![]() |
نحو تفسير أسهل/سورة عبس/د.عائض القرني
[b][font="arial"][center][size="6"][color="green"]نحو تفسير أسهل
الدكتور عائض القرني سورة عبس بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ [/color][/size][/center] [right][size="5"][color="blue"][color="green"]عَبَسَ وَتَوَلَّى [/color] (1) قطب الرسول صلى الله عليه وسلم وجهه لانشغاله بدعوة كبار الكفار، فأعرض ولم يصغِ لسؤال الأعمى، وخاطبه بالغيبة تلطفا. [color="green"]أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى[/color] (2) جاءه الأعمى (ابن أم مكتوم)، فكأن المعنى: هذا مسكين وأعمى وسائل عن العلم وتعرض عنه؛ لإثارة العطف والرحمة. [color="green"]وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى[/color] (3) وما ينبئك -أيها النبي- أن هذا الأعمى جاء ليتطهر بهداك من ذنوبه، وبعلمك من آثار جهله. [color="green"]أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى[/color] (4) أو لعله يتعظ بقولك فينتفع ويعمل بما سمع، فالتزكية عمل الطاعات، والتذكر ترك المحرمات، وهما التقوى. [color="green"]أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى[/color] (5) أما من استغنى بماله وجاهه ودنياه عن رسالتك، فهو منغمس في شهواته، منتكس في مخالفاته، لم يعتن برسالتك. [color="green"]فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى[/color] (6) فأنت تقبل عليه وتعتني به وتحييه طمعا في هدايته، هو معرض وأنت مقبل، وهو موغل في ضلالته، وأنت حريص على هدايته. [color="green"]وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى[/color] (7) وليس عليك حرج ألا يتطهر من معصيته، حتى تحرص على هدايته، فدعه ما دام اختار الغواية وترك الهداية، واتركه في رجسه. [color="green"]وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى[/color] (8) وأما من أتاك ساعيا لطلب الهداية، باحثا عن العلم، سائلا عن الحكمة، حريصا على الفقه في الدين، وأتاك محبّا لك ولدينك. [color="green"]وَهُوَ يَخْشَى[/color] (9) وهو يخاف عذاب الله ويخشى عقابه، حمله الخوف على السؤال؛ ليعلم الحلال فيعمل به، ويعلم الحرام فيجتنبه، فبالخوف تنال النجاة. [color="green"]فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى[/color] (10) فأنت تتشاغل عنه بغيره، فلا تجيب سؤاله، ولا تسمع كلامه، مع أنه أتى راغبا وأنت تلاحق من ولى هاربا. [color="green"]كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ[/color] (11) كلا لا تعُد لمثل هذا العمل -أيها الرسول- فإن هذه موعظة ونصيحة، فعليك أن تعظ من ينتفع بموعظتك. [color="green"]فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ[/color] (12) فمن أحب أن ينتفع بموعظة القرآن فعل، فهذب نفسه بالوحي، وقوَّم سلوكه بالدين، فانتفع من العلم النافع بعمله الصالح. [color="green"]فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ[/color] (13) هذه النصائح من القرآن مسطرة في صحف شريفة، عزيزة المكان، مقدسة الجناب، محترمة المحل لأنها كلام الله عز وجل. [color="green"]مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ[/color] (14) وهي رفيعة الذات والقدر، منزهة عن الدنس، لا يمسها إلا المطهرون، عصم معناها من الزيغ، ونزه فحواها عن الرجس. [color="green"]بِأَيْدِي سَفَرَةٍ[/color] (15) كتبت بأيدي ملائكة سفراء بالوحي بين الله ورسوله، يبلغون النبي القرآن بأمانة، قد حفظوا ما حملوا، وأدوا ما سمعوا. [color="green"]كِرَامٍ بَرَرَةٍ[/color] (16) ملائكة كرام على ربهم، أعزاء على الله، أطاعوا أمره واجتنبوا نهيه، سلموا من أدران الذنوب، وخلصوا من آثار العيوب. [color="green"]قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ[/color] (17) لعن الله الكافر ما أشد كفره، وأكثر بغيه، وأعظم جحوده، نسي الإحسان، وعصى الرحمن، وأطاع الشيطان، وكذب بالقرآن. [color="green"]مِنْ أَي شَيْءٍ خَلَقَهُ[/color] (18) لماذا لا يتفكر الكافر في أصل خلقته؟ ومن أي مادة خلقه الله منها، إنها ماء مهين، وأصل حقير، فلو تذكر ما تكبر. [color="green"]مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ[/color] (19) خلقه من ماء ضئيل مهين، فقدر له أوقاتا وأطوارا، طفولة، ثم صبا، ثم كهولة، ثم شيخوخة، وقدر خلقه ورزقه وعمله. [color="green"]ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ[/color] (20) ثم سهل ولادته، ويسر له طريق الهداية والضلالة؛ ليختار أحدهما، وأوضح له المحجة، وأقام عليه الحجة، لينقطع عنه العذر. [color="green"]ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ [/color] (21) ثم توفاه وأمر بدفنه في القبر، لتمام الستر، وما يدفن إلا الإنسان تكريما له وتمييزا عن الحيوان. [color="green"]ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ [/color] (22) ثم إذا أراد الله أحياه بعد موته ليوم القيامة؛ ليلقى جزاءه