عناية بالغة ، واستنبطوها من كلام العرب ، وفصلوا فيها القول تفصيلاً ؛ فإذا خلا المجاز من القرائن كان الكلام فاسداً لعدم دلالته . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]2 / أن القول : بأن المجاز ذريعة إلى نفي الصفات الإلهية ، وتأويلها ليس مسوغاً لنفي المجاز ؛ ذلك أنه لا حجة لهؤلاء النفاة المعطلة فيما ذهبوا إليه . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وإنما هم أصحاب هوى وضلال ، ومن كانت هذه حاله ركبه كل صعب وذلول في سبيل هواه ، فاستدلالهم بالمجاز على نفي الصفات استدلال فاسد ، فنحن نجعله حجة عليهم لا لهم ؛ فيقال لهؤلاء النفاة المعطلة : إن الأصل في الكلام أن يحمل على حقيقته وظاهره المتبادر ما لم تقم قرينة توجب صرفه عن هذه الحقيقة ، وذلك الظاهر لنا . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ثم إن الناس متعبدون باعتقاد الظاهر من أدلة الكتاب والسنة ما لم يمنع مانع . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وبناء على ذلك يقال لهؤلاء النفاة : إن النصوص الصحيحة القطعية أثبتت صفات الكمال لله تعالى كصفة الكلام ، واليد ، والاستواء ، والنزول ، والعلو ، والساق ، والقَدم ، والضحك ، والأصابع . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]والنصوص الواردة في ذلك لا تظفـر فيها بأي قرينة تنقلها عن معانيها الحقيقية التي دلت عليها ؛ فهي صفات حقيقية ثابتة للرب ـ سبحانه ـ على ما يلين به . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وادعاء هؤلاء المعطلة أن إثبات الصفات يلزم منه التمثيل ، وأن القرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي هي تنزيه الله سبحانه عن مماثلة المخلوقين ادعاء باطل متهافت ، ظاهر السقوط ؛ إذ لا يلـزم من إثبات الصـفات لله تمثيلـه وتشبيهه بخلقـه ؛ فللخالـق ـ سبحانه ـ صفات تليق به ، وللمخلوق صفات تليق به . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ثم إن مجيء نصوص الصفات متكاثرة يقطع بأن المراد منها معانيها الحقيقية ويدرأ عن تلك النصوص أن تكون مجازية أنها لا تقبل دعوى المجاز من جهة اللغة نفسها ، وتراكيب الكلم فيها ؛ فهي تأبى أن تبارح المعنى الحقيقي . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ونمثل بهذا المثال وهو قوله سبحانه : ( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً ) [النساء : 164] . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]فلا يجوز أبداً أن يقال : إن الكلام في هذه الآية مجازي ، لأن الفعل ( كلَّم ) أُكِّد بالمصدر ( التكليم ) الدال على النوع . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وقد نقل أبو جعفر النحاس ( ت 338 ) إجماع النحاة على أن الفعل إذا أكد بالمصدر لم يكن مجازاً ، بل هو حقيقة قطعاً . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وكيف وقد قال ـ تعالى ـ : ( وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ) [الأعراف : 143] ؟ ! [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ومما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في قوله ـ سبحانه وتعالى ـ : ( لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ) [ص : 75] أنه قال : " لا يجوز أن تفسر بالقدرة ؛ لأن القدرة صفة واحدة ، ولا يُعَبَّر بالاثنين عن الواحد ، ولا يجوز أن يراد به النعمة ؛ لأن نعم الله ـ تعالى ـ لا تحصى . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وإذا أضيف الفعل إلى الفاعل ، وعُدِّي الفعل إلي اليد بحرف الباء كقوله ـ تعالى ـ : ( لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ) [ص : 75] فإنه نصٌّ على أنه فعل الفعل بيديه . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]فإذا قال القائل : بنيت الحجرة بيدي فلابد أن يكون باشر البناء بنفسه . إذا قال : هذا البيت بَنَتْه يداي يفهم منه أنه بناه بماله ، وفرق بين التركيبين " ا . هـ . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وبالجملة ، فالأمثلة على هذا النحو كثيرة جداً أو من خلالها يظهر أن نصوص الصفات لا تقبل المجاز من جهة نظمها ، وتركيبها ، وإضافتها إلى الله ـ عز وجل ـ . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]كيف وأهل السنة مجمعون على الإقرار بأسماء الله ـ تعالى ـ وصفاته وحملها على الحقيقة لا المجاز ؟ ! [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]3 / أما القول بأن الألفاظ كلها حقيقة أو أن تقسيمها إلى حقيقة ومجاز تقسيم حادث لم تعرفه العرب ـ فذلك يحتاج إلي نظر . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]فإن أريد بذلك أن العرب لم يضعوا هذا المصطلح فنعم . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وإن أريد نه لا يوجد في كلامهم مجاز فهذا غير صحيح ، بل الشواهد من كلامهم على استعمال المجاز أكثر من أن تحصر ، وذلك مما استفاض به النقل عن علماء اللغة . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ثم إن القول إن هذا الاصطلاح لم يعرف إلا بعد القرون الثلاثة المفضلة ـ غير مُسَلَّم به ؟ فقد تلكم بالمجاز غير واحد من علماء اللغة في أوقات القرون المفضلة ؟ ومن هؤلاء أبو زيد القرشي المتوفي سنة 170هـ . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ومن أهل اللغة من يعبر عن المجاز بـ : ( التوسع والسعة في الكلام ) . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]4 / وأما القول بأن إطلاق المجاز يفضي إلى وصف الله بالمتجوز وذلك لا يصح ـ فيجاب عنه : بأنه لا يلزم ذلك لأن هذا الإطلاق لا يكون إلا بدليل . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ثم إن إطلاق المجاز على اللفظ في بعض استعمالاته اصطلاح ، ولا يلزم إضافة المعاني الاصطلاحية إلى الله ـ تعالى ـ وإلا ففي القرآن سجع ، وأمثال ، فهل يقال في حق الله ـ تعالى ـ : الساجع ، والممثل ؟ [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]هذه بعض حجج القائلين بمنعه ورد القائلين به على سبيل الإيجاز . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ثالث عشر : خاتمة الحديث عن المجاز : وبعد أن وقفت عن شيء من أمر المجاز وما جاء في الخلاف حول إثباته أو نفيه يتبين لك أن أعظم الأسباب التي دعت إلى نفيه وإنكاره ـ أن أهل التعطيل اتخذوه مطية لتحريف بعض نصوص الشرع لاسيما في باب الصفات . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]فهذا هو الذي دعا بعض العلماء أن يشدد في النكير على القائلين بالمجاز . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وإلا لو كان الأمر مجرد اصطلاح لغوي لا يترتب عليه خوض في مسائل الشريعة لهان الخطب ، ولا حصل فيه كبير خلاف ولكن لما أدرك بعض العلماء خطورة ذلك وكثرة المبتدعين به سارعوا إلى إنكاره ؛ سداً للذريعة ، وعلى رأس هؤلاء شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في مواطن كثيرة من كتبه ، وإن كان قد قال بالمجاز في إحدى مراحل عمره . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]يقول الشيخ عبدالمحسن العسكر ـ حفظه الله ـ في مقدمة مخطوطة له عن المجاز : " وأحسب أن شيخ الإسلام ابن تيمية قد قال بالمجاز في إحدى مراحل عمره ، فقد رأيت في ( محاسن التأويل ) لجمال الدين القاسمي ( ت 1332هـ ) ما هذا نصه : [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]" قال ابن تيمية في بعض فتاواه : نحن نقول بالمجاز الذي قام دليله ، وبالتأويل الجاري على نهج السبيه ، ولم يوجد في شيء من كلامنا وكلام أحد منا أنا لا نقول بالمجاز والتأويل ، والله عند لسان كل قائل ، ولكن ننكر من ذلك ما خالف الحق والصواب ، وما فتح به الباب إلى هدم السنة والكتاب ، واللحاق بمُحرِّفة أهل الكتاب . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]والمنصوص عن الإمام أحمد وجمهور أصحابه أن القرآن مشتمل على المجاز ، ولم يعرف عن غيره من الأئمة نص في هذه المسألة . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وقد ذهب طائفة من العلماء من أصحابه وغيرهم ، كأبي بكر بن أبي داود ، وأبي الحسن الخرزي ، وأبي الفضل التميمي ، وابن حامد وغيرهم إلى إنكار أن يكون في القرآن مجاز . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وإنما دعاهم إلى ذلك ما رأوه من تحريف المحرفين للقرآن بدعوى المجاز ، قابلوا الضلال بحسم المواد ، وخيار الأمور التوسط ، والاقتصاد . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وبعد أن نقل الشيخ العسكر هذه الفتوى قال : " ومع أنني لم أهتد إلى هذه الفتوى في حظانها من المطبوع من مؤلفات شيخ الإسلام وفتاواه ـ فإن عدم اهتدائي هذا لا ينفي وجودها في كتابات الشيخ مطلقاً . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]بَيْدَ أني مطمئن غير مرتاب في نسبة هذا الكلام إلى شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ وذلك لما يلي : [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]1 / أن المطبوع من أعمال شيخ الإسلام لا يمثل إلا القليل مما كتب في حياته كلها . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وأنت خبير أنه صاحب قلم سيال ، ومكثر من الكتابة جداً ، حتى قال الذهبي : " جاوزت فتاوى ابن تيمية ثلاثمائة مجلد " . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]2 / أن من له أدنى صلة بتراث شيخ الإسلام لا ينازع في أن هذا النَّفَسَ نَفَسُه ، والأسلوب أسلوبه ، وقد وقف على هذه الفتوى بعض العلماء فأجابوا بذلك منهـم فضيلة الشيخ محمد العثيمين ـ رحمه الله ـ وشيخنا عبدالرحمن البراك أحسن الله إليه . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]3 / أن الذي نقل هذه الفتوى من أعظم الناس اطلاعاً في هذا العصر على كتابات الشيخ وتلميذه ابن القيم ، وكان يعيش في بلاد الشام بلاد الشيخين ، ومؤلفات القاسمي وخاصة تفسيره طافحة بالنقولات الكثيرة عنهما . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]ثم إنه أحد القلة في عصره الذين نهضوا بالمنهج السلفي ، ومناصرته ، وأوذي في ذلك أذىً كثيراً . [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وما كان الشيخ ليلصق بشيخ الإسلام قولاً يتطرق الشك في نسبته إليه " . [/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]
[/COLOR][/B][CENTER][B]

_______________

[FONT=mudir mt][SIZE=5][COLOR=navy][COLOR=navy]وأخيرا هذاكتاب الأسماء والصفات من كتاب التوحيد للشيخ (محمدبن إبراهيم الحمد)[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT] [/B][B]





[COLOR=navy]
[SIZE=5][FONT=mudir mt][COLOR=navy]وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]



[/B][/CENTER]

يعرب 2011-11-17 04:51 AM

رد: توحيد الأسماء والصفات
 
[FONT=Traditional Arabic,][SIZE=5][B]لمن يريد تحميل الكتاب

[URL="http://www.saaid.net/book/open.php?cat=1&book=790"]اضغط هنا [/URL]

والتحميل المباشر

[URL="http://www.saaid.net/book/1/335.zip"][IMG]http://www.saaid.net/book/images/zip.gif[/IMG] << اضغط هنا >>[/URL]


[/B][/SIZE][/FONT]

شروق سلامة 2017-12-17 06:57 PM

مجهود رائع و مشكور منكم


الساعة الآن »06:10 PM.

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة