بسم الله الرحمن الرحيم
الإسلام وشباب الأمة
الباب الثاني : أهمية العمل لدى الشباب
تكلمنا في اللقاءات السابق عن كيفية توجيه الشباب إلى الحرف.
ثم تدعيم التخصص لدى الشباب.
ثم التكامل بين جميع التخصصات .
تشجيع المهارات الفردية في كل التخصصات .
ثم تحدثنا عن أهمية أهمية الزراعة.
ونتناول اليوم بعون الله تعالى الإهتمام بالتربية الحيوانية.
الفصل السادس : الإهتمام بالتربية الحيوانية وتدعيمها .
كلنا يعلم أهمية الثروة الحيوانية وما تمثله من دعم للغذاء ودعم للصناعة... فمعظم الأغذية تقوم عليها سواء من اللحوم أو الألبان والدهون , وتقوم صناعة الجلود وتعليب اللحوم وغزل الصوف والغراء حتى صناعة الأدوية مثل الأنسولين فهو مستخلص من بنكرياس الحيوان.
وكثير من الدول الغنية تعتمد في ثروتها الحيوانية على دعم تلك الصناعة وخاصة صناعة الألبان الجافة والسمن الحيواني , وتعبئة اللحوم , وتدر تلك الصناعات الحيوية ثروات هائلة للدولة وللأفراد..
قال تعالى في سورة النحل :
وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ – 5 وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ – 6
﴿ وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ ﴾ أي : لأجلكم ، ولأجل منافعكم ومصالحكم ، من جملة منافعها العظيمة أن لكم ﴿ فِيهَا دِفْءٌ ﴾ مما تتخذون من أصوافها وأوبارها، وأشعارها، وجلودها، من الثياب والفرش والبيوت.
﴿وَ﴾ لكم فيها ﴿ مَنَافِعُ ﴾ غير ذلك ﴿ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾
﴿ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ﴾ أي : في وقت راحتها وسكونها ووقت حركتها وسرحها، وذلك أن جمالها لا يعود إليها منه شيء فإنكم أنتم الذين تتجملون بها، كما تتجملون بثيابكم وأولادكم وأموالكم.
وقال تعالى في نفس السورة :
وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ – 66
أي: ﴿ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ ﴾ التي سخرها الله لمنافعكم ﴿ لَعِبْرَةً ﴾ تستدلون بها على كمال قدرة الله وسعة إحسانه حيث أسقاكم من بطونها المشتملة على الفرث والدم ، فأخرج من بين ذلك لبنا خالصا من الكدر سائغا للشاربين للذته ولأنه يسقي ويغذي. فسبحان المبدع تعالى وتقدست أسماءه...
وقال تعالى في الآية 80 من نفس السورة :
وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ .
﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا ﴾ في الدور والقصور ونحوها تكنُّكم من الحر والبرد وتستركم أنتم وأولادكم وأمتعتكم، وتتخذون فيها الغرف والبيوت التي هي لأنواع منافعكم ومصالحكم وفيها حفظ لأموالكم وحرمكم وغير ذلك من الفوائد المشاهدة، ﴿ وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ ﴾ إما من الجلد نفسه أو مما نبت عليه ، من صوف وشعر ووبر.
********
هل أدركنا قيمة الثروة الحيوانية في حياة الشعوب التي تريد أن تحيا حياة كريمة , يجب تدعيم الشباب وتشجيعهم لمثل هذه المشاريع الهامة للإقتصاد الوطني , بتوفير السلالات الجيدة من البقر والجاموس والأبل والخراف والماعز . وتشجيع العنابر العملاقة لتربية الدجاج والطيور بكل أنواعها ..
وبمعادلة بسيطة إن تمت تلك المشاريع بعون الله تعالى . سيعم الرخاء إلى كل أفراد المجتمع ..
إن الشباب طاقة يجب استغلالها للمشاريع الأهم لإقتصاد البلاد , فهذه المشاريع تحتاج لمصانع كبيرة بجانبها مثل دبغ الجلود وصناعة الملابس والأحذية .. ومصانع تعليب اللحوم .. ومصانع تجميد الدجاج المذبوح .. ومصانع تغليف البيض ..
ومصانع ثقيلة لصناعة وسائل النقل لنقل اللحوم ومنتجاتها إلي المدن.. فالفوائد كثيرة لا تحصى من هذه الثروات الضائعة..
********
وإلى الفصل السابع إن شاء الله تعالى
الإهتمام باسطول الصيد ودعمه