اخي محمود حياك الله وبياك
مواصلة للحديث عن الانتخابات وايراد نصوص العلماء حولها
وقد جاء ذكر الحديث عن حكم طلب الامارة لمن يصلح لها
ولكن السؤال هل يطلبها بطريقة الانتخابات ويرشح نفسه !!
اقول ان في ذلك خطر عظيم علي من يفعل ذلك
فهو يلقي بنفسه في كثير من المهالك التي لن يسلم منها
وانقل في ذلك كلاما جميلا جدا للعلامة الالباني رحمه الله
جوابا عن سؤال جبهة الإنقاذ كما نشرته مجلة الأصالة في عددها الرابع :
"السؤال : ما الحكم الشرعي في النصرة والتأييد المتعلقين
بالمسألة المشار إليها سابقاً ( الانتخابات التشريعية )؟
الجواب : في الوقت الذي لا ننصح أحدا من أخواننا المسلمين أن يرشِّح
نفسه ليكون نائبا في برلمان لا يحكم بما أنزل الله،
وإن كان قد نص في دستوره (دين الدولة الإسلام) فإن هذا النص قد ثبت
عمليا أنه وضع لتخدير أعضاء النواب الطيِّبي القلوب!!
ذلك لأنه لا يستطيع أن يغيِّر شيئاً من مواد الدستور المخالفة للإسلام،
كما ثبت عمليا في بعض البلاد التي في دستورها النص المذكور.
هذا إن لم يتورط مع الزمن أن يُقر بعض الأحكام المخالفة للإسلام
بدعوى أن الوقت لم يحن بعدُ لتغييرها
كما رأينا في بعض البلاد؛ يُغَيرِّ النائب زيّه الإسلامي، ويتزيّا
بالزي الغربي مسايرة منه لسائر النواب!
فدخل البرلمان ليُصْلِح غيره فأفسد نفسه، وأوَّل الغيث قطرٌ ثم ينهمر!
لذلك فنحن لا ننصح أحدا أن يرشح نفسه .
ولكن لا أرى ما يمنع الشعب المسلم إذا كان في المرشَّحين من يعادي
الإسلام وفيهم مرشَّحون إسلاميون من أحزاب مختلفة المناهج،
فننصح ـ والحالة هذه ـ كل مسلم أن ينتخب من الإسلاميين فقط
ومن هو أقرب إلى المنهج العلمي الصحيح الذي تقدم بيانه.
أقول هذا ـ وإن كنت أعتقد أن هذا الترشيح والانتخاب لا يحقق الهدف
المنشود كما تقدم بيانه ـ من باب تقليل الشر، أو من باب دفع
المفسدة الكبرى بالمفسدة الصغرى كما يقول الفقهاء".
وقال الشيخ –رحمه الله- كما في سلسلة الهدى والنور (ش\660) :
" كل من الانتخابات يدور حول قاعدة غير إسلامية ،
بل هي قاعدة يهودية صهيونية : الغاية تبرر الوسيلة.
أنا أفصِّل بين أن يرشح المسلم نفسه في مجلس من مجالس البلديات
وبين أن يختار هو من يُظَن أن شره في ذلك المجلس أقل من غيره .
يجب التفريق -حتى في الانتخابات الكبرى- وأنا كتبت في هذا
إلى جماعة الإنقاذ في الجزائر فقد أرسلوا إلي سؤالا عن الانتخابات ؛
فبينت لهم بشيء من التفصيل ما ذكرت آنفاً
من أنّ هذه الانتخابات والبرلمانات ليست إسلامية، وأنني لا أنصح
مسلماً أن يرشح نفسه ليكون نائبا في هذا البرلمان
لأنه لا يستطيع أن يعمل شيئاً أبداً للإسلام ، بل سيجرفه التيار
كما يقع في كل الحكومات القائمة اليوم في البلاد العربية.
ولكن مع ذلك قلت : إذا كان هناك مسلمون - وهذا موجود مع الأسف
في كل بلاد الإسلام - يرشحون أنفسهم ليدخلوا البرلمان
بزعم تقليل الشر ؛ فنحن لا نستطيع أن نصدهم عن ترشيح أنفسهم
صداً لأننا لا نملك إلا النصح والبيان والبلاغ ؛ فإذا كان هو سيرشح
نفسه للانتخابات الكبرى أو الصغرى -على حد تعبيرك- ؛
فيرشح مسلم نفسه نصراني أو شيوعي أو نحو ذلك .
فإذا ما أمكننا أن نصد المسلم من أن يرشح نفسه سواء للانتخاب
الصغير أو الكبير فنحن نختاره , لماذا؟ .
لأنّ هناك قاعدة إسلامية على أساسها نحن نقول ما قلنا :
إذا وقع المسلم بين شرّين، اختار أقلهما شرّاً .
لا شك أن وجود رئيس بلدية مسلم هو بلا شك أقل شراً -ولا أقول خير-
من وجود رئيس بلدية كافر أو ملحد.
لكن هذا الرئيس يحرق نفسه وهو لا يدري لأنه لما يرشح نفسه
بدعوى أنه يريد أن يقلل الشر -وقد يفعل-ولكنه لا يدري بأنه
يحترق من ناحية أخرى فيكون مثله كمثل العالم الذي لا يعمل بعلمه،
وقد قال عليه الصلاة والسلام:
[مثل العالم الذي لا يعمل بعلمه كمثل المصباح يحرق نفسه ويضيء غيره] .
لهذا نحن نفرق بين أن نَنتخِب وبين أن نُنتخَب ؛
لا نرشح أنفسنا لنُنتخَب لأننا سنحترق ,
أما من أبى إلا أن يحرق نفسه قليلا أو كثيراً ويرشح نفسه
في هذه الانتخابات أو تلك ، فنحن من باب دفع الشر الأكبر بالشر
الأصغر نختار هذا المسلم على ذاك الكافر أو على ذاك الملحد.
السائل : يا شيخنا أفهم من هذا الكلام أنه بالنسبة للبرلمان أو بالنسبة
للانتخابات البلدية إذا ترشح مسلم فالتصويت عليه جائز .
الشيخ : نعم , لكن من باب دفع الشر الأكبر بالشر الأصغر، ليس لأنه خير".