عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 2012-04-24, 02:15 PM
أبو حفص الغزي أبو حفص الغزي غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-09-16
المشاركات: 118
افتراضي الشهيد بإذن الله محمد خليل التتر

أمر مجموعته بالوضوء ومقاتلة الأعداء دون هوادة فرحل أولهم

الشهيد المجاهد/ محمد خليل التتر "أبو حماس"


أمر مجموعته بالوضوء ومقاتلة الأعداء دون هوادة فرحل أولهم

القسام - خاص:
هكذا هم مجاهدي كتائب القسام الذي كان منهم وبلا فخر مجاهدنا في هذا المقام "أبو حماس"، تخطى مرحلة تلو أخرى وتعرض للمخاطر والأهوال من أعداء الأمة الصهاينة ومن المتعاونين معهم من حركة "فتح"، غير أن إرادة الله قضت أن ينال الشهادة في معركة الفرقان وهو على وضوء.

المولد والنشأة

في الخامس من شهر يونيو من العام 1980م ولد مجاهدنا محمد خليل دياب التتر "أبو حماس"، ونشأ شهيدنا في بيت ملتزم وتربى في مسجد الأمين محمد (صلى الله عليه وسلم) في حي تل الإسلام, وعاش حياة سعيدة في ظل والديه وإخوانه وأصدقائه وكان محبوباً لدى الجميع بخلقه الحسن وبشاشة وجهه وابتسامته العريضة.
كان "محمد" باراً بوالديه ومطيعاً لهما, لا يرفض لهم أي طلب ليكسب رضاهم حيث أنه رحمه الله كان يحرص على رضاهم, ولا تزال الكلمات التي كانت ترددها والدته:" الله يرضى عليك يا محمد,وأسأل الله أن يجمعنا معك في الفردوس الأعلى إن شاء الله"، وإلى جانب ذلك فقد كان محمد دائماً يوصي والدته بأن تهتم بأولاده بعد استشهاده وأن تحثهم على السير على درب والدهم وعندما كان يخرج إلى الرباط قال له والده:" الله يسهل عليك ويرضى عنك".
ومن جانب آخر فقد كانت علاقته بإخوانه طيبة جداً ملؤها الحب والوفاء حيث كان هذا الحب بين جميع أفراد الأسرة على الدوام لا تشوبه أي خصومة أو تنافر، ولم يذكر أنه وقع بينه وبين أي من إخوانه أو أخواته أي مشادة.
كانت علاقة الشهيد رحمه الله طيبة مع جيرانه وأصدقائه، فقد كان يحب الجميع ويتحدث معهم ويمازحهم، وكان لا يفرق بين الكبير والصغير، ولذلك أحبه الجميع لتواضعه, وكان ذو علاقة طيبة مع الكثير مع أبناء التنظيمات الأخرى حيث أن حبه الشديد لدعوته وحركته لم يمنعانه من التعامل مع من عادى فكره ودعوته.

دراسته وتعليمه

وفي العام 1986م تلقى شهيدنا دراسته الابتدائية في مدرسة حطين، وتخطى هذه المرحلة بنجاح، وفي العام 1992م التحق بمدرسة أنس بن مالك لمواصلة دراسته للمرحلة الإعدادية, وكانت علاقته طيبة بزملائه ولم يحدث بينه وبين الطلاب الآخرين أي مشكلة تذكر.
وفيما يتعلق بدراسة المرحلة الثانوية، فقد حصل شهيدنا على شهادتها من مدرسة الكرمل الثانوية التي التحق للدراسة فيها في العام 1995، ومن بعد تخطيه لهذه المرحلة، التحق في العام 1999 لجامعة الأزهر وتخصص في برمجة الحاسوب, لكنه لم يكمل دراسته, بسبب المشاكل التي كانت تحدث في تلك الجامعة.
ويعرف عن شهيدنا "أبو حماس" أنه وخلال مراحل دراسته المختلفة انتمى إلى صفوف الكتلة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة "حماس" وكانت مهمته توزيع المجلات والمنشورات الدينية على زملائه الطلبة.