ويواجه مصيره، من خير أو شر. [color="green"]كَلا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ[/color] (23) كلا ردعا للإنسان عن الكفر والتكذيب، فالإنسان لم يفعل ما أمره الله على الوجه اللائق إلا القليل، والكثير معرض مكذب. [color="green"]فَلْيَنْظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ[/color] (24) فليفكر الإنسان كيف خلق الله له طعاما من أنواع مختلفة، ومذاقات متعددة، وأصناف كثيرة؛ لتقوم حياته بها. [color="green"]أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا [/color] (25) أنا أنزلنا الغيث بغزارة فسكبناه من الغمام، فجاء بماء منهمر فيه البركة والنماء والحياة للإنسان والحيوان والنبات. [color="green"]ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا [/color] (26) ثم شققنا تربة الأرض بالنبات؛ ليخرج ساق النبت وفق حجمه، بلا زيادة ولا نقصان، بل بحكمة وإتقان. [color="green"]فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا [/color] (27) فأخرجنا من الأرض حبا من الحنطة والشعير والذرة؛ غذاء للإنسان والحيوان، بطعوم مختلفة، وأصناف متعددة. [color="green"]وَعِنَبًا وَقَضْبًا [/color] (28) وأخرجنا به شجر العنب الذي هو من أعظم الأشجار نفعا، وله فوائد كثيرة، وكذلك أنبتنا البرسيم للبهائم غذاء لها وقوتا. [color="green"]وَزَيْتُونًا وَنَخْلا[/color] (29) وأخرجنا شجر الزيتون صاحب الزيت والثمر؛ زينة وأكلا ودواءً، وكذلك النخل الباسق، أجل الشجر وأعظمها نفعا. [color="green"]وَحَدَائِقَ غُلْبًا[/color] (30) وأنبتنا بساتين كثيرة الأشجار، لذيذة الثمار، ملتفة الأغصان، كثيفة الأفنان في جمال وبهاء، رياض خضر، وخمائل غناء، وبساتين فيحاء. [color="green"]وَفَاكِهَةً وَأَبًّا[/color] (31) وخلقنا فاكهة لذيذة الطعم، مختلفة الحجم، بمذاقات شتى وطعوم مختلفة، وألوان بهية تبهج الناظر، وتسر الخاطر، وأوجدنا عشبا للبهائم ومرعى للدواب. [color="green"]مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ[/color] (32) متعناكم بذلك منفعةً لكم وغذاءً ومرعى للحيوان، ومصلحة ذلك لكم حتى متاع الدواب؛ لأن فائدتها عائدة إلى الإنسان. [color="green"]فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ[/color] (33) فإذا قامت القيامة بصيحتها المفزعة المذهلة التي تصخ الآذان، ويرجف لها الجنان، وينخلع من هولها قلب الإنسان. [color="green"]يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ[/color] (34) يوم يهرب الإنسان من أخيه على رغم القربى وصلة الرحم والنسب، فلا إخاء ولا معرفة ولا منفعة؛ لأن الأمر أعظم من كل شيء. [color="green"]وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ[/color] (35) ويهرب من أمه وأبيه؛ لهول الموقف، فلا يعطيهم حسنة من حسناته، قد شغل عنهم بما أذهل العقول، وأدهش الأفكار، وغشي الأبصار. [color="green"]وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ [/color] (36) وهرب من زوجته بعد المودة والرحمة وطول العشرة؛ لما اعتراه من خوف مفرط، وفزع هائل، وكذلك هرب من أولاده بعد اللطف والرحمة والحنان، انتهت العلاقة، وتفصمت العرى، وتقطعت الأنساب. [color="green"]لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ [/color] (37) لكل إنسان موقف صعب شغل قلبه، وأذهب لبه، فنسي الأحباب وغفل عن الأصحاب، وتشاغل بنفسه عن الأنساب والأحساب. [color="green"]وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ[/color] (38) وجوه المؤمنين مشرقة متلألئة زاهية بالبشرى، مضيئة بالسرور، باهية بالفرحة، غمرها الإشراق والنور. [color="green"]ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ[/color] (39) ضاحكة لحسن المصير، وطيب المنقلب، ولذة الفوز، مستبشرة بالنجاة وحصول الفلاح، ووقوع الظفر، واكتمال السرور، وتمام الحبور. [color="green"]وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ[/color] (40) ووجوه الكفار عليها غبار، وذلة وصغار، قبح منهم المنظر، وشاهت الوجوه، وساء الحال، وخاب المآل. [color="green"]تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ[/color] (41) تغشاها ظلمة الذنوب، وسواد الخطايا، وكدرة المعاصي؛ لأنهم لما عاينوا العذاب، وشاهدوا العقاب، أصابهم الكدر في المخبر والمظهر. [color="green"]أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ[/color] (42) أصحاب هذه الوجوه المظلمة هم الكفار المكذبون بالكتاب والرسول، الفجار بارتكاب المعاصي والذنوب، فهم جحدوا الرسالة، وسلكوا سبل الضلالة. عن الشرق الأوسط[/color][/size][/right][/font][/b] |
:(: الأعمى :): لفظ لطيف معبر بخلاف ( كفيف ) والتى تدل على أنه ولد مبصراً ثم كُفّ بصره فى حياته ، بينما الأعمى فهو الذى يولد بلا بصر.
:جز: |
الساعة الآن »03:36 PM. |
Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2025 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة