تَنظِيم عَلاقَة الفَرد بِربَّه
[gdwl]سابعًا : تَنظِيم عَلاقَة الفَرد بِربَّه :
ثامنًا : أنَّهَا تَضمَنَت بِشكل وَاضِح عَوامِلَ السَّعة والمُرُونَة :
ولذلك وسعت الشَّريعَة الإسلامية العالم الإسلامي كله ، على تنائي أطرافه ، وتجدد مشكلاته الزمنية في وجوه الحياة المختلفة ؛ بما اشتملت عليه من مكانة الأصول التي خاطبة العقل ، ووازنة بين الحقوق والواجبات ، بما أودعها الله تعالى من مرونة عجيبة ، جعلتها تتسع لمعالجة كل جديد ، بغير عنت ولا إرهاق . فهي منذ عصر الصحابة فمَن بعدهم ، كانت القانون المقدس المعمول به في بلاد الإسلام ، إلى أن جاء عهد الاستعمار فاستبدل بها تشريعاه الوضعية ، فأحل بها ما حرم الله ، وأبطل بها ما فرض الله .
تاسعًا : كَونُهَا صَالِحَة لِكُلَّ زَمَان وَمَكَان :
[/gdwl]
[type=83601]فما معنى الشّرع الَّذي تَنطَلِق مِنهُ السِّيَاسَة الشَّرعِيَة ؟:[/type]
إنَّ مَفهُوم السِّيَاسَة الشَّرعِيَة يُطلَق عَلى مَعنَيين :
المعنى الأول: المعنى العام الذي يُراد به تدبير أمور الناس وشئون دنياهم بشرائع الدين؛ حتى لقد عرّف علماؤنا القدامى "الخلافة" أو "الإمامة" بأنها: نيابة عن رسول الله في حراسة الدين, وسياسة الدنيا.
وبهذا المفهوم يكون مصطلح "السِّياسة الشرعية" مرادفًا لمصطلح "الأحكام السلطانية"، أو مساويًا له في المعنى؛ لأنَّها اسمٌ للأحكام والتَّصرُّفات التي تدبَّر بها شئون الدولة الإسلامية في الداخل والخارج، وفْق الشريعة الإسلامية، سواء كان مستند هذه الأحكام نصًّا جزئيًّا خاصًّا متعيّنًا، أو إجماعًا، أو قياسًا، أو كان من القسم الذي من شأنه التغيير بتغيّر المناط أو الاستناد إلى مسلك من مسالك التَّأصيل لِما لم يوقف فيها على شيء من أدلَّة القسم الثابت المتعيّن، كما قال فهد الرشيدي في كتابه (السياسة الشرعية).
المعنى الثاني: المعنى الخاصّ, وهو ما يراه الإمام أو يصدره من الأحكام والقرارات؛ زجرًا عن فساد واقع، أو وقايةً من فساد متوقَّع، أو علاجًا لوضع خاص.
ويقال أيضًا: إن هذا المعنى الثاني للسياسة يتّصل بالعقوبة، وهو: أن السياسة فعلُ شيءٍ من الحاكم لمصلحة يراها.
ومعنى هذا وذاك، أنَّ مصطلح "السِّياسة الشَّرعيَّة" بالمفهوم الخاص يبحث في المسائل التي تتغيَّر أحكامُها تبعًا لتغيُّر مناط الحُكم فيها، أو التي ورد فيها أحكام يُخيَّر وليُّ الأمر أو من ينوب عنه بيْنها تبعًا للمصلحة، بحيث لا يتعيَّن أحدُها على الدَّوام. ومن قبيل ذلك في تراثنا الفكري: ما وجدناه من صنيع ثاني خلفاء الرَّاشدين عمر بن الخطاب من أحكام وأقضية, هي من هذا النوع من السياسة, التي تصرَّف فيها بمقتضى المصلحة.
[marq]تَعرِيف جَامِع لِمُصطلَح "السِّيَاسَة الشَّرعِيَة" :
إذا أردنا الوقوف على تعريف جامع مصطلح "السِّياسَة الشَّرعِيَة" بالمعنى الخاص ، أمكن القول بأنها : "ما صدر عن ولي الأمر من أحكام وإجراءات منوطة بالمصلحة ، فيما لم يرد بشأنه دليل خاص متعين ، دون مخالفة للشريعة .." .
[/marq]
|