اهتمام علماء السلف بفقه السِّيَاسَة الشَّرعِيَة
[type=42089]اهتمام علماء السلف بفقه السِّيَاسَة الشَّرعِيَة :[/type]
ظهر اهتمام فقهائنا بالسِّيَاسَة الشَّرعِيَة من خلال تناولهم لها ضمن أبواب الفقه العام تارة ، وفي كتب مُتخصِّصة تارة أخرى ، نذكر من ذلك :
- (الأحكام السلطانية) للماوَردي الشافعي . وله أيضًا : (السلوك في سِّيَاسَة الملوك) ، و(تسهيل النظر وتعجيل الظفر في أخلاق المَلِك وسِّيَاسَة المُلك) .
- (غياث الأمم في التياث الظُّلم) لإمام الحرمين الجويني الشافعي أيضًا .
- (الأحكام السلطانية) لأبي يعلى الفراء الحنبليِّ .
- (السِّيَاسَة الشَّرعِيَة في إصلاح الراعي والرعيَّة) و(الحسبة) لشيخ الإسلام ابن تيمية الحنبلي أيضًا .
- (الطرق الحكميَّة في السِّيَاسَة الشَّرعِيَة) لصاحبه وتلميذه ابن قيِّم الجوزيَّة .
- ويدخل في ذلك أيضًا ، كتاب :
- (الخراج) لأبي يوسف القاضي ، صاحب أبي حنيفة .
- (الخراج) ليحي بن آدم القرشي .
- (الأموال) لأبي عبيد القاسم بن سلام .
- (الاستخراج في أحكام الخراج) لأبن رجب الحنبلي .
- (تحرير الأحكام في تدبير أهل الإسلام) لأبن جماعة .
- (الشُّهب الامعة في السِّيَاسَة النافعة) لأبن رضوان المالقي .
وغير ذلك كثير ...
ومن المؤكد أن في تراثنا الفكري المطبوع والمخطوط والمندثر غيرَّ هذا الكثير والكثير ، وليس بوسع أحد من البشر أن يستقصيها .
مدى وطبيعة اهتمام الفقهاء بفقه السِّيَاسَة الشَّرعِيَة :
لقد وصل اهتمام فقهائنا ببعض أبواب السِّيَاسَة الشَّرعِيَة حدًا لافتًا ، حيث أدخل بعضهم موضوعات الإمامة ونحوها ضمن مباحث كتب العقيدة .
وحتى الذين تناولوا هذه الموضوعات في مباحث الفروع ، لم يقصدوا التهوين من أمرها . لأن الإسلام عقيدة وعمل .
وهاهي الصلاة مثلاً ، من الفروع ، لأنها أعمال لا عقائد ، ولكنهم عدُّوا من أنكر فرضيتها كافرًا ما رقًا من الدين ، لأنه أنكر معلومًا من الدِّين بالضَّرورة ..
ومع هذا الاهتمام ببعض مباحث الفقه السِّيَاسِي ، من قبل فقهاء أهل السُنَّة والشِّيعة على السواء ، إلا أن كثيرًا من العلماء قد لاحظوا بحقٍّ أن هذا الجانب من الفقه الإسلامي ، لم يأخذ حظه في البحث ، كما أخذ سائر أنواع الفقه الأخرى ، مثل فقه العبادات ، وغيرها .
وهذا لا يعني أن تراثنا خالي من هذا الفقه ؛ فهذا مستحيل على أمَّة قادت الحضارة في العالم لعِدة قرون ، فعندنا -ولا شك- كمية لا بأس بها من البحوث في هذا الفقه .
الاهتمام بفقه السِّيَاسَة الشَّرعِيَة في العصر الحديث :
وقد ظهر في العصر الحديث كتابات شتَّى حول الفقه السِّيَاسِي الإسلاَمِي ، أمثال :
- كتابات الشيخ محمد عبده في مُجلَّتي : (العروة الوثقى) ، و(المَنار) .
- ثم تلميذه رشيد رضا في : (تفسير المَنار) أيضًا ، وفي كُتبِه مثل : (الخلافة أو الإمامة العُظمى) .
- وهناك كتب أخرى تحمل اسم : (السِّيَاسَة الشَّرعِيَة) للشَّيخ عبد الوهاب خلاَّف ، والشَّيخ علي الخفيف ، والشَّيخ محمد البنَّا ، والشَّيخ عبد الرحمن تاج .
كما ظهرت طائفة ثانية تحت عنوان : (نظام الحُكم فِي الإسلاَم) مِثل : ما كتبه الدَّكتُور محمد يوسف موسى ، والدَّكتُور مُحَمَد عَبدَ الله العَرَبِي ، والدَّكتُور مُحَمَد فَارُوق النَّبهَان ، وغيرهم ...
فَضًلا عن المصنفات التي تحمل عنوان : (النِّظَام السِّيَاسِي فِي الإسلاَم) ، و(مِنهَاج الإسلاَم فِي الحُكم) ، و(النَّظِريات السِّيَاسِيَة الإسلاَمِيَة) ، ونحو هذا كثيرٌ يفوق الحصر ...
وهناك بحوث ودراسات شتَّى مُتَّصِلة ببعض جوانب الفقه السِّيَاسِي والإسلاَمِي ، مِثل : (أحكَام الذِّمِيِّين والمُستَأمَنِين فِي دَار الإسلاَم) ،(وَحُقُوق الإنسَان والحِسبَة والعلاقات الدُّولية فِي الإسلاَم سِلمًا وحِربًا) ، وفصول أخرى متناثرة في جميع البلاد الإسلاَمِيَة ، مما لا نحتاج إلى التفصيل فيها .
|