عرض مشاركة واحدة
  #83  
قديم 2009-06-18, 06:40 PM
صابر عباس صابر عباس غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-03-20
المشاركات: 430
افتراضي مبدأ التوحيد في القرآن العظيم - الجزء الثامن والعشرون ( 4 )

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء الثامن و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
( 4 )
وبعض آيات من سورة الجمعة

يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1)

ومازلنا مع التسبيح لله رب العالمين
والأدلة التي عاينها الصحابة على تسبيح بعض الجمادات
في عهد النبوة.

وفي صحيح مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن ) .


وخبر الجذع أيضا مشهور في هذا الباب
كان المسجد مسقوفا على جذوع من نخل ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب يقوم إلى جذع منها ، فلما صنع له المنبر وكان عليه ، فسمعنا لذلك الجذع صوتا كصوت العشار ، حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليها فسكنت .
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3585
خلاصة الدرجة: [صحيح]


وإذا ثبت ذلك في جماد واحد جاز في جميع الجمادات , ولا استحالة في شيء من ذلك ; فكل شيء يسبح للعموم .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يسمع صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شجر ولا حجر ولا مدر ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة ) . رواه ابن ماجه في سننه , ومالك في موطئه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .

وخرج البخاري عن عبد الله رضي الله عنه قال : لقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل . في غير هذه الرواية عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه : كنا نأكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الطعام ونحن نسمع تسبيحه .

*******

من أعظم النعم على البشرية بعثة خاتم المرسلين
صلى الله عليه وسلم
وإن الدارس لتاريخ الأمم والحضارات يدرك مدى التحول الجذري
في حياة العرب والشعوب الأخرى برسالة الإسلام.
والكل يعرف عبادة الأصنام عند العرب قبل الإسلام, ودفن البنات أحياء
وعبادة النار في فارس وإستعباد البشر,
وعبادات الإغريق في الغرب والألهة المتعددة وإستعباد البشر كذلك
مع تحريفات أهل الكتاب لعقيدة التوحيد على التفصيل الذي سبق في الحلقات السابقة .

هل أدركنا نعمة الله تعالى على البشرية إذ بعث فيهم رسوله
محمد صلى الله عليه وسلم ؟

هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (2) وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3)
ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4)

الله سبحانه هو الذي أرسل في العرب الذين لا يقرؤون, ولا كتاب عندهم ولا أثر رسالة لديهم, رسولا منهم إلى الناس جميعًا , يقرأ عليهم القرآن, ويطهرهم من العقائد الفاسدة والأخلاق السيئة, ويعلِّمهم القرآن والسنة,

وهذا دليل معجزة الرسالة وأنها من عند الله تعالى .

قال تعالى: وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ -48 العنكبوت

حيث ورد في ذلك الكتاب عقيدة التوحيد , وأسماء و صفات الجلال لله تعالى.
من أين للبشر معرفتها ؟
وشريعة متكاملة صالحة لكل زمان ومكان , ودارسي القانون يعلمون أن الشرائع تتكون عبر مئات السنين , ولا تكتمل .
فمن جاء بشريعة الإسلام المتكاملة بهذا المستوى الراقي الذي يشيع العدل والأمان في المجتمعات الإنسانية.
وأخلاق رفيعة عالية شهد لها العالم فدخلوا في دين الله أفواجا بسبب تلك الأخلاق.
وأخبار الأمم السابقة وأخبار الدار الأخرة , من أين لبشر معرفتها ؟
وبيان بدأ الخلق . حيث لا يستطيع عقل بشري أن يخوض في ذلك الأمر.
وبه من العلوم التي تم إكتشافها حديثا
والقرآن معجز في بيانه ونظمه وترتيب آياته
وقد أعجز العرب والعجم أن يأتوا بمثله .

قال تعالى : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ -107 الأنبياء
والله تعالى- وحده- هو العزيز الغالب على كل شيء, الحكيم في أقواله وأفعاله.
ذلك البعث للرسول صلى الله عليه وسلم, للعالمين, فضل من الله, يعطيه مَن يشاء من عباده. وهو - وحده- ذو الإحسان والعطاء الجزيل.

ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4)

******

وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى

ومع صفات الجلال والجمال
المنتقم , العفو , الرءوف

قال تعالى : إنا من المجرمين منتقمون – 6 السجدة
والأنتقام صفة فعلية من صفات الجلال وهي أشد من العقاب ...ولا يكون الانتقام إلا بعد إمهال وإملاء , وذلك بعد الإعلان و الإنذار ..
وإن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته .
ولا يكون الإنتقام إلا على الجبارين العتاة في الإجرام
قال تعالى : فانتقمنا من الذين أجرموا – 47 الروم

فمن تاب وأمن فإن الله عفو غفور ,

*******
العفو

فهو العفو الذي يتجاوز عن السيئات أي يمحو الذنوب ويغفرها
قال تعالى: وكان الله عفوا غفورا – 99 النساء

*******
الرءوف

والرأفة من الله : دفع السوء عن الإنسان وكشف الضر برفق ولطف .
قال تعالى : إن الله بالناس لرءوف رحيم – 143 البقرة

وقال تعالى : وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ -20 النور

********

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى

<!-- / message -->
رد مع اقتباس