المنفق في سبيل الله

عمل شهيدنا في بداية حياته في أحد مجالات البناء, ثم عمل في حياكة الملابس, ومن ثم اشتغل في مطبخ مستشفى الوفاء وبعدها عمل في صفوف القوة التنفيذية حتى أصبح مدرباً فيها.
ومن أكثر الأشياء التي كان يحبها أن ينفق من راتبه على أصدقائه وأخواته، وأن ينفق من ماله في سبيل الله، كما كان يحب زيارة أخواته وأرحامه وأصدقائه.
أما الأشياء التي كانت تغضب شهيدنا، فمنها أن يرى أهل بيته في هم وحزن، وعندما يستشهد أحد أصدقائه ويسبقه إلى الجنان، كما كان يغضب كثيراً عندما يسمع أطفال جيرانه يسبون الذات الإلهية.
من أكثر المواقف المفرحة التي تعرض لها شهيدنا محمد في حياته كان يوم انضمامه إلى صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام، واندحار قوات العدو الصهيوني من قطاع غزة الصامد عام 2005م وهو ذات العام الذي تزوج فيه مجاهدنا، وعندما أنجبت زوجته ابنه البكر حذيفة ثم أبناءه التوائم راما وحمزة.
أما المواقف الصعبة التي صادفته، فكان استشهاد الشهيد القائد أبو أنس المنسي ورفاقه، واستشهاد القائد ورفيق دربه محمد أبو كرش ومحمد التتر، واغتيال القائدين الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي.

الزاهد في الحياة

تأثر شهيدنا "أبو حماس" في حياته بعدد من الشخصيات التي أثرت في نفسه وأحبها كثيرا وسار على دربها، ومن هذه الشخصيات: الشيخ الشهيد أحمد الياسين, والدكتور عبد العزيز الرنتيسي, والشهيد القائد سعيد صيام.
ومن كان طفلا صغيرا التزم شهيدنا محمد في مصلى الأقصى ثم انتقل إلى مسجد الأمين محمد صلى الله عليه وسلم, وكانت علاقة الشهيد رحمه الله بإخوانه علاقة أخوية حيث المحبة والأخوة بينهم, وكان ملتزماً بشدة فلا يتأخر عن درس من الدروس الدينية وكان نشيطاً في عمله الجماهيري داخل المسجد.
ومن خلال التزامه في المسجد، اعتاد مجاهدنا على المحافظة على صلاة الضحى, وقيام الليل, وكان يحافظ على قراءة الورد اليومي من القرآن الكريم وصيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع وصيام ستة من شوال والعشر الأوائل من ذي الحجة وكان يقرأ بعض الكتب الدينية مثل السيرة النبوية وفقه السنة وغيرها.
ومن خلال التزامه في المسجد انتمى شهيد محمد رحمه الله إلى صفوف حركة المقاومة الإسلامية "حماس" منذ صغره وعمل في جهاز العمل الجماهيري، وذلك بعد أن بايع الحركة وجماعة الإخوان المسلمين، حيث تدرج على سلمها التنظيمي إلى أن كان حتى لحظة استشهاده برتبة "نقيب" في الدعوة والتنظيم.

في صفوف القسام

كان شهيدنا البطل صاحب نظرة ثاقبة تعرف ما عليها من الواجبات تجاه أمتنا وشعبنا, فلقد أدرك شهيدنا أنه يجب عليه أن يبكر في الانتماء لكتائب القسام لحماية هذا الدين وأبناء شعبنا وأمتنا وكان ذلك في العام 2003, ورغم قلة الإمكانيات الموجودة مع الكتائب في ذلك العام إلا أن شهيدنا لم يتأخر عن الانضمام لهذا الجهاز المبارك وبل بادر بطلب الانضمام للقسام من مشايخه ومن لهم صله بالجهاز العسكري رغم صعوبة الظروف وقلة الإمكانيات.
كانت علاقة الشهيد بإخوانه المجاهدين علاقة طيبة جداً، تتسم بالإيثار والزهد في الدنيا إرضاءً لربه ثم لإخوانه، وكان من أكثر الأخلاق التي يتسم بها الشهيد "أبو حماس" هو التواضع الجم واستصغار النفس، فلم يكن يرفض أي دورة عسكرية أن يتدرب فيها أو يدربها، حتى وإن كان المدرب أقل منه كفاءة، فقد كان حرصه على تلقي العلوم العسكرية يغلبه ليلتحق بكل دورة تعرض عليه أو تسنح الفرصة له.
وكانت علاقة الشهيد بإخوانه علاقة الأخ الأكبر لمن حوله من الأخوة، فهو يحترم كل رأي ولو كان بسيطاً, وكان حريصاً أيما حرص على المشاركة في المهام الجهادية ولم يكن يتأخر عن ذلك وقد بدا ذلك واضحاً يوم استشهاده.

