بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الأفاضل .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من دواعي سروري المشاركة في هذا المنبر الفاضل وعن مناسبة خاصة وددت مشاركتكم هذه الخاطرة...
منذ فترة ليست ببعيدة التحقت باحدى المستشفيات في احدى المناطق العربية المسلمة والمعروف عنها النسيج الاجتماعي ما بين
سنة وشيعة...
كان احتكاكي بالمجتمع الشيعي لأول مرة ... وكانت الملاحظة الغريبة !!
لم أجد وحتى الان احد الشيعة في المستشفى يتباطئ عن اداء الصلاة والسنن أن صح التعبير ! بل يزاحمونا على المواضئ وعلى مدخل المسجد
والمتخلفين عن المسجد لا يتوانوا عن اداء الصلاة حتى داخل العيادات المغلقة (بغض النظر)!!
احترم ذلك الطبيب الاستشاري الشيعي ! فهو رمز للانسانية والتواضع في تعامله مما أكسبه ثقة الزملاء والمرضى ...
نعم طبيعة البلد وهي المملكة العربية السعودية تفرض بعاداتها وتقاليدها حدودا للتعامل بما يضمن للمريض الأمانة وحفظ العرض في التعامل
في كل يوم نتعرض لمواقف شتى في بيئة العمل الطبية .. وكلما امتدت الايام ازددت احتراما لذلك الشخص ..
تساؤل لا يكاد يفارق خاطري !
ماذا قد يحدث اذا ما توحد مسمى (الاسلام) لاغيا جميع المسميات الطائفية والعقائد المرادفة؟
ماذا سيحدث اذا قمنا سوية بردم تلك الفجوة التي تفصلنا حتى في المساجد من الالتزام خلف امام واحد لاداء الصلاة جماعيا
(دون تلك الصفوف الفردية) !!!
نعم .. العقيدة هي أساس جميع المضامين الانسانية .. هي الأساس الذي لأجله خلقنا ولأجله أمرنا أن نعبد الله سبحانه وتعالى
بمثل ما جاء به نبينا المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ...
الانسانية والمجتمعات البشرية بحوجة ماسة لنا ...أصحاب عقيدة المصطفى أمة محمد صلى الله عليه وسلم
أنكر علينا نحن أهل السنة ما الاحظه من عنصرية تجاه الشيعة !!
نعم .. اذا ما استطاع هذا الطبيب الشيعي لفت نظري بأسلوب تعامله وتواضعه بل وحتى قابليته للنقاش في أمور الدين
ومناطق التوافق ومناحي الاختلاف ..(لا مجال للتقية في هذا الانطباع) ... استغرب حقا هذا الشيعي !!
ونحن نبقى (كأغلبية) ندين لهم بالنكران والاحتقار المعلن .. دون توفير لتلك الأرضية المناسبة لخلق البيئة المناسبة
لسماع الرأي والرأي الأخر حتى نصل بهدوء لتلك المسلمات الدينية.. ونحن على صواب..نحن على صواب لا يجانبه النقصان
لكننا بحوجة حقيقية لاستخلاص النماذج السليمة لاهل السنة من انفسنا وهذا ما ستشهد له الانسانية جمعاء في يوم من الأيام ...
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مثالا للتسامح ..مثالا للشخصية الدعوية من الطراز (النبوي)
كان يحسن لجواره حتى (اليهودي) وينزوي بكل أريحية لمكارم الأخلاق التي صارت بحد ذاتها سبيلا دعويا (ملاحظا) غير (المسموع) !!
فكيف اذا كانت المدخل المهيأ للسبيل الدعوي كطرح الاسلام والدعوة المسموعة لديه...
أعلم يقينا تاما أن الاسلام الصحيح بحاجة لنماذج فعالة يعكسون الصورة الفعلية لما ينطوي عليه هذا الدين الحنيف
بما يضمنه من تسامح ومن أخاء ومن تراحم ومن مودة ومن أوصاف نفتقدها في زماننا هذا...
مادعاني لكتابة هذه الخاطرة ..هي لحظات محايدة استرقتها .. لملاحظة أصحاب المذهب الشيعي..
فعندما أنظر الى مجتمع عربي ككل .. ينطق بالعربية ..ويسمى مسلما ..ونفترق حال دخولنا الى المسجد ..
وندعو بيالله وقد يغلب على لسانه يا علي أو يا حسن !!!
أشعر بحسرة حقيقية فأي افتراق وأي نشوز أعظم من هذا!!
تباعد بيننا وبين اليهودي والنصراني اساسيات الدين..ومفارقات اللغة..واختلاف العادات والتقاليد ..
وتوافق بيننا وبين الشيعي أغلب الجزئيات مع اعتلال في الأصول والتي تدك كل ما سبق..
هلا تداركنا هذا الاعتلال..هلا تسامحنا للحظات وزدنا عدد من ينطق بلا اله الا الله محمد رسول الله
هلا زدنا عدد من ينادي أبناءه بأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ..ويسمي ابنته عااااائشة وفاطمة وزينب !!
هلا احتوينا من شاركوناوماثلونا في الطعام واللباس ومسمى الاسلام ..وجبرنا الكسر واصلحنا العلل ...
فوالله ما أغير على الدين من أهل السنة بغيرتهم على رسول الله ومن أحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وما كل تابع للدين مقتنع مسلم بمفاهيمه, وانما جرت عليه العادة أو حاكا مصير الأجداد بما تلقاه من الأباء !!
قال صلى الله عليه وسلم ((كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه أو يمجسانه)) أو كما قال عليه الصلاة والسلام
رياح التغيير مقبلة لا محالة .. وقد تكون ( انت ) سبب في التغيير يبدأ ( الآن )