الامه الاسلاميه والدوله الاسلاميه
لكى تكون الدوله إسلاميه لابد أن تنقى عقيدتها وتصورها من أى شائبة شرك فى عبادة غير الله ولابد أن تأتى عبادتها نسقا مستقيما مع هذه العقيده وذلك التصور ولابد أن يكون تشريعها وحكمها من الله قال تعالى إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. فإذا سمع المسلمون لحكم غير حكم الله أو تشريع غير تشريع الله فهى أمه فيها جاهليه فالامه المسلمه التى رفعت راية لااله الاالله فجعلتها فوق كل رايه لم تجعل الوطن وطنا إلا لانه يقيم حدود الله فإن إنتهكت فيه حدود الله فليس بوطن يستحق أن تراق فى سبيله قطرة دم لمسلم فإن الله نفى الايمان عن أمه لاتحتكم إليه فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
ان الحكم الا للـــــــــــــه فإن صار الحكم لغير الله فقد كفرت هذه الامه وإن أقامت صروحا وأسمتها مساجد وإن أرسلت وفودا وأسمتهم بالحجيج وإن جعلت فى دستورها كلمة تافهة ومادة ملغاه تقول كذبا وزورا.... دين الدوله الرسمى هو الاسلام ... إن الاسلام ليس بماده ولا بكلمه ولكن الاسلام عقيده وعباده وحكم وتشريع فمن جاء بشئ من هذا وترك الباقى فهو كاذب فى إسلامه فلابد من الاسلام كله أو فلا إسلام أصلا .
يوم القيامه يوقف الله الناس بين يديه ويقول من عمل عملا أشرك معى فيه غيرى فعمله لغيرى وأنا منه برئ فليذهب ليأخذ أجره ممن أشركه معى فى عبادتى
فالامه لابد أن تكون كالامة الاولى التى أنشأها محمد فلابد أن يكون حاكمها وحكومتها وتشريعها ساهرين جميعا على حدود الله عز وجل وأن تصبغ مؤسساتها جميعا وشئونها جميعا بصبغة الاسلام وعلى إحترام كتاب الله وسنة رسوله فلا يقوم مجلس من مجالسها إلا للعمل بكتاب الله وسنة نبيه لا توظف حكومتها إلا لحراسة كتاب الله وسنة رسوله ولا يقوم الحاكم إلا لإقامة شرع الله أما الامه التى تأمر بالربا فى معاملاتها كيف تزعم أنها مسلمه والامه التى تحارب تشريع الله فى مؤسسات التشريع فتنحى كتاب الله لتأخذ بالاغلبية المطلقه فيما يسمى بالديمقراطيه كيف تزعم أنها مسلمه الامه التى تقر الخنا والفجور فى وسائل إعلامها وتحارب الفضيله وتأمر بالرذيله وتحارب الستر وتأمر بالتبرج كيف تزعم لنفسها أنها مسلمه إن حدود الدوله الاسلاميه قال فيها سبحانه وتعالى الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ فإذا ضيعت أمة الصلاة والزكاه وأمرت بالمنكر ونهت عن المعروف وحاربت الفضائل ونشرت الرذائل تزعم بعد ذلك أنها مسلمه !!!!!
الدوله الاسلاميه هى التى إختارت الاسلام لها دينا ومنهجا لحياتها تقيم عليه سائر شئونها فلا يخرج أمر من أمورها عن حدود الاسلام ظاهرا أو باطنا فلاسلام ظاهر لا يخفى فالاسلام شامل ففيه الاقتصاد والسياسه والاجتماع وكل شئ والاسلام هو ماقال الله وما قال الرسول أما ما قال الناس فإذا كان ضمن ماقال الله وما قال الرسول فهو الاسلام وإن خرج عن ما قال الله وما قال الرسول فليس ذلك فى شئ فليس فى الاسلام وطنيه ولا قوميه ولا جنسيه ولكن الاصل فى الاسلام أن الله رب العالمين والناس بعد ذلك عبيد لله تعالى أما هذه الشعارات فما جاء الاسلام إلا ليقتلعها ويهدمها والامه الاسلاميه لكى تكون أمه مسلمه لابد أن يختار فيهاالحكام والولاه جميعا على ضوابط وأسس من بدايتها على كتاب الله وسنة رسوله فإذا جاء الحاكم الفقيه التقى على الضوابط والمواصفات واختار ولايته على كتاب الله وسنة نبيه فالحاكم المسلم ماجاء إلا لإقامة دين الله وشرعه فى نفوس المسلمين وفى الدوله الاسلاميه فجاء ليلزم المسلمين بدين ربهم الذى إرتضوه بحرياتهم فمن ترك الصلاه قتل ومن منع الزكاه أخذت منه قصرا ومن أفطر فى رمضان عزر ومن خرج على حدود الله أعيد إلى حدود الله طوعا أوكرها .
ولذلك فالامه الاسلاميه لا يرى فيها ظلم ولا يرى فيها فسقه ولا يرى فيها عراه ولا ربا ولا زنا ولا خمور ولا يرى فيها حكم خارجا عن كتاب الله وسنة نبيه ...
أما الضوابط التى يختار عليها الحكام فى هذه العصور فهى ضوابط ومواصفات دستوريه أخذت من دول كافره ضوابط صاغها البشر ليس من بينها أن يكون الحاكم مسلما ولو أى إسلام وإنما من بينها أن يكون الحكم ديمقراطى يقول الحكم من الشعب بالشعب لصالح الشعب ويقول ( إن الحكم إلا للشعب) فتأتى هذه الضوابط والمواصفات بحاكم وحكومه ووزارات وقضاه وموظفين ثم بعد ذلك يدير الولاه الحكم بقانون وضعى أخذ من دول كافره لتأتى أمه تسمى نفسها مسلمه وليس الاسلام فيها إلا كلمة تقال وليس الاسلام إلا شئ يأخذ به من أراد ومن خرج عليه خرج وليس الاسلام معتبرا فى ولايه أو فى حكم أو فى مؤسسه أو فى مدرسه أو فى جامعه أو فى صحيفه أو فى وسائل إعلام أو فى وزاره أو فى رئاسة جمهوريه أو فى أى شأن من شئونها ثم تزعم بعد ذلك أنها دوله إسلاميه!!! إنها إذا دوله لا يديرها الاسلام لا من قريب ولا من بعيد .
إن الدوله الاسلاميه لابد أن تولى أمرها حاكما مسلما يدير شئون حياتها بالاسلام ولكن الامه ولت أمرها ورضيت وخضعت لحكام لا يعرفون من الاسلام شئ فيختارون ولاتهم من أى مله حتى ولو كانوا نصارى حتى ولو كانوا فى مناصب تضع رقاب المسلمين تحت أرجلهم .
فقانون الدوله الاسلاميه الاسلام لا الاغلبيه الديمقراطيه ولذلك إذا عرض قانون الله تعالى على مجلس الشعب ليأخذ برأيه هل يأذنوا لله تعالى ان يدير عباده بأمره ونهيه أم لا يؤذن له بذلك فإذا قال مجلس الشعب لا ليس هذا وقته وليس هذا وقت مناقشته مضى حكم الناس ومضى حكم الشعب وسكت صوت الله .
فإن قيل هذه الدول عقيدتها الاسلام فكذب القائل لأن عقيدة هذه الدول هى الوطنيه وهذا ما ينطق به القانون بصراحه بلا خوف ولا حرج فإن الذى يخرج على الوطنيه يعدم بنص الدستور والذى يخرج على الاسلام لا يعدم بنص الدستور فعقيدة هذه الدول هى الوطنيه التى لا تفرق بين مسلم ونصرانى ويهودى فالكل مواطنون وطنيون ولذلك فكلما إمتلأ قلب هذا المواطن بحب الوطن والفناء فى حبه ودعوة الناس إلى حبه والولاء له كان هذا المواطن مقربا .
فإن قيل الامه مسلمه لأنها تعبد الله فى المساجد فكذب من قال هذا لأن الامه ليس فى قانونها أى تشريع أو أى عقوبه تقول بقتل تارك الصلاه للمحافظه على فريضة الصلاه ومحاربة تارك الزكاه وتعزير الذى يفطر فى رمضان بل ليس فى تشريعها أى تنظيم للصلاه فهل يصعب على الحكومات جمع الزكاه وتوزيعها كما تهتم بجمع الضرائب والجمارك وهل يصعب على الحكومات إلزام الناس بالزى الاسلامى كماتفعل فى الجامعات وتمنع المحجبات من الدخول وكا تفرض لون الزى المدرسى وشكله بدقه ..
__________________
العلم قال الله , قال رسوله *** قال الصحابة , هم أولو العرفانِ
ما العلم نصبك للخلافِ سفاهة *** بين الرسول وبين رأي فلانِ
|