بَلَغْنا السَّماء مَجْدُنا وجُدُودُنا ** وإِنَّا لَنرْجُو بَعْدَ ذلكَ مَظْهَرا
لَقِيتُ الأُمُورَ صَعْبَهَا وذَلُولَها ** ولاقَيْتُ أَيَّاماً تُشِيبُ الحَزَوَّرا
وإِنَّا أُناسٌ ما نُعَوِّدُ خَيْلَنا ** إِذَا ما الْتَقَيْنا أَنْ تَحِيدَ وتَنْفِرَا
ونُنْكِرُ يومَ الرَّوْعِ أَلْوانَ خَيْلِنا * مِن الطَّعْنِ حتَّى نَحْسِبَ الجَوْنَ أَشَقَرا
ولَيْسَ بمَعْرُوفٍ لَنا أَنْ نَرُدَّها ** صحاحاً ولا مُسْتَنْكَراً أَن تُعَقَّرا
إِذا الوَحْشُ ضَمَّ الوَحْشَ في ظُلُلاتِها * سَواقِطُ مِن حَرٍّ وقَدْ كانَ أَظْهَرا
ولا خَيْرَ في حِلْمٍ إِذا لمْ يَكُنْ لهُ ** بَوادِرُ تَحْمِي صَفْوهُ أَنْ يُكَدرا
ولا خَيْرَ في جَهْلٍ إِذا لمْ يَكُن لهُ ** حليم إِذا ما أَوْرَدَ الأَمْرَ أَصْدَرا
وإِنْ جاء أَمْرٌ لا تُطيقان دَفْعَهُ ** فلا تَجْزَعا ممَّا قَضَى اللّهُ واصْبرا
أَلَمْ تَعْلَما أَنَّ المَلامَةَ نَفْعُها ** قَلِيلٌ إِذا ما الأَمْرُ وَلَّى فأَدْبَرا
تَذَكَّرْتُ والذِّكْرَى تُهَيِّجُ ذا الهَوَى ** ومِنْ عادةِ المَحْزُون أَنْ يَتَذَكَّرا
النابغه الجعدي
__________________
|