عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2008-07-20, 12:27 AM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 2,577
Question هل الإسلام هو سبب التخلف ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ،،<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
جاءنى السؤال التالى :<o:p></o:p>

هل فعلاً ابتعادنا عن الدين هو سبب تخلفنا أم هو شماعة لتعليق أخطائنا عليه؟<o:p></o:p>

وأجيب السائل فأقول : <o:p></o:p>

نعم إن ابتعادنا عن الإسلام هو سبب تخلفنا ، ومن قال هذا فقد أدرك كبد الحقيقة ، ووضع يده على الدواء الذى لا يُعرف إلا إذا عُرف الداء.<o:p></o:p>

وأجد نفسى عند إجابة هذا السؤال أمام حتميتين:<o:p></o:p>

حتمية شرعية وحتمية تاريخية كلاهما تؤكدان أن سبب التخلف هو البعد عن الدين.<o:p></o:p>

والأدلة على ذلك كثيرة أذكر منها من كتاب الله ما يلى :<o:p></o:p>

يقول تعالى : (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) [ الروم ]<o:p></o:p>

حيث يبين سبحانه وتعالى أن ظهور الفساد بشكل عام وشامل ، متخذاً شكل الظاهرة ، سببه الأساسى هو البعد عن الدين وبما اقترفته أيدى الناس من المعاصى ، والمعنى هنا عام وشامل فكلمة الفساد المذكورة فى الآية والتى جاءت معرّفة تشمل كل أنواع وأشكال ودرجات الفساد.<o:p></o:p>

وتفسير هذه الآية الكريمة – بما يتناول موضوع السؤال - يضيق به هذا المقام.<o:p></o:p>

كذلك يقول تعالى : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) [ النور : 55 ] فلن يكون هناك استخلاف فى الأرض ولا نصرة ولا تمكين ولا أمن ولا عزة إلا بتحقيق التوحيد الخالص من كل شوائب الشركيات والبدع.<o:p></o:p>

وتأمل معى مطلع سورة القصص حيث يقول الحق سبحانه وتعالى :<o:p></o:p>

(طسم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى ) <o:p></o:p>

فتأمل هذا النسق الربانى العجيب فى تلك الآيات الكريمات ، حيث يبين الحق سبحانه أن هناك طائفة كانت مستضعفة ذليلة ، يُذبح أبناءهم ويُستحى نساؤهم ، وعندما أراد الله سبحانه أن يمن عليهم ويجعلهم أئمة ويجعلهم الوارثين ويمكن لهم فى الأرض فماذا فعل ؟ ... ( وأوحينا ) فلا نصرة ولا عزة ولا تمكين إلا باتباع الوحى من الله سبحانه وتعالى.<o:p></o:p>

ويقول تعالى : (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ ) [ السجدة : 24 ]<o:p></o:p>

فلا تُنال الإمامة فى الدنيا والآخرة إلا بالصبر واليقين بآيات الله.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
وعندما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ) فلا شك أن دين يصدر عنه مثل هذا القول فإنه دين يستحق الاتباع ففيه التقدم والرقى ، وفى مخالفته الانحدار والتخلف.<o:p></o:p>

ولا أنسى أن أذكر – فى هذا المقام – ما قاله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فاروق الأمة حيث قال : ( لقد كنا أذلة فأعزنا الله بهذا الدين فمن ابتغى العزة فى غير الإسلام أذله الله ).<o:p></o:p>

إن المؤمن الذى يدرك أن الله سبحانه هو العزيز ولا عزيز سواه ، يعلم يقيناً أنه لن يعز أحدٌ إلا بأن يذل نفسه لهذا العزيز ، فمن أذل نفسه لغير الله أذله الله لأذل خلق الله.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ثانياً: الحتمية التاريخية :<o:p></o:p>
أما الحتمية التاريخية التى تؤكد لكل بصير أن أمة الإسلام لم تحقق رقيها إلا بتمسكها بالإسلام ، وأنها لم تتخلف إلا عندما تركت وابتعدت وفرطت فى الإسلام وأنها لن يعود لها ريادتها وسيادتها وقوتها وعزتها إلا بالرجوع إلى الإسلام أنك إذا نظرت إلى حال الجزيرة العربية قبل الإسلام ، وحالها بعد ظهور الإسلام ستجد العجب العجاب.<o:p></o:p>
فماذا كان العرب قبل الإسلام ؟<o:p></o:p>

