عرض مشاركة واحدة
  #45  
قديم 2011-09-20, 08:44 AM
فتح الرحمن احمد محمد فتح الرحمن احمد محمد غير متواجد حالياً
محـــاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-06-25
المشاركات: 422
افتراضي رد: العلم صيد والكتابة قيد...فقييد كل يوم فائدة !!!

فائدة اليوم 22 / شوال / 1432 بعنوان ( القول الحسن للموافق والمخالف )
قال العلامة عبد الحميد بن باديس رحمة الله اثناء تفسيره لقوله تعالي
رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً [الإسراء : 54]
أقوى الأحوال مظنة لكلمة السوء هي حال المناظرة والمجادلة،
وأقرب ما تكون إلى ذلك إذا كان الجدال في أمر الدين والعقيدة.
فما أكثر ما يضلل بعضٌ بعضا أو يفسقه أو يكفره فيكون ذلك سببا لزيادة شقة الخلاف اتساعا،

وتمسك كلٍّ برأيه ونفوره من قول خصمه، دع ما يكون عن ذلك من البغض والشر.
فذكّر الله تعالى عباده بأنه هو العالم ببواطن خلقه وسرائرهم وعواقب أمرهم،
فيرحم من يشاء بحكمته وعدله ،
فلا يقطع لأحد أنه من أهل النار لجهل العاقبة، سواء كان من أهل الكفر، أو من أهل الفسق ،
أو من أهل الابتداع، كما لا يقطع لأحد بالجنة كذلك ، إلا من جاء نصّ بهم .


فلا يقال للكافر عند دعوته أو مجادلته أنك من أهل النار،
ولكن تذكر الأدلة على بطلان الكفر وسوء عاقبته.
ولا يقال للمبتدع: يا ضال، وإنما تبين البدعة وقبحها.
ولا يقال لمرتكب الكبيرة: يا فاسق، ولكن يبين قبح تلك الكبيرة وضررها وعظم إثمها.
فتقبح الرذائل في نفسها، وتجتنب أشخاص مرتكبيها، إذْ رُبَّ شخص هو اليوم من أهل الكفر والضلال

تكون عاقبته إلى الخير والكمال، وربّ شخص هو اليوم من أهل الإيمان
ينقلب- والعياذ بالله- على عقبه في هاوية الوبال.


وخاطب الله تعالى نبيه - -
أنه لم يرسله وكيلا على الخلق، حفيظا عليهم، كفيلا بأعمالهم.
فما عليه إلا تبليغ الدعوة ونصرة الحق بالحق، والهداية والدلالة إلى دين الله وصراطه المستقيم.
خاطبه بهذا ليؤكد لخلقه ما أمرهم به من قول التي هي أحسن للموافق والمخالف،
فلا يحملنهم بغض الكفر والمعصية على السوء في القول لأهلهما،
فإنما عليهم تبليغ الحق كما بلغه نبيهم - صلى الله عليه وآله وسلم -
ولن يكون أحد أحرص منه على تبليغه، فحسبهم أن يكونوا على سنته وهديه.
أحيانا الله عليهما، وأماتنا عليهما، وحشرنا في زمرة أهلهما، آمين .
من كتاب (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير )للعلامة بن باديس رحمه الله

رد مع اقتباس