عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2013-02-19, 08:20 AM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 2,577
افتراضي الإعجاز العددى والإعجاز البيانى وتوظيفهما لبيان القضية الاعتقادية ، مثال من القرآن الكريم

[align=center]
الإعجاز العددى والإعجاز البلاغى وتوظيفهما لبيان القضية الاعتقادية ، مثال من القرآن الكريم
[/align]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ،،
المنافقون صنيعة اليهود. وكلاهما أشد ضرراً على الأمة وعلى الدين من الكافرين. اليهود ثم المنافقين ثم الكافرين. بهذا الترتيب.
اقرأ إن شئت – لتتبين هذه اللطيفة – سور : الجمعة والسورة التى تليها ، سورة المنافقون ثم السورة التى تليها ، سورة التغابن.
ستجد أن الله تعالى قال فى الآية الخامسة من سورة الجمعة وهى الأولى من حيث الترتيب : مثل الذين حُمِّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدى القوم الظالمين .

ثم اقرأ السورة التى تليها ، سورة المنافقون ، ستجد فى الآية السادسة وهى التالية فى الترتيب لآية السورة السابقة ، قول الله تعالى سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدى القوم الفاسقين .

فوصف اليهود فى الآية الخامسة بأنهم ظالمين وأنه سبحانه وتعالى لن يهديهم ، ثم وصف المنافقين فى الآية السادسة من السورة التالية بأنهم فاسقون وأنه لن يهديهم.

وانظر إلى اللطيفة فى وصف اليهود بالظالمين واربطها بقوله تعالى : إن الشرك لظلم عظيم وإلى وصف المنافقين بالفسق. والفسق لغة هو الخروج عن الشئ دون الانفصال الكامل عنه. فسقت التمرة إذا خرجت منها قشرتها بحيث تعلقت بها من جهة دون أن تسقط عنها. وهذا هو نفس حال المنافق ، ظاهره متعلق بالدين وباطنه أبعد ما يكون عنه.

ثم استكمل رحلتك واقرأ سورة التغابن وفى نفس ترتيب الآيات ستجد فى الآية السابعة قول الله تعالى : زعم الذين كفروا أن لن يُبعثوا قل بلى وربى لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير :): ستجد أن الحق سبحانه بدأ الآية بذكر الكافرين ووصفهم بالكفر وهذا لكون الكفر أمر جلى وظاهر فيهم فهم لا يخفونه بخلاف المنافقين. وهذا ابتداء لطيف للآية.
وستجد أن القضية المحورية التى تؤرق نفوس الكافرين هى قضية البعث والحساب بعد الموت.
وهذا أنسب تعبير عن نفسية الكافر الذى يريد أن يعيش حياته وينهل من ملذات الدنيا ويشبع شهواته دون أن يحاسبه عليها أحدٌ لاحقاً.
تأمل الثلاث سور فى ترتيبهن : الجمعة ثم المنافقون ثم التغابن. وتدبر الثلاث آيات فى ترتيبهن : الخامسة ثم السادسة ثم السابعة.

وتأمل معضلة كل فريق : اليهود ومعضلتهم التحريف. والمنافقون ومعضلتهم التعلق بالدين ورغبتهم فى الاستفادة منه. والكافرون وحبهم للدنيا وكفرهم بالبعث والحساب. لتدرك شيئا من ملامح الإعجاز البلاغى المرتبط بالإعجاز العددى فى القرآن الكريم ، ارتباطا غير منفصل وغير مفتعل. وكيف تم توظيف نوعى الإعجاز لخدمة قضية اعتقادية مهمة وفى غاية الخطورة.
ثم ادعُ الله أن يجعلك من أهل القرآن ، أهل الله وخاصته.
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس