عرض مشاركة واحدة
  #92  
قديم 2009-06-27, 10:32 PM
صابر عباس صابر عباس غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-03-20
المشاركات: 430
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء التاسع و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
( 6 )

وبعض آيات من سورة القيامة – الإنسان

القيامة

إن الإيمان باليوم الأخر شرط هام في عقيدة التوحيد
روى مسلم في صحيحه
حين سئل النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل :
قال فأخبرني عن الإيمان ؟
قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره .
وضرورة الإيمان باليوم الأخر تنفي العبثية في خلق الإنسان.
قال تعالى:
أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ -115
فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ -116 المؤمنون
أفحسبتم- أيها الخلق- أنما خلقناكم مهملين, لا أمر ولا نهي ولا ثواب ولا عقاب، وأنكم إلينا لا ترجعون في الآخرة للحساب والجزاء؟
تعالى وتَقَدَّس عن أن يخلق شيئًا عبثًا ، لا إله غيره ربُّ العرشِ الكريمِ،


ونستمع إلى الآيات من سورة القيامة

أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى (39) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)

أيظنُّ هذا الإنسان المنكر للبعث أن يُترك هَمَلا لا يُؤمر ولا يُنْهى، ولا يحاسب ولا يعاقب؟
ألم يك هذا الإنسان نطفة ضعيفة من ماء مهين ، ثم صار قطعة من دم جامد، فخلقه الله بقدرته وسوَّى صورته في أحسن تقويم؟
فجعل من هذا الإنسان الصنفين: الذكر والأنثى،
أليس ذلك الإله الخالق لهذه الأشياء بقادر على إعادة الخلق بعد فنائهم؟ بلى إنه - سبحانه وتعالى- لقادر على ذلك.
ومع الجانب العلمي لهذه الآيات الكريمة
المصدر موسوعة الإعجاز العلمي


ابتداءً من اليوم الرابع والعشرين في الأسبوع الرابع وحتى الأسبوع السادس تظهر على جانبي مبادئ العمود الفقري للجنين نتوءات..ويتقوس الشكل الخارجي للجنين بسبب حدوث انثناءات في جسم الجنين نظراً لاختلاف معدل نموأجزائه المختلفة.
ويكون أفضل وصف للجنين في هذه المرحلة هو وصف المضغة نظراً للشكل المنثني المميز ولوجود النتوءات التي تشبه مواضع الأسنان على قطعة صغيرة من اللحم الممضوغ
ويكون طول الجنين في هذه المرحلة حوالي 1-2 سم مما يجعله في حجم ما يمضغ، وصدق الله العظيم إذ يقول ( ثم خلقنا النطفة علقة...)
الجنين في مرحلة المضغة يحتوي علي أصول جميع أجهزة الجسم ( الجهاز الدوري – التنفسي – الهضمي – البولي ) فأوليات جميع الأجهزة قد إكتمل تشكيلها ولكن تفاصيل هذه الأجهزة لم تكتمل بعد..وأيضاً فإن بعض الخلايا قد تخصصت
ولكن بعضها ما زال غير متخصص في صور خلايا غير متميزة والعجيب أن القرآن الكريم يصف المضغة بهذا الوصف (مخلقةٍ وغير مخلقة ) ولاحظ إستعمال القرآن الكريم للفظ (مخلقة ) ولم يستعمل لفظ (مخلوقة) فكل الخلايا في هذه المرحلة (مخلوقة ) ولكن بعضاً منها ما زالت غيرُ مُخلقة حيث بعض الخلايا لم تتخصص في وظيفتها كما أن الأجهزة ما زالت في صورة أولية،
فجمع الجنين في هذه المرحلة بين وصف ( مُخلقة ) من حيث إكتمال تشكيل المضغة في ذاتها على أحسن هيئة وتخصص بعض خلاياها وبين وصف ( غير مخلقة ) من حيث عدم إكتمال صفة الأجهزة وعدم تخصص كثير من الخلايا والله تعالى أعلم. قال تعالى(....ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم....) (سورة الحج:5).

