منتديات الجامع - أحكام دفع الصائل

[CENTER][SIZE=5][FONT=lotus linotype][COLOR=olive]أحكام دفع الصائل [/COLOR][/FONT]
[FONT=lotus linotype][COLOR=olive](عند شيخ الإسلام ابن تيمية)[/COLOR][/FONT][/SIZE]

[SIZE=5][FONT=lotus linotype][COLOR=#000000]دفع الصائل: هو الدفاع (الشخصيّ الخاص) الذي يكون عن طريق أفراد يُعتَدى عليهم من قِبَل آخرين -سواء كانوا عصاةً مسلمين أو كفّاراً- ؛ فهو أمرٌ متعلّقٌ بمصالح أفراد خاصة أو مجموعاتٍ ضيقة.. [/COLOR][/FONT]
[FONT=lotus linotype][COLOR=#000000]ومن خلال التتبع لهذا النوع مِنَ القِتال -فيما كتبه شيخ الإسلام- يُمكن تقسيم ما (يُعتدى عليه) [COLOR=blue]إلى ثلاثة أقسام[/COLOR]:[/COLOR][/FONT]

[FONT=lotus linotype][COLOR=#000000][COLOR=darkgreen]أولاً:[/COLOR] الاعتداء على [/COLOR][COLOR=red](الـمـال)[/COLOR][COLOR=#000000].[/COLOR][/FONT]
[FONT=lotus linotype][COLOR=#000000]يرى ابن تيمية -رحمه الله- أنّ الإنسان المسلم إذا تعرَّضَ للاعتداء من قِبَل الآخرين -مثل قطّاع الطريق- واستُهدِفَ مالُه ؛ فـ([/COLOR][COLOR=blue]يجوز[/COLOR][COLOR=#000000]) له أن يدفع عن نفسه وأن يُقاتلَهم دفعاً عن ماله [U]إذا لم يندفعوا إلا بقتال، ولا يُقاتِلون قتالاً تذهب فيه أنفسهم وأموالهم[/U].[/COLOR][/FONT]
[FONT=lotus linotype][COLOR=#000000]وبَيَّنَ ابن تيمية -رحمه الله- أنه في هذا النوع من الاعتداء ([/COLOR][COLOR=blue]لا يجب[/COLOR][COLOR=#000000]) على المُعتدَى عليهم أن يبذلوا لهؤلاء من المال قليلاً أو كثيراً لا الثلث ولا غيره، لكن ([/COLOR][COLOR=blue]إن أحبّوا[/COLOR][COLOR=#000000]) -هم- أن يبذلوا ذلك ويتركوا القتال؛ فَلَهم ذلك وليس بواجب عليهم، وبناءً على ذلك يتحقق فيمن قُتِلَ منهم قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَن قتِل دون ماله فهو شهيد» [رواه الشيخان] ، [U]ولَم يُوجِب ابن تيمية الدفع عن (المال) وجوباً عينيّاً[/U]، بل جعَل المُعتدَى عليه في حالة جواز بين أن يُقاتِل أو أن يبذل المال؛ فقِتالهم جائز، وبذل المال جائز، والعبدُ يفعلُ ([/COLOR][COLOR=blue]أصلَح[/COLOR][COLOR=#000000]) الأمرين.[/COLOR][/FONT]

[FONT=lotus linotype][COLOR=#000000][COLOR=darkgreen]ثانياً:[/COLOR] الاعتداء على الحرمة ([/COLOR][COLOR=red]العرض[/COLOR][COLOR=#000000]).[/COLOR][/FONT]
[FONT=lotus linotype][COLOR=#000000]ومِثاله أن يريدَ الظالِم أن يفجُرَ بامرأة الإنسان، أو ذات محرمة، أو بنفسه، أو بِوَلَده، أو نحو ذلك؛ فيرى ابن تيمية في هذا النوع من الاعتداء ([/COLOR][COLOR=blue]وجوب[/COLOR][COLOR=#000000]) الدفع؛ لأن التمكين مِن فعل الفاحشة ([/COLOR][COLOR=blue]لا يجوز[/COLOR][COLOR=#000000])؛ [U]فيجب[/U] عليه أن يدفع ذلك بحسب إمكانه، وإذا لم يندفع إلا بالقتال وهو قادر عليه: قاتَل.[/COLOR][/FONT]

[FONT=lotus linotype][COLOR=#000000][COLOR=darkgreen]ثالثاً:[/COLOR] الاعتداء على ([/COLOR][COLOR=red]النفس[/COLOR][COLOR=#000000]).[/COLOR][/FONT]
[FONT=lotus linotype][COLOR=#000000]يرى ابن تيمية -رحمه الله- ([/COLOR][COLOR=blue]جواز[/COLOR][COLOR=#000000]) الدفاع عن النفس، و([/COLOR][COLOR=blue]لَمْ يُوجِب[/COLOR][COLOR=#000000]) ذلك؛ [/COLOR][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=lotus linotype][COLOR=#000000]مستدلاً على هذا الجواز بعدة أدلّة؛ منها:[/COLOR][/FONT]
[FONT=lotus linotype][COLOR=#000000]* أنَّ ابن آدم -المظلوم- لمّا أراد أخوه -الظالِم- قتْلَهُ؛ لَم يدفع عن نفسه.[/COLOR][/FONT]
[FONT=lotus linotype][COLOR=#000000]* أنّ أمير المؤمنين عثمان بن عفان -رضي الله عنه- لمّا طلَب الخوارج قتْلَه؛ لم يدفع عن نفسه، وأمر الذين جاؤوا ليقاتلوا عنه -كغلمانه وأقاربه وغيرهم- ألا يقاتِلوا، وكان ذلك مِن مناقبه.[/COLOR][/FONT]

[FONT=lotus linotype][COLOR=#000000][COLOR=darkgreen]أمّا الاعتداء[/COLOR] ([/COLOR][COLOR=red]في وقت الفتنة[/COLOR][COLOR=#000000]) [/COLOR][/FONT][FONT=lotus linotype][COLOR=#000000]بين المسلمين؛ كأن يقتتل رجلان أو طائفتان على ملك أو رئاسة أو على أهواء بينهم كأهواء القبائل والموالي أو الطوائف والمذاهب؛ فهذا قتال فتنة ([/COLOR][COLOR=blue]يُنهى عنه[/COLOR][COLOR=#000000]) هؤلاء وهؤلاء، واستدل ابن تيمية على هذا بحديث: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار -قالوا: يا رسول الله! هذا القاتل؛ فما بال المقتول؟- قال: إنه كان حريصاً على قتل أخيه» [رواه الشيخان].[/COLOR][/FONT]

[FONT=lotus linotype][COLOR=#000000][COLOR=darkgreen]ويمكننا[/COLOR] من خلال ما تقدَّم من تفصيل لرأي شيخ الإسلام في مسألة (دفع الصائل) [/COLOR][COLOR=darkgreen]الوقوف على النتائج التالية[/COLOR][COLOR=#000000]:[/COLOR][/FONT]
[FONT=lotus linotype][COLOR=#000000]1. إن جهاد الدفاع الشخصي عند ابن تيمية [U]يختلف من حيث الوجوب والجواز[/U].[/COLOR][/FONT]
[FONT=lotus linotype][COLOR=#000000]2. إن الدفاع الشخصي عند ابن تيمية [U]منوط بالمصلحة وترجيح أخف الضررين[/U].[/COLOR][/FONT]
[FONT=lotus linotype][COLOR=#000000]3. إن الدفاع الشخصي نوع من أنواع [U]الشهادة[/U]؛ وعليه فهو نوع من [U]الجهاد[/U] في سبيل الله.[/COLOR][/FONT]
[FONT=lotus linotype][COLOR=#000000]4. إن قتال الدفع [/COLOR][COLOR=blue](لا يجوز)[/COLOR][COLOR=#000000] في حالة قتال [U]الفتنة[/U]؛ لوجود الشبهة، والنهي الوارد في ذلك، [U][COLOR=blue]والأصل في حال قتال الفتنة الاعتزال[/COLOR][/U].[/COLOR][/FONT]

[/CENTER]
[/SIZE][CENTER][SIZE=5][بتصرّف يسير عن كتاب "أحكام الجهاد عند ابن تيمية" (ص218-220) ! ][/SIZE]

[COLOR=#000000][FONT=lotus linotype][SIZE=5][COLOR=darkgreen]ملحوظة[/COLOR]: إنّ دفاع الإنسان عن (دمه وماله وعرضه) إذا أُريدَ انتهاكه بغير حق -الذي يسمى عند الفقهاء بـ(دفع الصائل)-والذي تمَّ شرحه هنا- [/SIZE][/FONT][/COLOR]
[SIZE=5][COLOR=#000000][FONT=lotus linotype][COLOR=red][SIZE=6] [U]يختلف عن (جهاد الدفع)[/U][/SIZE][/COLOR] [/FONT][FONT=lotus linotype]؛ فالأخير يكون في حال هجوم العدو على بلد من بلاد المسلمين ؛ فيكون حينها الجهاد واجباً على المقصودين جميعاً؛ [U]بشرط إذن الأمير -إنْ تَـيَـسَّـر-، وبشرط القدرة على الدفع، وإلا فيسقط هذا الواجب العينيّ عن المقصودين[/U].[/FONT][/COLOR]
[FONT=lotus linotype][COLOR=#000000]والله أعلم.[/COLOR][/FONT]
[/SIZE]
[SIZE=5](منقول )[/SIZE][/CENTER]