| 
				  
 
			
			 خالد صقر يكتب: صراخ يملأ الانترنت والإعلام
 صراخ يملأ الانترنت والإعلام :: إنهم يقتلوننا ، إنهم يذبحوننا ...مؤامرة ضد الشرعية ، خيانة ، انقلاب عسكري ، معركة جمل جديدة...إلخ
 
 أيها (العقلاء) : ماذا كنت تتوقعون - كإخوان أو إسلاميين بشكل عام - من شرطة مبارك وبلطجية العادلي ؟! طيب ماذا أعددتم لذلك ؟! طيب لماذا نزلتم وأنتم لم تعدوا لذلك شيئاً ؟! أي شئ غير هتافات (الشرعية) و (الديمقراطية) و (السلمية) ؟!!
 
 ما هي الشرعية أصلاً ؟! أنتم تقولون أن الشرعية هي التداول السلمي للسلطة ، هذا التداول السلمي الذي دمرتموه بإصراركم على استمرار مرسي وأنتم تعلمون النهاية المغلقة... هذه الشرعية التي كان يمكن إنقاذها إذا دعا مرسي لاستفتاء على انتخابات رئاسية مبكرة من البداية ، وقطع الطريق على العسكر....
 
 دعكم من كل هذا...
 
 ماذا كان يظن (شيخكم) الجهبذ حينما أمركم بالنزول إلى الشوارع والميادين وأنتم تعلمون منذ أكثر من أسبوع أن الجيش قد نوى الانقلاب وأن أمريكا قد أعطته الضوء الأخضر لذلك ؟!
 
 بل ماذا تعلم هذا الشيخ الجهبذ من تجارب الجزائر والسودان و العراق والصومال ؟! بل ماذا قرأ هذا الجهبذ أصلاً في السياسة الدولية ؟! أو من أين يعرف تفاصيل الواقع المعقد الذي صنعته أمريكا في الوطن العربي و مصر بخاصة ؟!
 
 طيب دعكم من الشيخ الجهبذ...
 
 أين كانت عقولكم : وأنت شاهدتم ماذا حدث لكم في العباسية وغيرها في حال مواجهة الجيش والشرطة بشكل عام ؟! أين كانت عقولكم وأنت تستفزون كل الأجهزة الأمنية والسيادية في مصر بالهراء والسخف الذي كنتم تفعلونه في اعتصاماتكم ؟!! مواسير بلاستيك و عروض كراتيه بلهاء و أناشيد جهادية !!! والله أني أمتلئ بالأسى والحسرة على هذه العقول !
 
 دعكم من العقول..
 
 ماذا كنتم تظنون أنكم ستحصلون بكل ذلك ؟! هل تظن مثلاً أنه حين يصل عدد ضحاياكم إلى ألف ، سيتنزل فجأة ملك من السماء ليعصف بالجيش وأمريكا ؟! من أجل جهادكم المقدس في سبيل (الشرعية الدستورية) و (الخيار الديمقراطي) ؟!
 
 أين الـ80 سنة دعوة ، والـ40 سنة علم ، و القنوات الفضائيات التي (نشرت الخير) و (فتحت قلوب الناس) .. ؟!!
 
 لماذا دمرتم هذه الفرصة التاريخية ؟! ومن أجل من ؟! ولماذا استعديتم المجتمع ضد المتدينين ؟! هذا المجتمع ، الذي كان من المفترض أن يكون مخاطباً بدعوتكم لا خصماً لكم في ميادين السياسة والسلطة !!
 
 هل ستتوقفون عن تعليق مسئولية ما حدث على شماعة (المؤامرة) و (الجريمة) و (الخيانة) ، وتنتبهون إلى موطن الفساد في سعيكم و فكركم ؟! أم أن الستة عقود القادمة ستكون نسخة من الستة عقود الماضية ؟!
 
 اللهم إني قد بلغت ، اللهم فاشهد.
 
 
				__________________«ولو أنّا كلّما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأ مغفورًا له، قمنا عليه، وبدّعناه، وهجرناه، لما سلم معنا لا ابنُ نصر، ولا ابنُ منده، ولا من هو أكبرُ منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحقّ، وهو أرحمُ الراحمين، فنعوذُ بالله من الهوى والفظاظة»
 [ الذهبي «سير أعلام النبلاء»: (14/ 40)]
 |