********
الإنسان

هَلْ أَتَى عَلَى الإنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا – 1
إِنَّا خَلَقْنَا الإنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا - 2
إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا - 3

وتبدأ سورة الإنسان بسؤال يجب أن ننتبه اليه جيدا
بل يجب أن نستصحب الصورة ونحن نجيب
والسؤال هو : هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً ؟

ونستحضر صورة الأرض وليس عليها إنسان

والجواب الذي يقر به كل إنسان عاقل- نعم قد أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا
وبنظرة سريعة لصورة الأرض اليوم - من خلق هؤلاء المليارات من البشر ؟
فهل يصعب على الله تعالى أن يعيد أولئك البشر مرة أخرى يوم القيامة ؟
بعد هذا المنطق .. هل يوجد من يعترض على البعث..؟
فهل لأي مجادل أن يأتي بحجة تناقد هذه القضية ؟

فإن رحمة الله الواسعة بعباده تمهل الإنسان حتى يعود لرشده
إن الله يدعوا إلى دار السلام وهي الجنة وبها أماكن لكل البشر
فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
وهذه مشيئة الله في البشر جعلهم مختارين في العقيدة
لا إكراه في الدين .
فالإنسان مجبر في أمور كثيرة ..حيث ولد بدون إختيار ويموت دون إختيار
ويبعث دون إختيار

*******

وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى

الهادي

قال تعالى :
قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ – 38 البقرة

قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى – 50 طه

والهداية في اللغة هي الدلالة بلطف على ما يوصل إلى المطلوب

والهداية أنواع :

أولا - هداية الفطرة وهي التي تجعل الطفل يلتقم ثدي أمه للرضاعة , وتجعل الفرخ ينقر بيضه ليخرج في الوقت المناسب ..
ثانيا – هداية الحواس وهي متممة للأولى مثل عمل الرئتين في التنفس عقب الولادة مباشرة , وتبدأ في بعض الكائنات بصور متباينة مثل حاسة البصر عند الصقور والنسور , وحاسة الشم عند الكلاب وحاسة السمع عند القطط .. وهكذا .
ثالثا – هداية العقل , وما أعظمها هداية , أنعم الله تعالى بها على الإنسان ,
فقد أستخدمه الإنسان في التدبر لآيات الله في الكون وعرف به نعمة الله عليه وعلى سائر المخلوقات , وقد أستخدمه في معالجة المواد الموجودة على الأرض وإستنباط جميع الصناعات التي نراها .
ولا نستطيع أن نحصي فضل هداية العقل .
ورد في الأثر : لما خلق الله العقل قال له : أقبل فأقبل ثم قال له أدبر ، فأدبر ، فقال : وعزتي ما خلقت خلقا هو أعجب إلي منك ، بك آخذ ، وبك أعطي ، ولك الثواب ، وعليك العقاب .
رابعا – هداية الدين والرسل , فإن رحمة الله تعالى بنا أن أرسل لنا القرآن الكريم
على خاتم رسله محمد صلوات ربي وسلامه عليه
مبينا آلاء الله تعالى في الكون والأنفس ودلائل التوحيد
فلا مجال للكلام عن توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات
عن مصادر لا تعتمد على القرآن الكريم والسنة المطهرة .

إن عقيدة التوحيد هبة خالصة من الله تعالى للبشر
عرفها لهم عن طريق الرسل , ولم يتدرج الإنسان في هذه المعرفة
كما تدرج في الصناعات .. فقد جاءت الرسالات الإلهية
منذ فجر التاريخ كاملة حاسمة في دعوة التوحيد
وإن دعوة الرسل جميعا من لدن أدم إلى خاتم الأنبياء
محمد صلى الله عليه وسلم

لا إله إلا الله

وقد غال بعض الناس في أنبيائهم لدرجة العبادة لهم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تطروني ، كما أطرت النصارى ابن مريم ،
فإنما أنا عبده ، فقولوا : عبد الله ورسوله
الراوي: عمر بن الخطاب - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3445
خلاصة الدرجة: [صحيح]

خامسا – الهداية الخاصة وهي اصطفاء واختيار وإنعام وإحسان
وقد علمنا ربنا إن نتوجه إليه في الصلاة بالقول :

اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7)

وكل أنواع الهداية هي فضل ونعمة منه سبحانة وتعالى .
سبحان الهادي

******

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
رد مع اقتباس