الشهيد القسامي القائد محمد ديب أبو كرش " أبو مصعب "
من أجل ديني قد هجرت دياري وتركت أهلي في البلاد بواكيا
خاص القسام:
من أجل ديني قد هجرت دياري وتركت أهلي في البلاد بواكيا... حب الجهاد سرا بكل جوارحي أرخصت في درب الجهاد دمائيا .. لكن مثلي لا يقر قراره والجرح في جسد العقيدة داميا .. أماه دمعي قد تحدر جاريا لا تحسبي اني تركتك جاثيا .. أماه قد عز اللقاء تصبري ما كان قلبي يا حبيبة قاسيا .. ماذا أقول فيك يا حبيب قلبي أبا مصعب .. والله إن الكلمات تعجز عن وصفك يا من جندلت الصهاينة والمنافقين .. ماذا أقول فيك يا أسدنا الهصور ... حكاية لا بد للجميع أن يعرفها .. حكاية من أحب الله فعمل حتى نال رضى الله ... نحسبك شهيدا والله هو حسيبك .. عذرا أبا مصعب لن أستطيع أن أوفيك حقك مهما قلت ... حكاية شهيدنا المقدام .. الشهيد محمد ديب أبو كرش " أبو مصعب " .
الميلاد والنشأة:
أبصر شهيدنا النور في الثلاثين من شهر يونيه من عام 1983 ، في حي تل الهوا بالقرب من مسجد الكتيبة في مدينة غزة ، ولد لأسرة متواضعة هانئة في عيشها ، تحصل على قوت يومها بما يقسمه الله لذلك الوالد الصابر الذي يكد ويتعب من اجل توفير لقمة عيشه لأولاده ، نشأ وترعرع شهيدنا وسط تلك الأسرة المتواضعة التي ربت أبنائها على أخلاق دينها الحنيف ، شربوا حب دين الله وطاعته ، عرفتهم أن الدين لا ينصر إلا ببذل النفس والمال في سبيل الله ، فخرج من رحم تلك الأسرة أسد هصور لطالما قدم لدين الله ما استطاع ، شهيدنا محمد هو الثاني بين إخوانه .
الدراسة والعمل:
أنهى أبو مصعب دراسة المرحلة الثانوية من مدرسة الكرمل ، وكذلك أنهى دراسة المرحلة الإعدادية والابتدائية من مدرسة أنس بن مالك ، وقد كان مثالا للطالب المجتهد يقصر في دراسته ، رغم أنه كان يعمل في عدة أنشطة طلابية في المدرسة ، وكان كذلك يساعد والده في عمله ، التحق أبو مصعب في الجامعة الإسلامية ليدرس في مجال الإدارة والريادة ولكنه ترك الدراسة بسبب الظروف الصعبة ، فتوجه إلى العمل في مجال الخياطة ومجالات أخرى ، كل ذلك ليساعد أهله في توفير لقمة العيش الكريمة الهانئة التي لا ذل فيها الا لله عز وجل ، فكان يخرج من صباحه ليكد ويتعب من اجل توفير الحياة الكريمة لأهله، ويتحمل بذلك مسئولية نفسه وأهله في نفس الوقت .
صفات محمد:
رامي الأخ الأكبر لشهيدنا محمد يصف أخيه فيقول :" كان محمد شديد الحنان على أهله وعلى كل من عرفه من إخوانه وأحبابه ، وكان يساعد والده في البيت وفي العمل ولم يقصر يوما في حق والده ، وكان حريصا أشد الحرص على رضا والديه وطاعتهم ، وتلبية رغباتهم في كل ما يحتاجون
بعد أن حبس دمعته حزنا على فراق أخيه الحبيب قال رامي :" كنت أرجع إلى محمد في كل الأمور المهمة ، وكان يقدم لي النصيحة ، فهو كان ذكي شديد الذكاء ، وكان يتصف بالعقلانية والحنان ، ولم يقصر معي طوال حياته ، ورغم ذلك كن يصر على مبدأ الشورى في كل الأمور ، تطبيقا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.. وكان يقول يجب السير على خطى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وذكرياتي معه لا تنسى .. فهو ترك أطيب الذكريات التي لا تنسى مهما طال الزمن .
محمد في المسجد:
عرف شهيدا بالتزامه في الصلاة بالمسجد منذ صغره ، وحرص أشد الحرص على صلاة الفجر في مسجد المصطفى ،وكان يحرص على إيقاظ أهله للصلاة بشكل مستمر ، وكان يحفظ القرآن ويحفظه في المسجد ، كما أنه كان يصل رحمه بشكل مستمر ، وكان حنونا على أخواته ويحب زيارتهن ويقدم لهم كل ما يستطيع .
