الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد :
أيعقل مثل هذا السفه في تلك الأرض الطاهرة .. والبقاع الشريفة :" مكة المكرمة ". مهبط الوحي .. ومهوى أفئدة ملايين من المسلمين ..
ومتى :
في مثل هذه الأوقات ، في وموسم الحج ، و في وقت يرى العالم المذابح التي يتعرض لها المسلمون في بلدي سوريا ، وفي غيرها من بلاد المسلمين .
الهذا الحد رخض الدم السوري عند من ينوي إقامة مثل هذا السفه والعهر .. الهذا الحد انسلخ - او كاد ان ينسلخ - أمير مكة زادها الله شرفا وتعظيماً من امته حتى ما عاد يتألم لآلمنا .. ولا يشعر بما نشعر به من كرب وغربة وضيق .
نعم لقد تخلى العالم الإسلامي - شعوباً وحكومات - عنَّا .
نعم تخلى الجميع عنَّا وبتنا وحدنا نواجه ما نواجهه من ذبح وتنيكل و قتل .
أرجو ممن يقرأ ما اكتب الآن ، أن يوصل كلامي إلى سمو أمير مكة :
لا تبدأ في السفه والفجور من حيث انتهى به النَّاس ..
بلادك يا سمو الأمير بلاد الطهر والعفاف ، فلا تكن أول من سنَّ هذه السُنة السيئة ، حتى لا تنزل تحت قول الله تعالى :[ إنَّا نحن نحيي الموت و نكتب ما قدموا وآثارهم ] . وقول النبي صلى الله عليه وسلم - فيما صحَّ عنه - من حديث جرير بن عبد الله البجلي، رضي الله عنه :" مَنْ سن في الإسلام سنة حسنة ، كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا، ومَنْ سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزرُ مَنْ عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيئًا ". وراه مسلم وغيره .
بلادك يا سمو الأمير بلاد الخير والبركة ، فلا تكن سبباً - بمثل هذا الفجور والمعاصي - في نزع الخير والبركة من هذه البلاد المباركة ، واعيذك وبلادك أن تدخل تحت قول الله تعالى :[ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ].
بلادك يا سمو الأمير بلاد الإسلام والتوحيد ، فلا تكن سبباً لدخول الزغل والزيف على عقيدة التوحيد التي نفاخر بها الدنيا .
بلادك يا سمو الامير ...
بلادك يا سمو الأمير ..
هذا نصحية اسديها إليك يا سمو الأمير من قلب مسلم موحد يقر الشهادتين ، ويغار على بلاد التوحيد أشد من غيرته على أي بقعة اخرى ..
هذا والله أعلم .
أخوكم من بلاد الشام التي تنزف
أبو محمد السوري
__________________
قال الإمام سفيان الثوري رحمه الله :
[ الملائكة حرَّاس السماء .. وأهل الحديث حرَّاس الأرض ].
انظر سير أعلام النبلاء(7/274).
|