(((((((((((((وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )))))))))))))))
منذ عام ١٩٩٣ وهو العام الذي تخرجت فيه من الجامعة
ثم عملت بعدها موظف استقبال بأحد الفنادق
ثم مديرا له
ثم مديرا لأحد مراكز الغطس
ركبت البحر والغواصات والقوارب الزجاجية
وركبت الصحراء بالهامر والجمل
وخالطت بشراً من كل لون وجنس ودين
عملت مترجماً متطوعاً للغة الروسية والانجليزية بشرطة السياحة
درست ادارة الاعمال وحصلت على البكالوريوس
ثم التحقت بكلية الآداب قسم التاريخ وكنت الاول على دفعتي في بعض السنوات
التحقت بالمركز الثقافي الفرنسي والمركز الثقافي الروسي ودرست بعض الوقت بالجامعة الأمريكية
افتتحت محلاً تجارياً أصبح بعد ذلك رقم واحد في مصر في هذا المجال
أخذت وكالة كل الأسماء الكبيرة في مجال الملابس الرجالي والأطفال
سافرت واستوردت وتاجرت
قابلت عشرات الألوف من البشر
انتصرت وانكسرت ،
كثير من الأحزان وكثير من الفرح ، ودهشة دائمة من عبر هذه الحياة
فقدت في الطريق عشرات الأصحاب الذين ماتوا فجأة هكذا
شاهدت بعيني الموت وهو يدخل البيوت والمحلات والمكاتب والسيارات ، يدخل ليضع نهاية الحكاية في ثانية واحدة
شاهدت كيف ألا شيء يستمر ، لا حزن ولا فرح ، لا فقر ولا غنى ، لا هم ولا راحة
شاهدت شباباً لا يملكون قوت يومهم وهم يصعدون في سنة وسنتين إلى أصحاب الملايين
وشاهدت بشوات تعطيهم الدنيا ظهرها في غمضة عين
شاهدت كل ذلك مشاهدة الحاضر المعاين المتأمل
وبعد كل هذه السنوات والتجارب تيقنت يقيناً جازماً :
أن الدنيا لا تستحق
لا تستحق
تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا
(((((((((((((وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )))))))))))))))
خالد الشافعي
|