[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
الإسلام وشباب الأمة
الباب الثاني : أهمية العمل لدى الشباب
تكلمنا في اللقاءات السابق عن كيفية توجيه الشباب إلى الحرف.
ثم تدعيم التخصص لدى الشباب.
ثم التكامل بين جميع التخصصات .
وتشجيع المهارات الفردية في كل التخصصات .
ثم تحدثنا عن أهمية أهمية الزراعة.
ثم الإهتمام بالتربية الحيوانية.
ثم الإهتمام باسطول الصيد ودعمه.
ونتناول اليوم بعون الله تعالى الإهتمام بالتعليم والبحث العلمي كمقدمة ضرورية لمنظومة العمل المتكاملة.
الفصل الثامن :
الإهتمام بالتعليم والبحث العلمي كمقدمة ضرورية لمنظومة العمل المتكاملة.
منظومة العمل ليست منظومة عبسية غير محددة المعالم عند الدول المتحضرة .. وكما سبق القول فإن جميع التخصصات تعتبر فرض كفاية إذا قام بها البعض سقط عن بقية المجتمع .. أما إذا إحتاج المجتمع إلى تخصص معين ولم يوجد من يقوم به أصبح طبقا لشريعة الإسلام فرض عين على الجميع لحين تعين من يقوم بهذا التخصص.
وبناءا على ما تقدم يجب الإهتمام بالتعليم والبحث العلمي كمقدمة ضرورية لمنظومة العمل المتكاملة ..
ونبدأ من حيث إنتهت أحدث الدراسات , وهذا يتطلب جهدا كبيرا في البحث العلمي وتكنولوجيا المعلومات . لكي نستوعب تصنيع مكونات الأجهزة .
وإلى الأن تحتكر الدول المتقدمة تلك التكنولوجيا ولا تسمح بتصديرها ولكن الدول التي حاولت إستيعاب وتعلم هذه العلوم التطبيقية للمعرفة نجحت وأصبحت تنافس مثل الصين وسنغافورة وكوريا والهند..
فالأمر ليس بالمستحيل ولكنه يحتاج لإرادة سياسية تتبنى تلك المبادئ وتطبقها في أرض الواقع ..
فالإسلام علمنا الرفعة والقوة والعلم المبني على الإيمان وطلب منا البحث إن كنا لا نعلم .
قال تعالى في سورة النحل وسورة الأنبياء :
( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )
********
إن التطبيق العملي للبحث العلمي أول ما يرتبط , يرتبط بالموارد المالية والموارد الطبيعية وأهمها الحديد. ولا ننسى الكفاءات البشرية فهي المعنية أساسا بالبحث والعمل ..
ولذلك نجد التركيز على الإنفاق في سورة الحديد وعلى الحديد ذاته كأهم معدن أنزله الله تعالى ليخدم البشرية في جميع مجالات الحياة..
أولا - الدعم المالي .
آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ – 7
ثانيا - أهمية الحديد في حياة البشر.
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ
وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ - 25
فكل الرسالات جاءت لتقر في الأرض وفي حياة الناس ميزانا ثابتا ترجع إليه البشرية , لتقويم الأعمال والأحداث والأشياء والرجال ; وتقيم عليه حياتها في مأمن من اضطراب الأهواء واختلاف الأمزجة , وتصادم المصالح والمنافع . ميزانا لا يحابي أحدا لأنه يزن بالحق الإلهي للجميع , ولا يحيف على أحد لأن الله رب الجميع.
هذا الميزان الذي أنزله الله في الرسالة هو الضمان الوحيد للبشرية من العواصف والزلازل والاضطرابات والخلل الذي يصيب الإنسان.. فلا بد من ميزان ثابت يثوب إليه البشر , فيجدون عنده الحق والعدل بلا محاباة
وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ .
فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ . وهو قوة في الحرب والسلم .
ونلاحظ أهمية هذا المعدن ( الحديد ) للحياة على وجه الأرض, وتكاد حضارة البشر القائمة الآن تقوم على الحديد..
ولذلك سميت سورة في القرآن العظيم بالحديد لقيمة هذا المعدن
ودوره البارز في تكوينات الأجهزة التي يستخدمها الإنسان.
فيكاد لا يخلو جهاز أو أدوات أو ماكينة أو طائرة أو سفينة أو سيارة أو بناية أو كباري إلا و الحديد يدخل في تكوينها , حتى دم الإنسان يحتاج إلى هذا العنصر في تكوينه.
ويبين لنا الله تعالى أنه أنزل لنا الحديد إلى الأرض , وأوضح لنا قوة هذا المعدن الهام ومدى نفعه للناس....
ونلاحظ أن كل من أستغل هذا المعدن سواء في التصنيع أو التسليح أو التشيد والبناء أصبح في مقدمة الشعوب تقدما , وأن من أهمل الإهتمام بهذا المعدن أصبح في مؤخرة الأمم .
فلا بد لصاحب العقيدة أن يتعامل مع هذا الوجود الكبير , بنظرة شاملة موضوعية عملية ولا يحصر نفسه ونظره وتصوره واهتمامه ومشاعره في عالم الأرض الضيق .
وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ .
*******
إهتمام رسالة الإسلام بالعلم
فإن أول ما نزل من القرآن آيات العلم ,
قال تعالى في سورة العلق:
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ - 1 خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ - 2 اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ - 3 الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ - 4 عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ – 5
نلاحظ هنا إهتمام الإسلام بالقراءة كمدخل أول للعلم ..في بداية رسالة الإسلام..
فالتعليم والبحث العلمي ضرورة إيمانية أولا ثم ضرورة حضارية ثانيا.
إن الله سبحانه , علم الانسان ما لم يعلم.
فكل ما نراه من إنجازات علمية فهي من الله على الحقيقة ..
قال تعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ - 28 فاطر .
أي إن أكثر الناس خوفا من الله هم العلماء , لما يرون من عظيم قدرة الله في آياته الكونية...
والعلم والبحث العلمي من أهم صفات من نزل عليهم القرآن العظيم.
قال تعالى: في أول سورة فصلت:
حم - 1 تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ – 2 كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ – 3
يخبر تعالى عباده أن هذا القرآن العظيم ﴿ تَنْزِيلُ ﴾ صادر ﴿ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ الذي وسعت رحمته كل شيء، الذي من أعظم رحمته وأجلها، إنزال هذا الكتاب، الذي حصل به، من العلم والهدى، والنور، والشفاء، والرحمة، والخير الكثير، فهو الطريق للسعادة في الدارين.
ثم أثنى على الكتاب بتمام البيان فقال : ﴿ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ﴾ أي: فصل كل شيء , وهذا يستلزم من علماء المسلمين تدبر آياته والبحث في كافة العلوم التي أتى بها على الإجمال حتى يستوعبها البشر في كافة العصور.
﴿ قُرْآنًا عَرَبِيًّا ﴾ أي : باللغة الفصحى أكمل اللغات، فصلت آياته وجعل عربيًا. ﴿ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ أي : لأجل أن يتبين لهم معناه، كما تبين لفظه، ويتضح لهم الهدى من الضلال، والْغَيِّ من الرشاد..
وقد حافظ القرآن العظيم على اللغة العربية ونشرها في ربوع الأرض وجعلها من اللغات الحية في العالم..
وقد استوعبت اللغة العربية جميع علوم الأرض , والدليل على ذلك ما قام به علماء الإسلام بالترجمة لكتب العلوم في العصر الذهبي للدولة الإسلامية , والبحث العلمي في جميع أصول المعرفة سواء الرياضية في الجبر والهندسة أو العلوم الكيمائية أو الطبية أو علم الفلك من نجوم وكواكب أو الجغرافية أو التاريخية والشريعة والقانون...
والتفوق في العلوم الصناعية في كافة المجالات مثل صناعة السفن والأساطيل البحرية وإنشاء الترع والسدود و إنشاء المدن وما ترتب عليها من مرافق وإضاءة .
كل تلك الإنجازات في ظل دولة العدل والحرية والمساوة ..
فالظلم معول الهدم في كل الأمم.
قال تعالى في سورة الحج :
فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ – 45
**********
وإلى الباب الثالث إن شاء الله تعالى
دور الشباب في الدفاع عن الأمة.
[/align]
|