عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 2012-05-10, 08:56 AM
الطواف الطواف غير متواجد حالياً
عضو من أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-02-23
المشاركات: 2,506
افتراضي

تيسير لمعة الاعتقاد للشيخ :عبد الرحمن بن صالح المحمود

ثم قال الشيخ بعد ذلك : (( ونشهد للعشرة بالجنة)), وهذا أيضاً مما يختص به أصحاب النبي , فإن هؤلاء العشرة المبشرين بالجنة لهم من الفضل ماهو معروف ((كما شهد لهم النبي فقال)) في الحديث الصحيح عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : (( أبو بكر في الجنة , وعمر في الجنة , وعثمان في الجنة, وعلي في الجنة )) هؤلاء الخلفاء الأربعة , (( وطلحة - وهو ابن عبيدالله - في الجنة , والزبير بن العوام في الجنة , وسعد بن أبي وقاص - في الجنة, وسعيد - وهو ابن زيد بن عمروا بن نفيل في الجنة, وعبدالرحمن بن عوف في الجنة , وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة )) (1)
وهو أمين هذه الأمة, والزبير هو حواري رسول الله, ولكل واحد من هؤلاء العشرة فضائل كثيرة موجودة في كتب السنة.
ثم قال الشيخ مقرراً قاعدة من قواعد أهل السنة والجماعة : (( وكل من شهد لـه النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة شهدنا لـه بها )) فأهل السنة والجماعة يشهدون بالجنة لمن شهد لـه الرسول, أما من لم يشهد لـه الرسول فإنه يُشهد لـه شهادة عامة فنقول : كل من مات من المؤمنين فهو من أهل الجنة , نرجو له الخير لكن لا نشهد بان فلاناً بعينه في الجنة إلا لمن شهد له الرسول عليه الصلاة والسلام مثل العشرة, ومثل ما أورده الشيخ هنا في قوله : كقوله: (( الحسن والحسين)) وهما ابنا علي رضي الله عنهم جميعاً (( سيدا شباب أهل الجنة )) (2) فنشهد لهما رضي الله عنهما وأرضاهما أنهما من أهل الجنة .
(( وقوله لثابت بن قيس : إنه من أهل الجنة )) وهذا أيضاً ثبت بالحديث الصحيح, وثابت بن قيس هذا كان جهوريَّ الصوت , فلما نزل قول الله تعالى :
{
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ
}[الحجرات:2]خاف أن يكون هو المقصود بالآية فقال : أنا جهوري الصوت وارفع صوتي فأخاف أن عملي قد حبط , فبقي في بيته وقال :
والله لا أخرج منه حتى يرضى عني رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أموت .
وفي إحدى الروايات عند ابن جرير الطبري ابن أبي حاتم وغيرهما أنه حبس نفسه في غرفة الفرس وأمر زوجته بأن تضرب مسماراً على ضبة الباب
وقال : والله لأبقين في هذا المكان حتى يرضى عني رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أموت .
فلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما جرى لهذا الصحابي الجليل قال صلى الله عليه وسلم : (( أخبروه وبشروه وقولوا له : إنك من أهل الجنة ))(3) . فلما بشر بذلك مَا استطاع أن يخرج إلا بكسر الضَّبَّة , لأنه كان قد سمر الباب بشدة, فخرج إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وفاز بهذه البشارة العظيمة .
ومثل أيضاً : عكاشة بن محصن(4) , وخديجة بنت خويلد , فإن النبي صلى الله عليه وسلم شهد لها بالجنة(5) ومثلها الرميصاء رضي الله عنها وأرضاها فإن النبي صلى الله عليه وسلم سمع لها صوتاً في الجنة فقال : من هذا؟ فقيل : هذه الرميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك رضي الله عنه(6) ,
وهي التي تزوجها أبو طلحة فكان مهرها الإسلام, خطبها وهو مشرك فقالت : لا أقبل بك وأنت على الشرك لكن إن أسلمت فيكفيني ذلك مهراً فأسلم أبو طلحة وتزوجها فكان مهره الإسلام . وغيرهم ممن شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة فإننا نشهد لهم بذلك
رد مع اقتباس