قال الشيخ رحمه الله : ودليل الخوف قوله تعالى {فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين } . <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
ودليل الرجاء قوله تعالى {فمن كان يرجو لقآء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً } . <o:p></o:p>
ودليل التوكل قوله تعالى {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين } ، {ومن يتوكل على الله فهو حسبه }
ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين}
ودليل الخشية قوله تعالى {فلا تخشوهم واخشون }
ودليل الإنابة قوله تعالى {وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له }
ودليل الاستعانة قوله تعالى {إياك نعبد وإياك نستعين} ، وفي الحديث" إذا استعنت فاستعن بالله "
ودليل الاستعاذة قوله تعالى " قل أعوذ برب الناس "
ودليل الاستغاثة قوله تعالى{ إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم }
ودليل الذبح قوله تعالى { قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } ، ومن السنة " لعن الله من ذبح لغير الله "
ودليل النذر قوله تعالى { يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً } . انتهى كلامه رحمه الله<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
شرع الشيخ رحمه الله في بيان أدلة كون تلك التي ذكر من العبادات وذكر الخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة ... إلى آخره<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
فما الدليل على أن هذه العبادات التي من صرفها لغير الله جل وعلا فهو كافر ؟ <o:p></o:p>
الأدلة على هذه المسئلة على نوعين : الأول أن يُستدل بدليل يثبت كون تلك المسئلة من العبادة مثل أن يثبت كون الخوف من العبادة أو يثبت كون الرجاء من العبادة ... <o:p></o:p>
فإذا أثبت كونه من العبادات استدل بالأدلة العامة من مثل قوله تعالى { وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً } ، وقوله صلى الله عليه وسلم " الدعاء هو العبادة " ، وغيرها من الأدلة العامة ؛ بأن من توجه بالعبادة لغير الله فو مشرك . <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
والنوع الثاني : خاص وهو أن كل نوع من تلك الأنواع له دليل خاص يُثبت أن صرفه لغير الله جل وعلا شرك، وأنه يجب إفراد المولى جل وعلا بذلك النوع من أنواع العبادة <o:p></o:p>
فقال رحمه الله دليل الخوف : يعني كون الخوف عبادة ؛ هو قوله تعالى { فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين } .<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
فهذا فيه أن الخوف من غير الله منهي عنه وأن الخوف من الله جل وعلا مأمور به
ومادام أن الله جل وعلا أمر بالخوف منه فإنه يصدق عليه تعريف العبادة التي عرفها شيخ الإسلام بن تيميمة رحمه وهي أنها اسم جامع لك ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة . <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
وأيضاً جعل الله تعالى حصول الإيمان مشروطاً بالخوف منه تعالى فقال {وخافون إن كنتم مؤمنين } . <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
وهذا الخوف الذي يجب إفراد الله به ومن لم يفرد الله به فهو مشرك كافر ؛ هو نوع من أنواع الخوف وليس كل أنواع الخوف ؛ وهو خوف السر . <o:p></o:p>
خوف السر أن يخاف غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا ، وهو أن يخاف أن يصيبه هذا المخوف منه وذلك الشيء في نفسه كما يصيبه الله جل وعلا بأنواع المصائب من غير أسباب ظاهرة ولاشيء يمكن الاحتراز منه ؛ فإن الله تعالى له الملكوت كله وله الملك وهو على كل شيء قدير بيده تصريف الأمر ، يرسل ما يشاء من الخير ويمسك ما يشاء من الخير ، يرسل المصائب ، كل ذلك دون أسباب يعلمها العبد . وقد يكون لبعضها لكن هي في الجملة من دون أسباب يمكن أن يعلمها العبد ..<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
فانظروا إلى نصح الشيخ للناس بأن علمهم حقَّ الله في الخوف منه سبحانه !
ثم انظروا إلى مشايخ الطرق الصوفية كيف يعلمون طلبتهم ومريدهم الخوف منهم ومن مشايخهم ومشايخ طرقهم ؛ يعلموهم الخوف والتأدب معهم في غيابهم ..
فهؤلاء يوم القيامة لا يغنون عنهم من الله شيئاً ؛ بل قد يصدق فيهم قوله تعالى {إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيلاً } ، وقوله {بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أنداداً } . وغير ذلك من الآيات التي تنهى عن الشرك ولا تجعل لصاحبه حجةً ولا سائغاً ولا مبرراً . <o:p></o:p>
<o:p></o:p>