بسم الله الرحمن الرحيم
الإسلام وشباب الأمة
الباب الأول : أهمية تربية الشباب
تكلمنا في اللقاءات السابقة عن أهمية وأهداف التربية للشباب.
ثم تناولنا في الفصل الأول أهمية اختيار كلا الزوجين.
ثم تناولنا في الفصل الثاني : التربية الإيمانية للطفل
وتأثيرها في مرحلة الشباب.
وتناولنا في الفصل الثالث إهتمام الإسلام بالتعليم والبحث العلمي للشباب .
وتناولنا في الفصل الرابع إهتمام الإسلام بالرياضة لبناء الجسم السليم .
الفصل الخامس
تنمية موهبة الإبتكار للشباب.
اليوم نتحدث بعون الله تعالى عن الإهتمام بالمواهب الشابة والإبتكار.
إن الإنسان عموما خلقه الله تعالى وأمده بالعقل المفكر وأمده بالعلوم البديهية التي عن طريقها تطورت كل علوم الإنسان عبر تاريخه على الأرض...
وبناءا على ذلك يكون الإنسان أيا كانت عقيدته إذا إهتم بدعم المواهب العلمية لدى الشباب , فسوف يحقق تقدما هائلا في الصناعات والمبتكرات التي تحقق حاجات ضرورية أو رفاهية للإنسان..
فهذه فطرة الله الذي فطر الناس عليها , ( التعلم والتطور ) .
قال تعالى في سورة يونس :
حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا
أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ -24
فالعلوم الكونية مكفولة لمن يتقنها ويأخذ بأسبابها عن طريق الدعم المالي والبحث العلمي وتشجيع الشباب للإبتكار..
قال تعالى في سورة الإسراء :
كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ
وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا – 20
﴿ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ﴾
أي: لم يكن العطاء ممنوعا على إي إنسان , بل جميع الخلق متساون بفضله وإحسانه في الدنيا لمن يحسن فيها العمل ويأخذ بالأسباب , أما الأخرة فلها شأن أخر.
قال تعالى في سورة القصص :
﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ – 83 ﴾
فالمؤمن يجمع بين الحسنيين ..سعادة في الدنيا بالعمل الصالح الذي يتقرب به إلى الله تعالى , وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين..
*********
التدبر كمدخل لجميع الإكتشافات
لم يستطيع أي إنسان أن يكتب دون معرفة مفردات الحروف الأبجدية ..وذلك في كل اللغات الحية , وكذلك الإبتكارات والمخترعات لابد فيها من التعرف على البديهيات العامة والحقائق الكونية بالإضافة إلى التعرف على حاجات الإنسان لكي نخرج مبتكرا يفيد الإنسان مثل التليفون والحاسب الألي والسيارة وجميع الأجهزة التي تساعد الإنسان في كافة المجالات ...
ومن المعلوم أن الإبتكارات لا تبدأ من الصفر بل تعتمد على التقنيات السابقة عليها , فهو تطور لمنتج سابق وهكذا ...
قال تعالى في سورة الجاثية :
وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ – 13
﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ ﴾ أي: من فضله وإحسانه ، وهذا شامل لأجرام السماوات والأرض ولما أودع الله فيهما من الشمس والقمر والكواكب والثوابت والسيارات وأنواع الحيوانات وأصناف الأشجار والثمرات وأجناس المعادن وغير ذلك مما هو معد لمصالح بني آدم ومصالح ما هو من ضروراته ،
﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾
والتفكر في الآيات الكونية هو ما دفع الإنسان للتعامل مع المواد المسخرة له واستخراج منها ما يساعده للتنقل في ربوع الأرض ثم التنقل بين الكواكب ..
وهذا فرق بين المؤمن وغير المؤمن في نظرته للأشياء وتعامله مع الإبتكارات والمخترعات , فالمؤمن يزداد إيمانا لرؤيته عظيم قوانين الله في الكون وعظيم الإمدادات التي أمدنا بها الله في الأرض..
قال تعالى في سورة الكهف :
حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا - 93
قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا - 94
قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا – 95
آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا - 96
فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا - 97 قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا – 98
ومن الآيات السابقة ندرك أن التوجه لعمل ما يكون لحاجة دفعت إليه .. ( قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا )
ثم إستخدام القوة لبناء السد , وهي متمثلة في الأيدي العاملة ثم المواد الخام, الحديد والنحاس والنار..
( قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا – 95 آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا - 96 )
أي أعطوني قطع الحديد ، حتى إذا جاؤوا به ووضعوه وحاذوا به جانبي الجبلين ، قال للعمال : أجِّجوا النار ، حتى إذا صار الحديد كله نارًا ، قال : أعطوني نحاسًا أُفرغه عليه ...
وبهذا تم إقامة السد على قدر ما لديه من إمكانيات وكيفية إستخدامها.. وكذلك كل الصناعات التي نراها الأن..
وإليكم هذا النموذج المشرف لمهندسة مصرية
المصدر : إسلام إونلاين .
آية قرانية توصل لاختراع خرسانه مقاومه للزلازل..
توصلت عالمة مصرية لاختراع يحمي ...المنشاَت والمباني من مخاطر الزلازل وحصلت بموجبه على وسام الاستحقاق ضمن عشرة علماء على مستوى العالم تم تكريمهم في لندن..
الإختراع الذي توصلت إليه المهندسة الدكتورة ليلى عبد المنعم يتمثل فى تكوين خرسانة مسلحة من حوائط البيتومين من الحديد المنصهر معتمدة في اختراعها على آية قرآنية كريمة فى سورة الكهف كمرجع أول في هذا الاختراع ،، وهي : آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ..
تقول الخبيرة المصرية : توقفت أمام هاتين الآيتين وتدبرت موقف نزولهما جيدا و بعد عدة تجارب توصلت إلى تركيبة جديدة من ( الخرسانة المسلحة ) استخدمت فيها نفس المواد التي اعتمد عليها ذو القرنين في إقامة الحاجز بين الجبلين .. من أحد منتجات البترول مضافا إليه الحديد المنصهر مع الإسفلت فتوصلت إلى خلطة شديدة التماسك ولها قدرة على مقاومة الزلازل...
الدكتورة ليلى لها 100 أختراع .. حصلت من أجلها على جائزة الاستحقاق بلندن ...
هل أدركنا أهمية التشجيع على الإبتكارات العلمية للنهوض ببلادنا وأنها تحتاج لكثير من البحث والدراسة المكثفة لأنها مبنية على ما قبلها من علوم ؟
*********
وإلى الفصل السادس إن شاء الله تعالى..
التطبيق العملي لابحاث ومخترعات الشباب.