كتاب (الإسلام وأصول الحُكم)
[type=332091]كتاب (الإسلام وأصول الحُكم) :[/type]
من أخطر الكتب الحديثة التي ظهرت في أوائل القرن الماضي ، بعد إلغاء الخِلافَة الإسلاَمِية في تركيا بعام واحد ؛ إنَّهُ كِتَاب (الإسلام وأصول الحُكم) للشيخ علي عبد الرازق ، الذي صدر في إبريل سنة (1925م) ، فأحدث ضَجة على المستويين السِّيَاسِي والدِّينِي معًا ، لأنَّه حمل دعوة لم يقلها أحد من قبل على مدار التَّاريخ الإسلامي .
والفِكرة الرئيسية التي يدور حولها الكِتَاب هي : أن الخِلافَة دخيلةٌ عَلَى الإسلاَم ؛ فهي مَصدَر قهر واستبداد.
ولكي يؤكد فكرته ، قرَّر أن الإسلاَم دين خَالِص وعلاقة بين العبد وربه ، ولهذا فلا صلة له بشئون السِّيَاسَة وَأمُور الدولة ، وهي المقولة التي طارت بها الركبان بعد ذلك . فالإسلام دِين لا دولة ، أي أنَّهُ رسالة روحية محضة ، وأن محمد صلى الله عليه وسلم لَم يسعَ إلى إقامَة دولة ، ولم يَكن جزء مِن رسالته .
هذا ما ورد في كِتَاب (الإسلام وأصول الحُكم) .
وقد اشتَّد الجدل حَول هذا الكتاب وما يحمله من فكر ، منذ ظهوره حتى اليوم . فهوجم مؤلفه من كل ناحية ، ووضعت كتب ومقالات ورسائل في الرَّدِّ عليه ونقض الأفكار التي يحملها . ولم يقف الأمر عند حُدود الرُّدود النَّظَرية ، ولكن الرَّجل حُوكم هو وكتَّابه بواسطة هيئة من كبار علماء الأزهر ، وأصدرت الهيئة حُكمًا إجماعيًا : بأن الكتاب قد حوى أمورًا مخالفة للدَّين ، وقررت إخراج مؤلفه من زمرة العلماء ، ومحو اسمه من سِجلات الجَامع الأزهر والمَعاهد الأخرى ، وفصله من وظيفته ، وعدم أهليته للقيام بأي وظيفة دِينيَّة أو غير دِينيَّة .
وكان سرّ الاهتمام بالكِتاب وخُطورته ، في كونه صَدر من عَالِم أزهري وقَاضِي شرعيِّ ، ولهذا عُني به كل خُصوم الشَّرِيعَة ، وضخموه وأَشادُوا به ، مِن مستشرقين ومُستغربين .
|