تدريبات وإعداد

خضع شهيدنا "أبو حماس" للعديد من الدورات العسكرية، منها دورة إعداد مدربين، ودورة الوحدة الخاصة، ودورات عسكرية متقدمة لتأهيل المدربين وتطويرهم سواءً في الجهاز العسكري أو في الشرطة الفلسطينية، فكان مدرباً يحبه من اقترب منه، وقد يظن من لا يعرفه أن في قلبه قسوة على المتدربين لكن من عاشره وخالطه علم كم كانت سامية نفسه وكم كانت روحه عذبة تأسر من حوله، فقد كان يحرص على الشدة في تدريبه رغبة في أن يخرج من تحت يديه رجالاً أشداء على الكفار وقد كان له ما أراد بحمد الله.
قام المدرب القدير "أبو حماس" بتدريب عدد كبير لا يمكننا إحصاؤه من الدورات العسكرية في منطقة تل الإسلام، تتضمن أعداداً كبيرة من المجاهدين الأبطال، كلهم يعاهدون الله أن يظلوا على دربه حتى يلقوا ربهم، وكان ممن دربهم شهداء كالشهيد البطل: علي اسحق شملخ "أبو الحسن" والشهيد البطل: عصام اسحق شملخ "أبو العز" والشهيد المجاهد: محمود أحمد شملخ "أبو محمود"، وغيرهم الكثير من الشهداء الأبطال حسبهم أن الله يعلمهم.
كما قام بالتدريب في الدورات الأولى التي أقامتها الشرطة الفلسطينية، فكان مدرباً كفؤاً في ميدانه.
ومن أصدقاء الشهيد في حياته الشهيدين: محمد أبو كرش ومحمد التتر اللذان استشهدا على أيدي الانقلابيين من حركة "فتح"، ومن أصدقائه أيضا الشهيد عاصم الشاعر الذي استشهد في اليوم الأول من "حرب الفرقان".
شارك شهيدنا في كل ما طلب منه ولم يتأخر ولو لمرة واحدة، فشارك في المهمات الخاصة (الكمائن) التي كانت تنصب للقوات الخاصة الصهيونية في منطقة الزيتون، وكذلك شارك في كثير من الاشتباكات العنيفة التي دارت بين التيار الانقلابي المندحر وبين أبناء القسام, وأدت هذه الجهود لإحلال الأمن والأمان في القطاع الحبيب.
شارك شهيدنا في صد الإجتياحات وكان ذلك واضحاً في الحرب الأخيرة على القطاع, فهذه الحرب كانت امتدادا لحياة الشهيد البطولية, ورغم صعوبة المشاركة في الحرب الأخيرة إلا أن شهيدنا البطل أدى واجبه خير أداء وشارك في المهام الجهادية مشاركة تركت له بصمه فيما بعد.

تخصصات ومجالات عسكرية

تنقل شهيدنا خلال مسيرته الجهادية بين عدد من التخصصات العسكرية في كتائب القسام مما أدى إلا زيادة خبرته العسكرية وتنمية هذا العقل الفذ الذي كان يحمله الشهيد واستقر الأمر به إلى تخصص المشاة الذي أبدع فيه فيما بعد, وقام هذا الأسد بتدريب إخوانه لهذا التخصص, حيث أنه قد درب في منطقة تل الإسلام كثيرا من الشباب المجاهد في تخصص المشاة على يد الشهيد (أبو حماس), ورغم رحمته وعطفه على إخوانه إلا أنه كان ليثاً من ليوث التدريب المعدودين وكان "أبا حماس" رحمه الله يقود (مجموعة قسامية خاصة).

ظروف الاستشهاد

توجه الشهيد "أبو حماس" يوم الحادي عشر من يناير من العام 2009م وبينما كانت "حرب الفرقان" على أشدها بعد صلاة العصر لترتيب المكان الذي سوف يرابط فيه في تلك الليلة ( ليلة التوغل) ورغم أنه لم يكن على شهيدنا دور الرباط إلا أنه تطوع يومها ليسد ثغراً من ثغور المسلمين, ولكن عند صلاة المغرب تم الانسحاب من المكان، وبقي "أبو حماس" وإخوانه مدداً قريباً للمجاهدين في تلك المنطقة "منطقة أبو حنيفة"، وعندما بدأ التوغل وبلغ أبو حماس بذلك أمر إخوانه بأن يتوضؤا ويصلوا ركعتين وفعل ذلك وخرج إلى الميدان, ووصل إلى المكان المطلوب وتخندق فيه إلى أن أتته المنية واستشهد رحمه الله على الفور.
__________________
لغة الدما لغتي وليس سوى الدما*** أنا عن فنون القول أغلقت الفما
وتركت للرشاش أن يتكلما*** ليحيل أوكار اليهود جهنما