فهي رسالة الرحمة
قال تعالى : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ -107 الأنبياء
وقد اشتمال القرآن العظيم على منهاج تطبيقي في المعاملات الإنسانية ,
وبيان الفرائض والعبادات التي تقربنا الى الله تعالى .
كتاب وضع مبادئ القيم الرفيعة والأخلاق العالية .
كتاب أتى بشريعة صالحة لكل زمان ومكان .
كتاب أتى بأخبار الرسل السابقين والأمم السابقة .
كتاب بين بداية خلق الإنسان ونشئة الكون .
كتاب به أخبار الدار الأخرة بالتفاصيل ,
كتاب به معجزات علمية تم اكتشافها حديثا وسوف تستمر إلى يوم القيامة ,
جاء في الحديث: عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ستكون فتنة . قلت : فما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال : كتاب الله, فيه نبأ ما قبلكم, و خبر ما بعدكم, و حكم ما بينكم,
هو بالفصل ليس بالهزل,
من تركه من جبار قصمه الله, و من ابتغى الهدى في غيره أضله الله, وهو حبل الله المتين, وهو الذكر الحكيم,
وهو الصراط المستقيم,
وهو الذي لا تزيغ به الأهواء, و لا تلتبس به الألسن, و لا يخلق على كثرة الرد, و لا تنقضي عجائبه,
من قال به صدق, ومن عمل به أجر, ومن حكم به عدل, ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم
الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: ابن تيمية - المصدر: حقوق آل البيت - الصفحة أو الرقم: 22
خلاصة الدرجة: مشهور
فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50) المرسلات
ويختم القرآن العظيم ببيان سبيل النجاة للبشرية .
سورة الإخلاص والمعوذتين
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ - 1 اللَّهُ الصَّمَدُ - 2
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ -3 وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ – 4
هذه السورة الصغيرة تعدل ثلث القرآن كما جاء في الروايات الصحيحة.
قال البخاري: حدثنا إسماعيل: حدثني مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعد، " أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ: قل هو الله أحد , يرددها.
فلما أصبح جاء إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فذكر ذلك له ـ وكأن الرجل يتقالها ـ فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن .
فإذا أيقن القلب عقيدة التوحيد ,
فعندئذ يتحرر من جميع القيود، وينطلق من كل الأغلال. يتحرر من الرغبة وهي أصل قيود كثيرة، ويتحرر من الرهبة وهي أصل قيود كثيرة.
وفيم يرغب وهو لا يفقد شيئاً متى وجد الله؟
ومن ذا يرهب ولا وجود لفاعلية إلا لله تعالى ؟
كذلك سيصحبه نفي فاعلية الأسباب. ورد كل شيء وكل حدث وكل حركة إلى السبب الأول الذي منه صدرت، وبه تأثرت.. وهذه هي الحقيقة التي عني القرآن عناية كبيرة بتقريرها في التصور الإيماني. ومن ثم كان ينحي الأسباب الظاهرة دائماً ويصل الأمور مباشرة بمشيئة الله:
وما رميت إذ رميت ولـكن الله رمى -17 الأنفال
وما النصر إلا من عند الله – 126 ال عمران
وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ – 29 التكوير
والآيات كثيرة في هذا الموضوع
وبتنحية الأسباب الظاهرة كلها، ورد الأمر إلى مشيئة الله وحدها، تنسكب في القلب الطمأنينة، ويعرف المتجه الوحيد الذي يطلب عنده ما يرغب، ويتقي عنده ما يرهب،
فعقيدة التوحيد هي منهج للاتجاه إلى الله وحده في الرغبة والرهبة. في السراء والضراء. في النعماء والبأساء.
ومنهج للتلقي عن الله وحده. تلقي العقيدة والتصور والقيم والموازين، والشرائع والقوانين والأوضاع والنظم، والآداب والتقاليد.
ومنهج للتحرك والعمل لله وحده.. ابتغاء القرب من الحقيقة، وتطلعاً إلى الخلاص من الحواجز المعوقة والشوائب المضللة. سواء في قرارة النفس أو فيما حولها من الأشياء والنفوس. ومن بينها حاجز الذات، وقيد الرغبة والرهبة لشيء من أشياء هذا الوجود .
ومبدأ التوحيد هو تفسير للوجود، ومنهج للحياة. وليس كلمة تقال باللسان أو حتى صورة تستقر في الضمير. إنما هو الأمر كله، والدين كله؛ وما بعده من تفصيلات وتفريعات لا يعدو أن يكون الثمرة الطبيعية لاستقرار هذه الحقيقة بهذه الصورة في القلوب.
