
2009-06-17, 10:40 AM
|
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
|
|
تاريخ التسجيل: 2009-03-20
المشاركات: 430
|
|
مبدأ التوحيد في القرآن العظيم - الجزء الثامن والعشرون ( 3 )
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثامن و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
( 3 )
وبعض آيات من سورة الصف
سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)
نزَّه الله عن كل ما لا يليق به كلُّ ما في السموات وما في الأرض, وهو العزيز الذي لا يغالَب, الحكيم في أقواله وأفعاله.
قال تعالى : تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا -44 الإسراء
تقدسه السماوات السبع والأرض ومن فيهن أي من المخلوقات وتنزهه وتعظمه وتبجله وتكبره عما يقول هؤلاء المشركون وتشهد له بالوحدانية في ربوبيته وإلهيته .
ففي كل شيء له آية تدل على أنه واحد .
قال تعالى في سورة مريم :
وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا - 88 لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا -89
تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا - 90
أنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا – 91 وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا – 92
إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا – 93
لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا – 94 وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا – 95
والتسبيح لله تعالى هو للكون كله قد نفهم بعضه وقد لا ندرك بعضه
فالذي ندركه التسبيح بالقول من المؤمن " سبحان الله "
أي تنزه الله تعالى عن كل ما لا يليق به .
وتسبيح الدلالة وهي لكل الكائنات التي نراها التي تدل على عظيم قدرة الله تعالى وتنزهه على ما لايليق به
فالكون محكم الصنع يدل على البديع الحكيم
متكامل المنافع يدل على العليم الخبير
وهكذا يمكن أن نستدل على تسبيح بعض المخلوقات
فجميع الكائنات تسبح بحمده ولكن لا نعلم تسبيح القول منهم
وقد يسأل إنسان كيف يسبح الكافر ؟
فالكون خاضع لقانون الله تعالى المحكم يسير وفق سنن ثابتة
وضعها الله تعالى , وتعمل بإرادته سبحانه يثبتها أو يغيرها كيفما شاء .
لا يسأل عما يفعل , سبحانه وتعالى .
فالناس جميعا خاضعين لله من حيث وجودهم على هذه الأرض
وهم جميعا خاضعين من حيث أنهم ميتون
وهم جميعا خاضعين من حيث أنهم مبعوثون يوم القيامة
حتى لسان الكافر الذي يكفر به من حيث تكوينه فهو خاضع لله .
وكل أعضاء الكفر خاضعة ومسبحة للذي خلقها .
فلا يبقى للكافر غير جحوده ونكران نعم الله عليه .
بحيث تشهد عليه أعضائه يوم القيامة
قال تعالى في سورة النور : يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ -24
فالكون كله مسبح لله
******
إن عقيدة التوحيد مبنية على الإيمان القلبي والعمل بمقتضى ذلك الإيمان
فالإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل
ولذلك جاء التشديد على عدم مخالفة العمل للأقوال
لأن أعظم دعوة للإسلام هو سلوك المسلم
وإن ماينفر الناس عن الإسلام اليوم هو سلوك بعض من ينتسبون إليه بأفعالهم المخالفة لأعظم دستور أخلاقي عرفته البشرية ألا وهو القرآن الكريم , وقد إلتزم به السلف الصالح فنشروا نور الإسلام في ربوع الأرض
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ (2)
كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ (3)
******
إن رسالة الإسلام هي الرسالة الخاتمة
وذلك بإعتراف أهل الكتاب رغم أنهم لم يؤمنوا فكيف ذلك؟
قال تعالى : وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ -101 البقرة
"ولما جاءهم رسول من عند الله" محمد صلى الله عليه وسلم "مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله" أي التوراة "وراء ظهورهم" أي لم يعملوا بما فيها من الإيمان بالرسول وغيره "كأنهم لا يعلمون" ما فيها من أنه نبي حق أو أنها كتاب الله.
أما المخلصون منهم فيؤمنون به.
قال الله تعالى: الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ...-157 الأعراف
وقال تعالى " وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين "-81 ال عمران
قال ابن عباس : ما بعث الله نبيا إلا أخذ عليه العهد لئن بعث محمد وهو حي ليتبعنه وأخذ عليه أن يأخذ على أمته لئن بعث محمد وهم أحياء ليتبعنه وينصرنه .
وقال محمد بن إسحاق حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا يا رسول الله أخبرنا عن نفسك قال" دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام " وهذا إسناد جيد
وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6)
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلامِ
وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7)
يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8)
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ , حيث أنكروا الرسالة الخاتمة..
ومازالوا ينتظرون ..؟؟
هل أدركنا أن أهل الكتاب بموقفهم هذا دليل على صدق رسالة الإسلام ..؟
وأن المخلص في قرآة التوراة والإنجيل يؤمن بالقرآن..
قال تعالى : الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ -121 البقرة
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9)
الله هو الذي أرسل رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم - بالقرآن ودين الإسلام ؛ ليعليه على كل الأديان المخالفة له, ولو كره المشركون ذلك.
********
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
البر
البر هو المتوسع في الإحسان , يمن على عباده دينا ودنيا ,
ولا يقطع الإحسان بسبب العصيان
والبر المطلق هو الذي منه كل مبرة و إحسان ,
يوصل الخير لمن يريد برفق ولطف ,
قال تعالى : إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ – 28 الطور
التواب
التواب صفة فعل , ومعناها كثير التوبة ,
والتواب هو المهيئ أسباب التوبة لعباده , يحذرهم ويمهلهم ويذكرهم
فإن تابوا تاب عليهم , وإن عادوا للذنب سهل لهم أسباب التوبة مرة أخرى .
فيخرجهم من ذل المعصية إلى عز الطاعة
ويخرجهم من الظلمات إلى النور .
سبحانه وتعالى لا تضره المعاصي , ولا تنفعه الطاعات .
قال تعالى : وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رحيم – 12 الحجرات
وقال تعالى : إِنَّه هو التَوَّابٌ رحيم – 7 البقرة
******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
|