[أبو جهاد الأنصاري]

أهلاً بأخى الكريم أبى عبد الله مجدداً
رداً على سؤالك:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبدالله

ان كان صعد بجسده فطبيعي يشوف كرويه الارض ,, ليه ماذكر في احاديثه هذا الشي

هناك إجابات عدة على هذا السؤال بإذن الله منها:
1- أن النبى هو نبى ورسول ورجل دين جاء ليخبر الناس عن ربهم وعن دينهم واعتقادهم ويدلهم على الصراط المستقيم وعلى طريق الجنة فى الآخرة ، وقضية مثل كروية الأرض أو ما شابه ، ليست من الأمور التى جاء النبى ليخبر عنها.
2- ذكر مثل هذه الأمور فى ذلك الزمان تعد من الأمور التى تثير البلبلة والجدل وكتمها أولى لأنها ستشوش على أصل الدعوة ومحور الرسالة. وربما أن عقول الكثيرين لا تتسع لمثل هذا القول مما سيسئ إلى الدعوة الأصلية ولا يصلح. وهو من قبيل ما يسميه العلماء : ( طعام الكبار موت للصغار ) تخيل لو أنك أطعمت طفلاً حديث الولادة كمية كبيرة من اللحم ، فماذا سيحدث له ؟ هل هذا يناسبه؟ كذلك الناس فى ذلك الزمان.
3- ممكن أن يكون النبى - وهذا احتمال كبير - أنه لم ينتبه إلى هذا الأمر ، لماذا؟ صعوده وهبوطه إلى ومن السماء كل هذه المسافات التى لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالى كان فى لحظات من الزمن ضئيلة جداً قد ينتفى معها أن يعاين النبى مثل هذه المشاهد ، والأولى الذى يميل إليه القلب أنه أُعرج به بكيفية خاصة ، ليس كما نتخيل على بساط الريح يطير فاتحاً عينيه وأذنيه وأنفه وفمه هكذا وبكل هذه السرعة الربانية ، طبعاً هذا أمر بعيد ، ولكن الأقرب إلى الذهن أن النبى قد تم تهيئته إلى هذه الرحلة بشكل أو بآخر ليتناسب مع كونها معجزة.
4- ثبت عن النبى أنه قال : ( لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ) وهو دليل على أن النبى كان يعلم أشياء ولم يخبر بها ولو كان هناك مصلحة من ذكرها لذكرها.
5- مسألة كروية الأرض لم تكن بالمسالة العسيرة الفهم التى تغيب على أناس أذكياء فطنين كالعرب عندما يقرأون القرآن الذى يقول : يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وعلماء المسلمين وهذا الأمر قد ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (661هـ-728هـ) فى كتاب : ( الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ) حيث قال : (

فصــل في الإخبار بكروية الأرض

اعلم أن الأرض قد اتفقوا على أنها كروية الشكل، وهي في الماء المحيط بأكثرها؛ إذ اليابس السدس وزيادة بقليل ( السدس 16.7%) ، والماء ـ أيضًا ـ مقبب من كل جانب للأرض، والماء الذي فوقها بينه وبين السماء كما بيننا وبينها مما يلي رؤوسنا ، وليس تحت وجه الأرض إلا وسطها ونهاية التحت المركز ؛ فلا يكون لنا جهة بينة إلا جهتان‏:‏ العلو والسفل ، وإنما تختلف الجهات باختلاف الإنسان‏.‏

فعلو الأرض وجهها من كل جانب ، وأسفلها ما تحت وجهها ـ ونهاية المركز ـ هو الذي يسمى محط الأثقال ، فمِن وجه الأرض والماء من كل وجهة إلى المركز يكون هبوطًا ، ومنه إلى وجهها صعودًا ،
وإذا كانت سماء الدنيا فوق الأرض محيطة بها فالثانية كُرِّية ، وكذا الباقي ( أي باقي السماوات )‏.)
انتهى فتأمل ما لونته لك بالأحمر.
واقرأ هذين الموضوعين الذى يتحدث عن إجماع علماء المسلمين على كروية الأرض:
http://www.55a.net/firas/arabic/?page=show_det&id=572

http://www.55a.net/firas/arabic/inde...how_det&id=804

وعلى هذا فإما أن يكون النبى أخبرهم بهذا ، وغما أنه لم يخبرهم لأنهم بحسهم يعرفونه من الظواهر المحيطة بهم ، و أنه لم يخبرهم شفاهةً لأنهم استنتجوا هذا من القرآن.
المهم أن المسألة لم تعد فى هذا الإطار ذات جدوى.

ولكن المشكلة فينا نحن ، فهاهم علماؤنا منذ أيام سيدنا عبد الله بن عباس يعلمون كروية الأرض ، وهناك من نقل اإجماع عنهم كابن حزم ومنهم من أفتى بهذا كابن تيمية ومنهم من كتب هذا فى كتبه كابن القيم وابن قدامة المقدسى وهكذا ، ولكن المشكلة ظهرت عندما ابتعدنا نحن عن كتبنا وديننا وسادنا الجهل والتخلف ، وعندما جاء الغرب بهذا القول كان كأنه جديد علينا ولا نعرفه.
أرأيت أين مكمن الخطأ؟؟
أصلحك الله.