منتديات الجامع - حديث كلُّ مخمومِ القلبِ

[CENTER]
[IMG]http://www.sheekh-3arb.net/3atter/salam_files/image013.gif[/IMG]

[IMG]http://www.sheekh-3arb.net/3atter/salam_files/image083.gif[/IMG][/CENTER]

[RIGHT][COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black]قيلَ لرسولِ اللهِ :ص: : أيُّ الناسِ أفضلُ ؟ ! قال : [COLOR=Green]كلُّ مخمومِ القلبِ، صدوقِ اللسانِ،[/COLOR] قالوا : صدوقُ اللسانِ نعرفُهُ، فما مخمومُ القلبِ ؟ ! قال : [COLOR=Green]هو النقيُّ التقيُّ، لا إثمَ عليهِ، ولا بغيَ، ولا غلَّ، ولا حسدَ[/COLOR] .[/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black] الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 5149[/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black] خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح [/FONT][/SIZE][/COLOR]

[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black] لقد حرص الإسلام حرصًا شديدًا على تأليف قلوب أبناء الأمة بحيث تشيع المحبة وترفرف رايات الألفة والمودة، وتزول العداوات والشحناء والبغضاء والغل والحسد والتقاطع .[/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black] ولهذا امتن الله على المؤمنين بهذه النعمة العظيمة فقال: [COLOR=Magenta](وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً)[آل عمران:103][/COLOR]. بل امتن على نبيه :ص: بأن أوجد له طائفة من المؤمنين تألفت قلوبهم: [COLOR=Magenta](هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ)[الأنفال:62، 63][/COLOR]. [/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black]وحتى تشيع الألفة والمودة لابد من سلامة الصدور، ونقصد بسلامة الصدور طهارتها من الغل والحقد والبغي والحسد. والحديث عن هذه القضية وهذا الخلق حديث مهم وتذكير لابد منه في وقت انشغل أكثر الناس بالظواهر واستهانوا بأمر البواطن والقلوب مع أن الله تعالى لا ينظر إلى الصور ولا إلى الأجساد، ولكن ينظر إلى القلوب والأعمال، ولأن الله تعالى قد علَّق النجاة يوم القيامة بسلامة القلوب:[COLOR=Magenta] (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)[الشعراء:88، 89].[/COLOR] والقلب السليم هو القلب السالم من الشرك والغل والحقد والحسد وغيرها من الآفات والشبهات والشهوات المهلكة. ثم إن رسول الله :ص: يقول: [COLOR=Green]"لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانًا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام"[البخاري][/COLOR].[/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black] [COLOR=Blue]**فضل سلامة الصدر ومنزلتها عند الله تعالى:[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black]يا صاحب القلب السليم أنت من صفوة الله المختارة، فقد سألوا رسول الله :ص: عن أفضل الناس، فقال:[COLOR=Green] "كل مخموم القلب صدوق اللسان"[/COLOR]. قالوا: صدوق اللسان نعرفه؛ فما مخموم القلب؟ قال: [COLOR=Green]"التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد"[/COLOR]. [/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black]ثم نقول: إن سلامة الصدر سببٌ من أعظم أسباب قبول الأعمال الصالحة ،قال :ص: [COLOR=Green]"تعرض الأعمال كل يوم اثنين وخميس، فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئٍ لا يشرك بالله شيئًا، إلا امرءً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا"[/COLOR].[/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black] فانظر كم يضيع على نفسه من الخير من يحمل في قلبه الحقد والحسد والغل؟!! [/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black][COLOR=Blue]**سلامة الصدر طريق إلى الجنة:[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black] فأول زمرة تدخل الجنة: [COLOR=Green]"...لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم على قلب رجل واحد.."