منذ التزام محمد بالمسجد كان له عدة أنشطة في مسجد المصطفى ، فهو كان يحفظ الأشبال القرآن الكريم ، وكان له عدة أنشطة رياضية في المسجد وعدة أنشطة دعوية ، وكان حريصا على الأسر التربوية ، وعرف بعلاقة طيبة مع إخوانه في المسجد ، فقد أحبه كل أشبال وشباب المسجد لما يتمتع به من طيبة قلب وحنان على الأشبال والشباب ، كما انه انضم لجماعة الإخوان المسلمين ليكون أحد جنودها الميامين العاملين لنصرة هذه الدعوة .
الصائم القائم:
كان أبو مصعب حريصا على قيام الليل ، ففي مرات عديدة يدخل عليه أهل بيته فيجدوه قائما يصلي ، وكان كذلك حريصا على صيام الاثنين والخميس وثلاثة أيام من كل شهر ، وكان يدعو أصدقائه من الشهداء الذين سبقوه ، إلى الإفطار في بيته .
أميرا للكتلة الإسلامية:
بالإضافة إلى عمله في المسجد كان له أنشطة أخرى فهو كان أميرا للكتلة الإسلامية في المدارس الإعدادية على مستوى منطقة غزة ، وأيضا فانه كان أميرا للكتلة الإسلامية لمدرسة أنس بن مالك ، فكان يقضي جزءا كبيرا من وقته في سبيل الله ، وكان يبذل ما يستطيع من أجل نشر هذه الدعوة المباركة ، رغم انشغاله في الكثير من الأمور الأخرى .
أميرا للعمل الجماهيري:
لم يكتفي أبو مصعب بكل ما يقوم به من أنشطة وأعمال في سبيل الله ، بل كان أحد نشطاء العمل الجماهيري في منطقة تل الإسلام العظيم ، وبعد ذلك أصبح أميرا للعمل الجماهيري في منطقة تل الإسلام ، ليبذل المزيد من وقته من اجل الله ، ومن اجل نصرة دين الإسلام بكل ما يستطيع .
نريد أن نجاهد:
منذ اندلاع انتفاضة الأقصى ذهب شهيدنا محمد برفقة الشهيد عاصم السوسي ، والشهيد محمد التتر ومجموعة من الشباب إلى الشيخ الشهيد أحمد ياسين وطلبوا منه الانضمام إلى صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام ، وقد كانت تجمع هذه المجموعة علاقة طيبة وقوية فهم رفقاء في التضحية وفي كل عمل للإسلام ولهذا الدين .
في صفوف القسام:
انضم أبو مصعب لصفوف كتائب القسام ومن ثم لحقه حبيب قلبه محمد التتر، فكانوا نعم الجنود ونعم المجاهدين المخلصين لله عز وجل ، انضموا إلى الكتائب ليكونوا جنودا يحملون أرواحهم على أكفهم لسان حالهم يقول " اللهم خذ من دماءنا حتى ترضى " ، فكان منذ اليوم الأول يخرج إلى الرباط في سبيل الله ليرابط بالقرب من ما كان يسمى مغتصبة نتساريم، وكان في رباطه ينصح الشباب ويحثهم على الذكر والاستغفار، وكان يخلى بنفسه أثناء الرباط ويسمع الأشرطة التي تتحدث عن الشهادة في سبيل الله وعن نعيم الجنة وحورها ، كما أنه كان كتوما لا يعلم أحد من أهله بعمله في كتائب القسام في بداية عمله ، فهو كان مخلصا في عمله .
في الخطوط المتقدمة:
شارك أبو مصعب في صد الاجتياحات الصهيونية لحي تل الإسلام ، وكان أول المتقدمين في الاجتياح ، كما أن شارك بصد اجتياحات حي الزيتون المتكررة ، كما أنه شارك في معظم عمليات إطلاق صواريخ البتار على آليات ومغتصبات العدو ، وكذلك فانه أمطر المغتصبات والمواقع العسكرية الصهيونية بقذائف الهاون ، وكان في كل مرة يكون برفقة الشهيد عبد المعطي أبو دف وعدد من القادة .
أسد صواريخ القسام:
لم يهدأ بال أبو مصعب بما فعل بل قام باستهداف المغتصبات الصهيونية بالصواريخ القسامية ، وقد كان يمطر الصواريخ برفقة الشهيد القائد أبو عبيدة أبو دف ، فهو كان نائبا لأبو عبيدة في وحدة إطلاق الصواريخ في حي تل الإسلام ، ويذكر أن أبو مصعب شارك في عملية إطلاق الصواريخ التي أصيب فيها نائب وزير الدفاع الصهيوني ، والتي قتلت فيها مغتصبة صهيونية ، وكذلك قطعت قدم أحد حراس وزير الدفاع .
أحد الاستشهاديين:
كان شهيدنا المقدام أبو مصعب أحد استشهاديين كتائب الشهيد عز الدين القسام ، حيث خرج في عمليتين استشهاديتين ، وفي كل مرة كان يعود حزينا لأن الله لم يقدر له أن يلقاه شهيدا ، فقد كان أبو مصعب على موعد مع عملية تفجير باص مفخخ ولكن قدر الله لم يشأ له ، حيث أن الهدف لم يأتي إلى منطقة العملية ، كما أن شهيدنا عشق الشهادة في سبيل الله كثيرا فهو كان يحث أهله وإخوانه عن الشهادة ويطلب منهم أن يدعو له بالشهادة ، وكان يطلب من أهله أن لا يبكوا عليه بعد استشهاده .
أمير فصيل الشهداء:
بعد أن رجع أبو مصعب من تلك العملية كلفوه إخوانه بأن يكون أميرا لفصيل التوحيد وهو أول فصيل في حي تل الإسلام ، وهو فصيل ضم العديد من الشهداء منهم الشهيد عاصم السوسي ، والشهيد محمد التتر ، ومن ثم كلفوه بأن يكون أميرا لسرية في حي تل الإسلام العظيم ، حيث كان صاحب شخصية قوية جعلت منه احد أسود منطقة تل الإسلام ، حصل شهيدنا على العديد من الدورات العسكرية الخاصة ، كما حصل على دورة مغلقة خاصة بكتائب القسام ، كما أنه حصل على دورة إعداد مدربين ، وقد كان في هذه الدورات من المتقدمين والمتميزين في هذه الدورات .
الأب الحنون:
كان أبو مصعب الأب الحنون لشباب وأشبال منطقة تل الإسلام العظيم ، احد الشباب يقول :" كان أبا مصعب يقوم بحل كل المشاكل التي تواجه الشباب أبناء كتائب القسام ، وكان لا يقصر في حق أحد ، وبمجرد أن يتوجه إليه الشاب يحل له مشاكلهم ويرضيهم ويتواضع لهم ".
مطارد للعملاء والخونة:
منذ فترة طويلة وبعد أن عجزت قوات الاحتلال الصهيوني أن تطاله بطائراتها وصواريخها ، أطلقت كلابها من العملاء والخونة لكي يترصدوه ويقتلوه ، ولكنه كان يمتلك حسا امنيا مكنه من النجاة عدة مرات ، فقد حاول من يدعون الوطنية التي هي منهم براء ، اغتيال أبي مصعب عدة مرات ، ففي المحاولة الأولى قاموا بوضع عبوة على باب بيته ولكنه نجى بفضل الله بعد أن تم اكتشافها ، وكذلك في المرة الثانية وتم اكتشافها أيضا ، وفي المرة الثالثة بعد أن عجزوا عن ذلك ، قاموا بنصب كمين له بالقرب من وكرهم اللعين المسمى جهاز الأمن الوقائي ، ولكن رعاية الله كانت له بالمرصاد ، وبعد ذلك حاولوا تصفيته بإطلاق النار عليه ، حيث قاموا بإطلاق النار عليه وهو برفقة المجاهد محمد التتر ، ولكن سلمه الله حيث أصيب في رأسه ، واستشهد حبيب قلبه محمد التتر ، ليبكي أبو مصعب عليه طويلا ، وكان ذلك بتاريخ 16/5/2006 ، يوم الثلاثاء ، ولم يكتفوا بذلك بل حاولوا عدة مرات قتله ولكن قدر الله كان ينجيه في كل مرة .
موعده مع الشهادة:
في السادس من شهر فبراير من عام 2007 ، يوم الثلاثاء ، قام حفنة من المجرمين التابعين للمدعو محمد دحلان ، باستهداف الشهيد أبو مصعب بعد أن قاموا بإنزاله من السيارة التي كان يستقلها مع مجموعة من المجاهدين ، وقاموا بإعدامه بدم بارد ليلقى الله شهيدا على يد المنافقين ، ويصاب ثلاثة من المجاهدين برفقته .
لن ننساك أبا مصعب:
سيبقى دم ابو مصعب لعنة تطارد الخونة وتلاحقهم مهما حصل فرجال القسام ، لم يثأروا بعد لدمك ، سيعلم الظالمين من هم أبنائك يا أبا مصعب . لم يعلموا مكانتك في قلوب أبناء تل الإسلام العظيم ، ولو علموا لما استطاعوا أن يلمسوا شعرة منك يا أسد المرابطين ، وحبيب قلوب القساميين .