ـــــــــــــ
فائدة من كتاب رياض الصالحين
شرح الشيخ العثيمين 
رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى ونفعبعلمه
وهي من شرح الحديث
556 -وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز وجل"رواه مسلم .
___________
... قال صلى الله عليه وسلم: "وما زاد الله عبدا بعفو إلاعزا"
إذا جنى عليك أحد وظلمك في مالك أو في بدنك أو في أهلك أو في حق من حقوقك فإن النفس شحيحة تأبى إلا أن تنتقم منه، وأن تأخذ بحقك وهذا لك قال تعالى: { فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ }وقال تعالى: { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ }ولا يلام الإنسان على ذلك لكن إذا هم بالعفو وحدث نفسه بالعفو قالت له نفسه الأمارة بالسوء: إن هذا ذل وضعف كيف تعفو عن شخص جنى عليك أو اعتدى عليك؟
وهنا يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: "وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا "
والعز :ضد الذل
وما تحدثك به نفسكأنك إذا عفوت فقد ذللت أمام من اعتدى عليك فهذا من خداع النفس الأمارة بالسوءونهيها عن الخيرفإن الله تعالى يثيبك على عفوك هذا عزا ورفعة في الدنياوالآخرة .
ثم قال صلى الله عليه وسلم:" وما تواضع أحد لله إلا رفعه "
والتواضع من هذا الباب أيضا فبعضالناس تراه متكبرا ويظن أنه إذا تواضع للناس نزل ولكن الأمر بالعكس إذا تواضعت للناس فإنك تتواضع لله أولا ومن تواضع لله يرفعه ويعلي شأنه .
وقوله: "تواضع لله "
لها معنيان: المعنى الأول: أن تتواضع لله بالعبادة وتخضع وتنقاد لأمر الله .
والمعنى الثاني: أنت تواضع لعباد الله من أجل الله وكلاهما سبب للرفعة سواء تواضعت لله بامتثال أمره واجتناب نهيه وذلك له وعبدته أو تواضعت لعباد الله من أجل الله لا خوفا منهم ولامداراة لهم، ولا طلبا لمال أو غيره، إنما تتواضع من أجل الله عز وجل فإن الله تعالى يرفعك في الدنيا وفي الآخرة .