عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 2009-08-08, 06:02 AM
حامـ المسك ـل حامـ المسك ـل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-04
المكان: السعوديه حرسها الله
المشاركات: 11
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخوتي الكرام وفاء ا بما سبق الوعد به أقول وبالله التوفيق <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
اختلف العلماء رحمهم الله في كيفية الإسراء على ثلاثة أقوال :<o:p></o:p>
القول الأول : هو قول الجمهور وهو أن الإسراء كان بجسد النبي صلى الله عليه وسلم وروحه معا يقظة لا مناما من مكة إلى بيت المقدس إلى السموات العلى .. احتج الجمهور بأنه لو كان مناما لم تنكره قريش ولم يكن في ذلك ما يكذب به الكفار. وهذا دليل عقلي وقومك يحتجون بالعقليات جدا جدا ..<o:p></o:p>
قال القاضي عياض رحمه الله "وهو الحق وعليه تدل الآية نصا وصحيح الأخبار إلى السموات استفاضة ولا يعدل عن الظاهر من الآية والأخبار الواردة فيه، ولا عن الحقيقة المتبادرة إلى الأذهان من ألفاظهما، إلى التأويل، إلا عند الاستحالة وتعذر حمل اللفظ على حقيقته، وليس في الإسراء بجسده وحال يقظته استحالة تؤذن بتأويل، إذ لو كان مناما لقال: سبحان الذي أسرى بروح عبده، ولم يقل: بعبده، والعبد حقيقة هو الروح والجسد، ويدل عليه قوله تعالى {ما زاغ البصر وما طغى} " أي ما عدل عن رؤية ما أمر برؤيته من عجائب الملكوت وما جاورها لصراحة ظاهرة في كونه بجسده يقظة لأنه أضاف الأمر إلى البصر، وهو لا يكون إلا يقظة بجسده بشهادة: {لقد رأى من آيات ربه الكبرى} ولو كان مناما لما كانت فيه آية ولا معجزة خارقة للعادة تورث عدم صدقه، وإن كانت رؤيا الأنبياء وحيا، إذ ليس فيها من الأبلغية وخرق العادة ما في اليقظة. انتهي كلامه رحمه الله .<o:p></o:p>
القول الثاني: أ ن الإسراء كان بالجسد يقظة إلى بيت المقدس وإلى السماء بالروح، <o:p></o:p>
ذهب إلى هذا طائفة من أهل العلم واحتجوا بقوله تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى} فجعل المسجد الأقصى غاية للإسراء الذي وقع التعجب فيه من حيث أنه كان في بعض ليلة. والتعجب فيه من الكفار تعجب استحالة، ومن المؤمنين تعجب تعظيم القدرة الباهرة. ولو كان الإسراء إلى مكان زائد على المسجد الأقصى لذكره تعالى فيكون ذكره أبلغ في المدح من عدم ذكره فيه.<o:p></o:p>
أجاب العلماء رحمهم عن ذلك : بأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يستدرجهم إلى الإيمان بذكر الإسراء أولا. فلما ظهرت أمارات صدقه وصحت لهم براهين رسالته، واستأنسوا بتلك الآية الخارقة، أخبرهم بما هو أعظم منها، وهو المعراج، فحدثهم صلوات الله وسلامه عليه بما رأى فأنزل الله تعالى تصديق ما أخبرهم به قال تعالى في سورة النجم: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى }<o:p></o:p>
أيضا ذكروا مايؤيد وقوع المعراج عقب الإسراء في ليلة واحدة ألا وهو حديث ثابت عن أنس رضي الله عنه عند مسلم: "أتيت بالبراق فركبته حتى أتيت بيت المقدس"، فذكر القصة إلى قوله : "ثم عرج بنا إلى السماء الدنيا" وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "فلما فرغت مما كان في بيت المقدس أوتي بالمعراج"انتهى <o:p></o:p>
القول الثالث: إن الإسراء إنما كان بالروح فقط دون الجسد وأنه رؤيا منام، مع اتفاقهم أن رؤيا الأنبياء وحي كما قال تعالى عن إبراهيم عليه السلام {يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك} الصافات: <o:p></o:p>
واحتجوا بقوله تعالى {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا بالحق} وإنما يقال "الرؤيا" في المنام ويقال فيما يرى بالعين رؤية<o:p></o:p>
وأيضا: احتجوا بحديث عن عائشة "ما فقد جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن الله أسرى بروحه " والحديث تكلم عنه كلاما سأتركه إلى وقت الحاجة مع بيان ما ذكره العلماء في الإجابة على القول الثالث بإذن الله وأسأل الله أن يكون فيما ذكر كفاية ..<o:p></o:p>
الخلاصة : <o:p></o:p>
***********<o:p></o:p>
أيا كان هذا أو ذاك إلا أن الذي يعنينا أكثر هو أنه لا خلاف بين العلماء في صحة الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم وما رآه من معجزات وكما سبق في المشاركات الماضية أن من منهجنا أهل السنة والجماعة التسليم بالغيبيات وما دلت عليه الأدلة , وأننا لا نعارض ما وردت فيه الأدلة لا نعارضه ولا نقيسه بما تفهمه عقولنا. بل نستسلم للعجز عن الإدراك فالله على كل شيء قدير سبحانه .<o:p></o:p>
أسأل الله أن يرينا وإياكم الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه <o:p></o:p>
إنه سميع مجيب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته <o:p></o:p>
رد مع اقتباس