والانحرافات التي أصابت أهل الكتاب من قبل، والتي أفسدت عقائدهم وتصوراتهم وحياتهم، نشأت أول ما نشأت عن انطماس صورة التوحيد الخالص. ثم تبع هذا الانطماس ما تبعه من سائر الانحرافات.
وبهذا يمكن عمل مقارنة بين المؤمن وغير المؤمن .
إن عقيدة التوحيد تؤثر في حياة الإنسان
تأثيرا يشمل الحياة كلها وهي الحصن الذي يحمي الإنسان
بينما يكون الخسران لمن تحصن بالشرك ,
أولا - فالمؤمن واسع الأفق لأنه يؤمن بالله خالق السموات والأرض
رب العالمين , فهو لا يستغرب شيئا بعد هذا الإيمان .
بينما غير المؤمن ضيق الأفق فلا ينظر إلا للمادة ولا يتصور حياة في الأخرة , لا يرى إلا العدم .
ثانيا - المؤمن عزيز النفس فهو يعلم أنه لا ضار ولا نافع إلا هو سبحانه,
بينما المشرك والملحد والكافر يطأطئ رأسه لمخلوق مثله .
ثالثا - المؤمن مع عزة نفسه متواضع لأنه يعلم أن الكبرياء لله تعالى وحده ,بينما ترى المشرك متكبر بغير الحق .
رابعا - المؤمن حريص على تزكية نفسه بالصالحات لأنه يعلم أن الإيمان
ليس بالتمني ولكن بالعمل الصالح , فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره
ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره .
بينما الكافر والمشرك يمني نفسه بالأماني الكاذبة .
خامسا - المؤمن لا يتسرب الى قلبه اليأس فهو يعلم أن الله له ملك السموات والأرض , فهو يبذل الجهد متوكلا على الله الواحد الذي بيده خزائن السموات والأرض .
بينما المشرك والملحد سرعان مايتسرب اليأس إلي قلبه
فتتحطم نفسيته وقد يقدم على الإنتحار .
سادسا - المؤمن ثابت العزم قوي الإرادة ليقينه بأنه يعتمد على مالك الملك وليس للمشرك هذا اليقين .
سابعا - المؤمن لا يلوث نفسه بالطمع والدناءة وقبيح الأعمال ,
لأنه يعلم أن الأمر كله لله يرزق من يشاء بغير حساب .
بينما المشرك والكافر لا يعبئ من أي شئ يحصل على المال .
ثامنا - المؤمن يسير حياته وفق شريعة الله التي تحدد له الحلال والحرام
فهو أمن في الدنيا والأخرة بإذن الله تعالى .
بينما المشرك منفلت لشهواته ورغباته لا يخاف إلا من الشرطي.
وبهذه المقارنة السريعة نلاحظ قيمة التوحيد في حياة الإنسان
*****
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ -1 مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ - 2
وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ -3 وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ -4 وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ – 5
*****
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ – 1 مَلِكِ النَّاسِ – 2 إِلَهِ النَّاسِ – 3
مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ – 4 الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ – 5
مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ – 6
******
وإلى اللقاء في موضوع أخر إن شاء الله تعالى
سائلين الله عز وجل أن يتقبل منا ويقبلنا في عباده الصالحين.
*****
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
إن لله تسعة وتسعين اسما مائة غير واحدة ، من أحصاها دخل الجنة .
هو الله الذي لا إله إلا هو
الرحمن ، الرحيم ، الملك ، القدوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبار ، المتكبر ، الخالق ، البارئ ، المصور ، الغفار ، القهار ، الوهاب ، الرزاق ، الفتاح ، العليم ، القابض ، الباسط ، الخافض ، الرافع ، المعز ، المذل ، السميع ، البصير ، الحكم ، العدل ، اللطيف ، الخبير ، الحليم ، العظيم ، الغفور ، الشكور ، العلي ، الكبير ، الحفيظ ، المقيت ، الحسيب ، الجليل ، الكريم ، الرقيب ، المجيب ، الواسع ، الحكيم ، الودود ، المجيد ، الباعث ، الشهيد ، الحق ، الوكيل ، القوي ، المتين ، الولي ، الحميد ، المحصي ، المبدئ ، المعيد ، المحيي ، المميت ، الحي ، القيوم ، الواجد ، الماجد ، الواحد ، الصمد ، القادر ، المقتدر ، المقدم ، المؤخر ، الأول ، الآخر ، الظاهر ، الباطن ، الوالي ، المتعالي ، البر ، التواب ، المنتقم ، العفو ، الرؤوف ، مالك الملك ، ذو الجلال والإكرام ، المقسط ، الجامع ، الغني ، المغني ، المانع ، الضار ، النافع ، النور ، الهادي ، البديع ، الباقي ، الوارث ، الرشيد ، الصبور
الراوي: أبو هريرة المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3507
********
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته