[أبو جهاد الأنصاري]

قال عبد القاهر الجرجانى فى كتاب دلائل الإعجاز فى القرآن الكريم وهو من أمهات كتب البلاغة فى اللغة العربية ، قال أن ( كان ) تفيد بدء الفعل فى الزمن الماضى ولا يشترط لها انتهاؤه فى الحاضر أو المستقبل.
وهناك نظرة أخرى للأمر تحتاج تدبر وتمعن وإمعان نظر ألا وهى أن الله عندما يقول : وكان الله عليما حكيماً فمطلق كلمة ( كان ) التى تفيد وقوع الحدث فى الماضى هو أن الله متصف بهذا قديماً منذ الأزل ومن وصف بوصف أزلاً فلابد أن يتصف به أبداً بلا معارضة. وهذا هو معنى أن الله هو الأول. أى لا شئ قبله ومن ثم فهو الآخر أى الذى لا شئ بعده.
فـ ( كان ) على حسب ما تخبر عنه. فإن أخبرت عن متغير أفادت التغير والانقطاع واختلاف الماضى عن الحاضر ، وإذا أخبرت عن من لا يتبدل ولا يتغير - الله - فتفيد قدم الوصف وأزليته. فما ثبت أزلاً بقى أبداً.

موضوعك قيم.