فدينياً : كان منهم كفار ومشركون وصابئون ويهود ونصارى ، ولكن غلب عليهم الشرك وعبادة الأوثان فكانوا أقل شأناً من اليهود والنصارى وهم أصحاب بقايا كتب ورسالات.<o:p></o:p>

وسياسياً : كانوا على فرق شتى ، فمنهم فريق تابع لمملكة الفرس ، يقدمون فرائض الولاء والطاعة لكسرى ، وفريق تابع لمملكة الروم ، فيقدمون فرائض الولاء والطاعة لقيصر ، وفريق آخر مشتت فى الصحارى والقفار لا قيمة له عند هذين الفريقين ولا اعتبار.<o:p></o:p>

واجتماعياً : كانوا مجرد قبائل متفرقة متقاتلة متناحرة متناثرة فى جزيرة العرب ، فلا تجمعهم دولة ، ولا تقودهم راية.<o:p></o:p>

وثقافياً : لم يؤثر عن هؤلاء كتاب واحد كتب قبل القرآن الكريم ، ولم يكن لهم أى ميراث بشرى فى أى فرع من فروع العلم والثقافة ، اللهم إلا الشعر الذى اندثر منه أكثر مما وصلنا لعدم وجود الكتابة عندهم ، ولولا ما تم كتابته بعد ظهور الإسلام لأصبح هذا الشعر أثراً بعد عين.<o:p></o:p>

وعلمياً : كان سكان جزيرة العرب من أقل البيئات المحيطة بهم علمياً ، فهم أقل من فارس والروم ومن مصر ومن الهند ومن اليونان ومن الرومان ،كل تلك الحاضرات أورثت علماً وثقافةً قبل ظهور الإسلام ، أما جزيرة العرب فلم تقدم شيئاً من هذا القبيل للبشرية ، بل اشتهر عنها أنها أمة أمية لا تقرأ ولا تكتب.<o:p></o:p>

ولكن ماذا بعد ظهور الإسلام فيها ؟<o:p></o:p>

انقلب فيها كل شئ رأساً على عقب ، تكونت منهم أعظم دولة وأقوى إمبراطورية ، بل استطاعت الدولة الناشئة فى غضون سنوات قليلة أن تقضى على أكبر وأقوى إمبراطوريتين فى التاريخ آنذاك ، وأصبحت الجزيرة العربية – لأول مرة فى تاريخها – دولة قوية متحدة منظمة مهيبة الجانب ، واندثرت فيهم عبادة الأوثان وأصبحوا أصحاب كتاب ربانى صحيح ، وأمسكوا بزمام العلوم والآداب والسياسة والاقتصاد ، بل تحول المسلمون إلى حلقة أساسية فى تاريخ تقدم البشرية ،فلولا العلماء المسلمون سواء من الجزيرة العربية أو من خارجها – ممن دخلوا فى الإسلام حديثاً – أقول : لولا هؤلاء ، لاندثر تراث البشرية العلمى كله إلى أبد الآبدين.<o:p></o:p>

حيث نقل المسلمون علوم غيرهم من البلاد المفتوحة ومن اليونان ومصر وغيرها وعكفوا عليه وطوروه وأضافوا عليه حتى أصبحت أصول كافة العلوم المعروفة الآن تنسب إلى علماء المسلمين.<o:p></o:p>

وأخلاقياً : حول الإسلام أهل الجزيرة العربية من مجرد حفاة عراة وقاطعى طريق ومغتصبى نساء إلى أئمة ودعاة وقادة وعلماء أفادوا البشرية ، بل تحولوا إلى مصابيح هى التى قدمت للبشرية كل ما فيه من خير الآن.
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس