عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 2012-05-09, 03:33 AM
الطواف الطواف غير متواجد حالياً
عضو من أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-02-23
المشاركات: 2,506
افتراضي

واليكم هذا الحديث وشرحه لشيخالاسلام ابن تيمية فما رايكم فيه
يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين قال- رحمه الله تعالى-: وفي رواية: « يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين، في جثمان إنس، قال قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع »1



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هذه رواية أو طرف من حديث حذيفة-رضي الله عنه- في الصحيحين وهذه الرواية لمسلم، حتى الشيخ ما قال فيها إنها لمسلم، قال وفي رواية يقول يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ - يعني ولاة وأمراء- يَهْدُونَ بغير ِهديي يَسْتَنُّونَ بغير سُنَّتِي هذا فيه ذم لهم، لأنهم ليسوا على استقامة في هديهم وفي سيرتهم سواء كان في أنفسهم أو في تدبيرهم للأمة، في سيرتهم الذاتية أو في تدبير للأمة يهدون بغير هديي ويستنون بغير سنتي نعم. « وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس »2 لا إله إلا الله كأن هؤلاء الأئمة مع ما وصفوا من الانحراف وعدم الالتزام بالسنة وعدم الاستقامة، كأن أيضا فيهم يعني صنف هم أشرار، سيقوم فيهم رجال، يعني من هؤلاء الأئمة رجال أو يقوم معهم رجال « وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين »2 الشياطين هم الأشرار من الإنس والجن الأشرار أعداء الأنبياء ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ﴾3 قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ معناه أنها تحب الشر والفساد وتدعو إليه، وهم في جثمان إنس، جثمان الإنسان هو جسده يعني بواطنه، وإن كانوا إنسا وإن كانوا من الناس، هم من الناس، وأجسامهم أجسام الناس، لكن بواطنهم خبيثة، وهذا غاية في تصوير ما هم عليه من الخبث والشر قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ، أعوذ بالله وإن كانت صورهم وأبدانهم كغيرهم من الناس، كما قال- سبحانه وتعالى- في المنافقين: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾4 فالمنافقون يصدق عليهم ذلك الوصف لأنهم شياطين في بواطنهم ﴿ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴾5
قال حذيفة-رضي الله عنه-: فما تأمرني يا رسول الله عند ذلك عند وجودي ذلك العهد وعند ظهور ذلك الصنف من الولاة، قال: تسمع وتطيع -سبحان الله لا إله إلا الله الدين ما بالرأي الدين هو شرع الله والإيمان هو التسليم لشرع الله يعني فما تأمرني قال تسمع وتطيع يعني الرأي السطحي حاربهم ولا تسمع ولا تطيع ونابذهم هذا هو الرأي السطحي القاصر الذي لا يقوم على هدى، الشريعة تنزيل من حكيم، لا بد من التسليم.
الملائكة لما علموا أن الله سيخلق آدم ويخلق بشرا في هذه الأرض وعلموا بإعلام من الله أنه سيكون من البشرية أمور وفساد في الأرض وسفك للدماء: ﴿ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ﴾6 كأنهم يقولون نحن قائمون بالعبودية وبالتسبيح وما تحبه يا ربنا فلماذا تجعل في الأرض من يفسد ويسفك الدماء قال ﴿ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾6
هكذا نقول إذا قال قائل لماذا أسمع وأطيع لماذا يؤمر الناس ويؤمر الإنسان بالسمع والطاعة لهؤلاء الأئمة الذين هذه صفتهم لا يستنون ولا يهتدون بهدي الرسول-صلى الله عليه وسلم- وفيهم من هذه صفته قلوبهم قلوب الشياطين الواجب هنا التسليم والتفويض قال: « تسمع وتطيع »7 - لا إله إلا الله-، « وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك »8 الصبر الآن ما وقف الأمر عند حد ما يخصهم ما يخص أولئك الولاة من فجور من معاص من أثرة لا، وصل الأمر إلى ظلم بضرب بأخذ مال هذا كله لا يسوغ ولا يبيح الخروج ونزع اليد من الطاعة ورفض البيعة.
اصبر « وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك »8 وهذا بخلاف من اعتدى عليه من هو من سائر الناس يدافعه، كما جاء في الحديث الصحيح: « أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: فلا تعطه مالك. قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: قاتله. قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: فأنت شهيد. قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: هو في النار. »9 أو كما جاء في الحديث، أما إذا كان مثل هذا من الوالي فلا يعني ظلم الإمام لا يبيح الخروج عليه بل يجب الصبر، ما يبيح الخروج هو ظالم وحقك مأخوذ منه ليس هذا لكرامة هذا المعين لا، هذا ظلم وهذا الصبر من أجل تحقيق المصلحة الكبرى من أجل أنه أخذ شيئا من مالك أو حصل منه ظلم في بدنك بضرب ونحوه يعني تسعى فيما يعود على الأمة بالفساد العارية
يمكن أن نشبه هذا بشيء هو دونه بكثير لو أن أبا تجنى على ولده وضربه بغير حق فيسوغ للولد أن يضرب أباه وينتقم من والده هو ظالم، الأب ظلمه لكن هذا لا يسوغ وهذا لا أذكره على أن الصورة متماثلة لا الأمر أكبر من ذلك قال: « تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك »7 الله المستعان نعم بعده.
المصــــــــــدر
رد مع اقتباس