جزاكم الله خير
الشيخ ابن جبرين رحمه الله يرئ ان الغضب اشد اثرا واشد عقوبة من اللعن
قال رحمه الله
تعرفون أن اللعن هو : الطرد والإبعاد من رحمة الله ؛ الطرد والإبعاد ، وأما الغضب فهو : سخط الله تعالى على العاصي الذي يؤثر أنه إذا غضب عليه فإنه يلعنه ويعذبه وزيادة ؛ ورد في حديث قدسي أن الله يقول : " إذا أطعت رضيت ، وإذا رضيت باركت ؛ وليس لبركتي نهاية ، وإذا عصيت غضبت ، وإذا غضبت لعنت ؛ ولعنتي تبلغ السابع من الولد ".
فأخبر بأن من آثار الغضب اللعن ؛ فدل على أن الغضب أشد أثرا وأشد عقوبة من اللعن ؛ لأن من غضب الله عليه ؛ فإنه يستحق العذاب ؛ يعذبه إلا أن يتوب أو إلا أن يشاء الله .
ذكر الله الغضب في العصاة ونحوهم ، وذكره في اليهود كقوله : " فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ " يعني: أنهم رجعوا بغضب من الله على غضب ، "وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ ".
وسماهم المغضوب عليهم في سورة الفاتحة : " غَيْرِ الْمَغْضُوبِ " ؛ وذلك بيان لعظم ذنبهم وعظم ما اقترفوه .
ثم كذلك أيضا اللعن والغضب ، جمع بينهما في حق القاتل عمدا، بدأ بالغضب في قوله تعالى : "وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا " وجمع بينهما في حق المنافقين والكفار في قوله : " وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ".
فعرف بذلك أن الغضب ؛ أنه أشد من اللعن ؛ لأن اللعن من آثار الغضب .
ومن آثار الغضب العذاب : عذاب أليم ، عذاب النار ، وعذاب الدنيا ، وعذاب البرزخ ؛ كل ذلك من آثار غضب الله تعالى على من غضب عليه .
http://www.ibn-jebreen.com/book.php?...53&subid=32228
__________________
ما كان لله دام واتصل *** وما كان لغيره انقطع وانفصل
|