
2011-12-27, 11:38 PM
|
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
|
|
تاريخ التسجيل: 2009-12-05
المشاركات: 32
|
|
رد: الأمانة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فوزي حلاوة
|
تابع الأمانة
.عظَّم القرآن شأن الأمانة وأوضح أهميتها إذ قال عز وجل:
" إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنسان إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً " (سورة الأحزاب الآية 72).
الأمانة المضادة للخيانة أو الأمانة بمعنى ما يودع لدى الغير من مال أو تحف.
فالأمانة بمعنى الوديعة حقها الأداء وافية غير منقوصة، وقد ورد الأمر بذلك في القرآن صراحةً وتأكيداً، فقد ورد الأمر بذلك بصيغة لام الأمر،
قال تعالى:
" وَإِنْ كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تجِدُوا كَاتِباً فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ " (سورة البقرة الآية 283)
ورد الأمر أيضاً بصيغة التصريح بالأمر برد الأمانة.
قال تعالى: " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً " (سورة النساء الآية 58 )
وورد النهي عن الخيانة. قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ " (سورة الأنفال الآية 27).وقد مدح الله المؤمنين من عبادة، فوصفهم بأنهم يرعون العهد فلا يخونونه أو ينكثونه، ويحفظون الأمانة فلا يضيعونها أو يهملونها، وإنما يؤدونها إلى أهلها كاملة وافية.
والأمانة من صفات الملائكة الأبرار، ومنهم جبريل الذي نزل بالقرآن على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وقال تعالى: " وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ. نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ. عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ. بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ " (سورة الشعراء الآيات 192 - 195).
والأمانة من صفات الأنبياء والمرسلين الذين ائتمنهم الله على رسالته إلى خلقه، والذين هم أمناء على ما يعود بالنفع على أمتهم ، وحريصون على هدايتهم وإرشادهم.
وقال سبحانه: " كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ. إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ " (سورة الشعراء، الآيات 123 - 125).
وقال سبحانه: " كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ. إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ " (سورة الشعراء، الآيات 141-143).
وقال عز وجل: "كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ. إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ " (سورة الشعراء، الآيات 160-162).
وقال سبحانه: " كَذَّبَ أَصْحَابُ الأيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ. إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ" (سورة الشعراء، الآيات 178،176). وقال سبحانه على لسان إحدى ابنتي شعيب عليه السلام في وصف موسى عليه السلام:
" قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأمِينُ " (سورة القصص الآية26).
والأمانة أيضاً صفة من صفات عباد الله المؤمنين من الجن والإنس.
قال تعالى على لسان أحد العفاريت الذين سخرهم لنبيه سليمان عليه السلام عندما طلب سليمان إحضار عرش بلقيس من اليمن إليه: " قَالَ يَا أَيُّهَا المَلأ أيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ قَالَ عِفْريتٌ مِنْ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ " (سورة النمل الآيتان 38-39).
وقال تعالى: " وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ " (سورة آل عمران الآية 75).
جعلنا الله وإياكم ممن يتحلون بصفة الأمانة، ووفقنا جميعا لصالح الأعمال.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً رسوله.
أما بعد:
لا شك ولا ريب أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ خلقنا لمعنى سامي وعظيم، إلا وهو عبادته وحده لا شريك له، والتخلص من عبادة ما سواه، لأن هذا طريق الاستخلاف الحق في الأرض، وبغير ذلك يظهر الخلل، وقال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم:41].
ومن رحمة الله أجد ما يعيننا على التعرف عليه، وتحقيق الغالية التي لها خلقنا، فأرسل الرسل وأيدهم بالمعجزات الدالة على صدقهم، ,أنزل الكتب القيمة التي تفوق الوصف البشري، التعبير الإنساني، وفوق هذا وذاك أوجد فينا بمشهد كامل الروعة، فبعد أن خلق أبينا آدم أخرجنا من ظهر وأشهدنا على أنفسنا بأنه ربنا، وفي مشهد آخر من نفس الزمن، أو قريباً منه يعرض الله سبحانه وتعالى ـ الأمانة على السماوات والأرض، والجبال، فيأبين حملها وحملها الإنسان. قال بعض العلماء: إن الأمانة هي نفسها العهد في عالم الذر(2).
وهذه الأمانة التي ثقلت على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها، وأشفقن منها بسبب أن من أداها أثيب ودخل الجنة، ومن خانها أثم ودخل النار، فهي أمانة التكاليف الشرعية التي أرادها الله منا وليس جزاء الخيانة أخروي فقط بل دنيوي كذلك.
وإن المتأمل لواقع الأمة الإسلامية اليوم بغير عناء أنها قد قصرت في حمل هذه الأمانة، لذلك استحقت العقاب ببقائها في ذيل الأمم بعد أن كانت قاده لها، ولا عجب أن نرى المهانة التي يعيشها المسلمون، بعد العز والمجد الذي أضاعوه، لنعرف أن العقوبة نزلت بساحتهم وذلك بسبب ضياع هذه الأمة التي لم نحملها كما يجب.
ولعظمها وحتى لا نغفل عنها، فقد تحدث الله عنها في القرآن الكريم، ولفت أنظارنا إليها، وأمرنا بها، وحتى لا يبقى لمعتذر حجة أمام الله بل قص علينا قصة نبي في سورة كاملة يوسف أن حياته وما رافقها من ألم بسبب خيانة أخوته وأن النعيم الذي وجده بسبب أمانته حتى تكون شاهدة علينا.
ولأهمية هذا الموضوع رأيت أن أكتب عن هذه الآيات، وما قاله عنها المفسرون، حسب استطاعتي، حتى لا يفهم بعض المسلمين أن الأمانة قاصرة على الودائع والأموال، بل هي شاملة لكل جوانب الحياة، دقيقها وجليلها.
وحتى يستيقظ الغافل من سبات التقصير في جنب الله، وحتى تنهض هذه الأمة، فتعود إلى مركزها السابق في القيادة والريادة، وحتى تصلح أخلاقها بعد أن تفشي فيها الرشوة، وأكل أموال الغير، وحتى تستيقظ الفطرة، ويقوى الإيمان بالجزاء الأخروي عند الله.
و الأولاد لدينا أمانه ، فعلينا أن نحترم شرع الله في الأمانة و نرعاها حق رعايتها و لا نذهب إلى أن تربية الأولاد ما هي إلا الإطعام من أفضل المطعومات و سقياهم من أفضل المشروبات و كسوتهم من أفضل اللأقمشة من حرير و ديباج و خلافه ، و كل هذا أسميه علف و ليس تربية
فمن اليسير أن نأتي بعدد من الثيران و أعلفه كويس و ينتج اللحم الوفير و هذا للأسف ما يذهب إليه الكثير من الناس إلا ما رحم ربي، و لكن التربيه هي في المصطلح العلمي نقل خبرات ، فالآباء ينقلون خبراتهم و خبرات الأجداد للأبناء
يعلمونهم كيف يتكلمون
يعلمونهم كيف يحافظون على الفرائض
يعلمونهم كيف يحافظون على حدود الله
يعلمونهم علم الفرائض / المواريث
يعلمونهم القرآن
يعلمونهم العلم
يعلمونهم كيف يحترمون الكبير
يعلمونهم كيف يعطفون على الصغير
يعلمونهم كيف يتعاملون مع البيئة المحيطة بهم
يعلمونهم كيف يرحمون خلق الله من حيوان او طير او جماد
يعلمونهم كيف يحافظون على حقوق جيرانهم
يعلمونهم الصدق في القول
هذا و الله ولي التوفيق
|