فالله تعالى سخر لنا ما في السموات والأرض
قال تعالى :
وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ – 13 الجاثية
بالتدبر نزداد إيمانا وبالعلم نزداد خشية من الله جل جلاله .
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ – 28 فاطر
إن جميع الأنباء التي جاء بها الإسلام سوف تتحقق بإذن الله تعالى .
عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنْ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3)
كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (5)
النبأ العظيم هو الذي فيه نجاة البشرية الحائرة
رسالة الله الى البشر - القرآن العظيم .
قال تعالى : قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ - سورة ص-67
أي ما أنذركم به من الحساب والثواب والعقاب خبر عظيم القدر فلا ينبغي أن يستخف به .
عم يتساءلون ؟ عن الخبر العظيم الشأن، وهو القرآن العظيم الذي ينبئ عن البعث وينظم حركة الحياة على الأرض بتشريعاته .
سيعلم هؤلاء المشركون عاقبة تكذيبهم، ويظهر لهم ما الله فاعل بهم يوم القيامة, ثم سيتأكد لهم ذلك, ويتأكد لهم صدق ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم, من القرآن والبعث. وهذا تهديد ووعيد لهم.
قال تعالى :
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ – فصلت 53
ولو تدبر الإنسان قليلا فيمن حوله لتشوق لرسالة ربه وخضع لأمره .
أَلَمْ نَجْعَلْ الأَرْضَ مِهَاداً (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً (7)
ألم نجعل الأرض ممهدة لكم كالفراش؟ وانظروا إلى الكواكب الأخرى التي لم تسخر للعيش عليها
وكيف كان حال الإنسان لو وجد على كوكب ليس به زرع يأكل منه , أو هواء يتنفسه , أو أنعام وطيور يأكل منها
والجبال رواسي؛ كي لا تتحرك بكم الأرض؟
وجد حديثا أن الجبال تخترق الطبقة الأولى التي يصل سمكها إلى خمسين كيلو مترا من الصخور هي قشرة الأرض يخترق هذه الطبقة ليمد جذرا له في الطبقة الثانية المتحركة تحتها وتحت أرضنا هذه طبقة أخرى تتحرك لكن الله ثبت هذه الأرض على تلك الطبقة المتحركة بجبال تخترق الطبقتين فتثبتها كما يثبت الوتد الخيمة بالأرض التي تحت الخيمة وهكذا وجدوا جذرا تحت كل جبل وكانت دهشت الباحثين والدارسين عظيمة وهم يكتشفون أن هذا كله قد سجل في كتاب الله من قبل فقال تعالى : وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا
وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً (8)
هل فكر الإنسان كيف تم هذا التوازن العجيب في نسبة الذكور والإناث على ظهر الأرض ؟ وهذا التوازن في جميع المخلوقات الحيوانية والنباتية
فسبحان من خلق الأزواج كلها .
وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً (10)
وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً (11)
هل يستطيع معارض أن يستمر مستيقظا فوق أسبوع , بالطبع لا يستطيع أن يستمر أكثر من ثلاثة أيام وبعدها يغلبه النوم .
فهل فكر الإنسان ما سر هذا النوم ؟ وأدرك أنه مخلوق مكون من أجهزة يجب أن تستريح لكي يستطيع مواصلة نشاطه .
هل سأل الإنسان نفسه إين كنت أثناء النوم , ومن الذي بعثني حيا حين اليقظة , ولو أنك تأملت الليل عبر العصور لرأيته سكنا
وكذلك لو تأملت النهار عبر العصور لرآيته بعث متجدد للمخلوقات فهو معاشا , فسبحان الخالق العظيم .
وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً (12)
وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً (13) وَأَنزَلْنَا مِنْ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً (14)
لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً (16)
وبنينا فوقكم سبع سموات متينة البناء محكمة الخلق, لا صدوع لها ولا فطور؟
وجعلنا الشمس سراجًا وقَّادًا مضيئًا؟
قال تعالى : وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا – نوح 16
قال تعالى : هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا – يونس 5
وقال تعالى : تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا – 61 الفرقان
وجعل فيها سراجا . أي الشمس
وقمرا منيرا وذكر إنارة القمر بعد ذكر السراج يدل على أن القمر يستنير بنور السراج . فسبحان الله العظيم
وأنزلنا من السحب الممطرة ماء منصَبّا بكثرة, لنخرج به حبًا مما يقتات به الناس وحشائش مما تأكله الدَّواب، وبساتين ملتفة بعضها ببعض لتشعب أغصانها؟
إننا نعيش في نعم الله تعالى التي لا نستطيع أن نحصيها .
فإلى متى يغفل عن هذه الآلاء المنكرون .
هل ينتظرون يوم النبأ العظيم يوم يستقظ الناس لايرون شروق الشمس
فينتظرون وينتظرون فإذا هي تطلع من مغربها .
وقتها لا ينفع الندم .
إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً (17) يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً (18)
وَفُتِحَتْ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَاباً (19) وَسُيِّرَتْ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً (20)
إن يوم الفصل بين الخلق, وهو يوم القيامة, كان وقتًا وميعادًا محددًا للأولين والآخرين, يوم ينفخ المَلَك في "القرن" إيذانًا بالبعث فتأتون أممًا, كل أمة مع إمامهم.
وفُتحت السماء، فكانت ذات أبواب كثيرة لنزول الملائكة.
ونسفت الجبال بعد ثبوتها, فكانت كالسراب.
*******
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
الباقي
الباقي المطلق هو الذي لا ينتهي تقدير وجوده في الاستقبال إلى آخر ويعبر عنه بالأبدي... والقديم المطلق هو الذي لا ينتهي تمادي وجوده في الماضي إلى أول ويعبر عنه بالأذلي ... وكلمة واجب الوجود بذاته تتضمن ذلك كله
فهو جل جلاله الأول والأخر والظاهر والباطن . ليس كمثله شئ .
قال سبحانه :
كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ - 26 وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ – 27الرحمن
وقال تعالى :
مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ – 96 النحل
وقال تعالى :
بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ – 86 هود
سبحانه هو الباقي بحق
هو الله .
********
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى