عرض مشاركة واحدة
  #98  
قديم 2009-07-06, 11:47 PM
صابر عباس صابر عباس غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-03-20
المشاركات: 430
افتراضي مبدأ التوحيد في القرآن العظيم -الجزء الثلاثون (3)

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء الثلاثون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
( 3 )
وبعض آيات من سورة عبس

نعم الله علينا لا تعد ولا تحصى
فهو المعطى بغير سؤال .. لايبالى كم أعطي , ولا لمن أعطى .. وإن سئل غيره لا يرضى وهو صاحب الإنعام والجود والإحسان , الذى يكرم خلقه بفيض نعمه ,ويكرم آولياءه بفيض فضله .
ومن حرم من كرم الله فلا مكرم له على الإطلاق , قال تعالى: ..وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ...- 18الحج
فهو الكريم أزلا وأبدا, قال تعالى : كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ – 26 وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ –27 الرحمن
فهو يجيب الداعي إذا دعاه .. فهو سبحانه القائل : وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ - 60غافر
فيعطي السائل ما طلب وزيادة أو يصرف عنه من الشر بمقدار ما طلب أو يدخره له في الأخرة حسنات , فخير الله كثير والإنسان لايعرف على الحقيقة أي خير أصلح له .
وهو سبحانه يجيب دعوة المضطرين ...
قال تعالى : أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ - 62 النمل
سبحانه يعلم حاجة المحتاجين قبل سؤالهم فهو المنعم وهو المتفضل بإجابة دعوات عباده .
نعم الله علينا لا تعد ولا تحصى
وهي دليل في نفس الوقت على وحدانية الله تعالى وعلى وقدرته وعلمه بما يحتاجه الخلق ,


ولا تجد دليل واحد للكافر ولا للمشرك ولا للملحد

قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (22) كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (23)

لُعِنَ الإنسان الكافر وعُذِّب, ما أشدَّ كفره بربه!! ألم ير مِن أيِّ شيء خلقه الله أول مرة؟ خلقه الله من ماء قليل- وهو المَنِيُّ- فقدَّره أطوارا, ثم بين له طريق الخير والشر, ثم أماته فجعل له مكانًا يُقبر فيه, ثم إذا شاء سبحانه أحياه, وبعثه بعد موته للحساب والجزاء. ليس الأمر كما يقول الكافر ويفعل, فلم يُؤَدِّ ما أمره الله به من الإيمان والعمل بطاعته.

فَلْيَنْظُرْ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقّاً (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً (27) وَعِنَباً وَقَضْباً (28) وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً (29) وَحَدَائِقَ غُلْباً (30) وَفَاكِهَةً وَأَبّاً (31) مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ (32)

فليتدبر الإنسان: كيف خلق الله طعامه الذي هو قوام حياته؟ أنَّا صببنا الماء على الأرض صَبًّا, ثم شققناها بما أخرجنا منها من نبات شتى,
يرمي المزارع البذر في الأرض الزراعية ويتعدها بالسقي وتنبت الزراعة ..فهل فكر من الذي أنبتها ؟ ثم إن أي نبات له جذر وساق . يتجه الجذر لأسفل ويتجه الساق لأعلى حاملا الأوراق والثمار – إذن يجب أن توضع البذرة على وضع منضبط بحيث يكون مخرج الجذر لأسفل ومخرج الساق لأعلى – فهل الفلاح يقوم بهذا العمل وهو معاينة وضع كل بذرة على الأرض ؟ قطعا لا - ولكنه يرميها دون أن يفكر – ولكن الذي خلقها وضع فيها هذه البرامج الذي يحدد لها كيف يتجه الساق وكيف يتجه الجذر
وكيف تأخذ عناصر غذائها من الأرض في غاية الدقة – بحيث يختلف طعم الثمار من شجرة لأخرى وهما على أرض واحدة و الماء واحد ,
فأنبتنا فيها حبًا, وعنبًا وعلفًا للدواب, وزيتونًا ونخلا وحدائق عظيمة الأشجار, وثمارًا وكلأ تَنْعَمون بها أنتم وأنعامكم.
أمام هذا النموذج البسيط من الخلق – نخر ساجدين لله تعالى ونقول سبحان الله لا قوة إلا بالله
وهكذا تتوالى أدلة الكون من حولنا على وحدانية من كونه
فأين أدلة الكافرين ؟
وإلى متى ينتظرون ؟

فَإِذَا جَاءَتْ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)

فإذا جاءت صيحة يوم القيامة التي تصمُّ مِن هولها الأسماع, يوم يفرُّ المرء لهول ذلك اليوم من أخيه, وأمه وأبيه, وزوجه وبنيه. لكل واحد منهم يومئذٍ أمر يشغله ويمنعه من الانشغال بغيره.

وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)

وجوه أهل النعيم في ذلك اليوم مستنيرة، مسرورة فرحة,
ووجوه أهل الجحيم مظلمة مسودَّة, تغشاها ذلَّة , لأنهم كفروا بربهم وتجرؤوا على محارم الله بالفجور والطغيان.

*******
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى

الرشيد

قال سبحانه :
مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا – 17 الكهف

وقال سبحانه :
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ – 186 البقرة


الرشيد هو المرشد لعباده , فهو المتصف بكمال الكمال .. عظيم الحكمة والرشاد الذي تتجه تدبيراته إلى غاية الصواب والسداد ,
فهو الذي يرشد الخلق ويهديهم إلى مافيه صلاحهم ,
ويوجههم بحكمته إلى مافيه خيرهم ورشدهم في دنياهم وأخرتهم

و الفعل : رشد يرشد رشدا ورشادا , بمعنى أصاب وجه الصواب والخير والحق ,
والمرشد : الهادي إلى الحق وإلى الخير
مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا – 17 الكهف
سبحان المرشد لما فيه الخير في الدنيا والأخرة

هو الله .

********

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
رد مع اقتباس