[/COLOR][البخاري]. [/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black]وقصة عبد الله بن عمرو مع ذلك الرجل الذي قال عنه النبي :ص:: [COLOR=Green]"يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة"[/COLOR] معروفة فقد عاشره عبد الله ثلاث ليال فلم يجده كثير التطوع بالصلاة أو الصيام فسأله عن حاله فقال الرجل: [COLOR=Purple]"ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحدٍ من المسلمين غشًا ولا أحسُد أحدًا على خير أعطاه الله إياه"[/COLOR]. فأعلنها ابن عمرو صريحة مدوية :[COLOR=Purple]هذه التي بلغت بك[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black]وقد أخبر الله تعالى عن حال أهل الجنة فقال: :(:[COLOR=Magenta]وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ:):[لأعراف:43]. [/COLOR][COLOR=Magenta]:(:وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ:):[الحجر:47][/COLOR].[/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black] [COLOR=Blue]**الله يمدحهم:[/COLOR] :(: [COLOR=Magenta]وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ:):[الحشر:9، 10][/COLOR].[/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black] فهيا إخواني وأخواتي نطهر قلوبنا من الحقد والغل والحسد حتى نسعد بصحبة الأبرار الصالحين، ونفوز بالقرب من رب العالمين، فإن النبي :ص:أخبر عن عبادٍ ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء، على مجالسهم وقربهم من الله، فلما سئل عنهم أخبر أنهم أُناس لم تصل بينهم أرحام متقاربة.. لكنهم تحابوا في الله، وتصافوا.. فهلا سلمت صدورنا للمسلمين وصفت؟[/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black][COLOR=Blue] **أثرها على الفرد والمجتمع:[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black] يفوز صاحب الصدر السليم بكل الفضائل التي سبق الحديث عنها والنتيجة المباشرة هي:[/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black] • راحة البال والبعد عن الهموم والغموم. [/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black]• اتقاء العداوات.[/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black] أما بالنسبة للمجتمع فإنه يكون مجتمعًا متماسكًا متراصًا متكاتفًا ترفرف عليه رايات المحبة والإخاء ويصدق عليهم قول النبي :ص:: [COLOR=Green]"مثل المؤمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسَّهر والحمى".[صحيح مسلم][/COLOR]. [/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black]أنا أريد أن تتأمل معي هاتين الآيتين لتعرف قيمة سلامة الصدر بالنسبة للمجتمع: :(:[COLOR=Magenta]إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ:):[آل عمران:120]، :(:وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا:):[الأنفال:46][/COLOR].[/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black] فأعداء الأمة لن ينالوا منها مايريدون طالما ظل أبناؤها متحابين متماسكين سليمي الصدور غير متنازعين. [/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black][COLOR=Blue]**أمثلة من حياة الصالحين:[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black] هذا سيد ولد آدم أجمعين عليه صلوات رب العالمين، يذهب إلى الطائف عارضًا نفسه على وجهائها وأهلها، فلم يجبه منهم أحد، فانطق مهمومًا، وإذا هو بسحابة قد أظلته فيها جبريل، ومعه ملك الجبال فناداه ملك الجبال: [COLOR=Green]"إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين[/COLOR] [جبلا مكة] فقال صاحب الصدر السليم :ص:: [COLOR=Green]"بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا"[/COLOR]. فأي صبر وسلامة صدر هذا !!!.[/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black] ثم تأمل حاله :ص: حين ضربه قومه فأدموه (أسالوا دمه) فمسح الدم وهو يقول: [COLOR=Green]"اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون"[/COLOR].[/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black] واستحضر معي حالة المشركين معه :ص: في مكة وقد آذوه وسعوا في قتله حتى خرج من بين أظهرهم وكان الأمر كما أخبر الله عز وجل : :(:[COLOR=Magenta]وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين:):(الأنفال:30)[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black] فلما مكن الله له ودخل مكة فاتحا ما انتقم ولا آذى بل قال لقومه: [COLOR=Green]"لا تثريب عليكم اليوم"[/COLOR]. [/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black]والأمثلة من حياته :ص: كثيرة، ننصح بقراءة سيرته. [/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black][COLOR=Blue]**نبي الله يوسف عليه السلام:[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black] وقصته مع إخوته أنموذج رائع لسلامة الصدر فبعد أن ألقوه في الجب وفرقوا بينه وبين أبيه ودخوله السجن إلى غير ذلك مما هو معروف مكن الله له وجعله على خزائن مصر فلما ترددوا عليه وعرفوه قالوا: :(:[COLOR=Magenta]تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ[/COLOR]:):. فما كان منه إلا أن قَال: :(: [COLOR=Magenta]لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ[/COLOR]:):.ما حمل غلا.[/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black] ثم لما جاء أبوه مع اخوته::(:[COLOR=Magenta]وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ:):(يوسف:100)[/COLOR] فلم يقل أخرجني من الجب كي لا يُخجلهم وقال ::(:وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ:):، ولم يقل رفع عنكم الجوع والحاجة حفظًا للأدب معهم.[/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black] :(:مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي:): فأضاف ما جرى إلى السبب ولم يضفه إلى المباشر (إخوته).[/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black] ثم تأمل معي موقف الصِّدِّيقُ :ر:مع مسطح بن أثاثة إذ كان الصديق ينفق على مسطح فلما كانت حادثة الإفك كان مسطح ممن خاضوا فيها فأقسم الصديق ألا ينفق على مسطح فأنزل الله قوله تعالى: :(:[COLOR=Magenta]وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ:): (النور:22)[/COLOR] فما كان من الصديق إلا أن أعاد النفقة على مسطح. [/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black]وهذا خالد بن الوليد :ر:في أوج انتصاراته وهو قائد الجيش يأتيه خبر عزل الفاروق له فما تكلم بما يدل على سخطه ولاترك ساحات القتال بل ظل مجاهدا كجندي من جند المسلمين بعد أن كان قائدهم.[/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black] ثم استمع إلى ابن عباس رضي الله عنهما وهو يقول : [COLOR=Purple]"إني لأسمع أن الغيث قد أصاب بلدًا من بلدان المسلمين فأفرح به، ومالي به سائمة"[/COLOR].[/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black] أما أبو دجانة :ر: فقد دُخل عليه وهو مريض فرأوا وجهه يتهلل (منور) فكلموه في ذلك فقال: [COLOR=Purple]"ما من عمل شيء أوثق عندي من اثنين: كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، والأخرى كان قلبي سليمًا للمسلمين"[/COLOR]. [/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black]**أماعُلبة بن زيد :ر: فإنه لما دعا النبي :ص: إلى النفقة ولم يجد ما ينفقه بكى وقال: [COLOR=Purple]"اللهم إنه ليس عندي ما أتصدق به، اللهم إني أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني فيها من مال أو جسد أو عرض،[/COLOR] ثم أصبح مع الناس. فقال النبي :ص:: [COLOR=Green]"أين المتصدق بعرضه البارحة؟"[/COLOR] فقام عُلبة رَضي الله عنه، فقال: النبي :ص:: [COLOR=Green]"أبشر فوالذي نفسُ محمد بيده لقد كُتبت في الزكاة المتقبلة".[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black] وانظر إلى الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله يُضرب ويُعذَّب على يد المعتصم، وحين أخذوه لمعالجته بعد وفاة المعتصم وأحسَّ بألمٍ في جسده قال: [COLOR=DarkOrchid]"اللهم اغفر للمعتصم".[/COLOR] سبحان الله!! يستغفر لمن كان سببًا في ألمه. إنه منطق عظيم لا تعرفه إلا الصدور التي حملت قلوبًا كبيرة عنوانها: [SIZE=7][B][I][U][COLOR=Red]سلامة الصدر[/COLOR][/U][/I][/B][/SIZE].[/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black] وهل أتاك نبأ الشيخ ابن باز - رحمه الله - مع ذلك الرجل من الخرج؟ فقد تولى الشيخ القضاء في مدينة الخرج وجاءه رجل في قضية فسب الرجل الإمام ابن باز رحمه الله،وشاع الخبر في المدينة وخرج الشيخ إلى الحج ،وبينما كان الشيخ في الحج مرض الرجل ومات، فلما قُدِّم الرجل ليُصلَّى عليه، أبى الإمام الصلاة عليه بسبب سبه للشيخ ابن باز، وصلَّى غيره، فلما رجع الشيخ وأُخبر الخبر عاتب الإمام جدًّا على فعله، ولم يرض ما صنع، ثم إنه سأل عن قبر الرجل فأتاه وصلَّى عليه ودعا له. فأين نحن من هؤلاء؟!!. [/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black][COLOR=Blue]**الأسباب المعينة على سلامة الصدر:[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black] 1- الدعاء فإنه من أعظم الأساب لتحقيق المقصود ، وكان من دعاء نبينا :ص: :[COLOR=Green](وأسألك قلبًا سليمًا)[/COLOR]، فمن رزق الدعاء فإن الإجابة معه. كما أثنى الله على المؤمنين لدعائهم::(:[COLOR=Magenta]وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا[/COLOR]:):.[/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black] 2- حُسن الظن وحمل الكلمات والمواقف على أحسن المحامل: قال عمر: [COLOR=Purple]لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محمل[/COLOR]اً. [/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black]وقال الشافعي: [COLOR=DarkOrchid]من أراد أن يقضي له الله بخير فليحسن ظنه بالناس.[/COLOR] ولما دخل عليه أحد إخوانه يعوده قال: قوّى الله ضعفك ،فقال الشفعي رحمه الله: [COLOR=DarkOrchid]لو قوى ضعفي لقتلني[/COLOR]،قال الزائر :والله ما أردت إلا الخير،فقال الإمام: [COLOR=DarkOrchid]أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير.[/COLOR] [/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black]3- التماس الأعذار وإقالة العثرات والتغاضي عن الزلات: - التمس لأخيك سبعين عذرًا. - يقول ابن سيرين: [COLOR=DarkOrchid]إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا فإن لم تجد فقل :لعل له عذرًا لا أعرفه[/COLOR]. [/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black]- يا أخي من المعصوم من الخطأ والزلات؟ قال بعضهم:الفتوة التجاوز عن زلات الإخوان. - تذكَّر سوابق إحسانه فإنه مما يعين على التماس العذر وسلامة الصدر واعلم أن الرجل من عُدَّت سقطاته. - استحضر أن المؤمن يلتمس المعاذير، والمنافق يلتمس العثرات.[/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black] 4- ادفع بالتي أحسن.. ليس هذا من العجز، بل من القوة والكياسة قال الله تعالى: :(:[COLOR=Magenta]وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ[/COLOR]:):[COLOR=Magenta](فصلت:34)[/COLOR] [/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black]5- البعد عن الغيبة والنميمة وتجنب كثرة المزاح.[/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black] 6- معاملة النمام بما يستحقه فهو[فاسق - هماز مشاء بنميم - بريد الشيطان]. [/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black]7- الهدية والمواساة بالمال فإنها من دواعي المحبة. [/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black]8- الإيمان بالقدر ، فإن العبد إذا آمن أن الأرزاق مقسومة مكتوبة رضي بما هو فيه ولم يجد في قلبه حسدا لأحد من الناس على خير أعطاه الله إياه. [/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black]9- أخيرا تذكر حال النبي :ص: الذي كان يشكر ربه على النعم التي أنعم بها حتى على غيره من الخلق حين يصبح وحين يمسي. [/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black]رزقنا الله وإياكم صدورا سليمة لا تحمل غلا ولا حسدا ولا حقدا.[/FONT][/SIZE][/COLOR]
[COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Arial Black][SIZE=6]اللهم آمين[/SIZE][/FONT][/SIZE][/COLOR]
[/RIGHT]